المواجهة الحضارية لظاهرة الإرهاب.. من هنا نبدأ

الأربعاء 31/يوليو/2019 - 12:49 م
طباعة المواجهة الحضارية روبير الفارس
 
يعد كتاب "المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب" الذى صدر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب.
 ويقع في 94 صفحة من الحجم الصغير .
من الكتب المهمة في طرح علاج قضية مواجهة الإرهاب التى أصبحت تهدد الجميع على المستوى المحلى والعالمى أيضًا، وتناول  مؤلف الكتاب نقاط قوية  مثل فكرة الأديان الأساسية وعلي راسها الاسلام  تكمن فى حماية دم الإنسان، وعرضه، وماله.
ومؤلف الكتاب الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أكد أن كتابه جاء كمحاولة للتنوير، ومواجهة الأفكار المسمومة، لمن حكموا أنفسهم أوصياء للدين، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بواسطة الاقتراب من تلك الأفكار الأساسية المغلوطة مؤكدًا على أن الأديان كلها بما فيها الدين الإسلامى، جاءت للإنسانية جمعاء، متفقة فى المقاصد التى لا تؤدي إلا للخير.كما أشار إلى تعدد معانى الألفاظ فى اللغة العربية، معتبرًا هذا يؤكد على استحالة تفسير النص القرآنى تفسيرًا أحاديًا، ومن هنا نعلم جيدًا أن القرآن الكريم حمال أوجه وتتعدد تفسيراته، وهو ما يصر أوصياء الدين على إخفاءه، واشار الي  اهمية التنافسية فى الخير بين بنى الإنسان على اختلاف دياناتهم، مستندًا للآية الكريمة التى يقول الله سبحانه وتعالى بها: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ  فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ  وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا  وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ  إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة الآية 48، واكد الكتاب علي  أن القرآن الكريم هو فى حقيقة الأمر كتاب هدى ونور، وليس كتاب قانون أو دستور، لأنه حَمَّال أوجه كما وردت الإشارة مسبقًا.


المواجهة الحضارية
تعريف الارهاب 

تطرق الكتاب الي تعريف الارهاب وقال المؤلف ان الاطلاق العام للارهاب  فالمراد به مطلق التخويف وبث الفزع والرعب ومع هذا المنطلق العام لحقيقية الارهاب فانه يمكن توسيع قاعدته لتشمل صنوفا وانواعا مختلفة وذلك بالنظر الي اليته او وسيلته التى قد تكون فطرية او نفسية او اجتماعية او اقتصادية او سياسية او قانونية او عسكرية او الحرابة وقطع الطريق وبيانها كمايلي 
-الارهاب الفطري ويكون بتقوي الله وخشيته 
-الارهاب النفسي ويكون بتوجس النفس واهتزازها مما تتوهم الخوف منه
-الارهاب الادبي ويكون بشفرة سيف الحياة 
-الارهاب العرفي  ويكون بتسييد التقاليد 
-الارهاب الاجتماعي ويكون بضغوط الروابط الاسرية 
-الارهاب الاقتصادي ويكون بالالتزامات المالية 
-الارهاب السياسي ويكون بالانتباذ الحزبي محليا وبالعزلة الدولية خارجيا 
-الارهاب القانوني ويكون بتفصيل القانون لملاحقة المطلوبين 
-الارهاب العسكري ويكون باعلان الحرب والقتال 
-والارهاب بالحرابة والافساد ويكون مستور المصدر ويخفي المنفذ هويته ويحرص علي التخلص من نفسه عندما يظن الامساك به ولا تقل جريمته عن احداث القتل الجماعي بغدر ووحشية الحرق والدهس والتفخيخ والتمثيل وهو اقبح انواع الارهاب البشري حتى جعله الله محاربة له 
-الارهاب الخاص
ويقول الكاتب اما الاطلاق الخاص للارهاب  فقد تدرج بحكم ممارسة اصحابه ورصدنا لاخبارهم الي ثلاثة مستويات مع تقدم الزمن 
المستوي الاول – احداث القتل غيلة في صفوف النظام الحاكم الذي نصبوه الخصومة والعداوة للثار من بعض تصرفاته ولي ذراع السلطة في مساومتها لتحصيل مكاسب تكمينية اكثر للادارة الارهابية 
المستوي الثاني  احداث قتل وتدمير غيلة في صفوف النظام الحاكم او مواطنيه او مستامنيه او منشاته المدنية والامنية في داخل الدولة او خارجها لتعرية النظام الحاكم امام شعبه واظهار عجزه عن حمايتهم بهدف سياسي وهو الاستيلاء علي السلطة والحكم 
المستوي الثالث  -احداث القتل الوحشي العشوائي في صفوف المدنيين ورجال الامن والاكثار من الاغتيالات للشخصيات البارزة في الدولة واشاعة الفوضي في المؤسسات المدنية وبث الفتنة بين افراد الشعب وطوائفه ونشر روح الياس بين الشباب واطفاء كل بوادر الامل الواعدة لهزيمة الشعب نفسيا فيما يعرف مؤخرا بحروب الجيل الرابع التى تهدف الي اسقاط الدولة 
المواجهة 
قدم الكتاب عدة اساليب لمواجهة الارهاب ومنها المواجهة الشعبية بضوابطها الحضارية للارهاب 
ويقول الكاتب اذا ثبتت انسانية الاسلام  فانه يترتب عليها نتائج مهمة منها مايلي 
اولا لم يعد هناك وجه لاوصياء الدين وتجاره ان يجعلوا من الاسلام شعار للعصبية او الطائفية التى تقود اتباعها او تسخرهم في معادة اعدائهم لان دين الله لا يعادي اجدا بعينه ولا ينصر احدا بذاته وانما يبلغ الناس رسائل الله فيما يتعلق بذاته المقدسة  وينتهي دور امناء الدين بابلاغ الناس تلك الرسائل ليكونوا اسيادا في الايمان وعدمه ويكون المؤمن سيدا في قراره الديني 
ثانيا – انه لم يعد لاحد من الفقهاء مهما بلغ علمه ان يزعم امتلاكه الحقيقية المطلقة وانما عليه ان يمتثل لقول الامام الشافعي " قولي صواب يحتمل الخطا وقول غيري خطا يحتمل الصواب " ولا يمنع الدين الناس علي مسوليتهم من حق التوافق ببشريتهم علي اختيار وجه فقهي معين يلتزمون به في صورة قانون او ان يتركوا المسالة بوجوهها الفقهية لحرية الاختيار وبهذا تسقط فكرة السلطة الدينية او المرجعية الدينية في الاسلام ليتحصن الناس من الاستعباد بكل صورة وخاصة الاستعباد باسم الدين 
 ثالثا ان السلطة الدينية عنوان علي الدين والانسانية  ويتضح ذلك ممايلي 
-اما وجه معاداة السلطة الدينية للدين فمن حيث اقصائها له والحلول مكانه بما يهدم رسالة الدين التى جاءت تحرر الانسان من عبوديته لغير الله وبدون واسطه 
-اما وجه معاداة السلطة الدينية لللانسانية فمن حيث تنصيب اعضائها او صياء علي الاخرين وفتح باب الفساد الاخلاقي بالمال وغيره لمسالمة تلك السلطة  كما ان السلطة الدينية ستحول دون الابداع الانساني في تجديد الاجتهاد من النصوص
-ان الحاجه الي سلطة قضائية وقانونية بشرية ضرورة لاقامة العدل بين الناس 
-ان مواجهة الارهاب مسئولية الشعب بمؤسساته الحضارية بالنظر الي صفة المواطنة وليس بالنظر الي دين المواطن فالدين متعدد في الوطن الواحد واستغلاله في مواجهة الارهاب سيؤجج العصبية و الطائفية التى قد تتطور الي حرب اهلية ثم ان العلاقة في الدين قاصرة بين العبد وربه وتقوم علي النوايا المستورة عن اعين الاخرين لخصوصية اطلاع الله عليها فلا تصلح ان تكون اساسا لعمل تنظيمي انساني  اما المواطنة فصفة واحدة لكل ابناء الشعب وتقوم علي تنظيم الحقوق والواجبات الظاهرة التى تدخل في الاختصاص البشري وعلاقتها متعدية بين افراد الشعب كالشركاء المتضامنين الذين لهم حق اختصاص اصول الشركة كما انهم متضامنون في تحمل ديونها واخطارها .اما المؤسسة الدينية ان صح التعبير فتقوم علي تعليم النصوص وشروحها واستنبا طتها  الفقهية ورعاية المجتهدين والمجددين في تطبيقاتها مما يجعلها مؤسسة علمية لادينية 

شارك