خبير في الشأن الصيني: الحكومة الصينية تساعد في القضاء على خطر الإسلام السياسي

الثلاثاء 06/نوفمبر/2018 - 05:46 م
طباعة خبير في الشأن الصيني: أحمد صوان
 
قال الدكتور أحمد السعيد، الخبير في الشأن الصيني، في حوار خاص للبوابة نيوز، الثلاثاء 6 نوفمبر 25018، إنه عندما ظهر تنظيم "داعش" انضم إليهم ما يقرب من 3 آلاف صيني من مسلمي الويغور ثم اختفوا بعد ذلك؛ ولفت إلى أن ذلك يُسبب ذلك قلقًا كبيرًا للحكومة الصينية "فلو ظهر هؤلاء داخل الصين سيقومون بمئات العمليات الانتحارية في المدن وغيرها وسيهددون الاستقرار الداخلي"، حسب قوله.
وأضاف السعيد في تصريحات خاصة "الحكومة الصينية ترى أن الحل الوحيد هو التعاون مع الدولة الوسطية التي لديها مشاريع لمكافحة الإرهاب، وبما أن منبع كل حركات الإرهاب الديني هو النزاعات في الشرق الأوسط لذلك فإن التعاون مع دول الشرق الأوسط للقضاء على هذه الجماعات الدينية المُسلحة سيُساهم في إنهاء مشكلة الجماعة الإسلامية المسلحة في الويغور والذين يتجاوز عددهم أكثر من 25 مليون صيني".
يُشير السعيد إلى أن هذه المصلحة المشتركة في مواجهة العنف الديني المُسلح دفعت مسؤول صيني للقول خلال زيارة إلى مصر  في وقت سابق "نحن والعالم العربي في مركب واحد"، فرغم عدم وجود قرب جغرافي، لكن الصين لديها الكثير من المواطنين المسلمين في إقليم شينغجيانغ ذاتي الحكم لقومية الويغور، يقول السعيد "هؤلاء أزمتهم الحقيقية في أنهم يقطنون إقليم هام للغاية بالنسبة للدولة الصينية، واستقلالهم يهد كيان الدولة كلها؛ لكن بالطبع المسالمين منهم مظلومين في أشياء كثيرة بسبب أصحاب الحركات المُسلّحة والدعم الدولي الذي يتلقونه من ألمانيا والولايات المتحدة بهدف منحهم الاستقلال".
يشرح السعيد سبب مشكلة الويغور فيقول "من سوء حظ الويغور أنهم في منطقة لديها حدود خارجية مع سبع دول، وهي تقريبًا نصف حدود الصين وفي نفس الوقت تُمثّل خُمس مساحة الصين، وغنية بالثروات التي تحتوي على ما يقرب من 70 أو 80% من الموارد الطبيعية للبلاد أهمها البترول والفحم. الآن تكوينها ديموغرافيًا تغير وأصبح نصفهم من الخان والنصف الآخر من الويغور. من الصدفة أنهم مسلمين، في الحقيقة الصين لا تضطهد المسلمين ولكن لديها مشكلة مع عرقية لديها فئة كبيرة ترغب في الانفصال، فنفس الوضع الذي تتعامل به الحكومة مع الويغور يحدث في إقليم التبت، الذي يدين سُكانه بالبوذية وهي الديانة الأكبر في الصين، كلاهما يتعرض لنفس الإجراءات الأمنية الصينية للحفاظ على وحدة الدولة".
الصين بها 10 أقليات مسلمة، أكبرهم هم الخوي، وهم صينيون تمامًا ولهم منطقة حكم ذاتي، ولهم في كل شارع مسجد مفتوح طول اليوم، ولديهم الحق في الاعتكاف، وأغلب الشيوخ من كبار السن يذهبون دومًا لحفظ القرآن ومن حقهم تداول الأطعمة الحلال، ومعاملتهم أفضل عشرات المرات من الويغور لأنهم لا يُسببون أي مشاكل "لكن فكرة محاولة الاستقلال لدى الصين غير قابلة للنقاش لأسباب سياسية كثيرة جدًا، لذلك يستخدم الغرب الويغور من أجل الضغط على الصين في قضايا أخرى ويتجاهل أن النزاع يكون أحيانًا شبه مسلح من جانب الويغور"، لافتًا  إلى أنه في عام 2015 دخل اثنين من الانتحاريين ينتمون إلى الويغور واحد من قطارات المترو وأخرجوا سيوف وبدأوا في قتل من حولهم "فلو لم تكن هناك مشكلة الإسلام السياسي المتطرف فذلك سيُقلل كثيرًا من الدعم الذي يتلقوه".

شارك