ناشط أحوازي: نظام خامنئي أطلق الرصاص على قدميه

الإثنين 18/نوفمبر/2019 - 01:19 م
طباعة ناشط أحوازي: نظام علي رجب
 
يشهد الشارع الإيراني تظاهرات واسعة بعد رفع نظام الملالي أسعار البنزين في البلاد بنسبة 300%، في موجة جديدة تهز عرش المرشد علي خامنئي، وقد تكون بداية لسقوط النظام.
ويرصد «المرجع» في حواره مع نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان طه الياسين، سيناريوهات حراك الشارع، وردود أفعال النظام.
* كيف ترى التظاهرات؟
كل السيناريوهات مفتوحة، سواء كان بتمدد الاحتجاجات واستمرارها أو بقدرة النظام على قمعها بطرق عدة، منها التضحية بأوراقه باكرًا، والتراجع عن رفع أسعار البنزين وخفضها لسعر ما قبل الاحتجاجات، وتقديم الهدايا للمحتجين بهدف إسكاتهم، أو عبر طرح ورقة الإرهاب لقمع صراخ الجائعين.
لكن الأكيد أن استمرار الاحتجاجات وتحولها إلى ما يشبه الانتفاضة سيهز صورة إيران في المنطقة، ومن شأن تداعيات ذلك أن يغير الخريطة السياسية في العراق ولبنان ولا ننسى اليمن أيضًا.
* هل تظاهرات البنزين تكرار لتظاهرات 2009 و2017 أو تختلف؟
غالبية المراقبين والمحللين قارنوا الاحتجاجات الحالية بحوادث عام 2009 التي انتهت لصالح النظام، فالسابقة أتت إثر أزمة دستورية واتهامات بسرقة أصوات المرشحين لرئاسة الجمهورية، وكان لها قادة بشكل مباشر، وحركتها اقتصرت على العاصمة طهران، أما الاحتجاجات الحالية فهي انتفاضة جياع، وهذه المرة ستكون احتجاجات لا رجعة فيها أعتقد ذلك؛ لأن الناس سئمت الوضع المتدهور، والذى يزداد تدهورًا يومًا بعد يوم، بينما في عام 2009 كانت مجرد تحركات احتجاجات على سرقة أصوات مرشحين لرئاسة الجمهورية، فخرج مقابلهم من يعتبر أن أصواتهم لم تُسرق، وبالتالي شهد الشارع انقسامًا، كما اقتصرت الحركة حينها على العاصمة طهران، بينما حاليا تمتد في مناطق عدة.
* هل يمكن القول إن أسعار البنزين أشعلت رماد الثورة؟
ما فعله قرار نظام المرشد الإيراني مثل رجل أشعل النار في نفسه أو أطلق الرصاص على قدميه، خرج الشارع الإيراني في كل المدن ليعبر عن رفضه لرفع الأسعار على المحروقات، والذي يؤدي لارتفاع أسعار المواد الغذائية، وخرج أبناء الأحواز بتظاهرات كبيرة احتجاجًا على قتل الشاعر الأحوازي حسن الحيدري على يد الاستخبارات الإيرانية، واستمرت هذه الاحتجاجات ليومين، وراح ضحيتها عدد كبير من الشباب الذين اعتقلتهم السلطات، ولا يُعرف مصيرهم حتى اللحظة.
وهذه الاحتجاجات اشتعلت في مناطق أخرى كبلوشستان وكردستان وأذربيجان والأحواز، واتسعت رقعتها بعد إعلان النظام رفع أسعار الوقود، وآخر الأخبار التي وصلت لنا نحن المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان لحظة كتابة هذا التقرير، أن هناك إطلاق رصاص حي على المحتجين، ووقوع جرحى، واستشهاد أكثر من أربعة أحوازيين من مدينة المحمرة، ومن بين هؤلاء الشهداء ميثم عبد الوهاب المنيعات، والشهيد خالد التميمي.
* نشهد عمليات استهداف للمتظاهرين بالرصاص الحي، هل القمع بالقوة والرصاص سيكون مصير الحراك الإيراني؟
نعم، بدأت قوات الحرس الثوري في قمع المتظاهرين منذ البارحة عند اندلاع الاحتجاجات، ومازلنا في بداية التظاهرات، وهناك سقوط لأكثر من خمسة شهداء، إذن فالحرس الثوري ينوي قمع التظاهرات بالنار والحديد، ولا يهمه عدد الجرحى أو الذين يُقتلون في المدن من المواطنين، ما يهمهم أن يستمروا في الهيمنة على الحكم، والبقاء في السلطة.
* ما أكثر السيناريوهات توقعًا لحراك الشارع الإيراني؟
إذا لم يسقط النظام الإيراني بسرعة فإن قدسيته انتهت بالتأكيد، خصوصًا عندما مزق المتظاهرون العلم الإيراني، وصور خامنئي، ودهسوها تحت اقدامهم.
هذا النظام لا يملك شعبية أو رصيد في إيران، لا من القوميات ولا حتى من الشيعة الذين يدعي أنه يناصرهم ويقف معهم، ونحن نشاهد ونتابع احتجاجات وانتفاضات العراق ولبنان، كل أموال النظام أنفقت على دعم الإرهاب، وترك الشعب طيلة 40 عامًا جائعًا، لذا لا رجعة في الانتفاضة، وستصل إلى نتائج كبيرة إذا لم يسقط النظام وموضوع ولاية الفقيه، فإيران مقبلة على فوضى، ونهاية هذه الفوضى تفكك البلد إلى دول للعرب، والأكراد، والبلوش، والأذريين وغيرهم.
* كيف ترى خروج الشعوب الفارسية وغير الفارسية في حراك الشارع؟
أرى أن الجوع وحد الجميع ضد هذا النظام، جميع الشعوب في إيران تطالب بحقوقها إن كانت هذه الحقوق معيشية أو سياسية، وهذا النظام مازال يعيش في القرون المتخلفة، ولا يريد إعطاء الشعوب حقوقه، لكنهم بوحدتهم -أقصد الشعوب- سينتزعونها من الملالي ومن خامنئي تحديدًا وإن اقتضى الأمر بالقوة.

شارك