الشيخ أحمد سلمان.. العمامة الشيعية تظهر على التلفزيون الرسمي التونسي! (فيديو)

الجمعة 17/يناير/2020 - 02:48 م
طباعة الشيخ أحمد سلمان.. علي رجب
 

في تطور جديد وملف داخل المجتمع التونسي،  استضافة لأول مرة في تاريخ التلفزيون الحكومي التونسي معمما شيعيا للحديث عن تاريخ التشيع في تونس والصراع السني الشيعي، والتشيع الإيراني، مما اثار لغطا كبيرا في تونس واتهام البعض لمقدم البرنامج بنشر التشيع في البلاد.

المعمم الشيعي البحريني الشيخ أحمد سلمان مؤسس مركز أهل البيت للبحوث والدراسات، حل ضيفا في برنامج للتاريخ مع الإعلامي برهان بسيس الذي يذاع على القناة التاسعة التونسية الحكومية، لأول مرة في تاريخ تونس.

واعتبر الشيخ  أحمد سلمان، على صفتحه على "الفيس بوك"  لقائه على قناة التلفزيون التونسي، حدثا تاريخا، فلأول مرة يستضيف التلفزيون الحكومي التونسي معمما شيعيا.

وتمحور موضوع اللقاء الذي اذيع  يوم  6 يناير الجاري، حول التشيّع في تونس تنوع مذهبي أصيل أم فتنة إيرانية؟ .

واستهّل بسيّس اللّقاء بمناقشة القضايا التي تحيط بمسألة التشيّع في تونس والتنوّع المذهبي الذي يمثّل نقطة احتراز.

عالم الدين والمدرّس بالحوزة العلمية الشيعية أحمد سلمان افتتح حواره مشيرا إلى أنّه على الرّغم من أنّ العالم يعيش في القرن 21 ولكنّ عقول البشرية لازالت تعيش في عهد القرون الوسطى. 

الدولة الدينية

وأضاف مؤسس مركز أهل البيت للبحوث والدراسات أنّ نظريّة  الدولة المدنيّة التي تنظر إلى الإنسان كمواطن فقط بغضّ النظر عن أيّ انتماء آخر سواء كان انتماء ديني أو مذهبي أو طائفي أو عرقي، هي النظريّة التي من المفترض أن ترسّخ في عقل كلّ فرد في كلّ دول العالم. 

وبيّن المعمم الشيعي  أنّ رواسب الدّولة القديمة الغير حديثة مازالت تسكن في العقول ''لازالت الدولة الدينيّة حاضرة في العقول''. 

وقال "للأسف عندما نتحدّث عن الإسلام نظن أنّ له قراءة واحدة وبمجرّد الحديث عنه يتبادر لذهن الإنسان القراءة السلفيّة للإسلام أو القراءة التي قدّمت نماذج سلبيّة''، بهذه العبارات أشار أحمد سلمان إلى ''حساسيّة'' الفرد اليوم من الإسلام وحسب تقديره هذا النفور ناتج عن سوء الفهم.

 وأوضح أنّ الإسلام فيه أكثر من قراءة على غرار القراءة الشيعيّة ''المسكوت عنها''، والتي أُبعدت من الساحة الفكريّة الثقافيّة، وفق تصريحه. 

وأضاف أنّ قضيّة نظام الحكم في الإسلام ككلّ خاضعة لعدّة اجتهادات بشريّة في الدّين، وبيّن أنّ مسألة الحكم في الوسط الشيعي لها العديد من الأوجه للقراءة.



الصراع السني الشيعي 

وأتبع أنّ الإقتِتال السُنّي الشيعي هو إقتِتال سياسي بدرجة أولى أُستُعملت فيه ورقة الدين، وأكّد أنّ الدين هي ورقة تُستعمل في الحروب السياسيّة، قائلا ''الدين ليس إلاّ ورقة أُستُعملت لإذكاء صراعات سياسيّة قائمة''.

مؤسس مركز أهل البيت للبحوث والدراسات في تونس ، أكّد أنّ التعدّد والتنوّع المذهبي أو الديني أو الثقافي هو ''مكسب''، كما أنّ المجتمعات التي تعيش حالة التنوّع  وتعيش حالة عدم التجانس الديني أو المذهبي أو الثقافي يمثّل ذلك خليط إثراء للسّاحة الفكريّة والعلميّة. 

واعتبر أنّ الدول الأوروبيّة تعيش في حالة سلم داخلي لأنّها كرّست مبدأ المواطنة واحترام كلّ الحريّات والمعتقدات، ولكنّ العرب يعيشون بفكرة ''الإقصاء الآخر وهي أساس التطرّف''. وأشار إلى أنّ تونس على مرّ التاريخ كانت ثريّة جدا بالمذاهب والأديان ولازالت كذلك. 


لُفظ التشيع سياسيا 

أحمد سلمان أفاد أنّ التشيُّع لم يتمّ إقصاؤه إجتماعيا بل لُفظ سياسيا، وأتبع أنّه يستغرب من النُخب والأكادميّين التونسيّين الذّين تحدّثوا عن محاكم التفتيش التي كانت في أوروبا في العصور الوسطى بينما لم يتحدّث أيّ واحد منهم عن محاكم التفتيش التي أُقيمت في تونس في القرن الخامس للهجرة.

 وأوضح أنّ في تلك الفترة أُقيمت مذابح كبيرة جدا، ومحاكم تفتيش قادها بعض الفقهاء والعلماء وتمّت إبادة آلاف الشيعة. 


التشيع في تونس:

وقال أحمد سلمان حواره مع الإعلامي برهان بسيّس مؤكّدا أنّ التشيُع أصيل في تونس ودخل إليها مع دخول الإسلام، وهذا المذهب قبل به أهالي تونس منذ قرون ولكنّ المشاكل السياسيّة هي التي ولّدت حواجز بين الإنسان العادي والتشيُّع، على حد قوله.

لا يعلم تحديدا عدد الشيعة في تونس اليوم لكن بعض الاحصائيات تقول انهم يصلون الى المائة الف شيعي في كامل انحاء الجمهورية ويقول عبد الحفيظ البناني في كتابه مدخل الى تاريخ التشيع في تونس ( صدر سنة 2009 في ايران) انه لا يعرف عدد الشيعة تحديدا في تونس بسبب حالة الخوف والاضطهاد التي عاشوها طوال تاريخهم هذا فضلا عن اعتمادهم على مبدإ التقية بطريقة مبالغ فيها والتقية هي في الادبيات الشيعية اخفاء المعتقد خشية التعرض للضرر المادي.

شارك