محاولات أمريكية لعودة طالبان إلى المسار السياسي

الأربعاء 06/مايو/2020 - 01:31 ص
طباعة محاولات أمريكية لعودة حسام الحداد
 
أكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، مساء الثلاثاء 5 مايو 2020، أن حركة طالبان الأفغانية لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق جرى توقيعه العام الجاري.
وقال إسبر، للصحفيين، حينما سئل عما إذا كانت طالبان تفي بالتزاماتها: "لا أعتقد أنهم كذلك"، مضيفا أنه يعتقد أن الحكومة الأفغانية لا تفي أيضا بالتزاماتها.
وأوضح إسبر أن الحكومة الأفغانية وطالبان "بحاجة إلى أن ينخرطا معا ويحرزا تقدما وفقا للبنود الموضوعة"، على الرغم أن الحكومة الأفغانية لم تكن طرفا في الاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة.
وبعد محادثات مطولة مغلقة، وقعت طالبان وواشنطن اتفاقا في فبراير/شباط؛ للحد من العنف والتحرك نحو إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية.
وفي الفترة الأخيرة تزايدت هجمات حركة طالبان، الأمر الذي يضع مزيدا من العراقيل أمام الاتفاق السياسي المبرم.
يذكر ان الجيش الأمريكي في أفغانستان، حث حركة طالبان السبت الماضي إلى "العودة للمسار السياسي" في وقت تصاعد العنف الذي يهدد مسار السلام المأمول في أفغانستان.
في رسالة من صفحتين، قال المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان العقيد سوني ليجيت إن على "كل الأطراف" ضبط النفس لتجنب المزيد من سفك الدماء.
وأضاف في الرسالة الموجهة إلى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أنه "في حال لم يخفض العنف، حينها نعم ستكون هناك ردود".
وتابع "على جميع الأطراف العودة أيضاً إلى المسار السياسي (...) يجب أن يجلس الأفغان الآن ويبدأون نقاش مستقبل أفغانستان معاً".
وجاءت الرسالة عقب توجيه الجنرال سكوت ميلر قائد قوات الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان، تحذيراً لطالبان من التداعيات المحتملة لاستمرار العنف في 28 أبريل الماضي.
بموجب الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان الموقع في 29 فبراير/شباط الماضي، التزمت الحركة المتمردة ببدء محادثات سلام مع حكومة كابول عقب إجراء تبادل للسجناء.
مقابل ذلك، تغادر القوات الأجنبية البلاد في غضون 14 شهراً من توقيع الاتفاق.
ووافقت الولايات المتحدة على وقف مهاجمة طالبان لكنها احتفظت بحق دعم القوات الحكومية عسكرياً في حال تعرضت لهجوم.
والتزمت طالبان شفاهياً بتقليص العنف بنسبة تصل إلى 80%، وفق ما أفاد ليجيت، وتعليق الهجمات في المناطق المدنية. لكن عوض ذلك، قال العقيد الأمريكي إنه حصلت "زيادة كبيرة" في العنف.
وفي حين أوقفت طالبان مهاجمة قوات التحالف في المدن، عادت بمجرد توقيع الاتفاق لاستهداف القوات الحكومية بمعدل 55 هجوماً في اليوم، وفق ما يقول مسؤولون أفغان.
في الأثناء، تعطل تبادل السجناء عقب رفض الحكومة إطلاق سراح أعضاء متشددين من طالبان تقدر أنهم سيعودون للقتال.
وفي رد موجز على رسالة ليجيت، اعتبر ذبيح الله مجاهد أن الولايات المتحدة تصدر "تصريحات استفزازية".
وأضاف المتحدث باسم طالبان على تويتر "نحن ملتزمون من جانبنا، أوفوا بالتزاماتكم".
وتابع: "الهجمات تولد هجمات بينما يؤدي ضبط النفس إلى ضبط النفس. إذا لم يكن من الممكن تقليل العنف.. ستكون هناك ردود".
وكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يريد سحب جيش بلاده من أفغانستان، فيما يعتبر خبراء أن طالبان تدرك أنها ما لم تستهدف القوات الأمريكية والأجنبية فإن تداعيات مهاجمة القوات الحكومية ستبقى محدودة.
وشنت طالبان ما يزيد على 4500 هجوم منذ توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات اطلعت عليها رويترز.
وأكثر المناطق تضرراً هي تلك التي تسجل أكبر عدد لحالات الإصابة بفيروس كورونا الآخذ في الانتشار سريعاً بأنحاء البلد الذي تمزقه الحرب.

شارك