طلعت رضوان يرصد العلاقة بين توكل كرمان وخليفة الإرهاب أردوغان

الثلاثاء 12/مايو/2020 - 11:08 ص
طباعة طلعت رضوان يرصد العلاقة روبير الفارس
 
أعلنت توكل كرمان اليوم عن سفرها لتركيا ويبدو أنها سوف تنضم لقائمة الإرهابيين الذين يرحب بهم أردوغان  ويمنحهم كل المساحات الأزمة للخراب ونشر الفتن والطائفية وفي هذا التوقيت كتب المفكر الكبير طلعت رضوان  يرصد هذه العلاقة بين توكل واردوغان ومساحات التلاقي الفكري بينهما فقال بعد انتفاضة الشعب اليمنى عام2011حصلتْ الصحفية اليمنية توكل كرمان (مواليد فبراير1979) على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع ناشطتيْن أفريقيتيْن الأولى الين جونسون (الرئيسة السابقة لدولة ليبيريا) والثانية ليما كبوى (ناشطة سلام ليبيرية)..وذلك فى نفس عام الانتفاضة اليمنية (2011) وعندما قرأتُ خبرإعلان جائزة نوبل للسلام..ووجدتُ اسم كرمان تساءلتُ- بينى وبين نفسى- كيف حدث هذا؟ وهل كان أعضاء اللجنة فى حالة (غيبوبة) Coma وهم يـُـساون كرمان بناشطتيْن معروفتيْن بدفاعهما (بشكل جاد ومبدئى) عن حقوق الإنسان..ومع مراعاة أنّ كرمان فى سنة حصولها على الجائزة كان عمرها32سنة بينما الين جونسون كان عمرها73سنة..وبغض النظرعن فارق السن: كيف غاب عن أعضاء اللجنة توجهات كرمان الأصولية؟ وهل صاحب التوجه الأصولى، بمرجعيته الدينية، يتعامل مع البشرمعاملة مُـتساوية بدون تفرقة بسبب الدين؟وازدادتْ تساؤلاتى- بل وتوجساتى- عندما علمتُ أنّ مجلة تايم الأمريكية وضعتها فى المرتبة الأولى لأكثرالنساء ((ثورية فى التاريخ)) وتضاعف التساؤل والتوجس عندما علمتُ أنّ السفارة الأمريكية فى اليمن منحتها جائزة الشجاعة. وارتفع سقف التوجس عندما قرأتُ أنّ جامعة البرتا الكندية منحتها الدكتوراه الفخرية عام2012..وكان خبراختيارها ضمن ((قائمة أفضل100(مفكر) فى العالم)) وهوالاختيارالذى رأته مجلة فورين بوليسى (الأمريكية) والتى أسسها صامويل هنتجتون وآخر، عند ذلك الحد لم تعد المسألة مجرد تساؤلات وهواجس، وإنما (يقين) بأنّ الأصولية الدينية/ الإسلامية أصبحتْ (تجارة) عالمية..وانتقلتْ من مركزها فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى مناطق أخرى بما فيها جائزة نوبل، ولذلك لم اندهش عندما علمتُ أنه تـمّ تعيين كرمان (مستشارة لوزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية التونسية) منذ عام2012.
فكيف حدث كل ذلك؟ وما هدف (تلميع) كرمان من خلال هذه الجوائز..وهذه المناصب الرفيعة؟ فهل غاب عن تلك الجهات ما فعلته كرمان إثناء انتفاضة شعبنا المصرى فى / يناير2011..ودوركرمان المشبوه لصالح جماعة الإخوان المسلمين؟ وهوالدورالذى تلازم مع دورها فى تشويه صورة الليبراليين والماركسيين الذين رفعوا شعارات (الدولة المدنية)..وكذلك موقفها المُـساند والمؤيد للإخوان المسلمين فى اعتصام رابعة بمدينة نصر..واعتصام النهضة بالجيزة..ومع ملاحظة أنّ (يقينى) الذى يقتنع به عقلى- ولم أفصح عنه- ولكنه تأكــّـد بعد وفاة الرئيس الإخوانى محمد مرسى، حيث كتبتْ كرمان تغريدة قالت فيها: قتلناك يا آخرالأنبياء..قتلناك وليس غريبـًـا علينا اغتيال الصحابة والأنبياء.
كانت نتيجة هذه التغريدة انْ انهالتْ عليها ردود الفعل الغاضبة بسبب تشبيهها محمد مرسى بالأنبياء..وبدلامن الاعتذار..والاعتراف بخطئها تمادتْ كرمان فى شططها وكتبتْ تغريدة أخرى طالبتْ فيها بالصلاة والسلام على محمد مرسى وقالت: صلوا عليه وسلموا تسليمًـا، فتواصلتْ التعليقات الغاضبة، سواء من المؤيدين للإخوان المسلمين أوالمعارضين..ودارتْ تلك التعليقات حول (تكثيف المرجعية الدينية) من منطلق تعدى كرمان على (ثوابت الدين) ومن بين تلك التعليقات ما كتبه المعلق السياسى (فهد ديباجى) الذى قال: إنّ الإمعان فى الفجورأشد من الفجورنفسه..والمجاهرة بالمعصية أشد من فعل المعصية..إلخ..وكتبتْ الإعلامية ليلى عودة أنّ تغريدات توكل كرمان تــُـعتبرتعديـًـا على (صحيح الدين) ومساسًـا بمشاعرالمسلمين..وأنّ التأييد والدعم لايجب أنْ يصل لدرجة التشبه بالأنبياء. واضاف طلعت رضوان قائلا أعتقد أنّ ما كتبته توكل كرمان يجب ربطه بردود أفعال جميع التيارات الأصولية الدينية (وليس الإخوان المسلمين فقط) وهى ردود تتشابه مع كلمات كرمان..ولكن بأسلوب (عملى) من خلال السرادقات الفخمة فى تركيا..وفى بعض العواصم الإسلامية..وبتحليل كلمات الخطباء فإنّ نتيجتها التركيزعلى أنّ شخص محمد مرسى له (مكانة رفيعة) تسموفوق شخصيات باقى البشر.
وقال طلعت رضوان أننى أرفض تمامًـا..وبشكل قاطع ومبدئى أى شكل من أشكال الحكومات الدينية..وإيمانى العميق والراسخ فى عقلى ووجدانى بأنّ الدول العظيمة والمتحضرة هى التى آمنتْ بآلية (علمنة مؤسسات الدولة) لأنها المدخل الطبيعى لفصل الدين عن السياسة..وليس فصل الدين عن المجتمع كما يـُـروّج أعداء الدولة المدنية.
كما أعتقد أنّ كلمات كرمان وسلوك الأصوليين تؤكد على حقيقة (آمنتُ بها ودافعتُ عنها) وهى خطورة سيطرة الميتافيزيقا على عقول البشر..وأنّ تلك الميتافيزيقا تؤدى- أوتوماتيكيـًـا- إلى إنغلاق العقل، المؤدى- بدوره إلى التعصب والفكرالأحادى..وتحويل الإنسان إلى دوجما D0gma..ولا خلاف بين العلماء (سواء علماء العلوم الطبيعية أوالعلوم الإنسانية) على أنّ (الإنسان) مُـصنــّـف على أنه ضمن مجموعة الكائنات الحية..وأنه الكائن الحى الوحيد الذى طوّرحياته وانتقل من مرحلة إلى مرحلة أرقى عبْرآلاف السنين..وهذا التطورسببه الوحيد (ملكاته العقلية) التى وهبتها له الطبيعة..كميزة أساسية تميّزبها عن باقى الكائنات الحية، والدليل على ذلك أنّ أغلب (إنْ لم يكن كل) الكائنات الحية لاتتعلم من أخطائها، مثل الفئران التى تدخل المصيدة (جيلا بعد جيل) ومثل العجول والخراف والطيورالتى تــُـسحب للذبح إلخ، أى دون (تراكم الخبرة) بينما (الإنسان) هوالذى وعى أهمية (تراكم الخبرة) ولهذا فإنّ إنسان القرن الحادى والعشرين، غيرإنسان القرن العشرين وهكذا فى متوالية تنازلية من قرن إلى قرن سبقه..وأحيانـًـا– خاصة فى العصرالحديث– يحدث تراكم الخبرة عبْرعشرسنوات..وليس مائة سنة.
أردتُ بكلامى عن تعريف الإنسان الدوجما (مثل كرمان وأردوغان) إلقاء الضوء على (فكرالتحجر) حيث أعلن أردوغان أنه سيتقدم بطلب لمحاكمة مصردوليـًـا بسبب وفاة محمد مرسى..وذلك دليل على وجود بعض البشرالذين يتشابهون مع الكائنات الحية غيرالعاقلة..وتكون النتيجة أنهم لايستفيدون من (تراكم الخبرة)..والسبب فى ذلك أنهم (توقــّـفوا) عند مرحلة زمنية مضى عليها مئات السنين، أى أنّ عقولهم (تجمّـدتْ) عند تلك المرحلة التى كانت تصلح لزمن تجاوزته تجارب الشعوب وخبرة التطور..وهؤلاء البشرينطبق عليهم ما ينطبق على الكائنات الحية غيرالعاقلة، من حيث فقدان الوعى بأهمية ما حدث للبشرية من تطورفى كافة المجالات المعيشية والفكرية..ولهذا كانت دقة اللغة الإنجليزية عندما نحتتْ مصطلح Dogma الذى يصعب ترجمته إلى اللغة العربية بكلمة واحدة..وإنما يتطلــّـب الأمرالشرح بعدة كلمات: الإنسان الذى ربط نفسه وقـيّـدها بعقيدة معينة أومذهب معين أوحزب إلخ..ويرفض أى مُـحاولة لإعادة النظرفى عقيدته أومذهبه أوبرنامج حزبه..وباختصارفإنه رضى لعقله أنْ (يتجمّـد) وهذا ال (تجمد) يعنى فى المُـحصــّـلة النهائية أنه أصبح بلا عقل.
وعقلية ال (دوجما) جعلتْ إخوانى شهير(محمد حبيب الذى شغل منصب نائب المرشد للإخوان) يكتب ((نحن جماعة الإخوان المسلمين نرفض أى دستوريقوم على القوانين المدنية العلمانية..وعليه فإنه لايمكن للأقباط (يقصد المسيحيين لأنّ كل المصريين أقباط) أنْ يُـشكــّـلوا كيانـًا سياسيًا فى هذه البلاد..وحين تتسلــّم الجماعة مقاليد الحكم والسلطة فى مصر، فإنها سوف تــُـبدّل الدستورالحالى بدستورإسلامى يُحرّم بموجبه كافة غيرالمسلمين من تقلد أى مناصب عليا فى الدولة أوفى القوات المسلحة..وأنه من الضرورى أنْ نوضح أنّ هذه الحقوق ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (جريدة الزمان- 17/5/2005) وما ذكره الأصولى محمد حبيب هوترديد والتزام بما ورد فى كتيب باسم (نموذج الدستورالإسلامى) صدرفى لندن عام 1984ورد فيه أنّ ((مواطنة الدولة حق لكل مسلم فقط)) (د. كمال مغيث– الحركة الإسلامية فى مصر- مركزالدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الإنسان- عام 97- من ص209- 212) ولأنّ (الجزية) منصوص عليها فى القرآن لذلك فإنّ ال (دوجما) جعلتْ أحد الذين تولوا منصب (مرشد) الإخوان (مصطفى مشهور) أنْ يُطالب بفرض الجزية على المصريين (المسيحيين) مع حرمانهم من الخدمة فى القوات المسلحة المصرية (أهرام ويكلى 3- 9 إبريل 97) وال (دوجما) التى ينتج عنها (غلق العقل) جعلتْ (المرشد) للإخوان المسلمين (مهدى عاكف) أنْ يقول ((الحكم العثمانى لمصرلم يكن احتلالا..ولوأنّ خليفة من ماليزيا حكم مصرلايكون محتلا)) والأخطر أنه– فى نفس الحديث الصحفى قال علنـًا– دون أى شعوربالحس الوطنى أوالإنسانى– ((طظ فى مصروالمصريين)) (جريدة الكرامة الناصرية- 4/10/2005)  وعقلية ال (دوجما) هى التى أشعلتْ الحروب الدينية حتى داخل الديانة الواحدة مثل الديانة العبرية بشعبها الثلاث (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) فهل يأتى يوم على البشرية وتتخلــّـص من عقلية ال (دوجما) المُـسيطرة على الأصوليين فى كل الأديان والمذاهب؟ ومتى وكيف يعى الإنسان ال (دوجما) أنه لايختلف عن الكائنات الحية غيرالعاقلة؟ وهل هناك طريق غيروجود أنظمة وطنية، تعمل على ترسيخ السلام بين البشر..وأنّ هذا الدورلن يتحقق إلاّمن خلال ثقافة سائدة تــُعظــّم من قيمة (العقل) الناقد الرافض لأية ثوابت..وأنّ هذه الثقافة السائدة لابد أنْ يُدعـّمها تعليم وإعلام (يؤمن) المسئولون عنهما بقانون التطورالذى حدث للبشرية عبْرآلاف السنين..وأنّ التغيرهوالثابت الوحيد.
وأليست عقلية الدوجما هى التى جعلتْ أردوغان يتبى مشروعه الوهمى الخرافى، بعودة (الخلافة الإسلامية/ العثمانية)؟ فى الوقت الذى يضطهد فيه مواطنيه المختلفين معه..وأليست عقلية الدوجما هى التى جعلتْ توكل كرمان ذات الأصول التركية..(وتحمل الجنسية التركية واليمنية) تــُـشبــّـه محمد مرسى بالأنبياء، دون أنْ تذكرمتى وأين نزلتْ عليه (دعوة النبوة) وهل هى الوحيدة التى (علمتْ) بإختيارالله له دون سائرالبشربإستثناء أمثالها من الأصوليين المُـغيبين عن الوعى بسبب تحجرهم..وإذا كان هذا هومستوى تفكيركرمان..وهذه هى عقليتها، فإنّ سؤالى الذى صغته فى عنوان المقال (ظاهرة توكل كرمان) يستحق التأمل والتساؤل: لماذا اعتبرتها مجلة فورين بوليسى الأمريكية ((ضمن قائمة أفضل مائة مفكرفى العالم))؟ فإذا كانت تلك الفتاة الأصولية المُـتحجـّـرة (مفكرة) فكيف نصف برتراند رسل على سبيل المثال فقط؟

شارك