تهديدات تركيا وهجمات إرهابية ومطالبات بالتدخل.. ليبيا علي صفيح ساخن

الجمعة 22/مايو/2020 - 12:46 ص
طباعة تهديدات تركيا وهجمات أميرة الشريف
 
في أعقاب التهديد التركي للجيش الوطني الليبي، وجه المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان وقبائل ليبيا،  نداء عاجلا لكل الحكومات والشعوب العربية الإسلامية ولجامعة الدول العربية ولمجلس الأمن بضرورة اتخاذ موقف حازم ضد التدخل التركي في شؤون ليبيا الداخلية.
وهددت تركيا، الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قائلة إن "أي اعتداء على المصالح التركية من قبل قوات حفتر ستكون له تبعات وخيمة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية،  إن أنقرة التي تدعم حكومة الوفاق، ستعتبر قوات الجيش أهدافا مشروعة إذا استُهدفت المصالح التركية، حسب وكالة "الأناضول".
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد صرح أمس، بأن التطورات الأخيرة في ليبيا وتغيير التوازنات في المعارك غربي البلاد جاءت بعد تقديم أنقرة لخدمات استشارية وتدريبات لقوات الوفاق.
ودعا مجلس أعيان ومشايخ ليبيا في بيان له، إلى حماية ليبيا من خلال دعم جيشها واحترام إرادة شعبها، والإسراع في تدارك الموقف الميداني الخطير بتفعيل الاتفاقية الموقعة بشأن الدفاع العربي المشترك ووقف اجتياح الاستعمار التركي للأراضي الليبية.
وطالب المشايخ والأعيان، رئيس مجلس النواب بمتابعة طلبه لنظيره المصري بشأن تنفيذ اتفاقيات الدفاع الليبي المصري.
وقال البيان إن مصر هي قلب العروبة النابض وقيادة مصر المتمثلة بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي هي رأس الحربة في حماية الأمة من مشروع الإخوان الدولي في السيطرة على المنطقة."
وأشار المجلس في البيان إلى أن "الشعب الليبي يواجه انتهاكا صارخا لسيادة بلاده وارتكاب أثيم لجرائم إنسانية بشعة في المدن التي دمرتها الميليشيات المدعومة بالجيش التركي من خلال قصف جوي وبحري من قبل الغزاة الأتراك للأراضي الليبية والحصار الجائر على مدن ترهونة والأصابعة بحجة تحريرها."
وأكد البيان أن المعركة الآن هي معركة الشعب الليبي والعرب جميعا ضد الغزاة المعتدين تقودها القوات المسلحة ويخوضها كل ليبي حر شريف ولن تتراجع هذه المقاومة مهما كان الثمن.
وأضاف أن الشعب الليبي يدرك جيدا أن سقوط ليبيا تحت سطوة الإخوان وهيمنة الباب العالي على المقدرات الليبية سيفتح الباب واسعا أمام السيطرة على كافة دول المنطقة.
 وأكد المجلس على ضرورة رفع حظر التسليح عن الجيش، مؤكدا أن الجيش لن يثنيه عن تحرير البلاد أي دعم عسكري تركي أو معنوي من قبل قيادات الإخوان التي تحكم تونس بزعامة (راشد) الغنوشي والتي تبارك تدخل تركيا في ليبيا وتبتهج لتحويل قاعدة عقبة بن نافع لقاعدة تركية في شمالي إفريقيا.
وطالب المجلس الشعب التونسي بضرورة المحافظة على ديمومة العلاقة بين الشعبين وإيقاف تدخلات قيادات الإخوان بزرع الفتنة بين الشعبين.
كما أكد المجلس على تأييده لحسن الجوار مع الشقيقة الجزائر داعيا إلى التخلي عن دور الحياد والانحياز للشعب والجيش والمساهمة في وضع حد للتدخلات التركية في المنطقة انسجاما مع الدور النضالي التاريخي للجزائر في مقاومة المستعمر.
ونوه البيان إلى أن ما يحدث في ليبيا هو مقاومة حقيقة ضد أكثر من 15 ألف إرهابي ومرتزق استجلبتهم تركيا وعاثوا في طرابلس فسادا بتأكيد وثيق من البعثة الأممية لما يحدث من انتهاكات إنسانية داخل العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن ما تقوم به القوات المسلحة الليبية هو حرب ضد الإرهاب نيابة عن العالم سعيا لإرساء ليبيا وتحويلها إلى دولة مدنية تقوم فيه السلطة على أساس ديمقراطي انتخابي شفاف.
ودعا المجلس كل القبائل الليبية إلى استعادة ملحمة الجهاد الليبي خلال القرن الماضي ضد المستعمر الجديد والذي اعتبره واجبا يفرضه الانتماء الديني والوطني، مؤكدا على ما أصدرته اللجنة العليا للإفتاء بمقاومة الغزاة الأتراك والعصابات الإجرامية ومعتبرا ذلك دعوة شرعية للجهاد تفرضها كل الحقوق الإنسانية المشروعة في الدفاع عن الأرض والشرف والدين.
ودعا المجلس الأعلى، قائد الجيش خليفة حفتر بضرورة أن يتم استكمال الخطوات العملية لتنفيذ مطالبات الليبيين بشأن التفويض إنقاذا لمصير كل أبناء الشعب الليبي الذين وقعوا بين مطرقة الإرهاب وسندان الفساد.
وختم بيان المجلس بالقول: "إننا جميعا اليوم نواجه خطرا داهما يقوده فكرا متطرفا لا يبقي ولا يذر، وتدعمه نزوة استعمارية عثمانية جديدة تدعونا لمقاومته بكل ما أوتينا من قوة."
وفي الأثناء، أكد رئيس أركان القوات الجوية بالجيش الليبي صقر الجروشي، على أن سلاح الجو أوشك على تنفيذ أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام ليبية.
وأضاف الجروشي أن الساعات المقبلة ستكون مؤلمة جدا على جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن، والتي ستصبح أهدافا مشروعة لمقاتلات سلاح الجو، مطالبا المدنيين بالابتعاد عنها.
من جانبها، هددت أنقرة بأن هجمات الجيش الليبي على المصالح التركية سيكون لها عواقب وخيمة.
وفيما، قدم مفتي ليبيا، الصادق الغرياني، الشكر لكل من تركيا وقطر، لدعمهما استقرار الشعب الليبي على حد تعبيه.
وفي فيديو نشرته دائرة الإفتاء الليبية، رأى أن الرئيس التركي دعم كتائب الوفاق وتحمل من جراء ذلك العناء، مثنيا على دعم قطر لليبيا منذ2011.
وعلي الصعيد الميداني، أسقطت دفاعات الجيش الليبي طائرة تركية مسيرة فوق مدينة ترهونة، جنوب العاصمة طرابلس، قبل محاولتها للقصف.
وقال مصدر عسكري، إن الطائرة التركية حاولت الإغارة على أهداف داخل مدينة ترهونة، 88 كم جنوب طرابلس، فتعاملت معها دفاعات الجيش، وأسقطتها قبل أن تنجح في القصف. 
وتتعرض المدينة لهجوم متكرر من ميليشيات السراج، إضافة إلى محاولة قطع الإمدادات الواردة للجيش الوطني الليبي.
يذكر أن الميليشيات الإرهابية قصفت مدينة ترهونة بنحو 60 صاروخا من نوع "غراد"، سقط معظمها على منازل المدنيين، إضافة إلى سقوط إحداها في مدرسة صلاح الدين، دون وقوع أضرار بشرية.

شارك