٦ أعوام على الإبادة الإيزيدية.. متى يحاسب أردوغان على جرائمه في سوريا والعراق؟

الإثنين 03/أغسطس/2020 - 02:42 م
طباعة ٦ أعوام على الإبادة علي رجب
 

احيى الإزيديين ذكرى الابادة الارهابية علي يد تنظيم داعش الارهابي، المدعوم من تركيا، في مناطق العراق وسوريا،  مؤكدين على ان الجرائم التي  ارتكبت بحق أبنائهم لن تمر بدون محاتسبة مطالبين الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية محاسب الضالعين في الابادة الجماعية.

وتحل في الثالث من أغسطس الذكرى السنوية السادسة لإبادة المكون الإيزيدي على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في قضاء سنجار، الواقع في غرب مركز نينوى شمالي العراق.

أرقام مفجعة

أرقام مفجعة
الإيزيدية هي ديانة توحيدية، وغالبية معتنقيها أكراد. ورغم أنهم مشتتون بين عدة دول حول العالم، إلا أن أماكن تركزهم الرئيسية تقع في شمال العراق. واضطر مئات الآلاف منهم إلى الفرار من تنظيم "داعش" الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية بحقهم.
يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وألمانيا، وجورجيا وأرمينيا. ينتمون عرقياً إلى أصلٍ كرديٍ ذي جذور هندوأوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وسريانية، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي أما أزياؤهم النسائية فسريانية.
وعلى مر القرون تعرض الإيزيديون للاضطهاد، ليس لأسباب دينية فقط، بل كمجموعة عرقية لارتباط الإيزيدية بالأكراد.
ويعتبر إسلاميون متطرفون أن الإيزيديين "كفار"، ولهذا السبب لايزال بعض الإيزيديين حتى اليوم يخفون هويتهم في مناطقهم الأصلية خوفاً من التعرض لسوء المعاملة.
ونفذ "داعش" الإرهابي جرائم قتل ومقابر جماعية بحق كبار السن والشباب من أبناء المكون الإيزيدي واختطف أكثر من 5 آلاف شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والفتيات اللواتي اقتدن سبايا وجاريات على يد لعناصر التنظيم للاستعباد الجنسي والتجارة في أسواق للنخاسة افتتحت داخل سوريا والعراق خلال الأعوام الماضية.
وتعرضت فتيات ونساء المكون الإيزيدي للاغتصاب والتعذيب على يد عناصر "داعش" في الليلة الأولى لاختطافهن، منهن أعمارهن لم تتجاوز السابعة والثامنة، بينهن من استطعن النجاة، وأخريات تم تحريرهن ومازال مصير المئات منهن غير معلوم حتى هذه اللحظة.
وتقدر الأمم المتحدة أن تنظيم "داعش" قتل حوالي 5 آلاف رجل إيزيدي، وخطفوا واستعبدوا 7 آلاف امرأة.
ووفقا لدراسة ألمانية، فإن نحو 80% من النساء الإيزيديات في ألمانيا قلن إنهنّ تعرضن للاغتصاب على أيدي عناصر تنظيم "داع "، المعروف إعلامياً باسم "داعش". ونصفهنّ أصبحن حبالى نتيجة الاغتصاب. 
 يرى اليزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض ويرى باحثون أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة اليزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام،ويرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية. و الشخصيات الأساسية في الديانة اليزيدية هي عدي بن مسافر وطاووس ملك.
وبحسب جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في ألمانيا، والتي تتخذ من مدينة غوتينغن مقراً لها، فإن نحو 280 ألف شخص من الإيزيديين ما يزالون يعيشون في مخيمات اللاجئين في العراق وسوريا، حيث تم التخلي عنهم وتركهم وحيدين مع تجاربهم المؤلمة، على حد تعبير الدراسة.
فيما أعلن مكتب إنقاذ المخطوفين الإيزيديين في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، إحصائية جديدة لحصيلة هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق الإيزيديين في جبل شنكال/ سنجار وسهل نينوى في آب عام 2014.
وأوضح المكتب "أن عدد الإيزيديين في العراق كان يبلغ نحو 550,000 نسمة، فيما بلغ عدد النازحين جراء هجوم "داعش" نحو 360,000 نازح"، بينما يقدر عدد الذين هاجروا إلى خارج البلد بأكثر من ماءة ألف شخص، مضيفاً أن "عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الأيام الأولى من جريمة الإبادة بلغ 1293 شخصاً كنتيجة لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق الإيزيديين في الثالث من شهر أغسطس من عام 2014. 
وأفاد مدير مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين في دهوك حسين القائيدي لموقع ايزدينا أن عدد المختطفين بلغ 6417 شخصاً، منهم 3548 من الإناث و2869 من الذكور، فيما بلغت أعداد الناجيات والناجين من قبضة تنظيم "داعش" 3530 شخصاً، منهم 1199 من النساء و339 من الرجال و1041 طفلة، و951 طفل. 
وأوضح القائيدي أن أعدد المختطفين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً يبلغ 2887، منهم 1308 من الإناث، و1579 من الذكور، لافتاً إلى أن مكتب إنقاذ المخطوفين الإيزيديين في مدينة دهوك مستمر لتحرير بقية المختطفين مطالباً بالتعاون من قبل دول التحالف الدولي وحكومة العراق للكشف عن مصير المفقودين.
وبلغ عدد المقابر الجماعية المكتشفة في شنگال/ سنجار 83 مقبرة جماعية حتى الآن، إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية، كما تم تدمير 58 مزار ومعبد ومرقد ديني إيزيدي من قبل "داعش"، بحسب الإحصائية الجديدة للمكتب، فيما بلغ عدد الأيتام الذين أفرزتهم جريمة الإبادة الجماعية 2745 يتيم ويتيمة.
ولفت مكتب إنقاذ المخطوفين الإيزيديين أن هذه الإحصائيات معتمدة لدى الأمم المتحدة وهي لا تشمل الخسائر المادية في الأملاك والأراضي والثروة الحيوانية والزراعية والسيارات والمعامل .....الخ.

ابادة متواصلة

ابادة متواصلة

الذكرى السنوية السادسة لإبادة المكون الإيزيدي على يد تنظيم "داعش" الإرهابي ، تعيد للأذهان جرائم  الدولة العثمانية القديمة إبادة الشعوب المختلفة عنها دينيا وعرقيا، وما تفعله  تركيا رجب طيب أردوغان في ظل وهم العثمانية الجديدة بإبادة الايزيديين في سوريا بيد ميليشياتها المسلحة، ومن قبلها في العراق بيد تنظيم داعش.
وتشهد قرى ينتمي سكانها للطائفة الإيزيدية عمليات تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية بعد أن هجرها سكانها إبان العملية العسكرية “نبع السلام”، التي خطط لها ونفذها خليفة الإرهاب أردوغان. بالإضافة إلى سرقة ممتلكاتهم من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سرقة وتخريب مقبرة للكرد الإيزيديين في قرية جان تمر الواقعة شرق رأس العين “سري كانييه” من قبل عناصر “السلطان مراد”.
ويتواجد في ريف رأس العين الشرقي أكثر من 10 قرى سكانها من الطائفة الإيزيدية هجرتهم عملية “نبع السلام” ويبلغ تعداد سكانها نحو 1000 نسمة، في كل من مريكيس وجان تمر ولزكة وشكرية وجافا ولدارا وكوع قبر شيخ حسين ومطلة وبير نوح وحميدية. 
كما يتواجد عدة قرى في الريف الغربي لرأس العين مثل الأسدية وخربة بنات وخربة غزال، جميعها تخضع لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا والتي تمارس جميع أنواع الانتهاكات في ظل هجرة أهلها منها.
 وأفادت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإيزيديين في "مقاطعة عفرين" سعاد حسو "أن الإيزيديين في مدينة عفرين كانوا يتوزعون في 22 قرية من أصل 366 قرية في ريف عفرين، إضافة إلى مركز المدينة، وكان عدد الإيزيديين في عفرين قبل بدأ الاحتجاجات في سوريا حوالي ٣٥ ألف نسمة إلاّ أنّ هذا العدد انخفض بشكل كبير تدريجياً وخاصة بعد سيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري على المدينة في 18 مارس 2018 حيث لم يبقى منهم إلا حوالي 1500 شخص وذلك بسبب نزوح الغالبية بسبب عمليات التضيق التي تقوم بها الفصائل التابعة للجيش الوطني السوري المتشددة وخشيتهم من عمليات انتقام قد تطالهم على خلفية دينية".
وأوضحت حسو "أن الإيزيديين في عفرين نزحوا باتجاه مناطق النزوح القسري في مناطق الشهباء وتوجه آخرون إلى مدينة حلب ومنهم توجه لمناطق شرق الفرت، كما نزح بعضهم باتجاه إقليم كردستان العراق بعد الهجوم من قبل تركيا وفصائل المعارضة السورية على عفرين".
وأضافت حسو "أنه يوجد في عفرين 19 مزاراً خاص للإيزيديين تعرض منها 7 مزارات للتدمير، كما تم تدمير مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي والاجتماعي في عفرين، وتدمير تمثال النبي زرادشت وقبة لالش".

تضامن محلي دولي

تضامن محلي دولي
من جانبه قال رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، اليوم الاثنين، إن سنجار تحولت إلى مرتع للمسلحين اللاقانونيين المنھمكين بتنفیذ أجنداتھم وبرامجھم السياسية علی جراح وآلام الإيزيديين.
وأكد خلال كلمة في الذكرى السادسة "لإبادة" الإزيديين، أن "سنجار ومناطق الإيزيديين الأخرى لم تجر إعادة إعمارها بعد ولم تهيأ الأرضية المناسبة لعودة الاستقرار وعودة الحياة إليها".
وأضاف، أن "إقليم كردستان سيستمر في بذل جهوده من أجل توفير الاستقرار وإعادة الأمان وإعمار سنجار وتحويله إلى محافظة، وسيتعاون مع الحكومة الاتحادية العراقية وإدارة محافظة نينوى لتحقيق هذه الأهداف".
وقرر برلمان إقليم كردستان العراق العام الماضي تحديد الثالث من أغسطس من كل عام يوما سنويا لاستذكار "إبادة الإيزيديين".
من جانبها دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، اليوم الاثنين، حكومتي العراق وإقليم كوردستان، لحل "ملف سنجار" بشكل عاجل والتوصل إلى اتفاق دون تأخير "من أجل استقرار أكبر".

وقالت بلاسخارت في بيان، إنها تحيي صمود الإزيديين "في الحفاظ على ثقافتهم وأرضهم، والسعي بحزمٍ لنيل حقوقهم على الرغم من الصعاب"، وحثّت بغداد وأربيل على التوصل إلى اتفاقٍ "دون تأخير لتوفير الأدوات والبيئة المناسبة لأبناء هذا المجتمع المنكوب لإعادة بناء حياتهم".

وأشار البيان إلى المصاعب التي تواجه الكرد الإزيديين وحتى الناجين منهم وخاصة النساء المختطفات من داعش في 2014، بالقول إن التنظيم "عاث قتلاً وتدميراً، مستهدفاً الازيديين في حملته الممنهجة للتدمير. ولاذت بالفرار إلى الجبال آلافٌ مؤلفةٌ من الناس. قُتل الكثير منهم. وتم اختطاف النساء والأطفال واسترقاقهم، وتعرضوا لجرائم جنسية بشعة. ولا يزال الكثيرون في عداد المفقودين، ولا يزال الناجون يتحملون ندوب هذه الصدمة. وتعاني النساء بشكلٍ خاص من الوصمة والرفض. إلا أن الإزيديين الذين لا يفارقهم كابوس هذه الفظائع، ومع ما يتعرضون له اليوم من تحدياتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ واقتصادية، لا زالوا عازمين على بناء مستقبلٍ أفضل".

محاسبة اردوغان

محاسبة اردوغان
من جانبها طالبت  رابطة “جين” النسائية –منظمة حقوقية كردية-، اليوم الأحد، بيانأً في الذكرى السادسة للإبادة الايزيدية، المنظمات الدولية المعنية بالخروج عن صمتها، وبوضع حد لانتهاكات الدولة التركية الفاشية وأزلامها الإرهابيين، الذين يعبثون فساداً في الارض.

وأكدت رابطة “جين” النسائية وصمة العار هذه ستكون وسيلة لردع كافة أنواع الإرهاب والفاشية متجسدةً في شخص أردوغان ومرتزقته المأجوري.
وتابعت :" وكأن ما حصل في شنكال/سنجار لم يَشفِ ظمأ أردوغان ومرتزقته المأجورين على مختلف مسمّياتهم، فنراهم اليوم يكررون أفعالهم الشنيعة تلك في المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا، وبصورة خاصة ضد الإيزيديين والعَلَويين والمسيحيين في كل من مدن عفرين ورأس العين وتل أبيض، ليُضيفوا انتهاكاتهم تلك إلى سجلّ وصمات العار التي اشتُهِروا بها".
كما أصدرت حركة حرية المجتمع الكردستاني بياناً بمناسبة حلول الذكرى السادسة لجرائم الابادة في شنكال، لافته في بيانها الى الجرائم التي ارتكبها داعش و المتعاونون معه وعلى رأسها الدولة التركية، بحق المكون الايزيدي في شنكال، تلك الجرائم التي استهدفت المرأة على وجه الخصوص، وفق ما جاء في البيان.
واضاف البيان ان ” الجميع ادرك وحشية داعش حتى قبل الهجوم على شنكال، لذا من الطبيعي ان يسأل شعبنا لماذا  سمحت تلك الجهات التي كانت مسؤولة عن حماية شنكال بوصول داعش الى شنكال ولما تُرك الشعب بيد داعش بدون اية حماية”.
وطالبت حركة حرية المجتمع الكردستاني  بمحاكمة دولية لكل من له يد ومساهمة في جرائم الابادة الايزيدية،ودعت ايضاً الى دعم حق اهالي شنكال بتقرير مصيره.

قال رئيس لجنة حقوق الانسان في الدورة الرابعة لبرلمان اقليم  كردستان، سوران عمر : انه و عدد من البرلمانيين توجهوا بتاريخ 9 سبتمر 2014 الى هولندا و وقدموا شكوى الى المحكمة الدولية لاهاي، وقد ملئ ملف الشكوى بالمعلومات المطلوبة ،وتم التوقيع عليها من جانب القاضي ايمريك روجير بمكتب القاضي العام في لاهاي.

و اشار سوران الى انه قدم 3 وثائق للجرائم التي ارتكبها داعش، مطالبا من حكومة اقليم كردستان الى تقديم  معلومات عن عناصر داعش من هم يحملون جنسيات دول اعضاء في المحكمة ولازالوا معتلقين لدى الاقليم، لتسليم هوياتهم ومعلومات عنهم الى محكمة لاهاي ليتسنى لها متابعة القضية.


فهل ستقود جرائم داعش وتركيا بحق الايزيديين أردوغان إلى المحاكمة الدولية؟ ام ان الابادة العثمانية الجديدة في ثوبها الداعشي، لن تجد من يوقفها، وقد تكرر لاحقا بحق اقليمية ومكون جديد من مكونات شعوب المنطقة؟




شارك