«اليارسانية».. طائفة دينية تهدد النظام الايراني

الأربعاء 10/مارس/2021 - 04:53 م
طباعة «اليارسانية».. طائفة علي رجب
 

واصل نظام المرشد علي خامنئي اضطهاد والتضييق على الاقليات الدينية في إيران، انتهاكا لحقوق الانسان، فيتعرض اتباع «اليارسانية» أو ديانة «اهل حق یا یارسان» المعروفة في العراق بـ« الكاكائية»  لحملات أمنية واعتقالات واسعة من قبل نظام «آيات الله».

«اليارسانية».. طائفة

ويعتبر النظام الحاكم في ايران، أتابع الديانة «اليارسانية» والذين يزيد عددم على 3 مليون إيراني غالبيتهم في كردستان إيران،  يشكلون تهديدا أمنيا على النظام الحاكم، وايضا يشكلون تهديدا للمذهب الشيعي.

وينتمي أتباع اليارسان- اليارسان هي مركبة من جزئين (يار) و(سان) بمعنى صديق السلطان أو القائد أ الملك أو مرشد الحق- من الناحية الدينية إلى اتحاد يضم حركات قريبة من البعض يطلق عليهم طائفة (أهل الحق)، وتدور خلافات كثيرة حول اعتبار هذا المعتقد ديانة مستقلة بذاتها أم امتداداً لتطور الحركات الصوفية المنحدرة من رواسب و جذور إسلامية وزرادشتية ومعتقدات قديمة كانت منتشرة في المناطق الكردية.

فيما يرى أخرون أن ديانات يارسان أو «ياري» تعود إلى المعتقدات الهندية الإيرانية القديمة ونشأت في منطقة أورامان في كردستان الإيرانية. تأسست المرايا والشكل الحالي لدين يارسان وتطورت في القرن  الحادي عشر الميلادي على يد «سلطان اسحاق»- السلطان إسحاق البرزنجي هو إسحاق بن الشيخ عيسى البرزنجي الهمداني الذي يرجع نسبه للإمام موسى الكاظم، وينطق اسمه عند الأكراد بـ(سهاك).

و يعيش «يارسان» بشكل أساسي في المناطق الكردية بغرب إيران ، وخاصة في كرمنشاه ، وفي مناطق قريبة من طهران ، وفي بعض مدن شمال البلاد ، وفي أجزاء من العراق.


«اليارسانية».. طائفة

ومؤخرا  مسلحين شيعة متشددين، نهاية فبراير الجاري- هجوما على ضريح «يارسان» في دالاهو بمحافظة  كرمانشاه، حيث يوجد به  مقبرة بابيادغار الواقعة في قرية زرده التابعة لمدينة دالاهو.

واوضحت تقارير حقوقية ايرانية  أن أضرارا كبيرة لحقت بالمعدات الفنية ومعدات البناء المستخدمة في إعادة بناء الضريح.

وقال ، نقلاً عن أحد أتباع يارسان ، «هؤلاء الأشخاص من أنصار وأعضاء الجماعات الأصولية مثل داعش التي تسيطر عليها قوات الأمن وتستخدم كأداة ضد أتباع ديانة «ياريسان».

ويتوجس نظام «آيات الله»  من الاقليات الدينية في ايران، فقد كشف تقرير بحثي حديث في مجلة الأمن القومي التابعة لجامعة الدفاع الوطني الايرانية، عن هذه المخاوف الامنية، وذكر بدقة هذه النظرة الأمنية تجاه الاقليات وخاصة «دراويش گنابادی» وأتباع الديانة اليارسانية أو«أهل الحق»، بالاضافة الى البهائيين.

«اليارسانية».. طائفة

وذكرت الدارسة الأمنية الايرانية أن «أهل الحق»  أو «يارسان»  يشكلون خطرا أمنيا على النظام الحاكم والمذهب الشيعي.

الدراسة التي نشرتها جامعة عسكرية ، يسمي صراحة «أهل الحق» و التيارات الصوفية و الدينية الأخرى في إيران على أنها طوائف «تعطل سير النظام الديني وتقوض الاستقرار السياسي».

وزعم التقرير أن دعوة التجمع إلى احتجاجات «أهل الحق» ، ودعوات الحكومة إلى التوقف عن إهانة «يارسان» كانت من بين أهم الأمثلة على الأعمال «المناهضة للأمن».

يتعرض «يارسان» مثل أتباع الديانات والاقليات الأخرى في إيران ، لضغوط ممنهجة وشكلوا مجلسًا للتعامل مع القيود والانتهاكات لحقوقهم الأساسية من أجل منع زيادة هذه الضغوط والقيود أثناء متابعة مطالبهم.

في عام 2013 ، نشرت «العمليات النفسية» الفصلية، التابعة لقوات «الباسيج» تقريرًا ضد «يارسان» زعمت أن «سكان أهل الحق رفعوا من التفتت الديني والنزعات الطائفية في محافظة كرمانشاه» وأن «خلافاتهم» مع السنة والشيعة قد تؤدي إلى تفاقم «انعدام الأمن».

أدت هيمنة مثل هذا الموقف المتشائم والوهمي على الهياكل الإدارية والأمنية على مختلف مستويات الحكومة في النظام الحاكم ومؤسسات المرشد الايراني إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الأقليات الدينية والطقوس الصوفية في إيران على مدى السنوات الأربعين الماضية.

رجال الدين الحاكمون في إيران، الذين يزعمون أنهم من أنصار الدين الشيعي ، لا يسمحون حتى لفرع آخر من الإسلام ، وهو السنة ، الذين لديهم عدد كبير من السكان في إيران ، بممارسة شعائرهم الدينية بحرية وانتهاك حقوقهم.

«اليارسانية».. طائفة

وذكرت تقارير حقوقية ان النظام الايراني يقيد أي دين أو طائفة أو مدرسة يعتقد أنها يمكن أن تصبح منافسة للدين الشيعي ولا يسمحون لأتباعها بالعمل بحرية.

ويقول أن ميترا أستاد، من طائفة « يارسان» ان ابناء «أهل الحق» «دمهم مهدور»، وفقا للتعاليم الاسلامية التي يطبهقا النظام الايرانين، مضيفا انه دائما يخشى على حياته فهو معرض للقتل في أي لحظة من قبل المتشددين في ايران.

وأوضح «ميترا»، أنه في البيئة العامة وحتى الأكاديمية في إيران ، هناك القليل جدًا من المعرفة حول دين يارسان وأتباعه، وفقا لـ«لراديو فردا» الإيراني.

شارك