"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الإثنين 10/مايو/2021 - 02:01 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم  10 مايو 2021.

«الحوثيون» يرفضون السلام ويفاقمون تعقيد الأزمة

يواجه اليمن أزمات مختلفة على صُعُد عدة حالياً، لكن أكبر هذه الأزمات تلك المتعلقة بالعدوان «الحوثي» على مأرب، التي تهدد أي محاولات لإحلال السلام في البلاد، التي مزقتها الحرب.
وتوجه مبعوث أميركي كبير ضمن وفد دبلوماسي دولي إلى الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي للمشاركة في محادثات تهدف إلى إيجاد حل سياسي للحرب الأهلية المروعة في اليمن، لكن تعنت ميليشيات «الحوثي» أفشل هذه الجهود. وانتهت المحادثات في مسقط بعد أسبوع من دون إحراز أي تقدم ملموس. ورفض «الحوثيون» الاجتماع وجهاً لوجه مع المفاوضين في عمان خلال الأسبوع الماضي. وقال مصدر قريب من المفاوضات لشبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية: «إن هناك طرفاً حثهم على عدم التحدث مباشرة مع الوفود الأخرى».
وقال المصدر: إن الوفد الأميركي اكتسب على الأقل «فهماً أفضل للتعقيدات في اليمن» خلال الأسبوع الماضي، وكان هناك شعور واضح بأنهم «عازمون هذه المرة على النجاح، رغم كل العراقيل التي يضعها الحوثيون».
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، أن جماعة «الحوثي»، المتحالفة مع إيران في اليمن، أضاعت «فرصة كبرى» لإبداء التزام بالسلام برفضها الاجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث في سلطنة عمان.
واتهمت «الحوثيين» بالمساهمة في تدهور الوضع الإنساني في اليمن بمواصلة الهجوم على مأرب، «الأمر الذي يفاقم الأوضاع المتردية لليمنيين النازحين المستضعفين بالفعل».
اعتبر السيناتور كريس مورفي، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أن الأزمة في اليمن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطورات في إيران والمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران. وأدرك مورفي تحديات محاولة التفاوض على إنهاء الحرب في اليمن وسط المواجهة مع إيران. وقالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون اليمن في كلية بيمبروك بجامعة «أكسفورد»: إن تدفق المفاوضين من جميع أنحاء العالم عبر مسقط خلال الأسبوع الماضي كان في حد ذاته علامة على محاولات جادة لصياغة اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن كان واضحاً أن الاتفاق السياسي لن يكون سوى الخطوة الأولى، ومثل السياسة التي تقف وراءه، أصبحت الحرب نفسها معقدة بشكل كبير. 
وحذرت كيندال من أنه «من الممكن أن ينهار اليمن أكثر». ودعت القوى الأجنبية التي تتفاوض بشأن مستقبل اليمن إلى أن تنتهز «كل فرصة لاستخدام زخم الدبلوماسية الجارية» لدعم المؤسسات المحلية في البلاد، ومواجهة عدوان الحوثيين حتى يكون لدى اليمنيين فرصة للاستمرار في حياتهم.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية: «هناك صفقة عادلة مطروحة على الطاولة ستجلب الإغاثة الفورية للشعب اليمني». وأضافت «أضاع الحوثيون فرصة كبرى لإثبات التزامهم بالسلام».

الحكومة اليمنية: المواقف الضبابية تُعمق الكارثة الإنسانية

طالب مجلس الوزراء اليمني المجتمع الدولي بموقف حازم وواضح من الرفض «الحوثي» المتكرر لكل مبادرات ومقترحات السلام، وإصرارهم على المضي في تنفيذ أجندة ومشروع إيران دون اعتبار لحياة ودماء ومعاناة اليمنيين.
وقال المجلس، في اجتماع له عبر تقنية الاتصال المرئي: إن المواقف الضبابية لن تزيد هذه الميليشيات وداعميها في طهران إلا إصراراً على تعميق المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن، والتي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية وإشعالها للحرب، وكذلك ما تمثله من خطر متزايد على الجوار الإقليمي والملاحة الدولية في أحد أهم ممرات التجارة العالمية.
وجدد مجلس الوزراء اليمني القول: إن تفاعل الحكومة مع مبادرات السلام وما تقدمه من تنازلات في سبيل ذلك ليس من منطق ضعف، بل حرصاً على حقن الدماء ورفع المعاناة والكارثة الإنسانية عن الشعب اليمني، والتي تسببت بها ميليشيا «الحوثي» الإرهابية المدعومة من إيران. وقدم وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، تقريراً عن الوضع السياسي على ضوء التحركات الأممية والدولية، للوصول إلى حل سياسي في اليمن، وما يبذله المبعوثان الأمميان، مارتن جريفيث، والأميركي، تيموثي ليندركينج من جهود لا تزال تصطدم بتعنت ورفض ميليشيا «الحوثي»، وفقاً لما جاء في الوكالة.

الأوساط اليمنية تراهن على اجتماع مجلس الأمن بعد غدٍ لردع الحوثي

تترقب الأوساط السياسية اليمنية باهتمام بالغ الجلسة المنتظرة لمجلس الأمن بعد غدٍ الأربعاء، والتي يتوقع أن تشكل قرارتها منعطفاً مهماً في مسار الحرب الدائرة في البلاد، والدفع باتجاه تحقيق السلام في ظل رفض ميليشيا الحوثي مقترحات وقف القتال، وتمسكها بالتصعيد العسكري. وذكرت مصادر لـ«البيان» أن المجلس وخلال الجلسة المنتظرة سيدخل تعديلات مهمة على القرار 2216 الخاص باليمن، وهو القرار الذي رفض الانقلاب وطالب الميليشيا بإنهائه وفرض حظر على إيصال الأسلحة إلى ميليشيا الحوثي ووضع قادتها وعدد آخر من القيادات اليمنية على لائحة العقوبات الدولية، وأن التعديلات المرتقبة ستركز على توسيع قاعدة أطراف الحوار المعنية بالسلام في اليمن، ليشمل أطرافاً أخرى فاعلة على الأرض بدلاً من الصيغة السابقة، التي كانت تقتصر على الحديث عن طرفين للصراع هم الحكومة الشرعية، وميليشيا الحوثي .

ووفقاً لهذه المصادر فإن الولايات المتحدة وبريطانيا يسعيان لأن ينص القرار الجديد على فرض وقف إطلاق النار استناداً إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وطبقاً لخطة السلام التي اقترحها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وهي الخطة التي تؤيدها الدول الخمس دائمة العضوية، وترفضها ميليشيا الحوثي.

واختلقت ميليشيا الحوثي خلافاً مفاجئاً مع غريفيث، ورفضت لقاءه، وتسعى إلى اتخاذ قرار بمقاطعته والمطالبة بتغييره حتى تتمكن من إطالة أمد الحرب، لتبقى الأوضاع في اليمن ورقة، تستفيد منها قوى إقليمية، تدعم وتتحكم بقرار الميليشيا، وتضعها على طاولة المساومات مع دول إقليمية ودولية حول طموحاتها العسكرية.

ولأن مراوغة وخداع الميليشيا لم يعد ينطلي على أحد تحرك مبعوث الولايات المتحدة الخاص باليمن تيم ليندركينج في دول المنطقة، وانتقل إلى مقر الأمم المتحدة لحشد الدعم الدولي لإصدار قرار ملزم بوقف الحرب، وتبني خطة السلام التي وضعتها الأمم المتحدة، واتخاذ إجراءات عقابية في حق الميليشيا، التي ترفض الحل السلمي، وعقب اجتماع عقده مع سفيرة بلاده لدى الأمم المتحدة امد ليندركينج على أهمية إجماع مجلس الأمن لأنها الحرب، كما ناقش المعاناة التي لا داعي لها، والتي سببها هجوم الحوثيين على مأرب، وهو الهجوم الذي يتنافى مع التزاماتهم بتحسين الوضع الإنساني.

قيادي حوثي يدعو إلى الحشد... والأمم المتحدة تحذر من مجاعة

رسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية صورة مرعبة للوضع الإنساني في اليمن مع إصرار ميليشيات الحوثي على تصعيد العمليات القتالية، ورجح بأن خمسة ملايين شخص باتوا على شفير المجاعة وأن نصف مليون يعيشون فعلا ظروفا شبيهة بالمجاعة، وأن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بنسبة 200 في المائة، وبينت أن 16 مليون يمني لا يأكلون الوجبات اليومية لأن ليس لديهم خيار آخر.
التحذيرات الأممية قابلتها مواصلة من الميليشيات الحوثية لرفض مقترحات السلام وتتمسك بتصعيد العمليات القتالية، إذ جدد القيادي محمد علي الحوثي رفض دعوات إيقاف الحرب ودعا إلى استمرار ما سمّاه «رفد المعركة، لأنه هو العمل الحقيقي والمجدي للحفاظ على كل إنجاز يحقق»، وقال إن هذا هو «ما يعمل عليه» من قبائل ومواطنين ومسؤولين «وهم شعب المدد الرافد للمجاهدين» على حد وصفه.
وذكر تحديث الحالة الإنسانية التي يصدرها مكتب الأمم المتحدة في اليمن (أوتشا) أن الكثير من الناس في اليمن يكافحون للعثور على الطعام لأنفسهم وأسرهم، ويصعب على البعض تناول ما يكفي من الطعام في السحور والإفطار، وأن أسعار المواد الغذائية في اليمن ارتفعت الآن بنسبة تصل إلى 200 في المائة عما كانت عليه قبل اندلاع الصراع في عام 2015؛ مما جعل أطباق السحور والفطور التقليدية بالإضافة إلى المواد الغذائية اليومية بعيدة عن متناول الناس بشكل متزايد.
ووفق المنظمة الدولية فإن أكثر من 16 مليون شخص في اليمن لا يتناولون بالفعل وجبات الطعام كل يوم تقريباً «لأنه ببساطة ليس لديهم خيار آخر، ومن بينهم ما يقرب من 50 ألف شخص يعيشون بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة» فيما هناك حوالي 5 ملايين شخص على شفير المجاعة.
وأعاد التقرير التذكير بأن نفاد احتياطيات العملات أدى إلى ارتفاع التضخم، وتآكل القوة الشرائية، ودفع بالأسعار الغذاء إلى الارتفاع، مما أدى مرة أخرى إلى زيادة مستويات انعدام الأمن الغذائي، وما زالت المصادر التقليدية للعملات الأجنبية مثل التحويلات وصادرات النفط والتمويل الإنساني وتدفقات التمويل الثنائي متوقفة.
نتيجة لما سبق، اقترب الريال اليمني من أدنى مستوياته القياسية عند 892 ريالا يمنيا للدولار الأميركي الواحد خلال شهر مارس (آذار) الماضي قبل أن يرتفع قليلاً إلى 830 ريالا يمنيا في بداية أبريل (نيسان) 2021. وقالت الأمم المتحدة: «هذا التقلب يعني أن الملايين من الناس لا يستطيعون شراء الطعام أو الضروريات الأخرى، حتى أولئك الذين لا يزال لديهم دخل».
وبسبب نقص التمويل حيث تقول الأمم إن وكالات الإغاثة لا تصل إلا إلى نصف الـ16 مليون شخص المستهدفين بالمساعدات الغذائية كل شهر، وهذا يعني أنه إذا لم يتم تأمين التمويل بشكل عاجل حتى يتم التوسع في توزيع المساعدات المنقذة للحياة، فإن الملايين ممن هم في حاجة ماسة لها سيقعون في خطر مستويات أعلى من الاحتياج.
ونبهت الأمم المتحدة إلى أنه «يجب على المجتمع الدولي ألا ينتظر لتصنيف اليمن بالفعل كمنطقة مجاعة»، حيث استنفد الملايين من الناس استراتيجيات المواجهة وسيستمر انعدام الأمن الغذائي في الارتفاع دون دعم إنساني فوري.

الحكومة اليمنية: إنهاء الانقلاب واجب... وجهود السلام اصطدمت بتعنت الميليشيات

بالتوازي مع استمرار انكسار الهجمات التي تشنها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران غرب محافظة مأرب، أكدت الحكومة اليمنية سعيها نحو استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بخاصة بعدما اصطدمت جهود السلام الدولية والإقليمية الأخيرة بتعنت الميليشيات.
تصريحات الحكومة اليمنية جاءت خلال اجتماع لمجلس الوزراء عبر تقنية الاتصال المرئي، قالت فيه إنها «ماضية في القيام بواجباتها ومسؤولياتها للحفاظ على الوفاق السياسي واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وتخفيف معاناة المواطنين واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا».
وذكرت المصادر الرسمية أن رئيس الحكومة معين عبد الملك أحاط الوزراء بصورة شاملة عن مستجدات الأوضاع وعن نتائج مشاوراته مع رئيس الجمهورية، ولقاءاته بالمسؤولين السعوديين، لمناقشة دعم الحكومة، إضافة إلى زيارته لمأرب وحضرموت.
وأفادت وكالة «سبأ» بأن رئيس الحكومة أشاد «بدعوات التعبئة العامة وقوافل الدعم من كل المحافظات لمأرب باعتبارها بوابة الانتصار الكبير نحو تحرير صنعاء وبقية المحافظات التي ما زالت خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي».
وأوضح عبد الملك أن الحراك الإقليمي والدولي لدعم الحل السياسي في اليمن، اصطدم بتعنت وصلف الميليشيات الحوثية، مشددا على أهمية استمرار وحدة الصف الوطني والالتفاف حول قيادة الشرعية والحفاظ على اتفاق الرياض واستكماله.
وفي الاجتماع قدم وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي، تقريرا عن الأوضاع العسكرية والميدانية في جبهات القتال ضد ميليشيا الحوثي على أطراف مأرب وفي الجوف، وما تتكبده الميليشيا من خسائر بشرية ومادية كبيرة، في ظل إفشال هجماتها الانتحارية وتحول استراتيجية المعركة لصالح الجيش الوطني.
ونقلت المصادر الرسمية أن مجلس الوزراء اليمني جدد التأكيد على دعم الحكومة الكامل لكل الاحتياجات والمتطلبات العاجلة لدعم صمود مأرب والمعركة المصيرية حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، كما ثمن «الدور الأخوي الصادق لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية في دعم معركة اليمن والعرب المصيرية ضد مشروع إيران التخريبي في المنطقة».
وفي حين قدم وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك تقريرا عن الوضع السياسي على ضوء التحركات الأممية والدولية، وعن نتائج زياراته إلى عدد من الدول بخاصة الخليجية، وعما يبذله المبعوثان الأممي والأميركي من جهود، قال إن الجهود «ما زالت تصطدم بتعنت ورفض ميليشيات الحوثي».
وبحسب ما نقله الإعلام الرسمي طالب مجلس الوزراء اليمني «المجتمع الدولي بموقف حازم وواضح من الرفض الحوثي المتكرر لكل مبادرات ومقترحات السلام، وإصرار الجماعة على المضي في تنفيذ أجندة ومشروع إيران دون اعتبار لحياة ودماء ومعاناة اليمنيين».
إلى ذلك أكد المجلس «أن المواقف الضبابية لن تزيد هذه الميليشيات وداعميها في طهران إلا إصرارا على تعميق المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن والتي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية وإشعالها للحرب، وكذا ما تمثله من خطر متزايد على الجوار الإقليمي والملاحة الدولية في أحد أهم ممرات التجارة العالمية».
كما جدد الاجتماع تأكيده «أن تفاعل الحكومة مع مبادرات السلام وما تقدمه من تنازلات في سبيل ذلك ليس من منطق ضعف، بل إنه حرص على حقن الدماء ورفع المعاناة والكارثة الإنسانية التي تسببت بها ميليشيا الحوثي». وأن الحكومة «لن تقبل بسلام يؤسس لدولة هشة وعنصرية على نموذج إيران وميليشياتها في دول المنطقة».
وكان المبعوث الأممي مارتن غريفث عبر عن خيبة أمله من نتائج مساعيه الأخيرة في العاصمة العمانية مسقط، إذ رفض ممثلو الميليشيات الحوثية اللقاء به، بحسب ما أكده المبعوث الأميركي تيم لندركينغ.
ودفعت الهجمات الحوثية المستمرة للشهر الرابع غرب مأرب، السلطات المحلية في محافظات مأرب والجوف وصنعاء والبيضاء إلى إعلان النفير العام لإسناد الجيش اليمني لمواجهة هجمات الجماعة التي ترفض الحديث عن أي وقف للمعارك. وألمحت الجماعة على لسان متحدثها محمد عبد السلام فليتة عقب الزيارة الأخيرة للمبعوثين الأممي والأميركي إلى مسقط، أنها لن تقبل بوقف الهجمات على مأرب كما أنها لن ترضخ لأي قرارات دولية لا تمنحها أفضلية التحكم في مستقبل اليمن وفق الأجندة الإيرانية.
في السياق الميداني، أفاد الإعلام العسكري بأن عناصر الجيش اليمني والمقاومة كسروا هجوماً للميليشيا الحوثية وأجبروها على الفرار بعد سقوط العديد من عناصرها بين قتيل وجريح، وإعطاب عدد من الآليات والعربات.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصادر عسكرية قولها إن «طيران التحالف دمّر أربع عربات تحمل تعزيزات في طريقها إلى جبهة المشجح حيث قتل كل من على متنها، كما استهدف بغارات أخرى تجمعات معادية في مواقع متفرقة غرب مأرب وألحق بالميليشيا خسائر بشرية ومادية كبيرة».
وطبقا لما أوردته المصادر نفسها، كبدت قوات الجيش الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة يوم السبت في جبهة الجدافر جنوب شرق محافظة الجوف، إذ نصبت القوات كمينا لمجاميع من عناصر الميليشيا أسفر عنه سقوط العديد من عناصرها بين قتيل وجريح، إلى جانب تدمير مدرعتين وعربتين قتاليتين، كما دمّر طيران تحالف دعم الشرعية عربات كانت تحمل تعزيزات في طريقها إلى الميليشيا الانقلابية في مواقع متفرقة شرق مدينة حزم الجوف.


تقارير يمنية ترصد قمعاً ميليشياوياً وانتهاكات بحق وسائل الإعلام

أفادت تقارير ومصادر في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية عادت مجدداً إلى استهداف وسائل الإعلام المختلفة الواقعة في نطاق سيطرتها، وذلك في سياق عمليات التضييق الممنهجة بحق ما تبقى من الوسائل، خصوصاً تلك العاملة في مناطق سيطرتها.
وفي سياق المساعي الحوثية الحثيثة للاستفراد بالخطاب الإعلامي كلياً وإسكات ما تبقى من الأصوات الإعلامية الرافضة للتعاطي مع سياستها وخطابها الطائفي، كشفت المصادر ذاتها عن فرض الجماعة مؤخراً مبلغ 10 ملايين ريال يمني رسوم تصريح إذاعي على ملاك 24 إذاعة أهلية عاملة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن يمنية تحت سيطرة الانقلابيين (الدولار يقدر بنحو 594 ريالاً يمنياً هذه الأيام).
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن أسماها إن الميليشيات أعطت مهلة لملاك تلك الاذاعات تنتهي بنهاية شهر رمضان الحالي، مهددة بإغلاق كل المحطات الخاصة المتخلفة عن تسديد الرسوم المفروضة عليها بصورة غير قانونية.
وفي السياق ذاته، عبر ملاك إذاعات أهلية في صنعاء عن استنكارهم واستغرابهم الشديدين من فرض الجماعة بصورة مفاجئة تلك المبالغ عليهم والتي وصفوها بـ«الباهظة» تحت اسم جبائي جديد «رسوم إذاعية».
وأشار البعض منهم إلى أن أغلب الإذاعات الأهلية في صنعاء ومدن سيطرة الحوثيين «أُنشئت قبل سنوات عدة، ومن غير المعقول أن تأتي الميليشيات اليوم لتفرض عليها رسوماً مرتفعة». وعدّوا أن ذلك التوجه «يندرج فقط في إطار عمليات التضييق المالي الحوثي المتعمد بحق ما تبقى من المحطات العاملة بمناطق سيطرتها بغية تطفيشها وإجبارها على الإغلاق».
وتحدث عدد من ملاك تلك الاذاعات لـ«الشرق الأوسط» عن شن الجماعة على مدى الفترات الماضية سلسلة طويلة من المضايقات وحملات المداهمة والابتزاز والنهب طالتهم ومحطاتهم.
وقال الملاك إنه «رغم تجنب إذاعاتنا الحديث عن الشأن السياسي أو العسكري وغيره، وتوجيه كل برامجنا صوب الجوانب الفنية والإعلانية والترفيهية، فإن الميليشيات لم تتركنا في حالنا، بل واصلت ارتكاب التعسفات بحقنا وإجبارنا بين الفينة والأخرى على بث مواد تخدم أجنداتها؛ منها تلك التي تحرض على الالتحاق بالقتال في جبهاتها، وآخرها وليس أخيرها إلزامنا ببث إذاعي مباشر لمحاضرات زعيم الميليشيات كل ليلة رمضانية». وأضافوا: «في الوقت الذي عمدت فيه الجماعة إلى فرض قيود مالية تعجيزية بحق العشرات من الإذاعات المحلية بغية تطفيشها وإغلاقها، تواصل الميليشيات ذاتها تباعا تدشين عشرات الإذاعات التابعة لها والتي تكتفي فقط ببث البرامج التي تخدم سياساتها».
وتحدث ملاك إذاعات عن أنهم وفي مقابل تلك المبالغ المجحفة المفروضة عليهم، قد يضطرون خشية الاستهداف الحوثي لهم إلى بيع ممتلكاتهم من سيارات وأصول وغيرها لتسديد الرسوم غير القانونية.
ولفتوا إلى أنهم قد يضطرون أيضاً بفعل تلك القرارات ونظراً لقلة الإعلانات والترويج الدعائي للشركات والمنتجات التجارية ومحدودية دخل إذاعاتهم، أيضاً إلى تسريح العشرات من المذيعين والعاملين الفنيين والإداريين في إذاعاتهم. في حين أكد ملاك محطات آخرون في صنعاء أنهم سيضطرون لإغلاق إذاعاتهم بشكل نهائي حال انتهاء المهلة التي حددتها الجماعة نتيجة عجزهم عن تسديد تلك الرسوم التي فرضت عليهم بقوة السلاح.
وعلى مدى سنوات الانقلاب الماضية، صعَّدت الميليشيات الحوثية؛ وكيل إيران في اليمن، من حجم انتهاكاتها وجرائمها وتعسفاتها بحق الإعلاميين والصحافيين ووسائل الإعلام المختلفة؛ بينها الإذاعات المحلية الخاصة العاملة في صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت السيطرة الحوثية.
وتفيد تقارير محلية وأخرى دولية بأن الجماعة سخرت طيلة 7 أعوام ماضية كل الوسائل والإمكانات من أجل القضاء على وسائل الإعلام المختلفة. وتقول إن الميليشيات مارست في مقابل ذلك أبشع الانتهاكات وجرائم المداهمة والإغلاق بحق كثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة؛ بما فيها الإلكترونية التي عملت على حجبها، وتمتد يدها لحجب وسائل التواصل الاجتماعي والتي أخضعتها هي الأخرى للرقابة.
وكانت تقارير محلية كشفت في أوقات سابقة عن وجود ما يزيد على 37 محطة إذاعة تعمل في اليمن؛ بينها 28 إذاعة تتبع جهات ومؤسسات خاصة وأهلية.
ونتيجة لاستمرار تضييق الجماعة الخناق على الإذاعات المستقلة التي تبث برامجها من صنعاء، تحدث بعض التقارير عن شن مسلحي الميليشيات طيلة الأعوام الماضية المئات من حملات الاستهداف والإغلاق المنظمة طالت كثيراً من المحطات الإذاعية الأهلية بمناطق سيطرتها.
وآخر هذه الاستهدافات وليس الأخير، وفق ما أفاد به بعض التقارير، إغلاق الجماعة قبل أشهر ماضية مكاتب إذاعتي: «يمن ميوزك» في محافظتي ذمار وإب، و«ألوان إف إم» في إب، ومنعهما من البث نهائياً بحجة عدم قبول إذاعات خاصة في المحافظات، رغم أنها تبث منذ 4 سنوات، بالإضافة إلى مصادرتها مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مجال الإنتاج الإعلامي الإذاعي.

شارك