«طالبان» تسيطر على منطقة استراتيجية وسط أفغانستان/واشنطن: لا استثناء لإبقاء المرتزقة في ليبيا/إيران تعيد ترتيب ميليشياتها في العراق وترسل مقاتلين إلى لبنان

السبت 22/مايو/2021 - 12:46 ص
طباعة «طالبان» تسيطر على إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 22 مايو 2021.

«طالبان» تسيطر على منطقة استراتيجية وسط أفغانستان

قال مسؤولون أمس، إن مسلحي حركة «طالبان» تمكنوا من انتزاع السيطرة على منطقة استراتيجية أخرى في قلب إقليم «وارداك» بوسط أفغانستان، وهذا ثاني نصر من نوعه تحققه «طالبان» خلال يومين.
وبعد 4 أيام على الأقل من القتال، سيطر المسلحون على منطقة «جالريز» في «وارداك»، بحسب ما ذكره عضوا المجلس الإقليمي محمد ساردار باختيار وخواني سلطاني.
وأضاف العضوان أن حوالي 35 فرداً من قوات الأمن الأفغانية التي كانت متمركزة في المنطقة سلموا انفسهم لـ«طالبان»، بعد حوالي 48 ساعة من المقاومة العنيفة.
كما أوضحا أن الجيش حاول توصيل إمدادات وتعزيزات من خلال الجو، ولكن العملية باءت بالفشل.
وهذه ثاني منطقة استراتيجية تنتزع «طالبان» السيطرة عليها في الآونة الأخيرة، بعد منطقة «نيرخ».
و«جالريز» من المناطق الاستراتيجية في الإقليم، بالنسبة لـ«طالبان» وللحكومة الأفغانية، حيث إنها تربط بين العديد من المناطق الأخرى داخل الإقليم، كما يوجد بها الطريق الرئيسي إلى مناطق وسط البلاد، مثل إقليم «باميان».
وبالسيطرة على «جالريز»، تستطيع «طالبان» بسهولة الآن تهديد مناطق أخرى في الإقليم، بل والسيطرة عليها، وفق ما أوضحه عضوا المجلس.
وسيطرت «طالبان» أمس الأول، على منطقة «دولت شاه» في إقليم «لاغمان»، شرقي البلاد، دون أن تواجه مقاومة.
وقبل أسبوع، انتزعت «طالبان» السيطرة على منطقة استراتيجية في قلب إقليم «وارداك»، بالقرب من العاصمة كابول، وقبل أيام من ذلك، اجتاح المسلحون منطقة في إقليم «باغلان» شمالي البلاد.
وفي سياق آخر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ أمس، أن الحلف يعتزم الإبقاء على أنشطة التدريب وتمويل بعض الأنشطة في أفغانستان وخارجها بعد الانسحاب العسكري لا سيما من أجل ضمان أمن مطار كابول.
وقال في باريس في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «طالما أننا ننهي وجودنا العسكري، نفتح فصلاً جديداً، إن دعم حلف شمال الأطلسي سيستند إلى ثلاث ركائز».
وأوضح «أولا نعتزم تقديم المشورة والدعم لقدرات أجهزة الأمن الأفغانية إلى جانب دعم مالي مستمر، ثانياً: نخطط لتوفير التدريب خارج أفغانستان خصوصاً في مجال العمليات الخاصة، ثالثا: نعتزم تمويل تقديم الخدمات وبعضها لعمل المطار».
ويشكل مطار كابول عنصراً أساسياً في انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي أعلنته الولايات المتحدة والتحالف، فهو يجب أن يكون آمنا بشكل كافٍ لضمان الخدمات اللوجستية وأمن السفارات الأجنبية في كابول المتجمعة ضمن «المنطقة الخضراء» الشديدة التحصين في وسط المدينة والتي يوجد فيها مهبط للمروحيات لكن تعتمد على المطار الدولي للوصول إلى بقية أنحاء العالم.
ومن المقرر أن يغادر حوالي 10 آلاف جندي من قوة الأطلسي أفغانستان بعد الإعلان عن الانسحاب الأميركي بحلول سبتمبر بعد 20 عاماً من التدخل العسكري في هذا البلد الذي لا يزال الوضع الأمني فيه هشاً.

الأمم المتحدة تدعو إلى رحيل منتظم للمرتزقة من ليبيا

دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، إلى يجب ضمان رحيل منتظم للمرتزقة من ليبيا وعودتهم إلى بلدانهم ،مشيراً إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل فرصة لسحب السلاح ودمج المجموعات المسلحة. 

طالب المبعوث الأممي خلال إحاطته حول مستجدات الوضع في ليبيا أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة،  كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب مغادرة ليبيا طبقاً لقرارات الأمم المتحدة، معتبراً أن المقاتلين الأجانب والمرتزقة خطر على  ليبيا والمنطقة بكاملها. وفي إحاطته بمجلس الأمن، حث كوبيش  مجلس النواب الليبي على وضع الإطار القانوني للانتخابات قبل يوليو المقبل.

من جهتها، اوضحت السفيرة الامريكية  لدى الامم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أن الولايات المتحدة تدعم اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، مشددة على ان واشنطن قد تفرض عقوبات على معرقلي التسوية في هذا البلد. 

وقالت المندوبة الامريكية ان»على جميع الأطراف الخارجية المشاركة في النزاع وقف تدخلها العسكري والبدء بالانسحاب من ليبيا على الفور»، معتبرة أنه «لا مجال للتأويل، الجميع تعني الجميع». وأعربت عن أسفها لعدم إحراز تقدم سياسي.

وقالت «حان الوقت لتوضح القيادة الليبية الأساس الدستوري للانتخابات» المقررة في 24 ديسمبر المقبل، و«اقرار التشريعات المطلوبة وضمان عدم إرجاء الانتخابات»، وطالبت بتحقيق تقدم في هذا الصدد قبل الأول من تموز/يوليو. 

وفي السياق، التقى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في القاهرة بالسفير الأمريكي المبعوث الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند. وبحسب ما نشرته قناة سكاي نيوز عربية، فقد ناقش الجانبان خلال اللقاء الخطوات الفعلية المتخذة للمضي قدماً في العمل بمبادرة المستشار صالح، التي توجت بإعلان القاهرة وتتفق مع مخرجات مؤتمر برلين. فيما جدد نورلاند وجهة نظر واشنطن بشأن عدم وجود حل عسكري لأزمة ليبيا. 

ورحب نورلاند بجهود المستشار صالح الحثيثة للوصول إلى الاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر المقبل والتقدم المحرز، لإيجاد قاعدة دستورية وقانونية لتسهيل هذه الانتخابات.

بدوره أكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب حميد الصافي، أن زيارة المستشار صالح إلى القاهرة هي بناء على دعوة رسمية أمريكية، لافتاً إلى أنه ناقش مع السفير الأمريكي تفاصيل مبادرة رئيس مجلس النواب للحل في ليبيا.وأوضحت المصادر أن نورلاند أبلغ المستشار صالح بأن واشنطن ستفرض عقوبات على من يعطل المؤسسات الليبية ودعمها، لتوحيد المؤسسة العسكرية .

إلى ذلك، عقد الرؤساء المشاركون بمجموعة العمل السياسي التابعة للجنة المتابعة الدولية بشأن ليبيا (الجزائر وألمانيا وجامعة الدول العربية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا) اجتماعاً لتقييم التقدم المُحرَز على المسار السياسي في ليبيا. 

وذكر بيان للمجموعة أن إجراء الانتخابات الوطنية في ال24 ديسمبر 2021 ما زال يتصدر سلم الأولويات، بغية استكمال المرحلة التحضيرية في ليبيا والتحول الديمقراطي على النحو المتفق عليه في خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي.

العراق.. ضبط 6 صواريخ «كاتيوشا» في سامراء

أكدت خلية الإعلام الأمني العراقي، الجمعة، أن القوات الأمنية ضبطت 6 صواريخ «كاتيوشا» في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين.

وذكرت الخلية، في بيان، أن «قوة من اللواء الثالث عمليات الفرقة الرابعة شرطة اتحادية مسنودة بالجهد الاستخباري شرعت في تنفيذ عملية أمنية لتفتيش منطقة (حاوي العظيم)». وأضافت، أن «العملية أسفرت عن ضبط ستة صواريخ من نوع كاتيوشا، وقد تمت معالجتها من قبل كتيبة الجهد الهندسي للفرقة دون حادث يذكر».


واشنطن: لا استثناء لإبقاء المرتزقة في ليبيا

رفضت الولايات المتحدة منح أي دولة لنفسها استثناء لإبقاء المرتزقة التابعين لها في ليبيا، في إشارة واضحة إلى تركيا، حيث وجهت القوى الدولية انتقادات لتعثر تنفيذ الاتفاق الأمني والسياسي في ليبيا، مع بقاء المرتزقة، وكذلك عدم تنفيذ البند الخاص بفتح الطرق بين شرقي ليبيا وغربيها.

وأعرب المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، عن أسفه أمام مجلس الأمن، لكون جهود إعادة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة، وانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا «تراوح مكانها»، في حين شددت واشنطن على أن تركيا معنية بالأمر. وقال كوبيش خلال اجتماع عبر الفيديو للمجلس، إن «التقدم في قضايا رئيسة مثل إعادة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة، وبدء انسحاب المرتزقة الأجانب والمقاتلين والقوات الأجنبية يراوح مكانه».

وأضاف أن «التأخير أكثر في إعادة فتح الطريق، يصب ضد الجهود المبذولة لبناء الثقة بين الجانبين، ويمكن أن يقوض الجهود المبذولة للمضي قدماً في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ودفع عملية الانتقال السياسي». وحذّر كوبيش من أن «استمرار استخدام آلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب والجماعات المسلحة، ووجودهم وأنشطتهم، يمثل تهديداً كبيراً، ليس فقط لأمن ليبيا، ولكن للمنطقة ككل». وتابع المبعوث الأممي إلى ليبيا «من الأهمية بمكان، ضمان الانسحاب المنظم للمقاتلين الأجانب والمرتزقة والجماعات المسلحة، إلى جانب نزع سلاحهم وتسريحهم، وإعادة دمجهم في بلدانهم الأم».

من جهتها، أعربت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن أسفها لعدم إحراز تقدم سياسي. وقالت المسؤولة «حان الوقت لتوضح القيادة الليبية الأساس الدستوري للانتخابات»، المقررة في 24 ديسمبر المقبل، و«إقرار التشريعات المطلوبة، وضمان عدم إرجاء الانتخابات»، وطالبت بتحقيق تقدم في هذا الصدد، قبل الأول من يوليو.

وقالت السفيرة الأمريكية «على جميع الأطراف الخارجية المشاركة في النزاع وقف تدخلها العسكري، والبدء بالانسحاب من ليبيا على الفور»، معتبرة أنه «لا مجال للتأويل، الجميع تعني الجميع».

وتزعم تركيا أن قواتها المنتشرة في غربي ليبيا، أرسلت بموجب اتفاق ثنائي مع حكومة الوفاق الوطني السابقة، ما يعني، وفقاً لأنقرة، أنهم غير معنيين بخروج القوات الأجنبية.

وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال في ليبيا أكثر من 20 ألفاً من المرتزقة والجنود الأجانب. وأعرب العديد من أعضاء مجلس الأمن مجدداً، عن خشيتهم من أن تغادر الجماعات المسلحة ليبيا وتنتشر في المنطقة، مشيرين إلى الاضطرابات الأخيرة في تشاد، التي أدت إلى مصرع رئيسها إدريس ديبي في ساحة المعركة مع متمردين.

في هذا السياق، قال سفير النيجر عبدو عباري «نخشى أن يتردد صدى الأسلحة الصامتة في ليبيا بشكل يصم الآذان في منطقة الساحل، التي تعاني موجة ثانية من تأثير الأزمة الليبية».

من جهته، ذكّر سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة، طاهر السني، في كلمته بالعربية، بأن بلاده طلبت من جميع الدول «التزام» ما تم الاتفاق عليه في قرارات مجلس الأمن «وبالأخص خروج جميع القوات والمرتزقة الأجانب، حتى تتحرر الإرادة الوطنية من أي ابتزاز، وتَبسط الدولة سيادتها على كامل التراب الليبي».

ماكرون ينتقد تركيا

من جهة أخرى، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انتقادات إلى دور تركيا في ليبيا وملفات أخرى. وقال بعد لقاء مع الأمين العام للحلف، ينس سولتنبرغ، في قصر الإليزيه، إن قمة الناتو المقبلة في 14 حزيران/يونيو في بروكسل «يجب أن تسهم في تعزيز التماسك داخل الحلف الأطلسي».

وأضاف أن «التضامن بين الحلفاء ليس مجرد كلمة ذات هندسة قابلة للتغيير. إنه ينطوي على واجبات ومسؤوليات مشتركة. إنه يعني ضمناً، أن يتعهد كل من الحلفاء احترام القانون الدولي، وقواعد السلوك بشكل واضح». وتابع «هذا يعني عدم السعي وراء مصالح وطنية متناقضة مع المصالح الأمنية للحلفاء الآخرين، كما كانت الحال في بعض الأحيان خلال السنوات الأخيرة في سوريا وشرق البحر المتوسط وليبيا والقوقاز، أو من حيث التسلح، وهو أمر بالغ الأهمية داخل حلف شمال الأطلسي» مستهدفاً تركيا بشكل واضح.

الهجرة غير الشرعية

إلى ذلك، قالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إيلفا يوهانسون، إن الاتحاد الأوروبي يأمل بالتفاوض مجدداً مع السلطات الليبية في ملف الهجرة غير القانونية، وذلك بعد تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى السواحل الإيطالية، آتين من ليبيا.

وقالت المسؤولة الأوروبية لوكالة فرانس برس «لدينا فرصة جديدة في ليبيا، وأنا مستعدة للبدء في مفاوضات مع الحكومة الليبية الجديدة، حول طريقة تطوير تعاون أفضل... بما في ذلك مسألة الهجرة».

وفي ردّها على سؤال حول مواصلة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وخفر السواحل الليبي، المكلف اعتراض المهاجرين، ومن بينهم من يواجه تهماً بالاتجار بالبشر، أفادت المسؤولة بأن دورهم «مفصلي».

الرئيس التونسي يواجه انتقادات حادة من الأحزاب السياسية

انتقدت مجموعة من الأحزاب السياسية ونواب في البرلمان التونسي، التصريحات التي أدلى بها الرئيس قيس سعيد حول المشهد السياسي الحالي وعدم ملاءمة المناخ للاستثمار وتفشي الفساد، وطالبته بالكف عما اعتبرته «تشويهاً لصورة تونس في الخارج عبر وسائل إعلام أجنبية». واعتبر لطفي المرايحي، رئيس حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري، أن حديث الرئيس التونسي عن الفساد الذي ينخر الوضع في تونس «يضرب جهود النهوض الاقتصادي في مقتل»، ودعا الرئيس قيس سعيد إلى ممارسة صلاحياته الدستورية لفضح الفاسدين ومحاسبتهم وعدم تركهم طلقاء، «والكشف عن التآمرين على الدولة».
وفي السياق ذاته، اعتبر الصادق جبنون، المتحدث باسم حزب «قلب تونس»، أن فزاعة الفساد التي يستعملها الرئيس من فترة إلى أخرى باتت عنواناً انتخابياً، في مقابل فترة طويلة وعقيمة من الإنجازات. وأضاف أنه لم يسمع أي رئيس أفريقي في قمة تمويل الاقتصادات الأفريقية التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً، يدعو إلى عدم الاستثمار في بلاده أو يتحدث عن الخلافات الداخلية، وهو أمر يدعو الرئيس التونسي إلى مراجعة سياسته.
وكان قيس سعيد قد أدلى بحوار أمس لقناة «فرانس 24»، قال فيه إن «فشل الاستثمارات في عدد من المناطق يطرح السؤال حول ما إذا كانت الدولة فقيرة أم تعرضت للنهب من الداخل»، معتبرا أن كل الثروات تتوفر في تونس، وكلما زادت النصوص القانونية لتنظيم تلك الثروات والاستفادة منها، زاد عدد اللصوص «فنص زائد يعني بالضرورة لص زائد». كما اتهم بعض التونسيين بمحاولة إحباط تنظيم تونس للقمة الفرنكفونية وإفشالها ليس لإفشال القمة في حد ذاتها «بل لحسابات سياسية سيأتي الوقت للحديث عنها وللإفصاح عن تفاصيلها».
من ناحيته، أكد مبروك كرشيد، النائب في البرلمان، أن رئيس الجمهورية ارتكب خطأ فادحاً، وهو «تحقير بلاده» خلال عقد مؤتمر اقتصادي مخصص لتمويل الاقتصادات الأفريقية وجلب الاستثمارات الخارجية. فمن خلال حديثه عن دعم وجود مناخ ملائم للاستثمار في تونس يمكن أن نفهم أنه يدعو إلى الإعراض عن الاستثمار فيها وإلى سحب تلك الاستثمارات منها، «وهو ما يضرب ما تبقى من رصيد الثقة لدى المستثمرين».
وقال جمال العرفاوي، المحلل السياسي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس متمسك بمعاداة منظومة الحكم الحالية من أحزاب سياسية ونواب في البرلمان وأعضاء حكومة مصادق عليها، وهو يواصل انتقاداته الحادة لها، من ذلك أنه غير موافق على أي خطوة تتخذها المؤسسات الدستورية الأخرى على غرار التحوير الوزاري الذي أقرته الحكومة وصادق عليه البرلمان، علاوة على تعطيل إرساء المحكمة الدستورية.
وتبقى تلك الانتقادات مقبولة على المستوى المحلي في نطاق الصراع السياسي المفتوح بين مختلف الأطراف السياسية، غير أن نقل المعركة إلى الخارج قد تكون له أضرار جسيمة للجميع، بما فيهم رئيس الجمهورية نفسه. وأكد العرفاوي أن الرئيس سعيد مطالب الآن بالإفصاح عما لديه من معطيات ومعلومات حول الفساد والفاسدين وبإمكانه مواجهتهم من خلال رئاسته لمجلس الأمن القومي الذي يمكنه من صلاحيات دستورية كثيرة، على حد تعبيره.
على صعيد آخر، قرر البرلمان عقد أربع جلسات عامة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة للنظر في عدد من مشاريع القوانين وللحوار مع أعضاء الحكومة وهيئات وطنية، وذلك في محاولة لتفعيل رقابة البرلمان على عمل الحكومة التي يقودها هشام المشيشي، في حين يرى مراقبون أنها قد تكون مقدمة لتقييم عمل الحكومة ومن ثم الحسم في مستقبلها السياسي.
ومن المنتظر عقد جلسة للنظر في القانون الهادف إلى تسوية وضعية عمال الحظائر. كما قرر إجراء حوار مع الحكومة بحضور وزراء التجهيز والإسكان والبنية التحتية، والشؤون المحلية والبيئة، والشؤون الدينية، وأملاك الدولة، والنقل، في 28 مايو (أيار) الحالي. ومن المنتظر كذلك عقد جلسة حوار مع الحكومة حول وضعية التونسيين خارج البلاد، بحضور وزراء الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين العاملين بالخارج، والنقل، والشؤون الاجتماعية، والوزيرة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالوظيفة العمومية بصفتها الناطق الرسمي باسم الحكومة، وبحضور قيادات أمنية معنية بالموضوع، ووزير المالية بحضور ممثلين عن الديوانة التونسية.

إيران تعيد ترتيب ميليشياتها في العراق وترسل مقاتلين إلى لبنان

كشفت مصادر متعددة أن إيران تعيد ترتيب أوراق الميليشيات في العراق وبدأت في اختيار مئات المقاتلين الموثوق بهم من بين كوادر أقوى الميليشيات الحليفة لها في العراق وشكلت فصائل أصغر ونخبة وموالية بشدة لها في تحول بعيدًا عن الاعتماد على الجماعات الكبيرة. وتم تدريب المجموعات السرية الجديدة العام الماضي على حرب الطائرات بدون طيار والمراقبة والدعاية عبر الإنترنت في لبنان كما أن هناك تواصلا مباشرا مع ضباط في فيلق القدس الإيراني، ذراع الحرس الثوري الإيراني (IRGC) الذي يسيطر على الميليشيات المتحالفة معه في الخارج.

وبحسب رويترز فقد كانت هذه الجماعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة بشكل متزايد ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وفقًا لروايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة ميليشيات ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية. ويعكس هذا التكتيك كرد إيراني على الانتكاسات خاصة بعد مقتل العقل المدبر العسكري وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، والذي كان يسيطر عن كثب على الفصائل الشيعية في العراق حتى مقتله العام الماضي في هجوم صاروخي أميركي بطائرة مسيرة. ولم يكن خليفته، إسماعيل قاآني، على دراية بالسياسات الداخلية العراقية ولم يمارس أبدًا نفس التأثير على الميليشيات مثل سليماني.

الميليشيات العراقية الكبيرة الموالية لإيران
وأضافت رويترز، أن الميليشيات العراقية الكبيرة الموالية لإيران أجبرت على التراجع عن الظهور بعد رد الفعل الشعبي العنيف والمظاهرات حاشدة الضخمة ضد النفوذ الإيراني في أواخر عام 2019. كما أن الميليشيات تعرضت للانقسامات بعد مقتل سليماني ورأت إيران أنه من الصعب السيطرة عليها.

ويجلب التحول إلى الاعتماد على مجموعات أصغر أيضًا مزايا تكتيكية، حيث إنها أقل عرضة للتجسس ويمكن أن تثبت أنها أكثر فاعلية في استخدام أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها، مثل الطائرات المسلحة بدون طيار. وقال مسؤول أمني عراقي إن "الفصائل الجديدة مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني ويأخذون أوامرهم منهم وليس من أي جانب عراقي".

وتم تأكيد الرواية من قبل مسؤول أمني عراقي ثانٍ، وثلاثة قادة لجماعات أكبر من الميليشيات الموالية لإيران ومسؤول حكومي عراقي، ودبلوماسي غربي ومصدر عسكري غربي.

250 مقاتلاً سافروا إلى لبنان
وقال المسؤولون الأمنيون العراقيون إن 250 مقاتلاً على الأقل سافروا إلى لبنان على مدى عدة أشهر في عام 2020، حيث دربهم مستشارون من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية على إطلاق طائرات مسيرة وإطلاق صواريخ وزرع قنابل وشن هجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين إن "المجموعات الجديدة تعمل في الخفاء وقادتها غير المعروفين يخضعون مباشرة لضباط الحرس الثوري الإيراني". وقال مسؤولون أمنيون عراقيون ومصادر غربية إن الجماعات الجديدة تقف وراء الهجمات التي استهدفت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في قاعدة عين الأسد الجوية العراقية هذا الشهر، ومطار أربيل الدولي في أبريل، وكلها استخدمت طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات. ولم تتسبب تلك الهجمات في وقوع إصابات لكنها أثارت قلق المسؤولين العسكريين الغربيين.

وبعد مقتل سليماني، ومع انقلاب المتظاهرين ضد الجماعات المرتبطة بإيران علنًا، أصبح المسؤولون في طهران مرتابين من بعض الميليشيات التي روجو لها وأصبحوا أقل دعمًا وفقًا لقادة الميليشيات.

إحدى الجماعات ساعدت في قتل سليماني
وقال أحدهم "إن (إيران) تعتقد أن التسريبات من إحدى الجماعات ساعدت في قتل سليماني، ورأوا انقساماً وصراعاً حول المصالح الشخصية والسلطة بينهم". وقال آخر: "اللقاءات والاتصالات بيننا وبين الإيرانيين تضاءلت. لم تعد لدينا اجتماعات منتظمة وتوقفوا عن دعوتنا إلى إيران".

وقال المسؤولون الأمنيون العراقيون ومسؤول حكومي وقادة الميليشيات الثلاثة إن فيلق القدس بدأ في فصل العناصر الموثوقة عن الفصائل الرئيسية في غضون أشهر بعد مقتل سليماني. وقال المسؤول الحكومي العراقي: "في عهد قاآني (خليفة سليماني)، يحاولون إنشاء مجموعات تضم بضع مئات من الرجال من هنا وهناك، من المفترض أن يكونوا موالين لفيلق القدس فقط، وهو جيل جديد".

شارك