"الشرق الاوسط "يرفع اثار الارهاب عن المدرسة الثانويّة في حلب

الثلاثاء 08/يونيو/2021 - 01:32 م
طباعة الشرق الاوسط يرفع روبير الفارس
 
قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بالتعاون مع هيئة "الكنائس معًا" في هولندا، على ترميم المدرسة الثانويّة السورية الخاصة في حلب، وذلك ضمن برنامج ترميم وتأهيل المنشآت الكنسيّة والاجتماعيّة جراء الأزمة في سورية. تأسّست هذه المدرسة في العام 1947 بغية تعليم الطلاب الذين تمّ جمعهم من الشتات السوري، بعد المجازر التي قامت بها السلطات العثمانيةو.كانت المدرسة تُعرَف باسم ثانوية كارين يبيه، المحسنة الدانماركيّة التي كان لها دورًا فاعلًا في الأعمال الخيريّة وبناء المدارس والفعاليات الخدميّة، لمساعدة الأرمن خاصةً الأيتام منهم، الذين وصلوا إلى حلب نتيجة التهجير والترحيل أثناء الإبادة الجماعيّة الأرمنيّة عام 1915، لذا تمّت تسمية الثانويّة السوريّة باسمها تكريمًا لها.تتألف المدرسة من بناء أساس مؤلّف من طابق أرضي يتضمن المختبرات والمكاتب وطابقين للصفوف الدراسيّة بالإضافة إلى مكاتب التوجيه وغرف المعلّمين والمعلّمات. كما أنّ للثانويّة صالة متحف وصالة نشاطات بالإضافة إلى مبنى فرعي.تضرّرت الثانوية السورية الخاصة بشكل كبير خلال فترة الحرب، حيث أنها كانت تقع على خط تماس العمليات الحربية.
وفي تقرير اعلامي للمجلس قال مدير مدرسة الثانوية السورية الخاصة، أغوب كيلجيان، "عشنا أيامًا صعبة وقاسية خلال فترة الحرب في حلب. لم نخسر ماديًا فقط بل أيضًا خسرنا الإنسان إذ إستشهد الكثير من الناس بفعل التفجيرات والقذائف، فالحرب لا ترحم. كنّا في كلّ مرّة نضطر فيها للخروج من المنزل نخشى ألّا نعود إليه ثانيةً".أضاف، "رغم كل الصعوبات استمرينا بالعملية التعليميّة، ولأننا لم نعد قادرين على متابعة الدوام الدراسي في هذه المدرسة بسبب تواجد المجموعات الإرهابيّة على بعد 100 متر فقط من المدرسة، وبسبب تساقط القذائف بكثرة عليها، إنتقلنا للدوام في بناء موجود في مكان آخر أكثر أمنًا. إنخفض عدد الطلاب في سنوات الحرب إلى 750 طالبًا وطالبة بعد أن كان عددهم يصل إلى 1150 طالبًا وطالبة. كانت ظروف صعبة لكن كنّا قادرين على الإستمرار في العملية التعليميّة".تابع كيلجيان: "خلال الحرب، حدث تفجير إرهابي في سيّارة مفخّخة جانب المدرسة أدّى إلى دمار في البناء الحديث فيها، ثم بدأت القذائف بالتساقط على المدرسة. هذه القذائف كانت عبارة عن قوارير غاز معبئة بالمتفجرات، لذا كانت تسبّب دمارًا كبيرًا في المكان الذي تسقط فيه، وبفعلها تأذى البناء القديم في المدرسة بشكل كبير، وهذا البناء هو الذي نعمل على ترميمه اليوم".وعن إعادة الترميم قال: "إن أهميّة إعادة ترميم المدرسة يأتي من أهميّة تاريخها" وبناء مدرسة الثانويّة السوريّة الخاصّة في حيّ الميدان بحلب، كان شاهدًا على حرب قاسية ومدمّرة شهدتها تلك المدينة، وما زالت تشهدها مدن سوريّة لم تتوقف الحرب فيها بعد. وينتظر طلاب المدرسة إنتهاء أعمال الترميم ليتابعوا دراستهم في بناء المدرسة القديم الذي يحمل ذكرياتهم قبل الحرب، وسيحمل ذكريات سيتركونها في هذا المكان ويكملوا مشوارًا سينتقل الى أجيال قادمة.

شارك