بايدن بحاجة إلى فهم خطورة وفساد «الإخوان» في تونس/حرب الميليشيات وسيلة «إخوان ليبيا» لتأجيل الانتخابات/قتلى وجرحى في اشتباكات بين «حزب الله» وعشائر جنوب بيروت

الثلاثاء 03/أغسطس/2021 - 07:53 ص
طباعة بايدن بحاجة إلى فهم إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 3 أغسطس 2021.

رابطة العالم الإسلامي تطالب بتوظيف التقنيات للخروج من مأزق الفتاوى الفردية

دعا معالي الدكتور عبدالرحمن الزيد، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية الاثنين، المجامع الفقهية على مستوى العالم الإسلامي إلى إعمال مبدأ الشورى والتكامل بينها بتوظيف التقنيات، وتوسيع دائرة التواصل، وإعمال الرأي، للخروج من مأزق الفتاوى الفردية إلى رحابة الاجتهاد الجماعي.
وقال الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي إن الفهم المقاصدي الذي يتجاوز الجزئيات إلى الكليات، أعطى الشريعة الإسلامية حيويتها، فكانت المصدر المُلهم للكثير من الدساتير العالمية في الدول الأوربية التي استفادت من مدونات الفقه المالكي في صياغة مسوداتها الدستورية.
وأضاف الزيد: «اليوم نشهد تطورات متتابعة في التقنية الرقمية، والتي جعلت التواصل بين العلماء أمراً ميسراً في وقت أضحت الحاجة أكبر لاجتماعهم في الشأن العام، وهو ما يتوافق هنا مع ما ورد في «وثيقة مكة» التي أصدرها مؤتمر جامع عقد بجوار الكعبة المشرفة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمشاركة كبار مُفتي العالم الإسلامي، حيث تقول الوثيقة في بندها التاسع والعشرين«لا يتحدث باسم الأمة إلا علماؤها الراسخون»، امتثالاً لقول الله تعالى:«وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ».

التونسيون في بروكسل ينتفضون ضد «الإخوان»

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل خلال الأيام الماضية، تظاهرات من الجالية التونسية أمام البرلمان الأوروبي تضامناً ودعماً لقرارات الرئيس قيس سعيد الإصلاحية، رغم محاولات عناصر «الإخوان» إفشال هذه المظاهرات. ووجه المتظاهرون من أبناء الجالية التونسية في بلجيكا رسالة إلى رئيس البرلمان الأوروبي دايفيد ساسولي، يطالبون فيها بتقديم الدعم الكبير للشعب التونسي، ومواصلة الإسناد للرئاسة التونسية المنتخبة التي تحافظ على أمن واستقرار وديمقراطية تونس. وأعرب المتظاهرون عن رفضهم القاطع لدعوات حركة «النهضة الإخوانية» التي تعتدي على مصالح ومكتسبات وديمقراطية الشعب التونسي، والذي خرج مؤيداً بأغلبية كبيرة لقرارات الرئيس الإصلاحية. وشارك عضو البرلمان الأوروبي فرانك شوالبا هوث متضامناً مع المتظاهرين، معتبراً أن قرارات الرئيس التونسي محاربة للأنظمة الفاسدة في إشارة إلى حركة «النهضة»، متهماً «الإخوان» بالتسبب في الأزمات التي يعانيها الشعب التونسي. بدوره، قال الدكتور محسن شيباني، الصحفي التونسي: إن رئيس حزب «النهضة» راشد الغنوشي يخدم مصالح خارجية لا تتسق والأجندة الوطنية، ولا يحترم شهداء الوطن أو يريد بناء مستقبل أفضل للتونسيين.
وطالبت الناشطة والصحفية التونسية حليمة بوزيان بتنحي حزب «النهضة الإخواني» من البرلمان التونسي، قائلة بأن وجود حزب متطرف كـ«النهضة» لم ولن يفيد الشعب التونسي، بل سيفاقم التدهور والأزمات الاقتصادية والصحية التي تعصف بالبلاد. وردد المشاركون في المظاهرة هتافات مناصرة لقرارات قيس سعيد ورفض وجود حزب «النهضة» في التشكيل الحكومي، وحملوا لافتات تعرض العلم التونسي مزداناً بشعارات، من أمثال «تونس حرة حرة، الإخوان على بره»، و«الشعب يساند الرئيس». وفي سياق متصل، طالبت بعض التنظيمات «الإخوانية»، شرطة بروكسل بإلغاء الوقفة التضامنية، ولكن تلك المحاولة باءت بالفشل. ومن جانبه، قال الدكتور رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، إن هذه الوقفة والتظاهرة أمام البرلمان الأوروبي جاءت كخطوة استباقية، وقطعت الطريق أمام أنصار «الإخوان» من مختلف الجنسيات ومحاولاتهم إرسال رسائل كاذبة إلى المسؤولين الأوروبيين بأن ما حدث في تونس انقلاب على الديمقراطية. وأشار لـ«الاتحاد» إلى أن هذه المظاهرة نقلت الوضع الحقيقي في تونس وطالبت من المسؤولين الأوروبيين بدعم القرارات الإصلاحية للرئيس قيس سعيد، مؤكداً أن المظاهرة شهدت مشاركة مختلف ألوان الطيف السياسي التونسي باستثناء أحزاب «الإخوان». وأوضح أبو جزر أن وجود برلمانيين أوروبيين داعمين ومساندين للمتظاهرين هو إسقاط بأن هناك موقفاً أوروبياً ما زال لم يتأثر من اللوبيات «الإخوانية»، وأن ما حدث إجراءات إصلاحية ضمن الدستور، معتبراً أن هذا الإجراء الشعبي أحد أهم أساليب الضغط لدعم الرئيس قيس سعيد.
وشدد مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث على أن الحراك الشعبي التونسي للجاليات هو صمام الأمان الأول لمواجهة التحركات «الإخوانية» التي تحرض على الرئاسة التونسية، وهو ما حدث من قبل اللوبيات الإخوانية في واشنطن بتحريض الإدارة الأميركية لوقف المساعدات المتعلقة بكورونا إلى تونس، واشتراط عودة المفاوضات مع الغنوشي. وذكر أن هناك لوبياً خطيراً جداً لـ«الإخوان» في بروكسل عمل على مدار الأيام الماضية لمغالطة الحقائق وتصوير ما حدث في تونس على أنه انقلاب، لكن الجالية التونسية تصرفت بمسؤولية وعطلت تحركات «الإخوان» وأذرعها. وأكد أبو جزر أن هذه المظاهرة نجحت في أمرين مهمين، الأول مثل تعزيزاً لقرارات الرئيس قيس سعيد، والثاني استطاعته إفشال مخططات الإخوان.

بايدن بحاجة إلى فهم خطورة وفساد «الإخوان» في تونس

منذ أن قرر الرئيس التونسي، قيس سعيد، اتخاذ إجراءات تصحيحية في بلاده، أصبحت تونس محط أنظار وسائل الإعلام العالمية، وخاصة الأميركية، التي تطالب الإدارة في واشنطن بدعم هذه الإجراءات، محذرة من خطورة تنظيم «الإخوان» الإرهابي على تونس والمنطقة بشكل عام.
وبينما كان تنظيم «الإخوان»، يتمتع بالسلطة المطلقة في آخر معاقله في الشرق الأوسط، تُرك الشعب التونسي يعاني بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والطبية في البلاد.
لم يكن أمام الشعب التونسي اليائس من خيار سوى الانتفاض ضد الظلم والفساد، مثلما ثار على الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي قبل 11 عامًا، لكن هذه المرة كانت ضد جماعة «الإخوان» الإرهابية، ممثلة في حركة «النهضة»، التي فشلت فشلاً ذريعاً في محاولاتها لبناء دولة مؤسسية.
ووفقاً لموقع «ويكلي بليتز»، فإن نداءات الشعب التونسي لم تذهب عبثًا، إذ سارع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الاستجابة لمطالب شعبه، معلناً عن إجراءات تصحيحية صارمة لإنهاء الفوضى الهيكلية ومنع حرب أهلية محتملة.
وأسدل سعيد الستار على المسرحية الأخيرة لممثلين فاشلين، استخدموا شعارات دينية لسرقة بلد بأكمله، وفقاً للتقرير. 
واستند سعيد إلى سلطات الطوارئ الممنوحة له بموجب دستور البلاد لإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي لتقصيره في مهامه، وتعليق عمل البرلمان لمدة 30 يومًا، وتجريد النواب من حصانتهم من الملاحقة القضائية.
وكانت العيون جميعها تتطلع إلى واشنطن، التي فاجأت أنصار الجماعة الإرهابية بتصريح السكرتير الصحفي، جين بساكي، بأن البيت الأبيض لم يتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان انقلابًا. 
«ليس انقلاباً»، جاء هذا البيان بمثابة خيبة أمل كبيرة للدول التي كانت تعول على «النهضة» كقوة لـ«الإخوان» في المنطقة، بعد إخفاقاتها في الجزائر والمغرب ومصر والسودان والأردن وغيرها.
ويبدو أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعلم من خطأ الرئيس السابق باراك أوباما، عندما وقف إلى جانب الجماعة عام 2013، بحجة الديمقراطية وضد إرادة الشعب المصري، مما أحدث شرخًا في العلاقات بين البلدين.
ويحتاج بايدن وحزبه الديمقراطي إلى فهم مخاطر جماعة «الإخوان»، التي أثبتت من خلال تجاربها القصيرة في أجزاء مختلفة من المنطقة أن أسلوبها في الحكم يقوم على التهميش والفساد والراديكالية والإرهاب باسم الديمقراطية، حيث لا يوجد أعضاء معتدلون أو أطراف معتدلة في هذه المجموعة المتطرفة التي تستخدم الدين لتضليل الناس وإجبارهم على اتباع أيديولوجيتهم.
وطالب التقرير الولايات المتحدة بعدم تجاهل إرادة ومطالب الشعب التونسي الذي احتج على الفساد والفقر والقمع السياسي. 
وتنتظر واشنطن تحديات جدية في الوقت الذي تسعى فيه تونس إلى تشكيل حكومة جديدة تخدم الشعب، وتقود البلاد بعيدًا عن 10 سنوات من الاضطرابات في عهد النهضة. ولدى إدارة بايدن فرصة ذهبية لاتخاذ قرار واحد صحيح أخيرًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال الضغط على اللاعبين الرئيسيين الذين يدعمون جماعة «الإخوان» للامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لتونس والسماح للتونسيين بتحديد مستقبلهم.

الجيش المصري يصعق الإرهاب في سيناء

أعلنت القوات المسلّحة المصرية، أمس، مقتل 89 إرهابياً، في شمال سيناء، فيما وقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قانوناً من شأنه التصدي للخلايا الإخوانية في القطاعات الحكومية.

ويهدف القانون رقم 135 لسنة 2021، إلى تطهير المؤسسات الحكومية من «الخلايا الإخوانية والتخريبية» في القطاعات الحكومية، والتي تعزز وجودها خلال فترة حكم الاخوان، ومازال بعضها فاعلاً. وقال خبراء ومحللون إن قانون فصل موظفي الإخوان والأحكام القضائية الرادعة بحق قياداتهم، جرس إنذار لمن تبقى من الجماعة ومؤيديها، بأنه لا مجال للإفلات من الملاحقة القضائية لمن يرتكبون أعمالاً تخل بأمن الدولة والمجتمع.

في الأثناء، قال الجيش المصري، في بيان نُشر على الصفحات الرسمية للمتحدث باسم القوات المسلحة، غريب عبد الحافظ، على مواقع التواصل الاجتماعي «خلال الفترة السابقة، نجح أبطال القوات المسلحة، في توجيه ضربات متلاحقة للعناصر الإرهابية، وتنفيذ عدد من العمليات النوعية، أسفرت عن مقتل 89 تكفيرياً شديد الخطورة بشمال سيناء». وتم ضبط كميات من الأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصال، وطائرة من دون طيار مجهزة بكاميرا للتصوير، وجهاز رؤية ليلية، وكميات من المبالغ المالية. ونجحت القوات المسلحة كذلك في اكتشاف وتدمير 404 عبوات ناسفة على المحاور والطرق الرئيسة، و4 أحزمة ناسفة، فضلاً عن اكتشاف وتدمير 59 دراجة بخارية، و52 عربة تستخدمها العناصر الإرهابية.

ضربات استباقية

ولفت الجيش إلى أن القوات الجوية نجحت، بالتنسيق مع قوات حرس الحدود، في توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية، حيث تم رصد واستهداف وتدمير 200 عربة دفع رباعي، بعضها محمل بالأسلحة والذخائر، أثناء محاولاتها اختراق المناطق الممنوعة على الحدود الغربية والجنوبية للبلاد. وكذلك اكتشاف وتدمير 13 فتحة نفق، تستخدمها العناصر الإرهابية في التسلل إلى شمال سيناء.

حرب الميليشيات وسيلة «إخوان ليبيا» لتأجيل الانتخابات

لم تكن المواجهات الطاحنة التي شهدتها منطقة غرب طرابلس الليبية، الخميس الماضي، بين ميليشيا الإسناد الأولى بمدينة الزاوية، التي يقودها محمد بحرون، وميليشيا دعم الاستقرار بورشانه، بقيادة معمّر الضاوي، واستعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، معزولة عن الوضع العام في البلاد، واتجاه تيار الإسلام السياسي وحلفائه إلى الدفع نحو العودة إلى مربع العنف، بما يحول دون تنظيم الانتخابات المقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم.

في يوليو الماضي، سقط ما لا يقل عن 20 قتيلاً في معارك شهدتها مدينة العجيلات، ثم العاصمة طرابلس، وآخرها منطقة الماية وكوبري 27، وكان لافتاً أن جميع الميليشيات التي شاركت فيها، تتستر بغطاء الشرعية الحكومية، بعد أن ضمها المجلس الرئاسي السابق، برئاسة فائز السراج، إلى أجهزة، سواء عبر التبعية لوزارة الداخلية، أو لمكتبه الخاص.

وفيما يسارع وزير الداخلية الحالي، خالد مازن، في كل مناسبة، لفك الاشتباكات، وفتح تحقيقات في أسباب ودوافع اندلاعها، يشير المراقبون إلى أن صراعاً خفياً نشب بين أمراء الحرب على النفوذ وتقاسم المواقع، لا سيما في طرابلس والمدن الواقعة إلى الغرب منها، حيث تسعى جماعة الإخوان إلى تأجيجه وتحويله إلى اشتباكات مسلحة، الهدف منها إعادة العاصمة وضواحيها إلى أجواء الحرب، بهدف تعطيل خارطة الطريق السياسية، وقطع الطريق على الانتخابات، بدعوى عدم ضمان تنظيمها في ظل الانفلات الأمني.

جلسة عمل

وكان المجلس الرئاسي، برئاسة محمد المنفي، دعا السبت، رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، إلى جلسة عمل، قال بعدها عضو المجلس اللافي، إنه تمت خلالها مناقشة الأوضاع الأمنية في بعض المناطق التي شهدت بعض الخروقات الأمنية خلال المدة الماضية. وأكد عضو اللجنة العسكرية المشتركة، المدعي العام العسكري، اللواء فرج الصوصاع، أن الميليشيات هي السلاح الأخير لدى جماعة الإخوان الإرهابية، وأضاف أن «المجتمع الدولي أقر بضرورة تفكيك الميليشيات، ونحن اجتمعنا عبر الدائرة المغلقة مع الدول الراعية، والبعثة الأممية للدعم في ليبيا، وكانت مطالبنا هي خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات، وهذا المطلب تبناه مؤتمرا برلين الأول والثاني، ونحن نسعى الآن للقاء مع الدول الداعمة لاتفاق برلين الأول والثاني، لنطلب منهم أمام العالم، خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادنا، وتفكيك الميليشيات التي تمثل العائق الأمني».

ويرى رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث، جمال شلوف، أن الميليشيات بدأت بالفعل في تنفيذ خطة إخوانية لعرقلة الانتخابات، عبر بث الفوضى، من خلال الاشتباكات، بعد أن تأكدت من إصرار الشعب الليبي، ومعه المجتمع الدولي، على تنظيمها في موعدها المحدد، لافتاً إلى أن «الإخوان» يطمحون إلى أن تتأجل الانتخابات، لكي يكونوا بعد ذلك قادرين على فرضها بسلاح الميليشيات.

إجراءات سعيد تحرّر القضاء التونسي من تداخل الإخوان

تحرك القضاء التونسي خلال الأيام القليلة الماضية لملاحقة عدد من المتورطين في الفساد ومحاولات ضرب مؤسسات الدولة، فيما بات ملحوظاً لدى التونسيين أن إجراءات الرئيس قيس سعيد المتخذة الأحد الماضي حررت المؤسسة القضائية من القيود والعراقيل التي كانت تكبلها بسبب تدخل الإخوان المباشر في عملها.

وقالت مصادر أمنية إنه تم تنفيذ قرار صادر عن وزير الداخلية بوضع وكيل الجمهورية السابق للمحكمة الابتدائية بتونس البشير العكرمي المعروف بقاضي الإخوان تحت الإقامة الجبرية.

وكانت هيئة الدفاع عن القياديين اليساريين المغتالين شكري وبلعيد ومحمد البراهمي قد اتهمت العكرمي بإخفاء ملفات تتعلق بالإرهاب والتلاعب بالأدلة الجنائية حول الجهاز السري التابع لحركة النهضة الإخوانية.

أعمال عنف

وفي الأثناء، أكد مصدر مأذون بالمحكمة الابتدائية تونس 2، إحالة أربعة أشخاص منتمين إلى حركة النهضة على قاضي التحقيق بهذه المحكمة، من بينهم عضو بمجلس الشورى للنهضة وشخص آخر ينتمي إلى طاقم التشريفات (البروتوكول) التابع لرئيس الحركة ورئيس البرلمان، راشد الغنوشي وثالث كان حارسه الشخصي سابقاً، وذلك بتهمة «محاولة القيام بأعمال عنف أمام البرلمان عقب الإعلان عن قرارات رئيس الجمهورية، قيس سعيّد»، مساء الأحد الماضي.

وقال المصدر إنه «تم الاحتفاظ بالحارس الشخصي السابق للغنوشي وعضو مجلس الشورى قيد الاحتجاز منذ الثلاثاء الماضي، ووقع استنطاقهما من قبل فرقة مكافحة الإجرام بالحرس الوطني، في حين تم الاستماع إلى المتهمين الإثنين الآخرين ومنهما عضو طاقم التشريفات والشخص الرابع وهما بحالة تقديم، ثم وقع إحالة الأربعة، الجمعة، على المحكمة الابتدائية بتونس 2 حيث يجري الآن التحقيق معهم».

وكانت فرقة مكافحة الإجرام، تلقت شكاوى تفيد بمحاولة العناصر الأربعة القيام بأعمال عنف عن طريق الاتصال بأشخاص من منطقة حي النور وهو حي شعبي يتبع منطقة باردو، حيث مقر مجلس نواب الشعب، للتزود بعصي والقيام بأعمال عنف أمام البرلمان يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.

تحرير

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد ضمن إجراءاته المعلنة الأحد الماضي قراراً برفض الحصانة عن أعضاء البرلمان الذي تم تجميد كل صلاحياته.

ويرى المراقبون أن إجراءات الرئيس سعيد حررت إرادة القضاء في تنفيذ مهامه والقيام بدوره بعد سنوات من تكبيله على يد جماعة الإخوان، وتعطيل تحركاته في مواجهة الإرهاب والجريمة.

والأسبوع الماضي، أعلن عن انطلاق التحقيق في جملة من الملفات القضائية من بينها التمويل الأجنبي المشبوه لحركة النهضة وحليفها حزب قلب تونس، والفساد في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وتزوير مستندات داخل هيئة الحقيقة والكرامة المكلفة بإجراءات العدالة الانتقالية.

قتلى وجرحى في اشتباكات بين «حزب الله» وعشائر جنوب بيروت

قتل سبعة أشخاص، بينهم أربعة من «حزب الله»، وجُرح آخرون، خلال إطلاق نار في خلدة (جنوب بيروت) على جنازة كانوا يشاركون في تشييعها، عائدة للعضو في الحزب المدعو علي شبلي الذي قُتل ليل السبت في عملية ثأرية مع عشائر عربية (عرب خلدة) تسكن المنطقة. وأفادت وسائل إعلام تابعة للحزب بأن أشخاصاً قتلوا وجرح آخرون «في كمين استهدف معزين» شيعة في بلدة خلدة في جنوب بيروت، وذلك بعد يوم على مقتل شبلي. وأفاد مقربون من الحزب بأن المشيعين «علقوا في كمين تحت وابل من الرصاص»، قبل أن يتحدث آخرون عن أن الحزب دفع بقوة عسكرية إلى المنطقة، واندلعت اشتباكات لمدة ساعة قبل أن تنتهي بوصول قوة من الجيش اللبناني التي عملت على فرض التهدئة، وهددت بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يوجد على الطرقات في خلدة وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن 7 أشخاص بينهم 4 من «حزب الله»، قتلوا في حادثة إطلاق النار، فيما قالت مصادر ميدانية إن قوة من الحزب «وصلت إلى المكان لفك الطوق عن المحاصرين من المشيعين الذين كانوا يتعرضون لإطلاق نار».وبدأ التوتر مساء السبت، عندما قتل علي شبلي جراء إطلاق النار عليه من قبل أحمد غصن خلال وجوده في حفل زفاف. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي شخصاً يحمل مسدساً خلال حفل زفاف أطلق عدة رصاصات على شبلي.
وبعد الحادثة صدر عن عشائر العرب الذي ينتمي إليهم القاتل بيان أكدوا فيه أن من عاداتهم وتقاليدهم أن يأخذوا بالثأر إذا لم تتم مصالحة بين المتخاصمين وأن القاتل شفيق المقتول حسن غصن. واعتبر البيان أن ما حصل بمقتل علي شبلي ليس إلا أخذاً بثأر، متمنين على ذوي المقتول اعتبار القتل عيناً بعين ولا يتجاوز ذلك.
وأمس، سار مقربون من الحزب خلف جنازة شبلي التي نقلت إلى منزله في خلدة، قبل أن يتعرضوا لإطلاق نار، قُتِل على إثره أحد أنسبائه وآخرون مقربون من الحزب.
وأظهرت مقاطع فيديو تبادلاً لإطلاق النار بين مجموعة من الحزب وصلت لاحقاً إلى المكان، ومجموعة أخرى من عشائر خلدة.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان أنه «أثناء تشييع المواطن علي شبلي في منطقة خلدة، أقدم مسلحون على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، ما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين وأحد العسكريين، وقد سارعت وحدات الجيش إلى الانتشار في المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة».
وحذرت قيادة الجيش، في بيان صادر عن «مديرية التوجيه» من أنها «سوف تعمد إلى إطلاق النار باتجاه كل مسلح يوجد على الطريق في منطقة خلدة، وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر».
وتمكنت ملالات الجيش اللبناني من إخراج 15 شخصاً من المشيعين الذين رافقوا الجنازة وحوصروا في منزله في خلدة، كما أخرج جثمان شبلي مع الإسعاف إلى خارج المنطقة.
وطلب الرئيس اللبناني ميشال عون من قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى المنطقة، وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين بأمان على الطريق الدولية. واعتبر عون أن الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الأطراف تحقيقاً لهذا الهدف.
وأصدر «حزب الله» مساءً بياناً أوضح فيه أنه «أثناء تشييع علي شبلي إلى مثواه الأخير في بلدة كونين الجنوبية وعند وصول موكب الجنازة إلى منزل العائلة في منطقة خلدة تعرض المشيعون إلى كمين مدبر وإلى إطلاق نار كثيف من قبل المسلحين في المنطقة» ما أدى إلى مقتل اثنين من المشيعين وسقوط عدد من الجرحى.
وقال الحزب في بيانه إن «قيادة حزب الله تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقة عالية وتطالب الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة واعتقالهم تمهيداً لتقديمهم إلى المحاكمة».
من جهته، علق رئيس مجلس الشورى للعشائر العربية في لبنان الشيخ كرم الضاهر على أحداث خلدة، وأهاب، في بيان، بالجيش اللبناني والقوى الأمنية التدخل والسعي إلى التهدئة بخصوص أحداث خلدة. وتمنى على القيادات السياسية المعنية العمل على احتواء الأزمة حتى لا تستغل للتوسع إلى شكل يهدد السلم الأهلي، داعياً جميع أبناء العشائر العربية في لبنان إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتن.
وشهدت منطقة خلدة في السابق اندلاع حوادث طائفية على مدى فترة طويلة بين سكانها من الشيعة والسنة، كان أبرزها في 27 أغسطس (آب) 2020، عندما وقعت اشتباكات بين مقربين من الحزب ومسلحين من العشائر العربية، وأسفرت عن مقتل أحد أفراد العشائر حسن غصن، وإحراق مبنى تجاري باسم «سنتر شبلي» يملكه علي شبلي الذي قتل ليل السبت.
وأجرى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي أكد أن «الجيش سيعزز وجوده في المنطقة لضبط الوضع». ودعا ميقاتي أبناء المنطقة إلى «الوعي وضبط النفس حقناً للدماء وعدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه».
بدوره، أعلن «تيار المستقبل» أن القيادة أجرت اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لا سيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على التهدئة وعدم الانجرار وراء أي فتنة. وأوضح التيار، في بيان، أن القيادة أجرت اتصالات مع قيادة الجيش وسائر الأجهزة الأمنية، للعمل على ضبط الوضع والحيلولة دون تطور الأحداث، داعية كل المعنيين إلى التضامن ومساعدة الأجهزة والقوى الأمنية الرسمية على معالجة الوضع.
وشدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على ضرورة توقيف الذين أطلقوا النار اليوم قبل الغد وأن تأخذ العدالة مجراها. وقال: «لاحقاً مع العقلاء من الطائفة الواحدة المسلمة، والطائفتين الشيعية والسنية، لا بد من صلح عام عشائري لأن طريق صيدا هي طريق الجميع من كل الفئات والمذاهب».
وأضاف جنبلاط: «أنا مستعد لإقامة الصلح إلى جانب الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي عبد الأمير قبلان، ولكن بداية لا بد للجيش أن يوقف مطلقي النار ثم يقوم بإحالتهم إلى المحاكمة، فعلى الدولة أن تتحرك أولاً».

شارك