«11 سبتمبر».. هجمات غيرت أميركا والعالم/تونس نحو العودة للنظام الرئاسي وطي شامل لصفحة «الإخوان»/كيف تهاوت البنية التحتية لتنظيم الإخوان بشمال إفريقيا؟

السبت 11/سبتمبر/2021 - 09:04 ص
طباعة  «11 سبتمبر».. هجمات إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 11 سبتمبر 2021.

الاتحاد: «11 سبتمبر».. هجمات غيرت أميركا والعالم

في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ضربت اعتداءات غير متوقعة الولايات المتحدة، فغرقت ومعها العالم في حرب على الإرهاب طغت على العلاقات الدولية مدة عشرين عاماً، قالبة على المدى الطويل موازين القوى.
وتحيي الولايات المتحدة اليوم ذكرى هجمات 11 سبتمبر، فيما تكتسي أهمية كبيرة، حيث وضع الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية للحرب في أفغانستان التي شنتها الولايات المتحدة عام 2001، رداً على الاعتداءات التي نفذها تنظيم «القاعدة»، وطبعت مطلع القرن الحادي والعشرين.
وتحل الذكرى العشرون لهذه الاعتداءات فيما ألم الناجين وعائلات الضحايا والشهود لا يزال كبيراً جداً، لكن مع مرور عقدين من الزمن وجيل كامل، دخلت هذه المأساة التاريخ، إذ أن الأميركيين الشباب في 2021 لا يملكون إلا ذكرى مجتزأة عنها على ما يفيد خبراء.
ويقول إيلي تينيباوم، الذي شارك في تأليف كتاب مكرس لهذه الحرب: «نصل اليوم إلى نهاية هذه الجولة الاستراتيجية، ونطوي صفحة كان فيها الإرهاب العالمي العدو المعلن الوحيد».
ويرى هذا الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن المنافسة الاستراتيجية بين القوى الكبرى، لاسيما الولايات المتحدة والصين وروسيا، عادت لتصبح النموذج العالمي مع بروز رهانات دولية أخرى تخفف نسبياً من التهديد الإرهابي.
وتركت الولايات المتحدة، التي قضى 2500 من عسكرييها وأنفقت نحو ألفي مليار دولار في أفغانستان، هذا البلد لحركة «طالبان»، التي طردتها من الحكم قبل 20 عاماً، متهمة إياها بإيواء أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة»، الذي قتلته لاحقاً في مايو 2011 في باكستان.
وقد ألحق اعتداء 26 أغسطس الذي أعلن تنظيم «داعش -ولاية خراسان» مسؤوليته عنه وأسفر عن سقوط 13 عسكرياً أميركياً قرب مطار كابول في خضم عمليات الإجلاء، صدمة في نفوس الرأي العام الأميركي. وكان غالبية العسكريين من الشباب الذين ولدوا بعد اندلاع النزاع في أفغانستان.
وذكر مقتلهم بأن الولايات المتحدة باتت عند نقطة تحول مفصلية بين عشرات ملايين الأميركيين الذين يحتفظون بذكرى فعلية مؤلمة للاعتداءات، وجيل الشباب الذي لديه ذكرى تاريخية ومؤسساتية إذ لم يعاصروا هجمات 11 سبتمبر، بل يتناولونها ضمن الإطار العائلي أو المدرسي أو عبر سائل الإعلام.

حقبة جديدة
وللتأكيد أن هذه الحقبة انتهت، حرص جو بايدن على أن يتزامن الانسحاب الأميركي الكامل من أفغانستان، بشكل رمزي مع الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، إذ أن الجيش الأميركي تدخل في هذا البلد غداة الاعتداءات على برجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع لمطاردة تنظيم «القاعدة»، الذي نفذها، وطرد حركة طالبان من السلطة، بعدما وفرت ملاذاً لأولئك الإرهابيين.
ويقول مارك غرين، الذي كان مسؤولاً جمهورياً عند وقوع الهجمات، وهو مدير معهد الأبحاث «ويلسون سنتر»: راهناً قد نكون وصلنا إلى نهاية حقبة، إلا أن هذه المنطقة من العالم مرشحة مجدداً لاستقبال «متطرفين عنيفين جداً».
ولأسباب أخرى لا تقتصر على مكافحة الإرهاب، يصب جون بولتون السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جام غضبه على رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين، وهم الديموقراطيان باراك أوباما وجو بايدن فضلاً عن الجمهوري دونالد ترامب الذي كان لفترة وجيزة مستشاره للأمن القومي. وهو يعتبر أنهم جميعاً تعجلوا في فك الارتباط مع أفغانستان لاستمالة رأي عام مل من «حروب الولايات المتحدة التي لا تنتهي».
ويؤكد بولتون، والذي يدافع عن تدخل الولايات المتحدة في الخارج منذ سنوات، «عشرون عاماً هي نقطة في محيط!».
وراهن دونالد ترامب، الذي كان أول من قرر الانسحاب ومن ثم جو بايدن فضلاً عن جزء كبير من الطبقة السياسية الأميركية، على أن قيام نظام متشدد في كابول مجدداً ليس تهديداً حيوياً للولايات المتحدة، في حين أن البقاء في أفغانستان يكبد كلفة سياسية أكبر من الرحيل.


إرث مثير للجدل
ويجدد تغير الوضع المباغت في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان، النقاش حول الإرث المثير للجدل الذي تركه الأميركيون على بعد آلاف الكيلومترات من ديارهم.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أطلق مساء 11 سبتمبر العبارة الشهيرة: «الحرب على الإرهاب».
وكان يومها حظي بإجماع المجتمع الدولي، فمع سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل على الأراضي الأميركية تعرضت الولايات المتحدة لضربة في الصميم، بطريقة غير مسبوقة، منذ هجوم بيرل هاربور عام 1941 وكان يفترض بها الرد.
ونقل العام 2001 العالم إلى الألفية الجديدة بعد عقد التسعينيات الذي اكتسبت فيه الولايات المتحدة لقب القوة العظمى الرئيسة.
وطرح بوش تعريفاً فضفاضاً «للحرب على الإرهاب»، محاطاً بمحافظين ومؤيدين للتدخلات الخارجية عازمين على نشر النموذج الديمقراطي في العالم، وأعلن «حملة طويلة غير مسبوقة على كل الأنظمة الداعمة للإرهاب».
لكن بحسب إيلي تينيباوم، تلاشى الإجماع سريعاً جداً وراحت صورة الولايات المتحدة تتراجع مع انحراف الحرب على الإرهاب عن مسارها. فالغزو الأميركي للعراق عام 2003 أثار استياء عارماً لدى جزء كبير من الرأي العام العالمي، وسمح بعودة الحركة الإرهابية العالمية التي كانت أضعفت بعد 2001، وبرز جيل جديد من المتطرفين يضم شباباً من منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن غربيين أتوا لمواجهة «قوى الاحتلال» بعد سقوط صدام حسين. 
وبعد عشر سنوات على ذلك ترك انسحاب الأميركيين فراغاً سمح بظهور تنظيم «داعش» وإعلانه «دولته» المزعومة في مناطق عراقية سورية. واضطرت الولايات المتحدة إلى العودة اعتباراً من 2014 على رأس تحالف عسكري دولي.
إلا أن حصيلة الحرب على الإرهاب أتت متفاوتة. فقد قضى فيها أكثر من 800 ألف شخص مع دفع المدنيين العراقيين والأفغان الثمن باهظاً. 
وربما لا تكون تكررت هجمات شبيهة بـ11 سبتمبر، إلا أن اعتداءات لافتة لتنظيم «داعش» أدمت أوروبا كما حصل في باريس عام 2015 فيما التهديد الإرهابي متواصل مع أنه أقل تركزاً. فعدد المتطرفين في العالم اليوم أكثر بثلاث مرات عن عددهم في 2001 بحسب تقديرات عرضها إيلي تينيباوم.
وتقول مرسين الشمري خبيرة شؤون الشرق الأوسط في بغداد، والباحثة في كلية هارفرد كينيدي: إن «اعتداءات 11 سبتمبر تسببت بحربين وغيرت إلى الأبد موازين القوى في المنطقة»، في إشارة إلى حربي أفغانستان والعراق.

بلينكن: اخترنا الدبلوماسية لجعل العالم أكثر أمناً وسلاماً
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، أن هجمات 11 سبتمبر غيّرت في سياسات البلاد، مضيفاً، في كلمة خلال فعالية لتأبين ضحايا هجمات 11 سبتمبر: «اخترنا الدبلوماسية لجعل العالم أكثر أمناً وسلاماً».
وكان الأميركيون استفاقوا، صباح الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001، على اعتداءات جوية تمت بعد اختطاف مجموعة تابعة للقاعدة عدداً من الرحلات الداخلية.
وشكلت الهجمات صدمة غير مسبوقة، هزّت الولايات المتحدة والعالم، وأودت بأرواح المئات من الأبرياء. 
ومن المرتقب أن يزور الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل اليوم، النصب المهيب الذي أقيم في موقع البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي اللذين انهارا في الهجمات في نيويورك. وعلى جري العادة كل سنة، ستتلى على مدى ثلاث ساعات أسماء نحو ثلاثة آلاف شخص قضوا في هذه الهجمات. ونصبت أنوار عمودية، الأسبوع الماضي، في حوضين أسودين ضخمين حلا مكان قاعدة البرجين.
ويتوجه بايدن وزوجته أيضاً إلى بنسيلفانيا، حيث تحطمت طائرة خطفها أربعة من الإرهابيين التسعة عشر وإلى ضاحية واشنطن، حيث هوجم مقر وزارة الدفاع أيضاً. ولن يلقي بايدن أي كلمة طوال اليوم، بل سيُبث مقطع مصور، حسبما أفاد البيت الأبيض.

بورصة نيويورك تقف دقيقة صمت
وقف العاملون في بورصة نيويورك دقيقة صمت، أمس، في آخر يوم تداول قبيل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر عندما اصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.
ووقف العاملون دقيقة الصمت في الساعة 09:03 صباحاً، 14:03 بتوقيت جرينتش، وهو وقت اصطدام الطائرة الثانية بالبرج الجنوبي في 2001. وقُتل أكثر من 2600 في مركز التجارة العالمي، إضافة إلى 125 في وزارة الدفاع، و265 كانوا على متن الطائرات الأربع التي استخدمت في الهجمات. كما عُزف النشيد الوطني الأميركي في مبنى البورصة. وشارك في هذه المراسم المتعاملون في البورصة وأفراد أسر ضحايا الهجمات.

بريطانيا: تحذير من خطر إرهابي «فعلي ودائم»

أعلن المدير العام لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني «إم آي 5» كين ماكالوم، أمس، أن الخطر الإرهابي يبقى «فعلياً ودائماً» في المملكة المتحدة، محذراً من أن سيطرة حركة «طالبان» مجدداً على أفغانستان قد تكون «شجعت» المتطرفين في بريطانيا. وقال ماكالوم لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: إن جهازه تمكن بالتعاون من الشرطة خلال السنوات السبع الأخيرة من «إحباط 31 مخططاً في مراحل متقدمة لتنفيذ اعتداءات في بريطانيا»، موضحاً أن هذا العدد يضم بشكل أساسي مخططات هجمات إرهابية، وكذلك عدداً متزايداً من مخططات الهجمات من قبل إرهابيين من اليمين المتطرف. وأشار إلى إحباط ستة مخططات لتنفيذ اعتداءات في السنتين الماضيتين في ظل القيود المفروضة لمكافحة تفشي وباء كوفيد- 19.

الخليج: تونس تتجه لتغيير نظامها السياسي بالاستفتاء وتعليق الدستور

تتجه تونس إلى تغيير نظامها السياسي عبر استفتاء على الأرحج، مثلما أبلغ ذلك وكالة «رويترز» أحد مستشاري الرئيس قيس سعيّد، الذي أكد أيضاً أن الدستور الحالي عائق أساسي ويفترض تعليقه ووضع نظام للسلطات المؤقتة، فيما أفادت أوساط بأن سعيد يتجه إلى الإعلان عن اسم رئيس الوزراء الأسبوع المقبل، بينما وصل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى تونس.

وأفاد رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، جمال مسلم، بأن رئيس الجمهورية قيس سعيّد أعلمه أن الإعلان عن رئيس الحكومة الجديد سيكون هذا الأسبوع، من أجل ملء الفراغ الإداري.

وقال مسلم إن اللقاء الذي حصل بين سعيّد ووفد من الرابطة تطرق إلى عدة مواضيع، من بينها وضع شخصيات عدة تحت الإقامة الجبرية. وكشف أنه تم طلب لقاء بوزير الداخلية لكن لم يتم تلقي الرد. وكان سعيّد أعلن في يوليو الماضي، إعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، وتجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها مدن عدة.

وشهدت العاصمة التونسية مدن أخرى، اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون الحكومة بالتنحي وبحل البرلمان، واستهدف محتجون مقرات حزب «النهضة الإخواني» في مدن عدة، في تصعيد للغضب ضد المنظومة الحاكمة، وسط تفش سريع لفيروس كورونا، وتدهور الوضع الاقتصادي والسياسي.

في غضون ذلك، قام رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، بزيارة رسمية لتونس، الخميس، أجرى خلالها لقاء مع الرئيس التونسي، حضره وزراء الصحة، والداخلية، والدولة لشؤون مجلس الوزراء، ورئيس الحكومة، ومن الجانب التونسي وزير الداخلية، وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية.

وناقش الجانبان التطورات السياسية الأخيرة في البلدين، وسبل تطوير وتعزيز التعاون بين البلدين في المجالين الأمني والاقتصادي.

كما تم بحث مسألة فتح المعابر الحدودية بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على التنسيق بين وزارتي الصحة والداخلية لإعداد بروتوكول موحد لعودة الحركة البرية والجوية بين البلدين في أقرب وقت ممكن.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن القاهرة تتابع باهتمام كبير تطورات الأوضاع في تونس.

وقال شكري، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، إن مصر تؤكد في هذا السياق ضرورة دعم القيادة التونسية وجهودها الوطنية الخالصة لكي تعبر بالبلاد إلى بر الأمان. وأضاف: مصر تدعو جميع الأشقاء إلى توفير كل سبل الدعم والمساندة لتونس أثناء هذه المرحلة الهامة الرامية إلى تحقيق الازدهار والاستقرار.

وأشار إلى أن مصر تدعم كل الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد، بما يهدف إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب التونسي. 

البيان: تونس نحو العودة للنظام الرئاسي وطي شامل لصفحة «الإخوان»

يتطلع التونسيون بشغف كبير إلى ما سيتضمنه البيان المنتظر للرئيس قيس سعيد في الأيام المقبلة، الذي كان وعد به في 22 أغسطس الماضي، فيما قالت مصادر مطلعة لـ«البيان» إن البيان سيتضمن قرارات وإجراءات مهمة تقطع مع منظومة الحكم الإخواني التي سادت في السنوات العشر الأخيرة.

وأكدت المصادر أن فريقاً من أبرز خبراء القانون الدستوري ينكبّ على وضع دستور مؤقت سيتم اعتماده لتنظيم العلاقة بين السلطات المؤقتة في البلاد. 

وهو ما يؤشر إلى الاتجاه نحو تعليق العمل بدستور 2014، بما يسمح للرئيس سعيد بتغيير النظام السياسي القائم في البلاد، وبتشكيل حكومة جديدة لا تخضع لشرط نيل ثقة البرلمان.

مجال واسع

وترى أوساط تونسية أن تعليق العمل بالدستور، سيمنح الرئيس مجالاً واسعاً لإدخال تحويرات حاسمة على المشهد السياسي، ومن ذلك حل البرلمان، وتشكيل حكومة جديدة وفق نظام رئاسي بصورة مؤقتة، قبل أن يتم استفتاء الشعب على طبيعة الشكل النهائي للنظام، الذي ينتظر أن يكون رئاسياً بعد أن كان برلمانياً معدّلاً في السنوات الأخيرة.

وتشير الأوساط إلى أن تعليق الدستور سيكون منطلقاً لتشكيل حكومة جديدة تمارس عملها تحت إشراف مباشر من الرئيس سعيد، وتساهم في حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد، وذلك عبر إعداد ميزانية تكميلية للعام الجاري، وفتح جسور التفاوض مع المانحين الدوليين.

وكانت تونس ألغت في مارس 2011 دستور عام 1959 واعتمدت على دستور مؤقت إلى حين التصديق على الدستور الجديد في يناير 2014، والذي سعت حركة النهضة وحلفاؤها المسيطرون على المجلس التأسيسي إلى كتابته وفق مصالحهم ولا سيما في تشتيت السلطات للتمكن من السيطرة عليها والتغلغل في مفاصل الدولة.

من جهته، أعلن الحزب الدستوري الحر دعمه الكامل لتسهيل أي آلية دستورية لحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة بالبلاد. وطالب الحزب، في بيان، سعيد بسحب البساط من تحت أقدام زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وعدم إعطاء فرصة للإخوان للعب دور السلطة الشرعية المنقلب عليها. وجدد تأكيده «رفض تفكيك الدولة والزج بها نحو المجهول».

بدروه، عدّ النائب بالبرلمان المجمد مبروك كورشيد، أنه لا حل لتونس بدستور 2014 «المفخخ» والذي «جزّأ السلطة وخلق الأزمات وجعل أقلية تتحكم في أغلبية ولم يقدم حلولاً للتونسيين».

وأضاف، إن نهاية هذا الدستور نهاية فترة حكم النهضة وتوابعها في تونس، داعياً إلى الذهاب إلى دستور ناجع يحفظ للسلطة هيبتها وللديمقراطية أدواتها ويلغي الهيئات المستقلة الزائفة، بحسب تعبيره. وعدّ كورشيد أن الديمقراطية ليست بأشكال أنظمة الحكم إنما بالديمقراطيين الذين يدافعون عنها والمؤسسات التي تخلق للدفاع ولحمايتها كالمحكمة الدستورية وغيرها.

وفي مناسبات عدة، انتقد الرئيس سعيد دستور 2014 وعدّه مكتوباً على مقاس المصالح الخاصة لمن كانوا وراء تدوينه والتصديق عليه، وقال إنه لن يترك الدولة تتهاوى، وهو ذاته ما عبرت عنه قوى سياسية واجتماعية مهمة.

ومن بينها الاتحاد العام للاتحاد التونسي للشغل الذي دعا أمينه العام نور الدين الطبوبي إلى الإسراع في تشكيل حكومة واستفتاء لتعديل الدستور في البلاد، عادّاً أن المنظومة السياسية والدستورية في تونس لم تترك مجالاً للتقدم، ومن الضروري طرح استفتاح لإصلاح النظام السياسي.

وشدد الطبوبي أن الاتحاد التونسي للشغل كان دوماً ضد النظام السياسي ودستور 2014، الذي «ساهم في حالة الانسداد التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة» منادياً بإجراء استفتاء وطني لتغيير.

خطوط عريضة

وكشف الاتحاد أمس عن وثيقة اقتراحات عملية لإدارة الفترة الاستثنائية، تتضمن الخطوط العريضة لخطّة يمكن اعتمادها من أجل إعادة السير العادي لمؤسسات الدولة والتأسيس للمرحلة المقبلة بعد القيام بجملة من الإصلاحات الضرورية، وذلك من خلال محاور كبرى تتعلق بالجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية ومكافحة الفساد، نصّت على الإجراءات والإصلاحات المقترحة والأطراف المعنية بها.

ويشير أغلب المراقبين إلى أن تعليق الدستور الحالي سيعصف نهائياً بمشروع الإخوان، ويحول دون تغلغله في مؤسسات الدولة كما حدث في السنوات العشر الأخيرة.

كما سيدفع مباشرة إلى اعتماد قانون انتخابي جديد يكون منطلقاً لانتخابات برلمانية مبكرة تفرز سلطة تشريعية رقابية ولكن من دون تدخل مباشر في السلطة التنفيذية، وإلى تعديل قانون الأحزاب بما يمنع تشكيل أحزاب على أساسي ديني أو عرقي أو جهوي أو إقليمي، وبما يدعم ثوابت الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية.

ليبيا .. «الرئاسي» يهيئ خطة بديلة لـ«القاعدة الدستورية»

يحث الليبيون الخطى نحو الانتخابات المقررة للرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، فيما تتعدد الاجتهادات لتجاوز العراقيل التي يمكن أن تحول دون تنظيم الاستحقاق في موعده، ومنها تأخر ملتقى الحوار السياسي في التوافق حول القاعدة الدستورية.

وأبدى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي استعداده لدعم إجراء الانتخابات عبر خطة بديلة عن القاعدة الدستورية، وتتمثل في إصدار مرسوم رئاسي ضمن صلاحياته وفقاً لتطلعات ورغبة الشعب الليبي، جاء ذلك خلال لقاء جمعه بجوزيف بوريل نائب رئيس المفوضية الأوروبية لبحث العلاقات والشراكة مع الاتحاد الأوروبي بملفات الهجرة غير الشرعية والمصالحة الوطنية والانتخابات والتعاون الأمني وقضايا اقتصادية مشتركة.

ومن جانبه، جدد عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني التزام المجلس بموعد إجراء الانتخابات رغم تأخر إقرار القاعدة الدستورية، وأكد أن الأمر قد يؤدي إلى إصدار مرسوم رئاسي بشأن آلية تنظيم الانتخابات، وإتاحة الفرصة للشعب الليبي لاختيار من يمثله ومن يقوده.

وتحمل هذه الإشارات الصادرة عن المجلس الرئاسي إعلاناً صريحاً عن إمكانية الاتجاه إلى إصدار مراسيم دستورية لتنظيم الانتخابات بما يغني عن القاعدة الدستورية، التي لم يفلح ملتقى الحوار السياسي في التواصل إليها خلال الأشهر الماضية.

وفق مصادر مطلعة، فإن مثل هذه الخطوة من المجلس الرئاسي ستجد دعماً أممياً ودولياً، كما تحظى بترحاب شعبي، كونها ستقطع الطريق أمام الساعين لعرقلة الاستحقاق الانتخابي، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان وأمراء الحرب المتنفذون.

بدوره، أشاد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس خلال زيارته لطرابلس، الخميس، بما وصفه بالتقدم الجيد المحرز في ليبيا على المسار السياسي، مشدداً على ضرورة إجراء الانتخابات، وخروج المرتزقة الأجانب من البلاد، والتي عدّها خطوات مهمة للمحافظة على مسار مؤتمر برلين.

وتضغط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل تنظيم الانتخابات في موعدها، وأكد ممثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في ليبيا جون بينيل أنه لا يوجد سبب لعدم إجراء الانتخابات في ليبيا باعتبار أن البلاد مستعدة لذلك من الناحية الفنية، وأضاف في تصريحات صحفية: إن القيادة السياسية وعدت بإجراء الانتخابات بحلول 24 ديسمبر، وعلى الأطراف الليبية أن تجتمع وتقدم تنازلات من أجل المضي في عملية السلام، وفق تعبيره، معتبراً أنه من المهم أن تكون العملية السياسية تشاركية وجامعة، مشيراً إلى أن الانتخابات هي خطوة أساسية لتحقيق المصالحة، وهذا ما تركز عليه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والولايات المتحدة.

العربية نت: المغرب.. وزراء وقيادات من الإخوان فشلوا في البلديات ومجالس الجهات

فقد حزب العدالة والتنمية معظم مقاعد المجالس البلدية والجهوية، وفق النتائج المؤقتة الرسمية النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية المغربية.

وأظهرت معطيات جديدة سحب الناخب المغربي ثقته من عمد مدن كبيرة، هيمن الحزب على بلدياتها خلال العشر سنوات الأخيرة ما عكس تدني شعبية إخوان المغرب في انتكاسة لم تحدث مع أي من القوى السياسية التي وصلت إلى رئاسة الحكومة، وتصدرت المشهد الحكومي والبرلماني المغربي على مدى ولايتين.

ويكرس فشل العدالة والتنمية في الحفاظ على هيمنته على مجالس جهوية وبلدية هزيمته "المؤلمة" في استحقاقات الثامن من سبتمبر، كما وصفها عبد الإله بنكيران رئيس الوزراء والأمين العام السابق للحزب الذي فقد المرتبة الأولى في البرلمان.

وخسر أكثر من 100 مقعد نيابي ولم يتجاوز عدد نوابه في مجلس النواب المقبل 13 مقعدا، ما يعني كما يقول متابعون للشأن السياسي المغربي "حضورا هامشيا دون أي تأثير" حيث لا يحق لأي حزب تشكيل فريق برلماني إذا لم يتمكن من الفوز بعشرين مقعدا على الأقل.

مرارة الخسارة
وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية في تقرير لافت إن "من الأسماء التي ذاقت مرارة الخسارة في هذه الاستحقاقات رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، الذي مني بالهزيمة في دائرة المحيط بالرباط".

وأضاف التقرير "لم يختلف الوضع بالنسبة لوزراء سابقين عن حزب العدالة والتنمية كمصطفى الخلفي بدائرة سيدي بنور، والحبيب الشوباني بدائرة ميدلت إلى جانب عمدة مدينة فاس إدريس الأزمي الإدريسي، الذي فقد مقعده بدائرة فاس الشمالية".

خسارة مقعد بلدية مراكش
وأشار التقرير إلى أن" رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش محمد العربي بلقايد عن حزب العدالة والتنمية لم يتمكن من الحفاظ على مقعده إلى جانب وزير الشغل والكاتب الوطني لشبيبة الحزب محمد أمكراز، الذي فقد مقعده البرلماني على صعيد دائرة تزنيت".

ورأى مراقبون في هذه النتائج ترجمة لسخط شعبي عارم على تسيير العدالة و التنمية للجهات والبلديات والحصيلة الهزيلة لعمل وزراء الحزب في الحكومة.

إضافة إلى أن المواقف المتناقضة من بعض القضايا العامة والجدلية زعزعت مصداقية الحزب في الشارع.

وعبر أحمد العاقد القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن ارتياح حزبه للنتائج التي حققها في هذه الانتخابات ما سمح له بتعزيز موقعه في البرلمان ليصبح القوة السياسية الرابعة في مجلس النواب.

وقال العاقد الذي اصطف حزبه في صفوف معارضة العدالة والتنمية الإخواني إنه لم يتفاجأ من هزيمة الحزب المدوية في هذه الانتخابات، وأضاف في تصريح إلى العربية.نت أن الناخب المغربي الذي منحه الثقة ووضعه في المسؤولية قرر أن يعاقبه على عدم الوفاء بالوعود والتعهدات التي التزم بها.

كيف تهاوت البنية التحتية لتنظيم الإخوان بشمال إفريقيا؟

بات تنظيم الإخوان يتهاوى شمال القارة الإفريقية، بعد الخسارة المدوّية لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية المغربية، سبق ذلك سقوطُ للتنظيم في تونس والسودان ومصر.

فالخسارة المدوية لحزب الإخوان بالمغرب، ما هو إلا سقوط آخر لأحد أبرز معاقل تنظيم الإخوان في شمال إفريقيا.

هزيمة من الحجم الثقيل مني بها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية المغربية، هوت به من 125 مقعدا كان يتقلدها تحت قبة البرلمان إلى 13 مقعدا فقط، ما يشكل ضربة أخرى للتنظيم الذي راهن على بلوغ السلطة في عدد من الدول، لكن أوراقه نفذت، ويصح القول إن حكم الإخوان قد انتهى في شمال إفريقيا.

الجارة التونسية كانت على موعد بأحداث مشابهة يوليو الماضي حين أعلن الرئيس قيس سعيد عن قرارات استثنائية وفق صلاحياته الدستورية، حيث أقال الحكومة وجمد البرلمان.

وبذلك حيد حركة النهضة الإخوانية على خلفية سياساتها الرامية لفرض أجندتها وتنفيذ مشروعاتها المشبوهة.

قبل ذلك أسقط نظام الإخوان في السودان عام 2019 بعد تشبثه بالحكم 30 عاما بعد حراك شعبي رفع شعار "إسقاط حكم الإخوان".
التصدع الإخواني شهدته مصر قبل ذلك، مع اندلاع الاحتجاجات في 30 يونيو عام 2013، حين احتشد ملايين المصريين في الميادين الرئيسية بالبلاد لسحب الثقة من الرئيس الإخواني محمد مرسي والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.

إذا البنية التحتية للتنظيم الإخواني في القارة الإفريقية باتت آيلة للسقوط، ولم يتبق لها أي معقل سوى في ليبيا، ذلك أن عددا من قيادات الإخوان لا تزال متمركزة في الغرب الليبي.

وتبقى كافة الاحتمالات مطروحة خلال الانتخابات المزمع إجراؤها ديسمبر المقبل.

شارك