جبهة جنوب لبنان تشتعل بأسلحة خارقة وتهديدات نارية/معارك عنيفة ب«الخرطوم بحري» وهدوء في غرب كردفان/كيف يقيّم الليبيون فكرة دمج الميليشيات في مؤسسات الدولة؟

الأحد 28/يناير/2024 - 10:52 ص
طباعة جبهة جنوب لبنان تشتعل إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 28 يناير 2024.

وزير العدل الفلسطيني لـ«الاتحاد»: قرارات «العدل الدولية» ملزمة ولا بد من وقف إطلاق النار
أكد وزير العدل الفلسطيني الدكتور محمد الشلالدة أن قرارات محكمة العدل الدولية، في إطار الدعوة القضائية التي تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، واجبة التنفيذ، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وأضاف وزير العدل الفلسطيني لـ«الاتحاد»، القرارات التي أقرتها المحكمة ملزمة لإسرائيل بموجب قبولها النظام الأساسي للمحكمة، مشيراً إلى أنه يمكن لجنوب أفريقيا اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تلتزم إسرائيل بالإجراءات.
ولفت إلى أن الإجراءات تتمتع بقيمة قانونية مهمة، ويمكن استخدامها في ملاحقة ومساءلة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، فيما ثمن مواقف جنوب أفريقيا والدول العربية.
ودعت محكمة العدل الدولية، أمس الأول، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يحتمل أن يرقى إلى «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه.
ولجأت جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية. وقوبلت قرارات المحكمة بترحيب عربي ودولي واسع النطاق.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، أن «الوقف الفوري لإطلاق النار هو شرط ميداني وعملي لإلزام إسرائيل بتنفيذ الإجراءات التي أقرتها محكمة العدل الدولية، لحماية المدنيين، وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية». 
واعتبرت الوزارة، في بيان، أن «استمرار الحرب تحدٍّ لقرار المحكمة، ويخلق بيئة طاردة للسكان، خاصة ما يتعلق باستهداف المستشفيات ومحطات الصرف الصحي، وما يتصل باستمرار سياسة التجويع والتعطيش والحرمان من أبسط احتياجات المواطنين، خاصة في فصل الشتاء».
من جهته، رحّب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد أمس، بقرار المحكمة.
وقال فقي في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «يؤكد القرار على احترام القانون الدولي وضرورة امتثال إسرائيل بشكل حتمي لالتزاماتها بموجب الاتفاقية بشأن الإبادة الجماعية».
وأكّد الاتّحاد الأوروبّي أنّ قرارات «محكمة العدل الدوليّة مُلزمة للأطراف وعليها الالتزام بها، ويتوقّع الاتّحاد الأوروبي تنفيذها الكامل والفوري والفعّال».
في المقابل، كرّرت الولايات المتحدة موقفها المتمثّل في أنّ اتّهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعيّة في غزّة «لا أساس له من الصحّة».

تحركات إقليمية ودولية مكثفة لإنهاء الحرب في غزة

تكثف أطراف إقليمية ودولية تحركاتها لإنهاء الحرب في غزة، عبر حل يشمل مسارات عدة تبدأ بوقف إطلاق النار وتنتهي بإقامة دولة فلسطينية، حسبما كشفت تقارير إعلامية أمس.
وحسب التقارير، فإن المطالب والنتائج التي تمت مناقشتها في المسارات الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض، لكن يعتقد أن الوصول إلى تنفيذها قد يستغرق وقتاً طويلاً.
ووفق التقارير، فإن إنهاء الحرب أول ما يتعين على الأطراف تحقيقه، ويتزامن ذلك مع مفاوضات من أجل إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة في غزة، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ويناقش مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر اتفاقاً من شأنه أن يوقف القتال لمدة تصل إلى شهرين.
ووفقاً لأحد الاقتراحات، سيتم إطلاق سراح الرهائن على مراحل خلال شهري الهدنة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل.
ويقول دبلوماسيون من مختلف الأطراف إنهم يأملون في إمكانية إجراء مناقشات أكثر تفصيلاً خلال فترة الهدنة، حول وقف دائم لإطلاق النار قد يشمل انسحاب معظم أو كل القوات الإسرائيلية من غزة، وانتقال السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
ولمحاولة دفع هذه المفاوضات إلى الأمام، يعتزم وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، الاجتماع مع نظرائه الإسرائيليين والمصريين والقطريين في أوروبا خلال الأيام المقبلة.
وفي نوفمبر، اتفقت الأطراف على هدنة قصيرة أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، لكنها انتهت سريعاً ولم تجدد.
وتدور معارك عنيفة في جنوب قطاع غزة، حسبما أفاد شهود عيان، في محاور عدة من مدينة خان يونس.
وأفادت مصادر طبية بسقوط 135 قتيلاً في القصف الليلي والمتواصل حتى صباح أمس في خان يونس ومناطق متفرقة في قطاع غزة.
 ويحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيَي ناصر والأمل اللذين يعملان بالحد الأدنى ويؤويان مرضى وآلاف النازحين.
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إنها «تستهجن حصار واستهداف مستشفى الأمل التابع لها ومقر فرعها في خان يونس لليوم السادس على التوالي».
وأضافت: «إن قصف محيط المستشفى وإطلاق النار  يهدد سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى، ونحو 7000 نازح لجأوا إليه طلباً للأمان وهرباً من القصف الإسرائيلي».

البيان: ارتفاع حرارة التصعيد بين إسرائيل وجنوب لبنان

ارتفعت درجة حرارة التصعيد الحدودي بين لبنان وإسرائيل، وسط عمليات قصف متبادل تزداد حدة، مترافقة بتهديدات من الجانبية في حال توسيع الاستهدافات.

وحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي أمس، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط بجنوب لبنان، وصولاً إلى مشارف مدينة صور وبعمق جنوبي غير اعتيادي. ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والأوسط.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الوكالة اللبنانية قولها إن مدفعية إسرائيل قصفت فجر أمس، أطراف بلدات القطاعين الغربي والأوسط المتاخمة للخط الأزرق من الناقورة صعوداً حتى بلدة رامية وعيتا الشعب في القطاع الأوسط. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه الأحراج المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدات الناقورة ويارين والبستان وأم التوت وعلما الشعب.

وكانت مصادر أمنية لبنانية أفادت بمقتل أربعة مسلحين، على الأقل، من «حزب الله» وإصابة ثلاثة آخرين الليلة قبل الماضية، عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في جنوب لبنان. وذكرت المصادر أن المنزل الذي تم استهدافه يقع في قرية بيت ليف في جنوب لبنان. وأضافت أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أيضاً مجموعة من القرى اللبنانية القريبة من حدودها.

وجاءت الغارة الجوية الإسرائيلية بعد أن أعلن الحزب مسؤوليته عن هجومين بالصواريخ على مواقع إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية.

ومن ناحية أخرى، قال سكان قرية الغندورية بجنوب لبنان إنهم تلقوا رسائل على هواتفهم من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بمغادرة منازلهم لأن الجيش سوف يقصف بعض المناطق داخل القرية.

أجسام مشبوهة

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، اعتراضه لأجسام مشبوهة في سماء لبنان. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش اعترض أجساماً مشبوهة في سماء لبنان كانت في طريقها إلى إسرائيل، وسط سماع دوي صافرات الإنذار على الحدود الشمالية مع لبنان.

النازحون في غزة.. بين القصف والمطر والبرد القارس

بموازاة القصف المتواصل والمعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، يحتشد آلاف المدنيين النازحين في ظروف إنسانية كارثية، حيث واجه من هرب من تساقط الصواريخ والقذائف، تساقط المطر المصحوب بالبرد القارس.

في الجنوب، يتكدّس عشرات آلاف المدنيين في رفح، في مساحة صغيرة جداً، مقابل الحدود المغلقة مع مصر. وفي المجموع، نزح حوالى 1,7 مليون مدني منذ بداية الحرب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وخلال الليل، غمرت أمطار غزيرة مخيمات مليئة بالخيام، ما يزيد من معاناة النازحين، الذين كانوا يتعثرون في المياه الموحلة أثناء محاولتهم إنقاذ بعض متعلّقاتهم.

وأفاد شهود بأنه تم إجلاء عشرات الآلاف من النازحين من مبانٍ وخيام في منطقة المواصي غربي خان يونس، وساروا مشياً على الأقدام، بينهم أطفال ونساء لمسافة تزيد على أربعة كيلومترات.

وأضافوا أن الأمطار الغزيرة أغرقت آلاف الخيام ومراكز الإيواء في شمالي غزة وجنوبيها. وقالوا إن المياه اجتاحت مراكز الإيواء المختلفة، ما تسبب في مأساة حقيقية للنازحين، وأسفر عن أضرار مادية في الممتلكات والأغطية.

يأتي ذلك، بينما يعاني النازحون من نقص في الأغطية والملابس الثقيلة ووسائل التدفئة التي يحتاجون إليها في مواجهة الأجواء الشتوية، وظروف الطقس الصعبة.

وهطلت أمطار غزيرة على كافة مناطق قطاع غزة، منذ الليلة الماضية، في ظل انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.

وقال جميل عوض (31 عاماً): «غادرت فجراً أنا وأمي، وهي عجوز وعمرها 74 عاماً، ومريضة، وزوجتي وأولادي الثلاثة، من الخيمة قرب مقر جامعة الأقصى، (جراء) قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف».

وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل بأن «الأمطار الغزيرة تغرق آلاف الخيام للنازحين في رفح وخان يونس ومخيم النصيرات ودير البلح ومدينة غزة وشمالي القطاع، وتزيد معاناة النازحين».

«الأونروا» في مرمى إسرائيل وحلفائه

أصبحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مرمى إسرائيل، ومعها أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وأستراليا وفنلندا، حيث قالت إسرائيل إنها ستسعى لمنع الوكالة من العمل في القطاع بعد انتهاء الحرب، فيما أوقفت الدول المذكورة تمويل الوكالة بسبب اتهامات إسرائيلية لبعض موظفي الوكالة بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر.

واتهمت إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر، وعلى الأثر أعلنت «الأونروا» أنها طردت موظفين تتهمهم إسرائيل.

وتزايد التوتر في الأيام الأخيرة بين إسرائيل والوكالة الأممية، بعد قصف مدفعي استهدف الأربعاء مأوى تابعاً للأمم المتحدة في خان يونس جنوبي القطاع وأدى إلى مقتل 13 شخصاً. وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس أمس، أن وزارة الخارجية تهدف إلى ضمان «ألا تكون الأونروا جزءاً من المرحلة» التي تلي الحرب.

وقف التمويل

وإثر الاتهامات الإسرائيلية أعلنت الولايات المتحدة، أمس، تعليق أي تمويل إضافي لـ «الأونروا». وقالت الخارجية البريطانية إنها ستعلق مؤقتاً تمويل الوكالة لحين فحص المزاعم، فيما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني تعليق الحكومة الإيطالية التمويل أيضاً.

وقال وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين: «يساورني قلق عميق إزاء الادعاءات المتعلقة ببعض موظفي الأونروا». وتابع: «أصدرت تعليماتي إلى وكالة الشؤون العالمية الكندية بإيقاف كل التمويل الإضافي للأونروا في انتظار نتيجة التحقيق». وقالت فنلندا أيضاً إنها علقت التمويل.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من عواقب تقليل حجم المساعدات الإنسانية المقدمة للقطاع في أعقاب الحصار المتكرر والمفروض على معبر كرم أبو سالم من قبل المتظاهرين الإسرائيليين.

قتال عنيف

في الأثناء، دارت معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في جنوب القطاع. وأفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات في محاور عدة من مدينة خان يونس. وأفادت وزارة الصحة بغزة بسقوط 135 قتيلاً في القصف الليلي والذي تواصل أمس في خان يونس ومناطق متفرقة في القطاع.

واحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيَي ناصر والأمل اللذين يعملان بالحد الأدنى ويؤويان مرضى وآلاف النازحين.

وأفاد مكتب الإعلام الحكومي عن قصف مدفعي مكثف على مخيم خان يونس ومحيط مجمع ناصر الطبي، ما أدى «إلى انقطاع الكهرباء في هذا المستشفى وتوقف العديد من الخدمات وغرف العمليات».

وعبّرت منظّمة أطباء بلا حدود في بيان عن أسفها لأنّ «القدرة الجراحيّة لمستشفى ناصر أصبحت شبه معدومة». وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها تستهجن حصار واستهداف مستشفى الأمل التابع لها ومقر فرعها في خان يونس لليوم السادس على التوالي.

تقارير «البيان»: لبنان بين موازنة «أفضل الممكن» والشغور الرئاسي

فيما البحث العبثي لا يزال جارياً على المفتاح الضائع للحل الرئاسي منذ نحو 15 شهراً في دهاليز التناقضات السياسية، أقفل الأسبوع الفائت في لبنان على مشهد وصول موازنة العام الجاري إلى بر الأمان، بعد إقرارها في ختام جلسة امتدت على 5 جولات في 3 أيام متتالية، فكانت موازنة «أفضل الممكن»، وفق توصيف مصادر نيابية متعددة، أجمعت لـ«البيان» على اعتبار إقرارها ضمن المهلة الدستورية شكل، بحد ذاته، رسالة إيجابية للداخل والخارج، وخطوة أساسية على مسار انتظام المالية العامة للدولة.

ولعلّ من أبرز المفارقات التي طبعت الجلسة تمثل في حضور كل المكونات السياسية والكتل النيابية تحت قبة البرلمان، ما أعاد الأمور إلى سكتها بعد مقاطعات واعتكافات، وذلك إلى جانب سِجال الموازنة الذي رد عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بكلمة، ختمها بجملة معبّرة، وإن كانت استفزازية، قال فيها: «انتخبوا رئيساً، وحلوا عنا».

ومع طي صفحة الموازنة، التي تقدمت المشهد الأسبوع الفائت، عاد الوهج إلى الملف الرئاسي، من باب الحِراك الذي تقوم به «الخماسية» الدولية.

ذلك أن «الخماسية»، على ما تشير مصادر متابعة لـ«البيان»، تركز على ضرورة الاتفاق فيما بينها على توجهات واضحة لإنجاز الانتخابات الرئاسية، على أن يتم توحيد الموقف بين الدول الخمس، لا سيما لجهة ضرورة تقديم مرشح ثالث يكون مقبولاً من غالبية القوى في الداخل والخارج، وذلك بالتزامن مع كل المساعي الدولية التي تسعى إلى مناقشة السلطة الرسمية اللبنانية حول كيفية إرساء الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار الدولي «1701».

«بورصة رئاسية»

وعليه، لا تزال الآمال معلقة على اللجنة الخماسية، للدفع في اتجاه إخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق زجاجة التعطيل، بالرغم من أنه لا متغيرات في المعطيات الداخلية تشير إلى إمكان إجراء الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور.

أما خريطة الطريق إلى بعبدا، ووفق إجماع المصادر نفسها، فتبدأ بتوزيع مرافعة «الخماسية» بكامل مواصفاتها على أصحاب الشأن النيابي، لتسقط كل كتلة الاسم على الصفة، وتودع الأسماء في مجلس النواب، على أن يتخذ رئيس المجلس نبيه بري التدابير الضرورية في الدعوة إلى جلسات متتالية لانتخاب أي من الأسماء المطروحة.

وكانت الحركة الطارئة واللافتة لسفراء مجموعة الدول الخماسية، المعنية بأزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بدلت الكثير من أولويات المشهد الداخلي، وخصوصاً أن السفراء أجروا تداولاً رئاسياً، كانت علاماته المشتركة الاتفاق على وحدة الصف تجاه الاستحقاق المقبل، مع ما يعنيه الأمر من كون اجتماعهم نجح بتحريك الاستحقاق في الداخل والخارج.

أما على المقلب الآخر من الصورة، فإن ثمة كلاماً عن أن اللجنة الخماسية لن تكون بديلاً عن إرادة القوى السياسية، وهي لا تسعى لسياسة الفرض وتحديد الأسماء أو الضغط، وإنما تتحرك كعامل مساعد للبنانيين.

وذلك، في انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، الى بيروت، لينقل إلى المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية وكل النواب خلاصة ما توصلت إليه المجموعة حيال المواصفات المطلوبة، والتي يجب أن تتوفر في شخص الرئيس المقبل، ليتمكن من إدارة الدولة وتشكيل حكومة إنقاذية.

وعليه، فإن ثمة إجماعاً على أن «البورصة» الرئاسية ستبقى، وحتى إشعار آخر، رهن «الدوزنة الخماسية» العازفة على أوتار داخلية وخارجية غير متناغمة، رغم ارتفاع منسوب التفاؤل بإمكان أن ينال الملف الرئاسي، خلال الشهرين المقبلين، حظوة «الانتخاب الضروري» وفق أحكام الدستور.. فهل تستطيع اللجنة الخماسية وحدها إيجاد الحل للأزمة الرئاسية، خصوصاً أن التوازنات السياسية والنيابية واللعبة الدستورية لا تزال على حالها، الأمر الذي يؤشر إلى أن هذه المساعي لا تزال ضمن اللعب في الوقت الضائع؟

الخليج: جبهة جنوب لبنان تشتعل بأسلحة خارقة وتهديدات نارية

اشتعلت المواجهات في الساعات الماضية في جنوب لبنان بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي «حزب الله»، مع دخول بعض الأسلحة الخارقة والتهديدات النارية من الجانبين، فيما أشارت مصادر في تل أبيب إلى أن بوادر صراع عسكري واسع النطاق تتزايد بشكل كبير، مشيرة إلى أن اللعبة باتت مفتوحة.

أعلن حزب الله اللبناني أنه استهدف تجمعات لجنود إسرائيليين في محيط ثلاثة مواقع عسكرية قرب الحدود قبالة جنوبي لبنان، بينما ذكر الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدية اعترضت أجساماً مشبوهة في سماء لبنان كانت في طريقها إلى إسرائيل، وسط سماع دوي صافرات الإنذار داخل الجليل.

وقال الحزب، إنه قصف تجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط موقع جل العلام، كما قصف تجمعين بالقرب من موقع العباد وثكنة دوفيف. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن 4 صواريخ سقطت من جنوب لبنان في بلدة شلومي بالجليل الغربي من دون وقوع إصابات أو أضرار.

بالمقابل، قالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن المدفعية الإسرائيلية قصفت بلدة حولا وأطراف البلدات المتاخمة للخط الأزرق من بلدة الناقورة صعوداً حتى بلدتي رامية وعيتا الشعب. وأضافت الوكالة أن رشاشات الجيش الإسرائيلي الثقيلة أطلقت النار في اتجاه الأحراش المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدات الناقورة ويارين والبستان وأم التوت وعلما الشعب.

وشن الجيش الإسرائيلي قصفاً مدفعياً استهدف وادي حامول في القطاع الغربي جنوب لبنان، فيما شن الطيران الحربي غارة جوية على أطراف جبل بلاط في القطاع الغربي أيضاً. وأعلن الجيش تنفيذ غارات على مواقع وبنى عسكرية لحزب الله بعضها في بليدا ومروحين وعيتا الشعب.

ويأتي هذا التصعيد، بينما هدد حزب الله إسرائيل باستخدام «المدى الرابع والقوة المؤثرة»، مؤكداً أنه «ما لم تتوقف الحرب في غزة فلا يمكن أن تتوقف في لبنان».

وكانت مصادر أمنية لبنانية أفادت بمقتل أربعة مسلحين، على الأقل، من حزب الله وإصابة ثلاثة آخرين، مساء أمس الجمعة، عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في جنوب لبنان.

وتشهد المناطق الحدودية جنوب لبنان توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر لبنانية، منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.

في الأثناء نشر موقع «إيبوش» الإسرائيلي تقريراً جديداً نقل فيه عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن بوادر صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان تتزايد بشكل كبير، مشيراً إلى أن الإسرائيليين الذين تركوا مستوطناتهم المحاذية للبنان منذ بداية الحرب، يمارسون ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية؛ لإيجاد حل أمني لهم في أسرع وقت ممكن، مما يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم في المنطقة الحدودية من دون خوف. وختم موقع تقريره بالقول، إن «اللعبة مفتوحة، ومع مرور الوقت، تزداد احتمالات انتهاك توازن الرعب بين الجانبين، وتصبح الحرب أمراً لا مفر منه».

معارك عنيفة ب«الخرطوم بحري» وهدوء في غرب كردفان

اندلعت، أمس السبت، مواجهات مسلحة عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شمال مدينة الخرطوم بحري، فيما ساد هدوء حذر مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، بعد 5 أيام من الاشتباكات المستمرة بين الطرفين، في حين يقدم مدعي المحكمة الجنائية الدولية تقريراً لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في السودان غداً الاثنين.

ووفق شهود عيان، فإن الاشتباكات اندلعت منذ الصباح الباكر بمناطق الكدرو والحلفايا والدروشاب، في أوسع اشتباكات تشهدها الخرطوم خلال الفترة الأخيرة. وأكدوا سماع دوي الانفجارات العنيفة قرب جسر الحلفايا من الجهة الشرقية، إضافة إلى «سلاح الأسلحة» بمنطقة الكدرو العسكرية الواقعة تحت سيطرة الجيش، مشيرين إلى تحليق مكثف للطيران الحربي فوق سماء المنطقة.

في الأثناء، ساد هدوء حذر مدينة بابنوسة في غرب كردفان، بعد 5 أيام من الاشتباكات المستمرة بين الطرفين، لأجل السيطرة على المدينة الاستراتيجية. وأدى الصراع على بابنوسة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.

وبحسب شهود، فإن قوات الدعم السريع باتت تطوق كل مداخل ومخارج المدينة، بعد أن استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة، من ولاية شرق دارفور المتاخمة لكردفان من جهة الغرب.

إلى ذلك، يقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تقريراً لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في السودان غداً الاثنين، ويشمل التقرير الذي أعده خبراء المحكمة بخصوص تحقيقاتهم في السودان والانتهاكات، خاصة في إقليم دارفور. ويتناول التقرير، مجهودات المحكمة في السودان عقب اندلاع الصراع في منتصف إبريل الماضي بين الجيش والدعم السريع، ويرى أن الصراع الحالي في السودان خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية، وأن تحقيقات خبراء المحكمة تشمل ما وقع من جرائم في مدينة الجنينة ومناطق أخرى من دارفور.

وتعهّد مدعي المحكمة في التقرير بتقديم أدلة إضافية لمجلس الأمن، عن الجرائم التي ارتُكبت في دارفور منذ بدء الحرب.

وزار المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان، أمس السبت، في العاصمة التشادية إنجمينا معسكرات اللاجئين السودانيين «فرشنا وادوري» ضمن 14 معسكراً تضم قدامى اللاجئين السودانيين الذين شردوا من دارفور خلال عامي 2003 و2004.

بدورها، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بزيادة دعم اللاجئين السودانيين في جنوب السودان، وقالت إن «الحرب في السودان هي قبل كل شيء حرب ضد المرأة».

وأضافت، أثناء زيارتها لمخيم جوروم المكتظ باللاجئين السودانيين الفارين من الحرب في بلادهم: «العنف الجنسي والاغتصاب يُستخدمان بشكل منهجي كأسلحة في الصراع، أناشد بشكل خاص الدول هنا في المنطقة ودول الخليج، ألا تتجاهل هذه المعاناة الإنسانية، بل أن تزيد بشكل كبير الدعم للنساء والأطفال هنا».

وأشارت إلى «أن النساء اللاتي تحدثت إليهن في جوروم عانين أسوأ المحن، واضطررن إلى مشاهدة بناتهن يتعرضن للاغتصاب أمامهن كما فقدن أطفالهن أثناء فرارهن».


بغداد وواشنطن تبدآن حواراً لإنهاء مهمة التحالف الدولي

انطلقت أمس السبت، الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» الذي تقوده واشنطن، وتأمل بغداد أن يؤدي الحوار إلى خفض تدريجي لقوات التحالف على أراضيها،فيما أعلنت فصائل عراقية مسلحة،أمس السبت، استهداف قاعدتين أمريكيتين في القرية الخضراء وحقل كونيكو في سوريا.

ونشر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني صورة للاجتماع الأول الذي ضم كبار قادة الجيش العراقي، والأجهزة الأمنية، وقادة التحالف الدولي الذي يضم عشرات الدول الأجنبية.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن السوداني «يرعى الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق».

ولفت البيان إلى أنه «وفي ضوء هذه المراجعة، سيصار إلى صياغة جدول زمني محدد لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بين العراق والولايات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائية شاملة مع هذه الدول، مع الالتزام باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقّعة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضاً الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد».

ويقود المفاوضات من الجانب العراقي رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله.

وقال مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهد علاء الدين لوكالة الصحافة الفرنسية «سيحدد التقدم المحتمل طول هذه المفاوضات،والمهم هنا هو عودة هذه المحادثات،ووضع جدول الأعمال للمرحلة المقبلة من العلاقات الثنائية».

وأضاف أن «العراق يقوم بمشاركة الدول الأخرى في التحالف الدولي لإبرام اتفاقيات ثنائية تخدم مصلحة العراق وهذه الدول».

وأعلن العراق والولايات المتحدة، الخميس الماضي، عن مباحثات مقبلة حول مستقبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأكدت واشنطن، تشكيل مجموعات عمل مكونة من «متخصصين عسكريين ودفاعيين»، في إطار «اللجنة العسكرية العليا» المشتركة مع بغداد. وقالت واشنطن إنّه سيتمّ التحقّق من«3 عوامل رئيسية»، مشيراً في هذا الإطار إلى «تهديد داعش، والمتطلّبات العملياتية، ومستوى قدرات القوات الأمنية العراقية».

وفي واشنطن قالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ إن حجم القوة العسكرية الأمريكية في العراق «سيكون بالتأكيد جزءاً من المناقشات مع تقدم الأمور».

لكن مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع الأمريكية قال إن المحادثات «ليست مفاوضات بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق».

وتأتي هذه المبادرة في سياق إقليمي شديد التوتر، فمنذ منتصف أكتوبر استهدفت أكثر من 150 ضربة بطائرات مسيّرة وصواريخ القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وسوريا،في انعكاس مباشر للحرب الإسرائيلية على غزة.

وعلى الرغم من الإعلان عن المباحثات بين بغداد وواشنطن، تعهدت فصائل عراقية مسلحة، الجمعة، بمواصلة هجماتها ضد التحالف الدولي.

في غضون ذلك،أعلنت هذه الفصائل أمس استهداف قاعدتين أمريكيتين في القرية الخضراء وحقل كونيكو في سوريا. وقالت مصادر من داخل سوريا إن المجوعات المسلحة،نفذت هجوماً بالطائرات المسيّرة في «حقل العمر»النفطي بريف دير الزور الشرقي.

وتعد هذه هي القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر في سوريا، دون ورود معلومات،عن سقوط خسائر بشرية.

الشرق الأوسط: الجيش السوري يصعّد في إدلب بعد يومين من اجتماعات أستانا

جددت القوات السورية بدعم جوي من الطيران الحربي الروسي قصفها على محاور إدلب الجنوبية، كما وسعت قصفها في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، التي تشمل إدلب وأجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية.

ولم تصمد حالة الهدوء النسبي، التي صاحبت انعقاد الجولة 21 لمسار أستانا للحل السياسي في سوريا يومي الأربعاء والخميس، وعاودت قوات الجيش السوري، السبت، قصفها بقذائف المدفعية الثقيلة بلدات سفوهن وفليفل والبارة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وقرية الكبينة بمنطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.

كما قصفت القوات السورية قريتي كفرعمة وكفرتعال بريف حلب الغربي، ضمن منطقة خفض التصعيد المعروفة باسم «بوتين - إردوغان».

وتداول ناشطون مقاطع للقصف المدفعي وقصف الطيران الروسي في معرة النعمان بمحافظة حماة.

وكانت القوات السورية قصفت بالمدفعية، يوم الأربعاء، قريتي بينين والبارة بجبل الزاوية (جنوب).

وسبق ذلك إصابة 5 مدنيين بجروح في قصف على أريحا جنوب إدلب أيضاً، نفذته القوات السورية والميليشيات الإيرانية الداعمة لها بأسلحة أرض - أرض.
وشهدت محاور وأرياف إدلب، هدوءاً نسبياً، الجمعة، غداة الجولة 21 لاجتماعات «مسار أستانا» بمشاركة ممثلي الدول الضامنة الثلاث؛ تركيا وروسيا وإيران، ووفدي الحكومة السورية والمعارضة.

وشدد بيان، صدر، الخميس في ختام الاجتماع، على ضرورة تطبيق جميع الاتفاقات المتعلقة بشمال سوريا بشكل كامل، وتنفيذ الاتفاقيات الخاصة بإدلب والحفاظ على التهدئة في مناطق خفض التصعيد المعلنة باتفاق بين روسيا وتركيا منذ عام 2017.

وعبر البيان عن القلق البالغ إزاء وجود التنظيمات الإرهابية وأنشطتها التي تشكل تهديداً للمدنيين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد بإدلب، والاتفاق على بذل الجهود لضمان التطبيع المستدام للوضع الإنساني بالمنطقة.

وأدان التنظيمات الإرهابية والمجموعات التابعة لها، التي تعمل تحت تسميات مختلفة في مناطق عدة من سوريا، والتي تستهدف المنشآت المدنية وتتسبب في سقوط ضحايا مدنيين.

وكانت المحاور الجنوبية والشرقية لإدلب شهدت على مدى أسابيع قبل انعقاد اجتماع الجولة 21 لمسار أستانا تصعيداً شديداً من جانب القوات السورية والميليشيات الموالية لها مدعومة بالطيران الحربي الروسي.

وبدورها أرسلت تركيا، أكثر من مرة، تعزيزات عسكرية ولوجيستية إلى نقاطها المنتشرة في محاور جنوب وشرق وغرب إدلب، بالتوازي مع التصعيد من جانب القوات السورية والميليشيات الإيرانية الموالية، إلى جانب تصاعد القصف الجوي الروسي.

تجدد المعارك بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في الخرطوم

قال شهود عيان إن دوي انفجارات قوية هزت، السبت، أحياء وسط العاصمة السودانية الخرطوم، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، في أحياء متفرقة من مدينة بحري (شمال)، وُصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع القتال في أبريل (نيسان) من العام الماضي.

وانحسرت العمليات العسكرية بين طرفي القتال في الآونة الأخيرة، عدا مواجهات محدودة تدور في مدينة أمدرمان. وأفادت «تنسيقية لجان مقاومة كرري» (جماعة محلية) بأن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة جرت بين الجيش و«الدعم السريع» على حدود ضاحية الحلفايا، على مقربة من معسكر «الكدرو» التابع للجيش السوداني. وقال مصدر محلي لــ«الشرق الأوسط»، إنه شاهد تصاعداً كثيفاً لأعمدة الدخان السوداء تعلو سماء المنطقة المستهدفة.

وأضاف أن معارك ضارية تدور بين الطرفين، في ضواحي السامراب والكدرو وأبو حليمة، شمال مدينة بحري، وسط تحليق لمسيّرات الجيش التي نفذت غارات استهدفت سيارات عسكرية ومواقع ثابتة لـ«الدعم السريع» في تلك المناطق. وقال شهود عيان آخرون إن المواجهات تدور في محيط معسكر سلاح الأسلحة والذخائر التابع للجيش بمنطقة الخرطوم بحري.
وحسب سكان في جنوب الحزام (جنوب الخرطوم)، تعرضت المنطقة لضربات مدفعية متتالية، دون أن يتسنى لهم معرفة الاتجاهات التي أطلقت منها.

بدورها، قالت «لجان مقاومة دردوق» في منطقة شرق النيل، على صفحتها الرسمية في «فيسبوك»، إن «اشتباكات عنيفة تدور منذ الصباح الباكر بمناطق حطاب والكدرو والدروشاب، ونلاحظ تساقط الرصاص العشوائي في مناطق متفرقة».

ودعت اللجان، في بيان، المواطنين، للحيطة والحذر وعدم الخروج إلى الشوارع والمناطق المكشوفة، والابتعاد عن الأبواب والنوافذ حفاظاً على سلامتهم.

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، فيديوهات لمواجهات عسكرية بين القوتين المتقاتلين في مناطق الكدرو وحطاب في شرق النيل، وأظهر أحد التسجيلات المصورة مسيّرة للجيش تنفذ ضربة لأهداف تابعة لـ«الدعم السريع».

ونشرت حسابات في موقع «فيسبوك» فيديو لأفراد من «الدعم السريع» داخل سوق حطاب، بعد مواجهات انسحبت على أثرها قوات الجيش من المنطقة.

ولم تشهد الخرطوم منذ أشهرٍ، معارك عسكرية واسعة النطاق، عدا اشتباكات متقطعة ومستمرة في مدينة أمدرمان، ثانية كبرى مدن العاصمة، ويزعم الجيش استعادة السيطرة على معظم الأحياء السكنية من قبضة «الدعم السريع».

كيف يقيّم الليبيون فكرة دمج الميليشيات في مؤسسات الدولة؟

تمسّك أكاديميون ومسؤولون ليبيون سابقون بضرورة مراعاة القواعد والقوانين عند إدماج الميليشيات المسلحة في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وذلك رداً على تصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، حول هذه التشكيلات، وتأكيده أنه «يتم تأهيل أفرادها لإدماجهم في مؤسسات الدولة، ولا مجال للتخلي عنهم».

وعلى الرغم من توافق الجميع مع وصف الدبيبة لهذه العناصر بأنهم «أبناء ليبيا»، فإن البعض أعرب عن تخوفه من أن يكون حديثه «مقدمة لاستمرار شرعنتهم، بدمجهم في أجهزة الدولة بالمنطقة الغربية، سواء داخل سلك الجيش أو الشرطة، دون التقيُّد بالقواعد المقررة للانضمام لهما، مما يعوق جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية»، المنقسمة بين شرق البلاد وغربها.

ودعا وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد محمود البرغثي، إلى «عدم حصر الخيارات بشأن هذه التشكيلات بين التخلي عن عناصرها بشكل كامل، أو إدماجها جميعها في الجيش أو الشرطة... وضرورة التفكير في خيارات بديلة تحقق مصلحة الدولة وأبنائها». وقال البرغثي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك طاقة استيعابية داخل المؤسستين العسكرية والأمنية في أي بلد، علماً بأن تصنيف الجيوش حالياً يعتمد أولاً على ما تضمه من نظم دفاع وأسلحة حديثة، وليس على ضخامة أعداد أفرادها»، مضيفاً أن هناك «شروطاً وقواعد مقررة يجب التقيُّد بها عند انضمام عناصر التشكيلات لهاتين المؤسستين، من بينها أن يتم ذلك بشكل فردي، وليس بشكل جماعي، كما يتم بضم تبعية تشكيل مسلح بأكمله لوزارة الدفاع أو الداخلية».

وكان الدبيبة قد قال، في تصريح سابق، إن عناصر التشكيلات المسلحة التي وصفها بـ«فلذات أكبادنا»، دخلت منذ عامين في المجالين العسكري والأمني، وبدأت تتدرب على السلاح، وكيفية التعامل مع المواطن.

وانتقد البرغثي تصوير البعض لدورات التدريب، التي تجريها بعض التشكيلات المسلحة لعناصرها، بأنها مماثلة للدراسة والتخرج في الكليات العسكرية النظامية. وقال: «بغض النظر عن مدة التدريب، وماهية المناهج والنظم التي يتم التدريب عليها، وخلفية وخبرات المُدرِّبين بتلك الدورات، فالسؤال هنا حول خضوع المتدربين لاختبارات القبول المتبعة بالكليات العسكرية من ملاءمة السن، والحالة الصحية، والأهم مراجعة صحيفة السوابق الجنائية».

وشدد البرغثي على أن الخطر في استمرار دمج هذه التشكيلات داخل سلك الجيش أو الشرطة دون تأهيل حقيقي «لا ينحصر في ارتفاع التكلفة على الخزينة العامة، التي ستتحمل رواتبهم ومكافآتهم، وإنما في تقويض الخطط الأممية، الساعية لتفكيك تلك التشكيلات ونزع سلاحها».
واتفق وزير الداخلية الليبي الأسبق، عاشور شوايل، مع حديث الدبيبة حول وجود مسؤولية تقع على الجميع تجاه عناصر التشكيلات، مشدداً على أن ذلك «يجب ألا يكون على حساب بناء الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، التي يتطلع الجميع لأن تكون ذات احترافية عالية».

وأوضح شوايل أن «الركيزة الأساسية في تعليم وتدريب طلبة الكليات العسكرية هي زرع ولائهم للدولة، واحترامهم لسلطاتها، ولنظام التراتبية المتبع بمؤسساتها، ولا تنحصر في التدريب على حمل السلاح الذي يتوفر حتى للمرتزقة». وقلل شوايل من حديث الدبيبة بأن تلك التشكيلات صارت اليوم «تحمي حدود البلاد»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ضم تلك التشكيلات إلى أجهزة الدولة ووزاراتها جاء بشكل جماعي وليس بشكل فردي، كما كنا ولا نزال ننادي، وبالتالي فإن ولاء عناصر التشكيلات موجه بالدرجة الأولى لقادتهم، ومَن يتحالف معهم من شخصيات سياسية».

وتساءل شوايل مستنكراً: «الدبيبة يقول إن عناصر وقيادات تلك التشكيلات يخضعون لأوامر قياداتهم، فلماذا لم تتوقف سريعاً تلك الاشتباكات التي جرت في أغسطس (آب) الماضي بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة، وقادة (اللواء 444)، رغم أن كليهما يتبع طرابلس»، محذراً من استمرار تغول التشكيلات «بفضل دعمها من خزينة الدولة».

بالمقابل يرى الباحث الليبي، مدير «معهد صادق للدراسات السياسية»، أنس القماطي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن حديث الدبيبة عن هذه التشكيلات ودفاعه عنها «ليس فقط من باب المجاملة والمهادنة لقياداتها كما يردد البعض، وإنما لعمق إدراكه أن هذه التشكيلات تمثل جزءاً من حمايته وحماية أمن المنطقة الغربية من أي هجوم جديد من قبل القوات العسكرية الموجودة بشرق البلاد».

ويعتقد القماطي بأن الحوارات، التي أُجريت مع قادة تشكيلات الغرب الليبي، أظهرت «رغبتهم في الوجود بمؤسسة عسكرية قوية لا تخضع تراتبيتها العسكرية للواسطة، أو لعلاقات القرابة الشخصية، وتبعد بدرجة كبيرة عن شكل الجيش في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي».

شارك