كثّفت المجموعات المدعومة من إيران هجماتها ضد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا منذ بداية شهر شباط الجاري، حيث استهدفت تلك القواعد بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مُطلقةًها من الأراضي السورية والعراقية.

 وخلال هذه الفترة، تعرّضت القواعد العسكرية الأمريكية لـ 9 هجمات، وقد قامت تلك المجموعات بتصعيد عملياتها بشكل كبير، خاصةً في إطار "حملتها الانتقامية لغزة"، مما أسفر عن خسائر بشرية بين صفوف القوات الأمريكية. وعلى الرغم من ذلك، تفضل القوات الأمريكية عدم الإفصاح عن حجم تلك الخسائر.

: جددت المجموعات المدعومة من إيران استهدافها للقاعدة الأمريكية بحقل العمر النفطي وهي أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية في سورية، بالطائرات المسيرة بعد استهداف القاعدة بـ 20 صاروخ، وسط معلومات عن وقوع إصابات في صفوف العسكريين ضمن الحقل.

ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تعرّضت القواعد الأمريكية داخل الأراضي السورية منذ تاريخ 19 تشرين الأول 2023 إلى 115 هجومًا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.

ويشير المرصد السوري إلى أن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.

ومع بداية العام الجديد 2024، غيرت إسرائيل من سياستها بشن هجمات برية وجوية على مستودعات سلاح وذخائر وآليات ومواقع للميليشيات التابعة لإيران، إلى استهداف شخصيات بارزة ضمن الميليشيات حتى وإن كانت ضمن أحياء سكنية مدنية الأمر الذي أدى لاستشهاد عدد من المدنيين وهو أمر غير مبرر إطلاقاً ويعتبر جريمة حرب.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام 2024، 10 مرات قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 7 منها جوية و3 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 27 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، وتسببت تلك الضربات بمقتل 31 من العسكريين بالإضافة لإصابة 13 آخرين منهم بجراح متفاوتة.

وا أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الميليشيات الموالية لإيران بدأت بهدم ما تبقى من الأبنية التي استهدفتها الضربات الجوية الأمريكية في مدينة الميادين شرقي دير الزور مؤخراً، حيث استقدمت عناصر وآليات حفر وشاحنات للمدينة، وذلك بغية هدم الأبنية وترحيل الأنقاض واستخراج الوثائق الهامة والتأكد أيضاً من عدم وجود قتلى.

وشملت عمليات الهدم عدة مواقع من بينها مقر فيلا أبو العباس ومقر الوحدة 313 وسجن الوحدة 313 بعد تفريغه وإنشاء سكني آخر في منطقة المربع الأمني الإيراني الموجود بالقرب من دوار البلعوم في مدينة الميادين، والتي تعتبر تجمعًا تابعًا لحزب الله اللبناني.

وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم بأن الميليشيات التابعة لإيران نقلت خلال الساعات الأخيرة سلاحًا وذخائر من مناطق نفوذها في دير الزور إلى مناطق أكثر تحصينًا عند الحدود السورية-اللبنانية في ريف دمشق. حيث انطلقت 5 شاحنات من الميادين والبوكمال بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، 3 منها كانت محملة بأسلحة وذخائر واثنتان كانتا فارغتين للتمويه، وكانت وجهتها الحدود السورية-اللبنانية. وقد تم تخزين الأسلحة بمواقع محصنة ضمن أنفاق تسيطر عليها ميليشيا حزب الله اللبناني في جرود عسال الورد والطفيل. وذلك جاء تحسبًا لاحتمالية استهداف مواقع الميليشيات في دير الزور من قبل الضربات الجوية الأمريكية خلال الفترة الحالية التي تشهد تصاعدًا في الاشتباكات بين الجانبين.