"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الإثنين 11/مارس/2024 - 09:57 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 11 مارس 2024.

الاتحاد: 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات عاجلة

حذر مسؤولون وخبراء من تزايد أعداد الجوعى بسبب جرائم وانتهاكات جماعة الحوثي ضد الشعب اليمني، والتي تنذر بكارثة إنسانية مع انعدام الأمن الغذائي، حيث أفاد تقرير للبنك الدولي بأن عدد الجوعى في اليمن ارتفع منذ انقلاب الحوثي من 6 ملايين إلى 17 مليون شخص مما ينذر بكارثة كبيرة.
وشدد مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري، على أن أعداد الجوعى تتزايد وتتسع رقعة الفقر في اليمن بشكل مخيف منذ سيطرة الحوثي في 2014 على مؤسسات الدولة وانقلابها على الشرعية وإشعال الحرب في البلاد.
ويرى الزبيري في تصريح لـ«الاتحاد»، أن جماعة الحوثي تستخدم التجويع كسلاح حرب، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية، وتقيد حرية التنقل بين المناطق، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، بالإضافة إلى فرض حصار خانق على مدينة تعز منذ 9 سنوات.  وتابع «تمنع جماعة الحوثي الجمعيات الخيرية والتجار من توزيع المساعدات للمحتاجين وتفرض قيوداً مشددة عليهم، وتمارس التهديد والإرهاب ضدهم، بالإضافة إلى استيلائها على المساعدات النقدية والغذائية التي تقدمها المنظمات الدولية، وتقديمها لعناصره».
ولفت الزبيري إلى أن من أساليب الحوثي في تجويع المدنيين، نهب إيرادات الدولة اليمنية ومؤسساتها، وعائدات الموانئ وشركات الاتصالات، وفرض ضرائب وإتاوات مالية كبيرة ضد الشعب والتجار والمؤسسات والمحلات، وهي سياسة ممنهجة تتعمدها الجماعة لتجويع اليمنيين.
وتفيد تقارير دولية بأن 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات عاجلة وطارئة، في الوقت الذي تستمر فيه انتهاكات الحوثي ضد الشعب اليمني ونهب ممتلكاته بشكل ممنهج حتى تتمكن من السيطرة عليهم وانخراطهم بالإجبار في مشاريعها الخاصة والتي تتناقض مع الدستور والقوانين.
ومن جانبه، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ، إن الحرب في اليمن أثرت بشكل كبير على ارتفاع نسبة الجوعى والذين تحت خط الفقر لأكثر من 80%، مشيراً إلى أن الحوثي تعمد قطع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتهم، وهم نسبة كبيرة تقارب 50% من سكان اليمن، لزيادة حالة الفقر والمجاعة بسبب موقفهم من الحرب.
وأشار عبدالحفيظ في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن جماعة الحوثي نهبت كل الأموال الموجودة في البنك المركزي في صنعاء، مما أضعف الوضع الاقتصادي بشكل خطير، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية المتواصلة وضرب المناطق المدنية أدت إلى ازدياد حالات الهجرة القسرية حتى وصل عدد النازحين خارج مناطقهم إلى 4.5 مليون شخص. 
وأضاف أن هذه الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها جماعة الحوثي شكلت حالة إفقار وتجويع متعمدة، ما أوصل حوالي نصف سكان اليمن إلى الفقر الشديد والمجاعة، مؤكداً أننا أمام سياسة متعمدة للجماعة، وحتى يظل الناس مشغولين بلقمة العيش.
وحذر عبدالحفيظ من مخاطر هذه الأزمة التي تسبب بها الحوثيون، خاصة وأن ما يصل من مساعدات دولية إلى المستحقين لا يزيد على 30% من المبالغ التي تقدم لليمن، داعياً إلى ضرورة أن تكون هناك استراتيجية ينتهجها المجتمع الدولي والحكومة لإيصال المساعدات لمستحقيها، والعمل الجاد لتخفيف الأزمة.

البيان: أمريكا وبريطانيا وفرنسا تتصدى لعشرات المسيّرات الحوثية

أسقطت قوات أمريكية وفرنسية وبريطانية عشرات الطائرات المسيرة في البحر الأحمر الليلة قبل الماضية، وفجر أمس، بعدما استهدف الحوثيون ناقلة البضائع السائبة بروبل فورتشن، ومدمرات أمريكية في المنطقة.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في وقت سابق أمس، إن سفناً وطائرات تابعة للبحرية الأمريكية أسقطت 15 طائرة مسيرة، أطلقها الحوثيون في منطقة البحر الأحمر.

وأوضحت في منشور على منصة «إكس» أن الجيش كان يرد على هجوم واسع النطاق شنه الحوثيون في البحر الأحمر وخليج عدن. وأضافت أن الطائرات المسيرة شكلت «تهديداً وشيكاً للسفن التجارية والبحرية الأمريكية وسفن التحالف في المنطقة».

وقال الجيش الفرنسي، في بيان، إن سفينة حربية وطائرات مقاتلة فرنسية أسقطت أيضاً أربع طائرات مسيرة قتالية كانت تتجه نحو سفن تابعة لمهمة أسبيديس الأوروبية في المنطقة.

وأضاف «هذا العمل الدفاعي أسهم على نحو مباشر في حماية سفينة الشحن ترو كونفيدنس، التي ترفع علم باربادوس، والتي تعرضت لهجوم في السادس من مارس ويجرى قطرها، وكذلك غيرها من السفن التجارية، التي تمر في المنطقة».

انضمام للحلفاء

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن سفينتها الحربية «ريتشموند» انضمت إلى حلفاء دوليين في صد هجوم بطائرات مسيرة شنه الحوثيون خلال الليل قبل الفائت، مضيفة أنه لم تقع إصابات أو أضرار.

وذكر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس على إكس «الليلة (قبل) الماضية، استخدمت (الفرقاطة) ريتشموند صواريخها من طراز (سي سيبتور) لإسقاط طائرتين مسيرتين هجوميتين، ونجحت في صد هجوم آخر غير مشروع شنه الحوثيون المدعومون من إيران».

وأضاف «ستواصل المملكة المتحدة وحلفاؤنا اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأرواح، وحماية حرية الملاحة».

إلى ذلك أعلنت القوات المسلحة الأمريكية أنها شنت ضربات ضد الميليشيا الحوثية الجمعة.

وقالت إنه تم استهداف صاروخين حوثيين مضادين للسفن كانا محمولين على شاحنتين.

الخليج: تهديد حوثي بتصعيد الهجمات في البحر الأحمر خلال رمضان

هدد الحوثيون، أمس الأحد، بتصعيد هجماتهم في البحرين الأحمر والعربي خلال شهر رمضان، بعد ساعات من شنهم أكبر هجوم بالصواريخ والمسيرات على سفن ومدمرات، قالوا إنها أمريكية، بينما أعلنت الحكومة اليمنية تفعيل خطة الطوارئ الوطنية لمواجهة تداعيات غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في خليج عدن.

ونقلت وسائل إعلام عن زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، قوله إن «العمليات ضد الأمريكيين والبريطانيين وإسرائيل ستستمر خلال شهر رمضان»، ملوحاً بتصعيدها وفق المستجدات.

جاء هذا التهديد، بالتوازي مع قيام مسلحي الحركة اليمنية المتمردة بإجراء «محاكاة للهجوم على مواقع إسرائيلية».

وعلى الرغم من الضربات الأمريكية والبريطانية، يواصل الحوثيون عملياتهم في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي اليومين الماضيين، شهدت العمليات العسكرية، تطورات خطرة في منطقة البحر الأحمر، وأعلن متحدث باسم الجماعة عن تنفيذ عمليتين عسكريتين، الأولى ضد سفينة أمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ، والثانية باستهداف مدمرات حربية أمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن. ويهاجم الحوثيون المتحالفون سفناً في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر فيما يقولون إنها حملة للتضامن مع الفلسطينيين بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

والأسبوع الماضي، جرى الإعلان عن سقوط قتلى للمرة الأولى منذ بدء الحوثيين عملياتهم ضد الأهداف البحرية بتلك المنطقة في أكتوبر الماضي، عندما استهدفت الجماعة سفينة البضائع، ترو كونفيدنس، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى.

من جهة أخرى، كشف مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه، أمس الأحد، برئاسة الدكتور أحمد عوض بن مبارك في العاصمة المؤقتة عدن، عن تفعيل خطة الطوارئ الوطنية لمواجهة تداعيات غرق السفينة روبيمار التي كانت محملة بكميات كبيرة من الأسمدة الكيماوية في البحر الأحمر بعد استهدافها من مسلحي الحوثي.

وبحسب وكالة سبأ الحكومية، فإن المجلس اطلع من وزير المياه والبيئة على أنشطة وخطط خلية إدارة أزمة السفينة روبيمار، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الإقليمي والدولي لاحتواء التداعيات البيئية الكارثية والتلوث جراء غرق السفينة.

وأشار إلى تفعيل خطة الطوارئ الوطنية وانتشار الفرق الميدانية للخبراء في المنطقة والشواطئ لمراقبة التلوث وأخذ العينات الدورية، ووصول خبراء الأمم المتحدة للمساعدة في تقييم تداعيات هذه الكارثة البيئية.

والأسبوع الماضي، أعلنت خلية الأزمة للتعامل مع السفينة روبيمار، غرق السفينة التي تحمل علم بيليز قبالة السواحل اليمنية، وذلك بعد هجومين حوثيين، وأكدت أن النتيجة كانت متوقعة بعد ترك السفينة لمصيرها لأكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة. وجاء هذا الإعلان بعد أيام من المناشدات الحكومية ودعوتها لكافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية للتحرك العملي بسرعة لإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية وشيكة. 

العين الإخبارية: خالد باطرفي.. رجل بن لادن يسقط في اليمن

لم يصمد طويلا، فعقب 4 أعوام من زعامته لـ«القاعدة» الإرهابي، باتت رأس خالد باطرفي على قائمة قادة التنظيم الإرهابي الذين أطيح بهم أو قتلوا في السنوات الأخيرة.

فزعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي والمدرج على القائمة الأمريكية كـ«إرهابي عالمي»، نعاه التنظيم الإرهابي، يوم الأحد، معلنًا مقتله، عقب أعوام قضاها على رأس جسد طوقته الخلافات والصراعات، ونخرت في عظامه الأزمات الداخلية، وخاصة بعد النكسات التي تعرض لها على يد القوات الجنوبية مؤخرا، مما أفقده معاقله الرئيسية في محافظة أبين اليمنية.

فمن هو خالد باطرفي؟

النشأة
ولد خالد الباطرفي في عام 1979.
يلقب بـ«أبو مقداد» أو «أبو مقداد الكندي»
سيرة مخزية:
عمل قاضيا شرعيا.
قبل تزعمه القاعدة، عمل متحدثا رسميا باسم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية.
أعلن برنامج مكافآت من أجل العدالة عن مكافأة تصل لـ5 ملايين دولار أمريكي مقابل الإدلاء بمعلومات عنه.
محطات على طريق الإرهاب:
عام 1999.. سافر باطرفي إلى أفغانستان حيث تدرب في مخيم الفاروق التابع لتنظيم القاعدة.
عام 2001.. قاتل إلى جانب طالبان ضد القوات الأمريكية والتحالف الشمالي.
عام 2010.. عينه التنظيم الإرهابي أميرا لمحافظة أبين ودفع عناصره المتطرفة من اجتياح المحافظة بعد عام من ذلك، خلال مواجهات دامية وسلسلة تفجيرات انتحارية طالت عددا من قيادات وضباط الجيش والأمن اليمني.
عام 2011: اعتقل في بلدة الحوبان بمنفذ مدينة تعز الشرقي والتي لازالت حاليا تقع تحت سيطرة الحوثيين، في أثناء توجهه للمشاركة في «نكبة الإخوان» ضد نظام الرئيس السابق، وقد نقل حينها لسجن الأمن السياسي بصنعاء.
أبريل/نيسان 2015.. هرب من السجن المركزي في مدينة المكلا باليمن بعدما شن مسلحون من التنظيم هجوما على السجن.
بعد وفاة زعيم تنظيم القاعدة ناصر الوحيشي في ضربة عسكرية أمريكية في شهر يونيو/حزيران 2016، أصدر باطرفي بيانا حذر فيه من أن تنظيم القاعدة سـ«يدمر الاقتصاد الأمريكي ويهاجم مصالح أمريكية أخرى».
يناير/كانون الثاني 2018.. هدد الولايات المتحدة والإسرائيليين في مقطع فيديو بعد إعلان الولايات المتحدة أنها ستعترف بالقدس على أنها عاصمة لإسرائيل.
23 يناير/كانون الثاني 2018.. صنَّفته وزارة الخارجية الأمريكية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224 بصيغته المعدلة.
فبراير/شباط 2020.. أصبح باطرفي أميرا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعد وفاة الزعيم السابق قاسم الريمي.
ماذا يعني تصنيفه من قبل أمريكا إرهابيًا عالميا:
حظر جميع ممتلكات باطرفي، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية.
منع الأمريكيين بوجه عام من إجراء أي معاملات معه.
دخل في إطار الجريمة كل من الدعم المتعمد عن علم، أو محاولة توفير الدعم المادي، أو الإمكانيات المادية، أو التآمر لتوفيرهما لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي صنفتها الولايات المتحدة الأمريكي كمنظمة إرهابية أجنبية.
تصفية داخلية؟
بحسب مسؤول يمني، فضل عدم الكشف عن هويته، فإن باطرفي:

لم يحظ بقبول كل قيادات التنظيم رغم قيادته للجناح العسكري أيام زعامة الريمي.
كان أحد مشرفي اللجنة الشرعية أيام «ناصر الوحيشي».
عمل مشرفًا للجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي.
أعدم نحو 7 من رجالات القاعدة ممن رفضوا الإقرار بزعامته بينهم قياديان وتم اعتبارهم «جواسيس ونمامين».
هدد باقي الرافضين لتزعمه التنظيم الإرهابي.
ماذا تعني وفاته أو مقتله؟
طبقا للمسؤول الأمني فإن مقتل باطرفي سواء كان بتصفية داخلية أو ضربة أو حتى وفاة طبيعية يعد ضربة قاصمة وغير مسبوقة، وخاصة وأن كافة الزعماء السابقين قتلوا بغارات جوية، ابتداء من الحارثي مرورًا بالوحيشي إلى الريمي.

نجاة مسؤول عسكري بارز من محاولة اغتيال في حضرموت اليمنية

نجا مسؤول عسكري بارز في الجيش اليمني، الأحد، من محاولة اغتيال في خط رئيسي في محافظة حضرموت، شرقي البلاد.

وقالت مصادر عسكرية وإعلامية لـ«العين الإخبارية» إن قائد اللواء 23 ميكا في الجيش اليمني العميد الركن عبدالله معزب، تعرض لمحاولة اغتيال لدى عودته من مدينة سيئون إلى مدينة العبر في حضرموت.

وأوضحت المصادر أن محاولة الاغتيال نفذت بواسطة 4 عبوات ناسفة كانت مزروعة على جنبات الطريق، حيث انفجرت إحداها أثناء مرور موكب المسؤول العسكري، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المركبات بينما فكك الجنود 3 عبوات أخرى.

قائد اللواء 23 ميكا في الجيش اليمني العميد الركن عبدالله معزب

وأكدت المصادر نجاة المسؤول العسكري، وعدم إصابته بأي أذى إثر محاولة الاغتيال التي استهدفته.

ليس الأول
في 16 فبراير/شباط الماضي، قتل محمد المرهبي نجل رئيس الدائرة الأمنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي العميد أحمد حسن المرهبي، عقب انفجار عبوة ناسفة في سيارته التي كانت تسير بالقرب من جولة السفينة شمال مدينة عدن.

وشهد اليمن شمالا وجنوبا أكثر من 36 عملية اغتيال في عام 2023، بحسب رصد أجرته «العين الإخبارية»، كشف عن علاج مليشيات الحوثي خلافاتها الداخلية بالرصاص.

الشرق الأوسط: صنعاء... مظاهر ترف حوثي وشوارع تعج بالمتسوّلين

بالتزامن مع كشف نشطاء يمنيين عن جانب جديد من الفساد الذي يمارسه الحوثيون في قطاع التجارة تستقبل العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، حلول شهر رمضان المبارك وأسواقها تعج بالمتسولين، بسبب تردي الأوضاع وإيقاف برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية منذ نهاية العام الماضي عن ملايين المستفيدين.

وبينما يواصل قادة الحوثيين بناء القصور الفخمة وافتتاح الشركات والمراكز التجارية - وفق ناشطين يمنيين - تغطي تجمعات المتسولين، وغالبيتهم من النساء والفتيات، أرصفة شوارع المدينة بحثاً عما يسد الرمق مع قرب دخول شهر رمضان.

في مقابل ذلك تعيش أسواق العاصمة المختطفة حالة من الكساد غير المسبوقة نتيجة اتساع رقعة الفقر، حيث يعيش 70 في المائة من السكان على المساعدات الغذائية التي توزعها الأمم المتحدة قبل أن يتم إيقافها نهاية عام 2023 بسبب تدخلات الحوثيين.

وبث نشطاء في صنعاء مقطعاً مصوراً يظهر تكدس العشرات من النساء والأطفال في بعض شوارع المدينة، ويقول أحدهم معلقاً على ذلك إن كل الأرصفة تمتلئ بالمتسولين، وإنه وجد عائلات في أحد الأحياء التي يسكنها الأغنياء الجدد من قادة الحوثيين تنتظر حلول الظلام لتبحث عن طعام في براميل القمامة.

وهذا الأمر أكد عليه خمسة من سكان صنعاء اتصلت بهم «الشرق الأوسط» وقالوا إن الجوع يعتلي وجوه أغلب الناس في الشوارع، والمراكز التجارية خالية على عكس ما هو معروف عن أسواقها في مثل هذه الأوقات من السنة خلال السنوات السابقة.

وأفاد موظفون يعيشون في مناطق سيطرة الحوثيين بأنهم تسلموا نصف راتب عن شهر أغسطس (آب) 2018، وهو مبلغ لا يزيد عن خمسين دولاراً في حين أن أسعار السلع قد تضاعفت؛ إذ يوفر المبلغ بالكاد كيساً من الطحين للأسرة وعبوة من زيت الطبخ وقليلاً من البقوليات والسكر.

ولهذا، والحديث للنشطاء، فإن أسر الموظفين تبدو أفضل حالاً؛ لأنها تمكنت من شراء هذه المواد، في حين أن الغالبية العظمى من السكان لا يستطيعون الحصول على كيس من الطحين أو من الأرز.

ويقول الناشطون إن تدخلات الحوثيين في توزيع المساعدات الغذائية أدت إلى توقفها منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن سبعة ملايين شخص، وهو ما فاقم من معاناتهم؛ إذ ينتظرون استئناف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات خلال الشهر المقبل عقب التفاهمات التي تمت بين البرنامج وسلطة الحوثيين.
معاناة غير مسبوقة

هذه المعاناة الكبيرة التي لم يعرفها اليمنيون منذ القضاء على أسلاف الحوثيين في بداية الستينات جاءت متزامنة، وكشف الناشط في جماعة الحوثي ‏خالد العراسي عما وصفها بـ«فوضى وتلاعب فاضح بالأرقام الضريبية»، والقيام ببيعها أو تأجيرها لممارسة أعمال تجارية وإجراء صفقات واستيراد بضائع، دون علم أصحابها أو بتواطؤ منهم.

واستند العراسي إلى خطاب موجه من مدير عام الشؤون القانونية بمصلحة الضرائب الحوثية إلى رئيس المصلحة يشكو فيه من تسديد ضريبة البيانات الجمركية بأسماء مكلفين من دون علمهم، وأن هؤلاء الأشخاص عندما يتم مطالبتهم بدفع رسوم ضريبية يقولون إن هذه البضائع التي دخلت بأرقامهم الضريبية ليست لهم ولا علاقة لهم بها، على أساس أن المخلص الجمركي هو من استخدم البطاقة دون علمهم أو بسبب التفويض.

وبحسب ما ذكره الناشط الحوثي، فإن هناك أرقاماً ضريبية خاصة بأشخاص توفوا ومع ذلك يتم تفعيلها، وهناك بطائق بأسماء وهمية، وهناك بطائق بأسماء أشخاص وهم لا يعلمون عنها شيئاً، وهناك بطائق يستخدمها صاحبها لمدة عام ويبحث عن بطاقة أخرى باسم آخر، والأهم من هذا كله هو وجود كثير من البطائق الضريبية بأسماء ناقلين وتحول الناقل إلى واجهة للمستورد الحقيقي.

وفي تأكيد على أن الجماعة تستخدم مثل هذه الأرقام في إخفاء هوية المستوردين الفعليين للبضائع، ذكر العراسي أن جميع هذه البطائق يتم تجديدها بشكل طبيعي جداً دون دفع المبالغ المستحقة نتيجة الأعمال التجارية (الاستيراد) التي تمت طوال العام، «لدرجة أن هناك كثيراً من التجار الكبار تتدفق إليهم قاطرات بضائع دون أن يكون لديهم أرقام ضريبية».

وقال إن هذه الطريقة باتت مصدراً للثراء؛ لأن كل ما يلزم هو استخراج بطاقة ضريبية ومن ثم تأجيرها أو بيعها لمكتب تخليص جمركي أو لتاجر استيراد.

ويبين الناشط الحوثي أن من يقوم بهذا الفعل يستفيد بأن اسمه لم يدخل ضمن كبار المكلفين بحسب حجم تجارته، كما أنه لا يدفع ضريبة الأرباح ولا يدفع أي فوارق ضريبية متبقية من تصفية الحساب نهاية كل عام، وأكد أنه رغم الكشف عن هذه القضية لم تتم إحالة قضية واحدة فقط إلى نيابة ومحكمة الضرائب.

هل تتوقف هجمات الحوثيين البحرية بمجرد إنهاء الحرب على غزة؟

يعتقد بعض السياسيين أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن ستنتهي بمجرد إيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة، وهي السردية التي تروج لها الجماعة الموالية لإيران، بينما يرى سياسيون آخرون أن هذا الصدام بين الجماعة وبين الغرب سيستمر بغض النظر عما يجري في غزة.

وفي مقابل الشكوك بتعذر جهود التسوية في اليمن نتيجة هذه المواجهات البحرية، تبرز بعض الأصوات التي ترى أن السلام في اليمن في حال التوصل إليه سيكون مدخلاً لتطبيع الأوضاع في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتتخذ مواجهات البحر الأحمر بين الجماعة الحوثية والغرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا منعطفاً جديداً، بعد إغراق سفينة شحن وسقوط ضحايا من البحارة المدنيين في سفينة أخرى، الأمر الذي استدعى تلويحاً أميركياً برد عنيف، ما يزيد المخاوف من اتساع مواجهات البحر الأحمر، مع انعدام المؤشرات على قرب نهاية الهجمات الحوثية، أو قدرة الغرب على إيقافها.

وتوعّدت واشنطن الجماعة الحوثية بالعقاب بعد هجوم على سفينة في خليج عدن، أدى إلى مقتل 3 بحارة وإصابة 4 آخرين، وذلك بعد أيام قليلة من دعوة وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للجماعة لوقف هجماتها، عقب غرق السفينة البريطانية «روبيمار».
قصور أميركي

يرى الباحث المصري في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بشير عبد الفتاح، أن هناك قصوراً في الاستراتيجية الأميركية والغربية لتأمين الملاحة والتجارة في البحر الأحمر وباب المندب؛ لأن هذه الاستراتيجيات تتعامل مع العَرَض وليس مع السبب، فتلجأ إلى وسائل عسكرية، ولا تبحث عن أسباب ما يجري.

ووفقاً لحديث عبد الفتاح لـ«الشرق الأوسط»، فإن ما يجري في البحر الأحمر -حسب إعلان الجماعة الحوثية- مرتبط بما يجري في قطاع غزة. والمجتمع الدولي لم يفكر بذلك؛ بل لجأ إلى الأعمال العسكرية وتكوين التحالفات، فكانت النتيجة متواضعة للغاية، ولم تردع الجماعة الحوثية التي أصرت على التحدي ومواصلة عملياتها وتطوير أسلحتها، ليزداد خطرها وصولاً إلى إغراق السفن.

ويكمن الحل الذي ينبغي على البيت الأبيض الذهاب إليه -حسب عبد الفتاح، وهو أيضاً رئيس تحرير مجلة «الديمقراطية»- في معالجة جذور ما يجري، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تتخذه الجماعة مبرراً لهجماتها البحرية.

كما يرى أن التعامل مع الجماعة الحوثية يجب أن يأخذ الأزمة برؤية شاملة، فلا يمكن حماية الملاحة في البحر بهذه الآلية، بغض النظر عن الانقلاب على الشرعية في اليمن.

وينفي عبد الفتاح وجود مؤامرة بين الغرب والجماعة الحوثية لتحويل طرق التجارة العالمية، فالطرق البديلة التي يجري الحديث عنها، مثل رأس الرجاء الصالح، مكلفة وطويلة وخطرة، أما نظيرتها في القطب الشمالي فهي موسمية، ولا يمكن استخدامها إلا في فترات ذوبان الجليد، ولا بديل عن باب المندب وقناة السويس.
صفقة مجزية لإيران

تتعاظم الشكوك حول قدرة الردود العسكرية الغربية على تعطيل الإمكانات العسكرية الحوثية، أو إجبار الجماعة على التراجع عن هجماتها بفرض العقوبات الاقتصادية عليها، والتي شملت تصنيفها كياناً إرهابياً دولياً.

وحسب الباحث المصري في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي؛ فإن الجهود الدولية والغربية للتعامل مع الخطر الحوثي لا تزال أقل من المطلوب والمأمول. ومنذ اجتياح الجماعة الحوثية للعاصمة اليمنية صنعاء منذ ما يقارب العقد، ارتكبت الجماعة كثيراً من الجرائم ضد اليمنيين، دون أن يتحرك المجتمع الدولي لإيقافها ومنعها من التوسع، حتى أصبحت خطراً عالمياً.

ويوضح المنسي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التعامل الغربي مع أحداث البحر الأحمر يهدف إلى احتواء الخطر الحوثي وتهديده للملاحة لا إنهائه، وتبرز الرغبة الغربية في بقاء الجماعة الحوثية من خلال ردود الفعل الخجولة التي لا تؤثر على القدرات العسكرية للجماعة.

والتصعيد الحوثي هو تصعيد محسوب من قبل إيران، طبقاً للمنسي، وهناك مباحثات أميركية إيرانية غير معلنة وعبر وسطاء، وتحرص إيران على استمرار تصعيد أذرعها العسكرية في المنطقة إلى حدود ما قبل تغيير الغرب لنهجه في التعامل مع الهجمات المضادة لمصالحه.

وتحرص الجماعة الحوثية على تنفيذ الأجندة الإيرانية بأقل قدر من الصدام ومن التكلفة، بمعنى التصعيد من دون دفع الغرب إلى الحرب الشاملة؛ بل الاكتفاء بردود لا تؤثر كثيراً على القدرات العسكرية الحوثية، بما ينضج المباحثات الإيرانية الأميركية من أجل الوصول إلى صفقة مجزية في الملفات التي يجري التفاوض حولها؛ حسب المنسي.
إعادة هيكلة التدخلات

يربط كثير من المسؤولين الغربيين والأمميين استمرار جهود التسوية في اليمن بتوقف المواجهات في البحر الأحمر، وتراجع الجماعة الحوثية عن تصعيدها؛ خصوصاً أن الأطراف الغربية الفاعلة والوسيطة في المفاوضات هي الأطراف ذاتها التي تخوض تلك المواجهة مع الجماعة.

وبرغم ذلك، لم تتوقف المحاولات لإنضاج مساعي الحل السياسي في اليمن، وأخيراً اقترح المستشار العسكري لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، أنتوني هايورد، آلية لوقف دائم لإطلاق النار، بعيداً عن التصعيد الحوثي المتواصل في البحر الأحمر وخليج عدن.

ولا يعتقد الأكاديمي والباحث اليمني في العلوم السياسية محمد الحميري، أن توقف الحرب الإسرائيلية في غزة شرط لتوقف الصراع في البحر الأحمر، نظراً لامتلاك هذا الصراع أبعاداً أخرى، وبروز حسابات أخرى إقليمياً ودولياً، وارتباطه بالتنافسات المختلفة على تلك الأصعدة، وإعادة تشكيل الوجود العسكري الدولي في المنطقة، ما يفرز مشهداً مختلفاً عما كان سابقاً على هذه الأحداث.

وتبعاً لذلك، يتوقع الحميري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تكون التسوية السياسية في اليمن هي المدخل لإنهاء الصراع في البحر الأحمر، وليس العكس، فجميع الأطراف الفاعلة في الصراع باليمن تنظر إلى الأحداث الحالية وفق متغيرات كثيرة، تفرض عليها تغيير تعاطيها مع هذا الصراع.

كما ينفي الحميري أن يكون تأثير الهجمات الحوثية على الملاحة العالمية كبيراً إلى الحد الذي يجري تصويره من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، ويستدل على ذلك بقرار مجلس الأمن الخاص بهذه القضية، والذي أقر حق حماية الملاحة الدولية من الهجمات الحوثية وليس شن حرب على الجماعة الحوثية، وهو ما يسعى التحالف العسكري الأوروبي إلى انتهاجه.

ويختم الباحث اليمني حديثه بالتنويه إلى أن هذه الأحداث تزيد من تعقيد المشهد في المنطقة، ولا يمكن قصر كل هذه التفاعلات على الجماعة الحوثية التي لا تعدو كونها أداة بيد أطراف أخرى، ولا من خلال التصريحات الأميركية المكتفية بتحجيم الخطر الحوثي لا إنهائه؛ إذ إن كل ذلك يعزز من فرضيات إعادة هيكلة التدخلات في المنطقة.

شارك