بعد فشلها في الانتخابات الباكستانية.. الجماعة الإسلامية تعود للمشهد بالاحتجاجات

الثلاثاء 12/مارس/2024 - 11:38 م
طباعة بعد فشلها في الانتخابات
 

 

رغم الاستعدادات التي أجرتها الجماعة الإسلامية في الانتخابات الباكستانية التي أجريت خلال فبراير الماضي، إلا أن الجماعة التي تعد أكبر الجماعات الإسلامية في باكستان، ولها حضور كبير في جميع أنحاء البلاد، فشلت في تحقيق نتائج إيجابية، حيث لم تحصل الجماعة على أي مقعد في المجلس الوطني "البرلمان الاتحادي".

النتائج المخيبة للآمال لم تقتصر على الفشل في حصد مقاعد البرلمان الاتحادي، لكنها امتدت أيضًا إلى المجالس الإقليمية، ولم تحصد الجماعة سوى 5 مقاعد فقط في هذه المجالس، وكانت المفاجأة في خسارة زعيم الجماعة  سراج الحق للانتخابات في الدائرة التي ترشح لها.، وفي ظل هذه الخسائر تحاول الجماعة البقاء في المشهد بتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات.

هجوم على المنافسين

 

الفترة السابقة للانتخابات حاولت الجماعة تقديم نفسها باعتبارها المنقذ للبلاد وأنها الأكثر قدرة على إخراجها من الأزمات الحالية، ولم تخل بيانات الجماعة من الهجوم على الأحزاب الأخرى، حيث حرصت على التقليل من قدرة هذه الأحزاب على إنقاذ البلاد وتحقيق التنمية.

وقبل الانتخابات وصفت الجماعة الإسلامية في بيان لها، يوم الانتخابات بـ"يوم الأمة" ودعت الجماهير إلى انتخاب مرشحي الجماعة الإسلامية  من أجل إنقاذ البلاد. وزعمت أنها وحدها تملك القدرة اللازمة لأخذ البلاد على طريق التنمية والتطور.

وصعت الجماعة ن لهجتها النقادة للمشهد السياسي في باكستان حيث هاجمت الأحزاب الرئيسية حزب الرابطة الإسلامية، وحزب الشعب الباكستاني، وحركة الإنصاف، واتّهمتها بالحُكم على طريقة عصابات المافيا، كما اتّهمت الحكومة الحالية والحكومات السابقة بالعمالة للولايات المتحدة، والعمل على تدمير اقتصاد البلاد؛ عبر الخضوع لإملاءات "صندوق النقد الدولي".

وفي محاولة لحشد الجماهير، دعت الجماعة الشعب الباكستاني إلى ماوصفته بـ"تغيير الخيارات القديمة"، مقدمة نفسها باعتبارها الاختيار الأصوب والأفضل، معتبرة أن "الجماعة الإسلامية" هو نجاح المواطن العادي بالمعنى الحقيقي للكلمة.

 

البقاء في المشهد

بعد الفشل في الانتخابات الباكستانية وعدم القدرة على حشد الجماهير للتصويت لصالحها، حرصت الجماعة الإسلامية على البقاء في المشهد من خلال تنظيم التظاهرات والاحتجاجات، فبعد إعلان نتائج الانتخابات نظمت الجماعة مظاهرات احتجاجاة في عدد من الأمان.

ووصفت الجماعة نتائج الانتخابات بـ"اللعبة المخزية"، معتبرة أن النتائج التي تم إعلانها غير حقيقية وأنه تم تزويرها، وهددت الجماعة بالطعن على هذه النتائج من خلال إقامة دعوى قضائية، مشيرة إلى أن هناك عمليات حجب وتزوير تمت في عدد من الولايات.

ورفضت لجنة الانتخابات المزاعم بـ"تزوير الانتخابات"، مؤكدة أنها اتخت قرارات سريعة بشأن الشكاوى،  وأنه على الرغم من الصعوبات والمشاكل، إلا أنهم تمكنوا من الحفاظ على العملية الانتخابية سلمية، وتمت عملية الانتخابات بنجاح، وسارت بشكل مرض في مكاتب المكاتب الإقليمية.

وعن تأخير إعلان نتائج الانتخابات أوضحت اللجنة أنه لم يتمكن الرؤساء من إرسال البيانات الإلكترونية بسبب انقطاع خدمات الهاتف المحمول، وذكرت أنه في عام 2018 تم استلام النتائج الأولى للانتخابات عند الساعة الرابعة من صباح اليوم التالي، وهذه المرة تم استلام النتائج الأولى عند الساعة الثانية بعد الظهر، باستثناء بعض الدوائر الانتخابية، فقد تم الانتهاء من نتائج الانتخابات في يوم واحد، وقال البيان إنه في انتخابات 2018، استغرق استكمال النتائج ثلاثة أيام، ولم يفد أو يضر تأخير النتائج في بعض الدوائر أي حزب سياسي بعينه.

ومؤخرا نظمت الجماعة مظاهرة حاشدة في العاصمة إسلام آباد تضامنا مع غزة، شارك فيها الآلاف من الباكستانيين، وشارك في المظاهرة أمير الجماعة الإسلامية في باكستان سراج الحق، والسيناتور في مجلس الشيوخ الباكستاني عن الجماعة الإسلامية مشتاق أحمد خان، ورئيس دائرة الشؤون الخارجية في الجماعة آصف لقمان قاضي، وكان من المقرر أن تتجه المظاهرة إلى السفارة الأميركية في باكستان، لكنها لم تتجه إليها، حيث تجمهر المتظاهرون في أحد الشوارع الرئيسية للعاصمة.

وقد وجه قادة الجماعة رسائل إلى الحكومة الباكستانية الجديدة بقيادة شهباز شريف بضرورة اتخاذ موقف باكستاني أكثر قوة حيال ما يحدث في غزة. حيث تساءل السيناتور مشتاق أحمد عن عدم قيام الدول الإسلامية بما قامت به جنوب أفريقيا في محمكة العدل الدولية، وما قامت به دول أخرى من قطع علاقاتها مع إسرائيل.

 

 

شارك