صناعة النفط والتهديد الإرهابي.. ليبيا تتخطي نيجيريا في إنتاج الذهب الأسود

الجمعة 15/مارس/2024 - 01:12 م
طباعة صناعة النفط والتهديد أميرة الشريف
 
تُشكّل صناعة النفط في ليبيا عنصرًا حيويًا في الديناميكيات السياسية، حيث ترتبط علاقته بجماعات الإسلام السياسي بطرق متعددة ومعقدة، و تتنوع هذه العلاقات بين السيطرة على موارد النفط، والدعم المالي، واستخدام النفوذ السياسي، كما يؤثر استقرار صناعة النفط في تشكيل العلاقات بين الجماعات الإسلامية والحكومة، وتعزز الآمال في تحسين الوضع الاقتصادي بالرغم من التحديات، و تواجه نيجيريا تحديات مماثلة مع صناعة النفط، حيث يمكن أن يزيد الظلم الاقتصادي والتلوث البيئي من التوترات الاجتماعية ويعزز نشاط الجماعات الإرهابية.
وفي هذا السياق، سجلت ليبيا أكبر زيادة في إنتاج النفط على المستوى الشهري في أفريقيا، حيث تجاوزت نيجيريا - أكبر منتج للنفط في القارة - خلال شهر فبراير.
 وارتفع إنتاج ليبيا على أساس شهري إلى 1.167 مليون برميل يوميا في فبراير، مقابل 1.023 مليون برميل يوميا في يناير الماضي، بزيادة يومية تقدر بـ144 ألف برميل، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة أوبك حول سوق النفط.
من ناحية أخرى، بلغ إنتاج نيجيريا في فبراير 1.476 مليون برميل يوميا مقابل 1.429 مليون برميل يوميا في يناير، بزيادة يومية بلغت 47 ألف برميل فقط. وبلغ إجمالي إنتاج منظمة أوبك في فبراير 26.571 مليون برميل يوميا، بزيادة 203 آلاف برميل يوميا عن يناير، حيث سجل الإنتاج في يناير 26.368 مليون برميل يوميا.
و تعتبر ليبيا من بين الدول الرئيسية المصدرة للنفط في إفريقيا، مما يجعلها تحتل مكانة استراتيجية على الساحة الدولية وتجعل من استغلال مواردها الطبيعية محوراً للصراعات السياسية والاقتصادية، كما تعتبر صناعة النفط في ليبيا من أهم مصادر الدخل الوطني، حيث تمتلك ليبيا إحدى أكبر احتياطيات النفط في العالم.
ويشكل النفط الليبي عنصراً حيوياً فيما يحدث بالبلاد، وترتبط علاقته بجماعات الإسلام السياسي بطرق متعددة ومعقدة، حيث تتسم جماعات الإسلام السياسي في ليبيا بتنوعها وتعدد أهدافها ومواقفها، وتعكس هذه الجماعات مجموعة متنوعة من التوجهات الدينية والسياسية والاجتماعية. ومع ذلك، فإن النفط يظل عاملاً محورياً يؤثر على تفاعلاتها وأدائها في المشهد السياسي الليبي.
ويتجلى تأثير النفط الليبي على جماعات الإسلام السياسي في عدة جوانب، منها:
- السيطرة على موارد النفط، حيث تسعى جماعات الإسلام السياسي إلى السيطرة على موارد النفط واستغلالها في تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويمكن أن تتسبب المنافسة على هذه الموارد في تصاعد التوترات والصراعات بين الفصائل المختلفة.
- الدعم المالي،  يمكن للنفط أن يوفر مصدرًا هامًا لتمويل أنشطة جماعات الإسلام السياسي، سواء من خلال الاستثمارات المباشرة أو من خلال الدعم المالي المباشر.
- النفوذ السياسي، و تستخدم جماعات الإسلام السياسي النفط كوسيلة لتعزيز نفوذها وتأثيرها في الساحة السياسية الليبية، سواء من خلال التحالفات الاستراتيجية مع الجهات الحاكمة أو من خلال توجيه التهديدات والضغوط.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي انعكاس تقلبات أسعار النفط على الاستقرار السياسي في ليبيا إلى زيادة التوترات بين الجماعات المتنافسة وتعقيد العلاقات الداخلية والخارجية.
ويلعب النفط الليبي دورًا محوريًا في تشكيل وتحديد العلاقات بين جماعات الإسلام السياسي وبين الحكومة والقوى الأخرى في ليبيا، ويشكل عاملاً حاسماً في استقرار البلاد ومسارها السياسي المستقبلي.
و كانت ليبيا تنتج كميات كبيرة من النفط، لكن الاضطرابات السياسية والنزاعات الداخلية في البلاد أثرت سلبًا على قطاع النفط وتسببت في تقليل الإنتاج.
خلال الفترة الأخيرة، شهدت ليبيا تحسنًا في إنتاج النفط بفضل جهود التوصل إلى استقرار سياسي وتحسين الأمن في بعض المناطق النفطية. وقد سجلت ليبيا زيادة ملحوظة في إنتاج النفط خلال شهر فبراير من عام محدد، حيث بلغت الزيادة إلى 1.167 مليون برميل يوميًا، متجاوزة بذلك إنتاج النفط في نيجيريا، التي تُعتبر أكبر منتج للنفط في القارة الأفريقية.
تعتبر هذه الزيادة في إنتاج النفط بمثابة دفعة إيجابية للاقتصاد الليبي وتعزز الآمال في تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.
ومع ذلك، فإن استقرار صناعة النفط في ليبيا يظل مرهونًا بتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، وتطوير البنية التحتية اللازمة لإنتاج وتصدير النفط بشكل مستدام وآمن.
أما في نيجيريا، يعد النفط مصدر ثروة كبيرة، ولكن على الرغم من ذلك، فإن الفقر لا يزال واقعاً شائعاً بين العديد من السكان، و يمكن أن يؤدي الشعور بالظلم الاقتصادي وعدم المساواة إلى تعزيز الاستياء والغضب، والذي قد تستغله الجماعات الإرهابية لجذب المزيد من المتشددين.
وقد يسبب صناعة النفط في نيجيريا التلوث البيئي الشديد وتدهور البيئة المحيطة بمواقع استخراج النفط، مما يؤثر سلباً على السكان المحليين ويزيد من التوترات الاجتماعية، مما يدفع الجماعات الإرهابية إلى استغلال هذه التوترات والغضب المتزايد لتحقيق أهدافها.
كما يمكن للجماعات الإرهابية في نيجيريا استخدام عائدات النفط المالية لتمويل أنشطتها الإرهابية، بما في ذلك شراء أسلحة وتجنيد المقاتلين وتمويل العمليات الإرهابية.
و تعتبر المناطق التي تحتوي على موارد نفطية مهمة للغاية، وقد يؤدي التنافس على السيطرة على هذه الموارد إلى نزاعات وتوترات مسلحة بين الجماعات المتنافسة، ويمكن أن يتطور بعض هذه النزاعات إلى نشاط إرهابي.
كما يمكن للظروف الاقتصادية الصعبة وعدم الاستقرار الاجتماعي أن تزيد من انتشار التشدد الديني والفكر المتطرف، والذي يمكن أن يكون منصة لتنظيم الأنشطة الإرهابية.
وللنفط تأثير كبير تستغله الجماعات الإرهابية في نيجيريا لتحقيق أهدافها في انتشار وجذب المزيد من المقاتلين .

شارك