جسر الأسلحة.. مسلسل تسليح إيران للحوثيين عبر شبكات تهريب متخصصة

السبت 30/مارس/2024 - 04:20 ص
طباعة جسر الأسلحة.. مسلسل فاطمة عبدالغني
 
في أعقاب مواصلة ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا تصعيد عملياتها الإرهابية ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الاحمر ومضيق باب المندب تحت مزاعم دعم غزة ضد العدوان الإسرائيلي.
قالت الحكومة اليمنية أن "وتيرة عمليات القرصنة والهجمات التي تنفذها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، على السفن التجارية وناقلات النفط، منذ نوفمبر المنصرم، ومخزونها من الصواريخ الباليستية الموجهة والطائرات المسيرة، والزوارق المفخخة والغواصات غير المأهولة، يؤكد أن النظام الإيراني كان يعد المليشيا منذ وقت مبكر بالإمكانيات والتجهيزات والخبراء، لاستخدامها أداة رخيصة لتنفيذ مخططاته الإرهابية وتقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية. جاء ذلك على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني.
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة إكس "إن الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 7 اكتوبر والعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، كان مجرد ذريعة وفرصة سانحة انتهزتها ايران ومن خلفها مليشيا الحوثي الإرهابية، لاختبار كفاءة تلك المنظومات من أسلحة وخبراء ومستشارين، وغرف عمليات مشتركة، ومراكز قيادة وسيطرة 
ولفت الإرياني إلى أن الحكومة اليمنية حصلت العام المنصرم، وقبل فترة من أحداث 7 أكتوبر على معلومات استخباراتية، تؤكد قيام نظام طهران بإنشاء جسر متواصل من الأسلحة لمليشيا الحوثي، عبر شبكات تهريب متخصصة، استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية واسعة في البحر الأحمر، وأطلقت الحكومة اليمنية التحذيرات  من تلك المخططات الإرهابية في حينه، ما يؤكد أن عمليات القرصنة والهجمات على خطوط الملاحة الدولية كانت ستتم سواء بما حصل في قطاع غزة او بدونها
ونوه الإرياني إلى أن المجتمع الدولي ادار ظهره طيلة سنوات الانقلاب للنداءات والتحذيرات الحكومية من مخاطر التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، واستمرارها في تهريب الأسلحة والخبراء للمليشيا الحوثية، واستخدامها أداة لنشر الفوضى والارهاب، والتي دفع اليمنيون ودول وشعوب المنطقة ثمنها فادحا، ليجد العالم نفسه في مواجهة مباشرة مع الإرهاب الإيراني واداته الحوثية وجها لوجه في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن
وطالب الإرياني المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بعدم الوقوف موقف المتفرج من سلوك نظام الايراني، واستمراره في تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي في خرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولي رقم (2216)، والشروع الفوري في تصنيف المليشيا الحوثية "منظمة إرهابية" وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار في كامل الأراضي اليمنية.
وبحسب تقارير صحفية تقوم إيران بدعم محتمل للحوثيين في اليمن عن طريق تزويدهم بالصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة القادرة على استهداف السفن والناقلات في المياه الدولية.
ووفقًا لضابط سابق في الجيش الأمريكي، يشير مستوى الدقة في الاستهداف المتبع من قبل الحوثيين إلى وجود دور محتمل لإيران، وأشار ديفيد دي روش، الكولونيل السابق في الجيش الأمريكي والمحاضر في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، إلى إمكانية وجود دور للسفينة الإيرانية "بهشاد" في الضربة التي استهدفت سفينة "ترو كونفيدنس" التجارية في خليج عدن.
دي روش أوضح أن "بهشاد" قد تُستخدم لتوفير بيانات استهداف لصواريخ الحوثيين، مما يجعلها تلعب دورًا دقيقًا وفعّالًا في الهجمات. وأشار إلى الطلبات المتكررة لاتخاذ إجراءات ضد "بهشاد"، وإلى ورود أنباء عن هجمات سيبرانية لكنها لم تكن فعالة.
وفي سياق متصل، أشار دي روش إلى أنه منذ تحرك "بهشاد" في البحر، شهدنا هجمات صاروخية تسببت في أضرار بالغة، مثل الضربة التي تعرضت لها سفينة "روبيمار" والتي غرقت بسببها، وألحقت أضرارًا بثلاثة كوابل بيانات تحت الماء. وختم دي روش بالقول إن الرد المناسب على هذه الهجمات ربما يكون غرق "بهشاد" بواسطة طوربيد، معتبرًا ذلك ردًا مناسبًا وغير مباشر على الهجوم.
وأعاد دي روش التأكيد على الارتباط بين وجود السفن الإيرانية والضربات التي تشهدها المنطقة في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن دقة الهجمات الموجهة من قبل الحوثيين على السفن تتزامن عادةً مع وجود السفن الإيرانية مثل "بهشاد" و"سافيز"، وخاصة في خليج عدن.  وأوضح دي روش أنه عندما يكون الحوثيون قريبين جدًا من المياه الإقليمية حيث يمكن رؤيتهم بوضوح بالعين المجردة، يقومون بتوجيه راداراتهم وشن الهجمات على السفن. وهو الأمر الذي يشير إلى وجود رابط مباشر بين تحركات "بهشاد" وتوقيت ودقة هجمات الحوثيين على السفن.
وأضاف دي روش بأنه على الرغم من عدم معرفته بالتدابير التي قد تتخذها الولايات المتحدة، إلا أنه يعتقد بأنه تم تقديم التقارير المتعلقة بالارتباط المحتمل بين تحركات "بهشاد" والهجمات الحوثية، ومن ثم فإنه إذا كانت الإدارة الأمريكية ترغب في الضغط على هذه القدرة، فعليها متابعة ومراقبة جهاز الاستهداف بدقة.
جدير بالذكر أن سفينة "بهشاد"، التي تظهر في المقام الأول كناقلة بضائع عادية، انتقلت إلى خليج عدن في يناير الماضي بعد سنوات من تواجدها في البحر الأحمر، وذلك في ظل تصاعد الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن.
ومنذ ذلك الحين، اتبعت "بهشاد" مسارًا غير تقليدي وبطيئًا ومتعرجًا حول المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر.
وتُعتبر "بهشاد" وسافيز"، سفينتان إيرانيتان مسجلتان كسفن شحن عامة، لكن من المعتقد أنهما تقومان بمهمة تجسسية لرصد تحركات السفن وتجميع بياناتها في المياه الإقليمية.
وفي فبراير من العام الحالي، أعلن ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة نفذت هجومًا سيبرانيًا على "بهشاد"، والتي اتهمتها واشنطن بجمع معلومات استخباراتية عن سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتم هذا الهجوم الإلكتروني في أوائل فبراير كجزء من رد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على هجوم بطائرات مسيرة نفذته فصائل عراقية مدعومة من إيران.
ومن الملاحظ أنه في ظل توقف "بهشاد" عن الخدمة، شهدنا انخفاضًا في هجمات الحوثي خلال فبراير، مما يشير إلى أن السفينة قد كانت مرتبطة بشكل مباشر بتلك الهجمات.
وعلى صعيد متصل، أوضح تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) صدر فبراير الماضي أن إيران زودت الحوثيين بـ"ترسانة متنوعة" من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى وكروز، منذ عام 2015.
وذكرت الوكالة تفاصيل استخدام جماعة الحوثي لتلك الأسلحة، حيث أوضحت أنه "بين عامي 2015 و2023، اعترضت الولايات المتحدة وشركاؤها 18 سفينة إيرانية على الأقل كانت تحاول تهريب أسلحة إلى الحوثيين".
وأضافت أن "تلك السفن كان تحمل شحنات تحتوي على مكونات صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، فضلا عن آلاف البنادق الهجومية".
وبحسب تقرير(DIA)، استخدم الحوثيون صاروخ "آصف" الباليستي المضاد للسفن في ممرات الشحن الدولية مثل البحر الأحمر وخليج عمان منذ أواخر نوفمبر. وأشار التقرير إلى أن هذا الصاروخ يتطابق تقريبًا مع الصاروخ الإيراني المضاد للسفن "فاتح-110".
وتابع التقرير أن صاروخ "قدس-4"، وهو صاروخ كروز يستخدمه الحوثيون، مشتق من صاروخ "بافيه" الإيراني، ويشترك الصاروخان في ميزات مماثلة منها المحرك.
وبحسب التقرير، استخدم الحوثيون صواريخ "القدس" لمهاجمة إسرائيل، وتتطابق حطام صاروخ الحوثي في أكتوبر الماضي مع حطام صاروخ إيراني أطلق على السعودية في عام 2019.
ولفت التقرير إلى أن السمات "شبه المتطابقة" بين صاروخ "صقر" أرض جو الذي استخدمه الحوثيون لمهاجمة طائرات أمريكية بدون طيار بالقرب من اليمن وفي خليج عمان، والصاروخ 358 الإيراني.
ويظل دور إيران في تسليح ودعم الحوثيين موضع جدل دولي، ويعتبر التدخل الإيراني في النزاع اليمني وتأثيره على أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر من بين التحديات الرئيسية التي تواجهها المنطقة.

شارك