تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله .. لبنان نحو حرب شاملة

الأحد 31/مارس/2024 - 07:56 م
طباعة تصاعد الصراع بين علي رجب
 
هناك دلائل متزايدة خلال الأيام الأخيرة تشير إلى احتمال تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني نحو حرب شاملة، على الرغم من التصريحات السابقة التي أشارت إلى ضعف احتمالات وقوع مثل هذه الحرب، وذلك وسط تحذيرات دولية من تداعياتها الخطيرة.

في إسرائيل ولبنان، بالإضافة إلى عدة دول كبرى، تثير التكهنات بشأن انتقال الصراع من الصراع الحالي بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إلى جبهة جديدة وأوسع، وهي جبهة الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني كان متوقعًا منذ 8 أكتوبر الماضي. ومع ذلك، فإن الشيء غير المعروف هو حجم الدمار الذي قد تتسبب فيه هذه الحرب في البنية التحتية المدنية في إسرائيل، وذلك خاصة في ظل غياب الدعم الأمريكي لهذه الحرب.

وفي تقريرها، أشارت الكاتبة داليا شيندلين إلى أن إطلاق حزب الله النار على المواقع الإسرائيلية من الجنوب اللبناني منذ بداية الحرب بين حركة حماس وإسرائيل أدى إلى إجلاء قرابة 80 ألف إسرائيلي و75 ألف لبناني من المناطق الحدودية.

بدوره، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بتوسيع نطاق الهجمات في لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت.

وأكد غالانت أن إسرائيل وجيشها قد تحوّلوا من مدافعين إلى مطاردين لحزب الله، حيث يتم تتبعهم "أينما وُجدوا، سواء في بيروت أو بعلبك أو صور أو صيدا أو النبطية، وحتى في أماكن أبعد مثل دمشق وغيرها".

وأثناء جولته التقييمية على الحدود، أكد غالانت على استعداده لتوسيع الحملة وزيادة وتيرة الهجمات في الشمال.

 

وأضاف: "هذا ما قلته هذا الأسبوع في واشنطن لوزير الدفاع لويد أوستن، وهذا ما نقلته للمبعوث الخاص عاموس هوكستاين وآخرين، وهكذا نصحت اليوم القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي".

واشارت تقارير عديدة إلى أن "حزب الله" قد رفض المقترح الفرنسي المتعلق بالجنوب، الذي وصفه بأنه "ترتيبات أمنية". ومن المتوقع أن يؤكد الرد الرسمي اللبناني، وفقًا لتلك المعلومات، أن تطبيق القرار 1701 يشكل الأساس لتهدئة الجبهة الجنوبية، حيث يجب على إسرائيل أن تلتزم بتنفيذه أولاً وتوقف عدوانها المستمر على لبنان، حتى يُعيد الاستقرار إلى كلا الجانبين من الحدود.

ومن المتوقع أن يؤكد لبنان في الجواب على الورقة الفرنسية أن استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي جزء لا يتجزأ من تنفيذ القرارات الدولية، وذلك حتى يتمكن من تحقيق السلام الدائم.

قادة إسرائيليون عدة مرات بدورهم بتهديدات بإمكانية الانخراط في حرب واسعة النطاق والتوغل البري إلى لبنان. يأتي ذلك في ظل استمرار حزب الله اللبناني في تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، كجزء من دعمه لحركة حماس في الصراع المستمر ضد إسرائيل في قطاع غزة.

و في الوقت نفسه، يظل الحزب يلتزم بما يعرف بقواعد الصراع مع إسرائيل على الحدود، من خلال التركيز على استهداف أهداف محددة. ومع ذلك، يرى محللون عسكريون أن الطرفين يتجهان نحو نشوب حرب شاملة، مع كسر هذه القواعد المتفق عليها، وتصاعد الاشتباكات في الأيام الأخيرة.

وتظهر تصريحات رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، رفضه لحرب حزب الله في الجنوب اللبنتاني والتي تهدد بانهيار لبنان، وتهديد ملايين من حياة اللبنانيين.

وأبدى جعجع، أبدى يوم الجمعة تحذيرًا من احتمالية وقوع حرب في لبنان، مشيرًا إلى أن هذا الاحتمال "وارد بنسبة كبيرة".

وخلال حوار مع رولا حداد عبر شاشة "إل بي سي"، وجه رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، نصائحه إلى الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، مطالبًا إياه بالتفكير جديًا في تطبيق القرار 1701.

 وأكد جعجع على أنه إذا دخل "حزب الله" لبنان في حرب، سيكون ذلك جريمة كبيرة، مشيرًا إلى أن موقفهم الإنساني من المواطنين الشيعة يختلف تمامًا عن موقفهم السياسي من الحزب.

كما كشف جعجع عن دور "حزب الله" في عين الحلوة وتوريطه للمقاتلين على الحدود، معتبرًا ضرورة تطبيق القرار 1701 وتأكيد سيادة الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية.

وأكد جعجع أنه من الضروري على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أن يعلن رفضه لإشراك لبنان في الصراع الجاري بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وفي تصريحاته، دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية"، الحكومة اللبنانيةى المؤقتة إلى تحمل المسؤولية في حالة اندلاع حرب شاملة، مشددًا على ضرورة وجود الجيش اللبناني في الجنوب بدلاً من حزب الله، وسط تساؤلاته حول الضرورة الإيرانية لوجود حدود مع إسرائيل على حساب لبنان وأهله.

من جانبه أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن قلقه العميق إزاء الوضع في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أنه "في أقصى حالات المعاناة والصعوبات". وفي رسالة بمناسبة عيد الفصح، أصرّ الراعي على ضرورة عدم تحويل الجنوب إلى قضية تستخدم لأغراض سياسية، داعيًا إلى الوقف الفوري للحرب والالتزام بالقرارات الدولية وتجنيب الجنوب مزيدًا من الألم والتدمير.

وفي سياق آخر، أشار البطريرك إلى الأزمة التي يعاني منها القطاع التربوي في لبنان، مع تزايد حالات الهجرة للأساتذة المؤهلين، مطالبًا بضرورة إقرار تشريعات جديدة تضمن استقرار المعلمين وحقوقهم المستقبلية.

وأعرب الراعي عن استيائه من تجاهل الدولة لمطالب الموظفين وتقاعسها في التعامل مع قضاياهم، مشيرًا إلى تأخر خدمات الضمان الاجتماعي وعدم دفع المستحقات المالية لبعض المواطنين.

وفيما يتعلق بأزمة النازحين السوريين في لبنان، دعا الراعي إلى عدم استغلال الأراضي اللبنانية على حساب الوطنية السورية، مؤكدًا أن الحفاظ على هوية لبنان واستقلاله يتطلب تعاطيًا حكيمًا مع هذه القضية.

وختم البطريرك الراعي بتأكيد على أهمية الحفاظ على حيادية لبنان وتعزيز دوره الإيجابي في المنطقة، مشددًا على أن هذا الحياد هو جزء لا يتجزأ من هوية لبنان ومساره التاريخي.

 

شارك