إسرائيل توسع توغلها شمالي رفح وتستهدف مقر «أونروا»/حرب لبنان.. تحذير أميركي من "صراع خطير" برعاية إيران/الجيش الأميركي: الحوثيون استهدفوا سفينة.. والأضرار "متوسطة"
إعداد: فاطمة عبدالغني
إسرائيل توسع توغلها شمالي رفح وتستهدف مقر «أونروا»
واصلت إسرائيل أمس التصعيد حيث أطلقت سلسلة غارات استهدفت منازل ومقر كلية التدريب المهني التابع لأونروا، ما أدى إلى مقتل العشرات، فيما وسعت توغلها من عدة مناطق باتجاه شمالي رفح.
وأفاد شهود عيان، بأن آليات عسكرية إسرائيلية تقدمت بشكل كبير في مخيم الشابورة (وسط) مدينة رفح ومن منطقة المواصي (غرب) التي تضم خيام النازحين شمالي مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وانتشرت صور دبابتين متمركزتين على قمة تل يطل على المنطقة الساحلية على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
من ناحية أخرى، قتل 8 فلسطينيين وجرح آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مقر كلية التدريب المهني التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» غربي مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية بوصول 8 قتلى وعدد من الجرحى إلى المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، بعد قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمقر كلية التدريب المهني التابع لأونروا.
استهداف
وقال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة أونروا في غزة، إن القوات الإسرائيلية استهدفت البوابة الرئيسة لمقر وكالة أونروا جنوب غربي المدينة.
وأضاف المتحدث باسم أونروا في غزة في تصريحات صحافية «إن 189 من منشآتنا تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي و193 من موظفينا قُتلوا، وهو العدد الأكبر في تاريخ الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن هناك 500 نازح قتلهم الجيش الإسرائيلي في قصف استهدف مقارنا ومراكز ترفع أعلام الأمم المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم أونروا في غزة، أن الوكالة تواجه صعوبات في إيصال المواد الغذائية إلى الفلسطينيين، محذراً من انتشار المجاعة.
وأكد أن عيادات الوكالة تستقبل 25 ألف مريض يومياً ونعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي حدث آخر، ذكرت مصادر طبية أن 9 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، دمر الجيش الإسرائيلي المئات من المنازل الفلسطينية في الحي السعودي (غرب) ومناطق وسط المدينة بعد «نسفها» بالمتفجرات.
قتلى
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 37598 فلسطينياً قتلوا وأصيب 86032 آخرون في الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر، فيما أقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده أقدموا على التنكيل بجريح فلسطيني أصيب في مداهمة في جنين بشمالي الضفة الغربية السبت، مؤكداً أن هذه الحادثة، التي وثقتها مقاطع فيديو انتشرت بكثافة في المنصات، لا تتوافق مع «قيمه»، مشيراً إلى فتح تحقيق فيها، وأنه نقل الجريح إلى جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج.
غالانت: إسرائيل مستعدة لـ«أي إجراء» في غزة ولبنان
توجه أمس وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في وقت يشهد خلافاً علنياً بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وقال غالانت قبيل توجهه لواشنطن إن الاجتماعات التي سيعقدها في واشنطن مع كبار المسؤولين الأمريكيين ستكون حاسمة لمستقبل الحرب في قطاع غزة، مضيفاً أنه سيناقش أيضاً في واشنطن التطورات على الجبهة الشمالية.
غالانت أوضح أيضاً استعداد تل أبيب لأي إجراء قد يكون مطلوباً، سواء في غزة أو لبنان أو أي مناطق إضافية، بحسب تعبيره.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من المتوقع أن يلتقي غالانت، خلال زيارته إلى واشنطن، التي تنتهي الثلاثاء المقبل، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، والمبعوث الخاص آموس هوكستين.
والهدف الرئيس من زيارة غالانت هو دفع واشنطن إلى عدم تجميد شحنة الأسلحة التي كانت تحجبها عن إسرائيل.
وتأتي زيارة غالانت وسط نشوب خلاف علني بين إدارة الرئيس بايدن ونتانياهو، الذي أصدر بياناً عبر مقطع فيديو يهاجم فيه واشنطن، بسبب احتفاظها «بشكل لا يمكن تصوره» بالأسلحة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، أن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التأخر في تسليم الأسلحة المتعلق بحرب غزة سيجري حله قريباً.
وقال نتانياهو، خلال اجتماع لحكومته: «منذ نحو 4 أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من أمريكا إلى إسرائيل. تلقينا كل أنواع التفسيرات، ولكن الوضع بحد ذاته لم يتغير. وفي ضوء ما سمعته في اليوم الأخير، آمل وأعتقد أن يجري حل هذه القضية قريبا».
وتكهن بعض المحللين بأن فيديو نتانياهو كان يهدف إلى ضمان حصوله على «الفضل في جلب الشحنة»، إذا وافقت أمريكا على المضي قدماً في عملية نقل الأسلحة لإسرائيل، بعد زيارة غالانت إلى واشنطن.
بعد صدور حكم بالإفراج عنه .. إسرائيل تحوّل فلسطينياً مريضاً بالسرطان للاعتقال
أكدت مؤسستان فلسطينيتان الأحد أن إسرائيل حولت شابا فلسطينيا مريضا بالسرطان إلى الاعتقال بعد صدور قرار من محكمة عسكرية إسرائيلية بالإفراج عنه.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير في بيان مشترك "إن مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، حولت المعتقل المصاب بالسرطان محمد زايد خضيرات (21 عاما) من بلدة الظاهرية في محافظة الخليل إلى الاعتقال الإداري لمدة تبدأ من تاريخ اليوم حتى 30 نوفمبر 2024".
وأوضح البيان أن عائلة خضيرات كانت تستعد لاستقباله اليوم "إلا إنها تفاجأت بأمر اعتقاله الاداري".
ولم يصدر بيان من السلطات الإسرائيلية المعنية بشأن عدم الإفراج عن خضيرات المعتقل منذ الأول من يونيو الجاري من منزله وتحويله إلى الاعتقال الإداري.
وتطبق إسرائيل قانونا بريطانيا قديما يتيح لها اعتقال الفلسطينيين بدون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.
واستعرض البيان الوضع الصحي لخضيرات، مشيرا إلى أنه "عانى منذ طفولته من ورم في الغدد اللمفاوية وخضع لعلاج طويل على إثره تمت السيطرة على الورم، إلا أن ظهور الورم تجدد منذ نحو عام، وهو ما يزال يخضع للعلاج".
وأضاف البيان "تقرر قبل اعتقاله بفترة وجيزة أن يتم تزويده بجرعات علاج بيولوجي وفقا لبروتوكول العلاج المُقرر له من مستشفى النجاح الوطني، وقد خضع لجرعتين قبل اعتقاله من أصل 14 جرعة".
وجاء في البيان أنه منذ اعتقال خضيرات " لم يخضع لأي علاج ولم يسمح له بأخذ أدويته المقررة له رغم أن العائلة كانت قد أصرت على إعطاء الأدوية للقوة التي قامت باعتقاله، حيث نقله الاحتلال بداية اعتقاله إلى معتقل (عتصيون) ثم إلى سجن (الرملة)".
وأضاف في البيان "في جلسة المحكمة التي عقدت له يوم الخميس الماضي قال محمد لوالده الذي تواصل معه عبر تقنية الفيديو كونفرنس أنا يابا بموت".
وتشير إحصائيات فلسطينية رسمية إلى أن إسرائيل تعتقل في سجونها أكثر من 9300 فلسطيني منهم 3400 إداريا ومن بين المعتقلين إداريا 40 طفلا و23 معتقلة.
وذكر البيان أن إسرائيل خلال الفترة الماضية انتهجت "سياسة الاعتقال الإداريّ بشكل غير مسبوق تاريخيا بحق الآلاف من المواطنين، ومنهم مرضى، وجرحى، ومسنون، وأطفال، ونساء".
وأضاف البيان "كما وانتهج سياسة الاعتقال على خلفية ما يسمى بالتحريض الذي يشكّل في جوهره وجه آخر للاعتقال الإداريّ، خاصّة أنّ كل من لم يتمكّن الاحتلال من تقديم لائحة (اتهام) بحقّه على خلفية التّحريض جرى تحويله إلى الاعتقال الإداريّ".
الجيش الإسرائيلي يعترف بتنكيل جنوده بجريح فلسطيني في جنين
اعترف الجيش الإسرائيلي الأحد أن جنوده قيدوا جريحا فلسطينيا على الغطاء الأمامي لمركبة عسكرية خلال عملية في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك للقواعد العملياتية.
وتظهر مقاطع فيديو توثق الحادثة التي وقعت السبت وانتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، شابا من سكان جنين ممددا ومقيدا على غطاء مركبة عسكرية كانت تمر في أحد شوارع المدينة.
وأكد مصدر طبي في مستشفى ابن سينا التخصصي في المدينة أن الشاب يدعى مجاهد رائد عبادي (24 عاما) من مخيم جنين، وكان عند وقوع الحادث في حي الجابريات في منطقة وادي برقين. وبحسب المصدر الطبي فإن حالته مستقرة.
وقال الجيش إن الفلسطيني أصيب خلال "عملية لمكافحة الإرهاب" نفذها الجنود لاعتقال مشتبه بهم مطلوبين.
وبحسب بيان الجيش فإن أحد المشتبه بهم أصيب خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين، قبل أن يتم اعتقاله.
وجاء في بيان الجيش "في انتهاك للأوامر والإجراءات العملياتية المعمول بها، اقتادت القوات مشتبها به وهو مقيد فوق مركبة".
وأضاف البيان أن "سلوك القوات في مقطع الفيديو الخاص بالحادث لا يتوافق مع قيم الجيش الإسرائيلي".
وأشار البيان إلى أنه "سيتم التحقيق في الحادثة والتعامل معها وفقا لذلك".
وأضاف أنه تم نقل الجريح إلى أحد طواقم جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج.
من جانبه، قال عبادي إنه أصيب عندما خرج من منزل عمه في الحي لاستطلاع الوضع في الخارج بعد سماعه بوصول القوات الخاصة الإسرائيلية.
وأضاف لوكالة فرانس برس وهو على سرير في مستشفى ابن سينا "هممت بالانسحاب والعودة إلى المنزل لكنهم (الجنود) بدأوا بإطلاق النار".
وأضاف وقد بدا متألما "لم يستطع أحد الوصول إلي ... بقيت نحو ساعتين إلى ساعتين ونصف وانا أنزف وطائرة مسيرة تحوم حولي".
وتابع "بدأت بالزحف حتى تمكنوا (الجنود) من رؤيتي، عندما وصلوا قاموا بالدوس على رأسي وضربوني على وجهي ورجلي ويدي المصابتين".
واستدرك بينما كان يلف جسده ببطانية "كانوا يضحكون ويلعبون ... حملوني من يدي ورجلي وبدأوا بالتلويح بجسدي وألقوني على الأرض".
وأكد "حملوني مرة ثانية وألقوا بي على مقدمة الجيب (المركبة)".
من جهته، قال الطبيب بهاء أبو حماد أخصائي جراحة العظام والمفاصل في مستشفى ابن سينا إن عبادي لديه "كسر متفتت في عظام الفخذ الأيمن وعظام العضد الأيمن ... وإصابة في العصب الرئيسي في القدم اليمنى".
ووفقا لأبو حماد فإن وضع عبادي على مقدمة المركبة تسبب له بحروق "في منطقة الظهر من الرقبة وحتى أسفل الظهر".
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
وقتل منذ ذلك الحين 553 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية بأيدي القوات الإسرائيلية أو مستوطنين، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وأدت الهجمات التي نفذها فلسطينيون إلى مقتل 14 إسرائيليا على الأقل بين جنود ومستوطنين في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
