تصعيد خطير.. داعش يستهدف الأرواح والموارد شرق سوريا

الأحد 24/نوفمبر/2024 - 02:57 م
طباعة تصعيد خطير.. داعش حسام الحداد
 


نشرت وكالة أعماق المهتمة بنشر اخبار تنظيم داعش خبرا صباح اليوم الأحد ٢٤ نوفمبر عن سقوط 10 من عناصر الـPKK بين قتيل ومصاب، وتضرر أحد خطوط الغاز التابعة لها، بهجومين منفصلين شرق سوريا.

وقالت مصادر أمنية لوكالة "أعماق" إن مقاتلي داعش فجّروا عبوة ناسفة أول أمس، على سيارة نقل كانت محمّلة بعناصر من الـPKK في قرية "معيزيلة" شمالي محافظة "دير الزور"، ما أسفر عن إعطابها ومقتل وإصابة نحو 10 عناصر.

وكشفت المصادر لـ"أعماق" عن هجوم آخر استهدف أحد خطوط الغاز المغذية لمعامل الغاز التابعة للميليشيا جنوب محافظة "الحسكة".

وأوضحت المصادر أن مقاتلي الدولة الإسلامية تمكنوا من تفخيخ وتفجير أحد أنابيب نقل الغاز القريبة من قرية "الشمساني" التابعة لناحية "مركدة"، ما أدى لانفجاره وإلحاق أضرار جسيمة فيه. هذا الخبر يسلط الضوء على تطورات معقدة في الساحة السورية، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية. هذه الأحداث تثير عدة تساؤلات حول الفاعلين، أهدافهم، وتداعيات هذه الهجمات على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.

 قراءة أولية للأحداث

الهجوم الأول استهدف عناصر من الـPKK في قرية "معيزيلة" بدير الزور، حيث أدى إلى مقتل وإصابة نحو 10 عناصر. الهجوم الثاني كان نوعيًا، إذ استهدف البنية التحتية عبر تفجير خط غاز في قرية "الشمساني" جنوب الحسكة. اللافت في هذا الخبر هو اعتماد الهجومين على تكتيكات تعتمد على العبوات الناسفة والتفخيخ، ما يدل على خبرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في تنفيذ هجمات نوعية.

توقيت الهجمات ودلالاتها

التوقيت يبدو مرتبطًا بتصعيد العمليات العسكرية في شرق سوريا، حيث تسعى داعش إلى استغلال الفراغ الأمني والتوترات المحلية لإعادة فرض نفوذها. استهداف خطوط الغاز، على وجه الخصوص، يحمل دلالات استراتيجية؛ فهو يهدف إلى ضرب البنية التحتية الاقتصادية، مما يضعف السيطرة الإدارية للـPKK ويزيد الضغط عليها في مناطق نفوذها.

 الأطراف المتأثرة

ميليشيا الـPKK: هذه الهجمات تعكس نقاط ضعف أمنية في مناطق سيطرتها. رغم الدعم العسكري الدولي، لا تزال عرضة لاختراقات داعش، مما يثير تساؤلات حول فعالية استراتيجياتها الأمنية.

السكان المحليون: الانفجارات واستهداف البنية التحتية تؤثر مباشرة على المدنيين، لا سيما أن المناطق الشرقية تعتمد بشكل كبير على الموارد النفطية والغازية. تعطيل خطوط الغاز قد يؤدي إلى أزمات اقتصادية محلية، تزيد من معاناة السكان.

تنظيم الدولة الإسلامية: الهجمات تسلط الضوء على قدرة التنظيم على البقاء والنشاط في مناطق معينة رغم الضربات التي تعرض لها. نجاح التنظيم في تنفيذ عمليات نوعية يشير إلى استراتيجيات جديدة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وخلق فراغ أمني.

الأبعاد الإقليمية والدولية

هجوم كهذا قد يثير ردود فعل إقليمية ودولية. القوى الداعمة للـPKK، مثل الولايات المتحدة، قد ترى فيه تهديدًا لمصالحها في المنطقة. في الوقت نفسه، قد تستغله قوى إقليمية كتركيا للتأكيد على مخاطر الـPKK وعلاقاته مع الجماعات الإرهابية، مما يعزز حملتها العسكرية ضده.

 التحديات الأمنية المقبلة

الهجمات تبرز تحديات متزايدة للفاعلين المحليين والدوليين في سوريا، أهمها:

تعزيز الأمن وحماية البنية التحتية: تحتاج الـPKK إلى مراجعة خططها الأمنية، خاصة في المناطق الحساسة مثل مواقع النفط والغاز.

التعامل مع داعش: تصاعد هجمات داعش يشير إلى أن التنظيم لم يُهزم تمامًا، بل يحاول إعادة التموضع.

التوازن بين الأجندات الدولية والمحلية: من الضروري تحقيق توازن بين المصالح الدولية والدعم الفعلي للاستقرار المحلي.

الخلاصة

الهجمات الأخيرة شرق سوريا تسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، كما تعكس الصراع المستمر بين القوى الفاعلة. على الرغم من أن هذه الهجمات قد لا تغير ميزان القوى بشكل جذري، إلا أنها تشير إلى تهديد مستمر يتطلب استجابة شاملة تعالج الجذور العميقة للصراع وليس فقط أعراضه.

شارك