حركة حماس في ذكرى تأسيسها الـ37: من أزمات إلى تحديات جديدة

الإثنين 16/ديسمبر/2024 - 08:11 م
طباعة حركة حماس في ذكرى علي رجب
 

في الذكرى السابعة والثلاثين لتأسيسها، التي تصادف يوم السبت 15 ديسمبر من كل عام، اكتسبت حركة حماس أهمية سياسية وعسكرية كبيرة في الساحة الفلسطينية والإقليمية. وعلى الرغم من أنها كانت قد اعتادت على الاحتفال بهذا اليوم بعروض عسكرية وخطابات صارمة من قبل القادة، إلا أن هذا العام يأتي في ظروف استثنائية، حيث تشهد الحركة انحسارا كبيرا في تأثيرها العسكري والسياسي، في وقت تعيش فيه غزة تحت وطأة الدمار الشامل جراء الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

إحباط وشكوك في الداخل الفلسطيني

أعادت حركة حماس إحياء ذكرى انطلاقتها في هذا العام وسط سلسلة من الأزمات الداخلية والخارجية التي طالت حركتها. فقد خلف الهجوم المفاجئ في السابع من أكتوبر 2023 آثارا كبيرة على الحركة، حيث خلفت الحرب الإسرائيلية دمارا هائلا في قطاع غزة، وأدت إلى سقوط أكثر من 44 ألف شهيد فلسطيني، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمشردين. كما تسببت الحرب في تدمير شبه كامل للبنية التحتية في القطاع، مما زاد من أوجاع المواطنين الذين يواجهون حياة مليئة بالمآسي.

 

ورغم محاولات حماس لتأكيد نضالها المستمر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، فإن هناك شعورا متزايدا بالإحباط داخل القطاع، حيث فقدت الحركة جزءا كبيرا من دعمها الشعبي، خاصة بعد أن فشلت في تحقيق تقدم ملموس في القضايا السياسية أو العسكرية.

 

شعبية الحركة في تراجع مستمر

بحسب مراكز البحث، انخفضت شعبية حركة حماس إلى 15% فقط في قطاع غزة، وهو تراجع كبير مقارنة بالسنوات السابقة. هذا الانخفاض يعكس فقدان ثقة المواطنين في قدرة حماس على إدارة القطاع وتحقيق آمالهم في الحياة الكريمة، إذ يشير البعض إلى أن الحركة لم تنجح في تحسين الظروف المعيشية في غزة ولا في كبح جماح الفوضى والفساد.

 

من جانبهم، يطالب العديد من الفلسطينيين بتغيير نهج الحركة وتبني سياسات أكثر شمولية وأقل تصادمية، مع التأكيد على ضرورة وجود قيادة شفافة تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة في ظل الظروف الصعبة.

 

تحديات كبيرة وعلاقة متدهورة مع إيران

إلى جانب الأزمة الشعبية الداخلية، تواجه حركة حماس أيضا تحديات على المستوى الإقليمي. حيث شهدت العلاقة بين الحركة وإيران تدهورا ملحوظا، ما جعل دعمها المادي والسياسي أقل من السابق. ومع تراجع الدعم الإيراني، باتت الحركة أكثر عزلة، في وقت تحتاج فيه إلى دعم حلفائها لتعزيز موقفها في غزة وفي الساحة الفلسطينية.

 

هل ستستعيد حماس قوتها؟

بينما يتزايد الضغط على حركة حماس داخليا وخارجيا، يعتقد بعض المحللين أن الحركة ستحتاج إلى تغييرات جذرية في استراتيجيتها، سواء على مستوى القيادات أو على مستوى طريقة تعاملها مع الشعب الفلسطيني. هناك دعوات داخلية وخارجية لإصلاح الحركة وتبني سياسات جديدة تركز على تحسين الأوضاع المعيشية وإعادة بناء الثقة مع الشعب الفلسطيني.

 

في هذا السياق، تواصل حركة حماس التأكيد على ثوابتها الوطنية، مشيرة إلى أن القدس والمسجد الأقصى هما في قلب الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنها ستظل تمثل قوة مقاومة ضد الاحتلال وجرائمه.

 

 غزة في مفترق طرق

إن ذكرى تأسيس حركة حماس في هذا العام تأتي في وقت حرج، حيث يعيش قطاع غزة تحديات غير مسبوقة على جميع الأصعدة. لا تكفي الاحتفالات السنوية والتأكيد على ثوابت الحركة في ظل المعاناة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. ربما حان الوقت لتغيير النهج، والانتقال من الاحتفال بالذكرى إلى العمل الجاد لإعادة بناء غزة، وإعادة الأمل للشعب الفلسطيني، الذي ينتظر الحلول العملية والجادة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

شارك