"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 17/فبراير/2025 - 11:21 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 17 فبراير 2025.
العربية نت: قتال قبلي بسبب تسمية مركز صحي باليمن.. مقتل 2 وإصابة 3
قتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون، نتيجة خلاف على تسمية مركز صحي بمديرية جردان في محافظة شبوة جنوبي شرق اليمن.
وقالت مصادر إعلامية ومحلية، إن الخلاف نشب بسبب عدم الاتفاق على تسمية مركز صحي في مديرية جردان، حيث دفعت قبيلة السادة إلى تسمية المركز بـ "جول بن حيدر"، فيما تريد قبيلة بلبحيث تسميته بـ "مركز العطفة".
وحسب المصادر تطور الخلاف إلى اشتباك مسلح قتل فيه شخصان وأصيب ثلاثة آخرون اثنان منهم في حالة حرجة، ولا يزال الوضع متوترا بين القبيلتين.
وأفادت المصادر أنّ القتيلين هما محمد حسين الحامد ومهدي أحمد علي بالبحيث.. ولفتت إلى أن قبائل جردان تدخلت لإيقاف الاشتباكات وتمكنت من أخذ صلح قبلي لمدة ثمانية أيام.
وتشهد محافظة شبوة، انفلاتا أمنيا وحالات قتل مع تزايد حوادث الثأر، في ظل غياب لدور السلطة.
العليمي: تأمين البحر الأحمر يبدأ بدعم الحكومة وردع الدور الإيراني
دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي إلى تضامن دولي واسع مترجم بخطوات عملية لدعم جهود استعادة الدولة في اليمن، وبسط نفوذها على كامل ترابها الوطني، من أجل تحويل البحر الأحمر من "مصدر تهديد" إلى "جسر سلام" كما كان عبر التاريخ.
وقال العليمي -في جلسة حوارية حول أمن البحر الأحمر، على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي- " لإيجاد حلول مستدامة لا بد من تمكين السلطة الشرعية من بسط سيطرتها على كافة ترابها الوطني، والتركيز على دعم التنمية والاستقرار"، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأضاف: "لعل السبيل والضمان إلى ذلك قلناه في العام الماضي من على هذا المنبر ويأتي من خلال دعم قدرات الحكومة، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وأكد أن التهديد يأتي من البر اليمني وبالتالي فإن السبيل هو دعم الحكومة اليمنية لحماية وتأمين ترابها الوطني، جنبا إلى جنب مع تنفيذ قرارات حظر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى ميليشياتها في اليمن، معتبرا أن هذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه من أزمة البحر الأحمر.
وجدد العليمي التأكيد على أن اليمن لا يدافع فقط عن نفسه، بل عن العالم أجمع، داعيا إلى تضامن دولي يُترجم إلى خطوات عملية تساهم في دعم جهود مجلس القيادة الرئاسي باستعادة الدولة، وتعزيز قدرتها على حماية هذا الممر الحيوي.
وذكر بأن إيران هي من تقود هذا التهديد عبر الأراضي اليمنية، وبالتالي فإن خفض التصعيد في البحر الأحمر والمياه الدولية عموما، سيظل مرهونا بأجندة النظام الإيراني ومصالحه.
وأشار إلى أنه "لولا عاصفة الحزم لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، فإن الحوثيين سيكونون اليوم مسيطرين على اليمن بأكمله، بما في ذلك من مخاطر أعمق وأكثر تعقيدا على الأمن والسلم الدوليين".
واعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أن أي تأخير في إنهاء هذا التهديد، سيكلف العالم خسائر فادحة، مشددا على أهمية التركيز على جذور المشكلة الرئيسية التي تحتاج إلى إنهاء الانقلاب، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحظر أسلحة النظام الإيراني، وردعه عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
العين الإخبارية: المال والأرض والسلاح.. 3 محاور يمنية لتجريد الحوثي من قدرته
في إطار حراك سياسي فاعل، طرح المجلس الرئاسي اليمني مقاربة بالمحافل الدولية، ترتكز على 3 محاور، وتتضمن خلق استراتيجية ردع لإنهاء الانقلاب الحوثي.
وظهرت هذه المقاربة في حديث رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الأحد، وتأكيده أن "إنهاء تهديد الحوثي لن يتم إلا عند تعرضه لهزيمة استراتيجية تجرده من موارد قوته: المال، الأرض، والسلاح".
وجدد رشاد العليمي دعوة "المجتمع الدولي إلى تطوير شراكته الاستراتيجية مع الحكومة اليمنية المعترف بها على كافة المحاور، بما فيها المحور الدفاعي، لخلق معادلة ردع يمنية - دولية ضد السلوك الإرهابي الحوثي".
وقال إن "هذه المعادلة من شأنها السماح للحكومة اليمنية والمجتمع الدولي بردع السلوك الإرهابي الحوثي، وإجباره على الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية تقود إلى سلام دائم وشامل" في اليمن والمنطقة.
الضغط بدلًا من الحوافز
وأضاف، في لقاء المائدة المستديرة الذي نظمه مركز حلف شمال الأطلسي بشأن أمن الممرات المائية، أن "ردع الحوثي يقتضي، على الأقل، استشعاره لجدية المجتمع الدولي في تقويض هيمنته ونمو قوته، وهو ما يقتضي الاستثمار طويل الأمد في تقوية الدولة اليمنية وسلطتها الشرعية".
ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى "إعادة تعريف الحوثي كتهديد دائم وليس مؤقتًا" كعمل دولي ناجع لإنهاء التهديدات الإرهابية في اليمن.
وأشار إلى أن "هذه المليشيات المارقة، حتى وإن أوقفت هجماتها بشكل مؤقت، فإنها ستظل مستعدة على الدوام لاستئناف عملياتها الإرهابية المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي عند أي دورة صراع قادمة في المنطقة".
كما حث رئيس مجلس القيادة الرئاسي "المجتمع الدولي على ممارسة الضغوط القصوى على المليشيات بدلًا من تقديم الحوافز"، قائلًا إن "هذه اللغة الوحيدة التي تفهمها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا".
قصور في الاستجابة الدولية
قال العليمي إن "هناك قصورًا في الاستجابة الدولية للتهديدات المتنامية في اليمن، والتي لم تكن بسبب شُحّ الموارد أو انعدام الوسائل، بل بسبب التباس المقاربة الاستراتيجية الجماعية".
وأوضح أن "المجتمع الدولي بنى استجابته تجاه الحوثيين انطلاقًا من 3 مبادئ، تتمثل في اعتبار الحوثيين تهديدًا مؤقتًا، والاعتقاد بأن عملياته الإرهابية مرتبطة بغزة، والثالث يتمثل في التركيز على عسكرة البحر الأحمر بدلًا من تغيير ميزان القوى في البر اليمني، وأخيرًا مواصلة نهج الاحتواء بدلًا من الردع".
ودلل العليمي على ذلك بالضربات "الهجومية الموضعية، التي كانت محدودة التأثير من الناحية التكتيكية، ومنعدمة التأثير من الناحية الاستراتيجية، وقد فشلت في تغيير سلوك الحوثي، وبالمثل لم تنجح العمليات الدفاعية في البحر في تأمين السفن بالقدر الكافي".
كما أعرب عن أسفه لاستجابة بعض الدول الفاعلة للابتزاز الحوثي، من خلال مواصلة تقديم الحوافز بدلًا من ممارسة الضغوط، محذرًا من أن إيران تتجه إلى تعظيم استثمارها في مليشيات الحوثي وتطوير قدراتها العسكرية، بهدف استنزاف الموارد والمصالح العربية، وتعزيز هيمنتها على مضائق الشرق الأوسط.
وكان رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، قد قاد حراكًا دبلوماسيًا واسعًا لحشد الدعم ضد الحوثيين، وذلك على هامش أعمال مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، وعقد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع عدد من رؤساء الوفود العربية والأوروبية والأمريكية.
الجيش اليمني يفشل هجمات حوثية على 3 جبهات رئيسية
أعلن الجيش اليمني، الأحد، إحباط هجمات برية للحوثيين على 3 جبهات رئيسية، وذلك رغم التحركات الأممية لاحتواء التصعيد في 7 محافظات.
وقال الجيش اليمني في بيان إن قواته أفشلت هجومًا لمليشيات الحوثي استهدف جبهة "الشقب" التابعة لمديرية صبر الموادم، جنوبي شرق محافظة تعز (جنوب البلاد).
وأكد أنه أجبر مليشيات الحوثي على التراجع والفرار بعد تكبيدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
بالتزامن، نجح الجيش اليمني في إخماد مصادر نيران مدفعية مليشيات الحوثي وإحباط بناء تحصينات وشق طرقات جديدة في قطاعات "الدفاع الجوي"، و"الكدحة"، و"الأحطوب"، غربي المحافظة المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد.
وفي الجوف، قال الجيش اليمني إن وحدات من قواته أحبطت محاولات عدائية لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا في عدة جبهات قتالية شمالي محافظة الجوف.
وأكد البيان أن "قواتنا المسلحة كبدت المليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، ردًا على اعتداءاتها المتكررة"، مشيرًا إلى إعطاب معدات حفر ثقيلة كانت تستخدمها المليشيات في تشييد طرقات وتحصينات جديدة.
وعلى جبهات مأرب، حيث الثقل الحكومي الأهم، قال الجيش اليمني إنه أحبط محاولة تسلل للمليشيات الحوثية في جبهة رغوان، شمالي محافظة مأرب، بعد رصد وتعقب تلك المجاميع واستهدافها بالنيران المناسبة، لتلوذ بالفرار.
وذكر البيان أن الجيش اليمني كبد عناصر المليشيات الهجومية والمتسللة عددًا من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تدمير أسلحة ثقيلة ومتوسطة، فيما قُتل جندي وأُصيب 4 آخرون.
وفي الوقت ذاته، رصد الجيش اليمني مجاميع من عناصر المليشيات أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع عسكرية في جبهة مدغل، وأوقعتها في كمين ناجح، حيث دارت مواجهات عنيفة لاذت على إثرها عناصر المليشيات بالفرار بعدما تكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وعلى الجبهة الشمالية الغربية من مأرب، رصدت "أجهزة الاستخبارات والاستطلاع" مجاميع من عناصر مليشيات الحوثي أثناء محاولتها زراعة ألغام وعبوات متفجرة في الخطوط الأمامية، وتعاملت معها بدقة عالية باستهدافها بالسلاح المناسب.
وجنوبًا من مأرب، اصطدم هجوم للحوثيين بمقاومة شرسة من الجيش اليمني والقبائل، وذلك على محورين: "الفليحة"، و"البلق".
ووفقًا للجيش اليمني، فقد تعامل بدقة مع جميع محاولات التسلل التي نفذتها مجاميع المليشيات عقب رصد تحركاتها، وأجبرها على التراجع متكبدة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وأضاف أن مليشيات الحوثي تواصل "أعمالها العدائية والاستفزازية باستهداف مواقع قواتنا المسلحة بالقصف المدفعي وقذائف الدبابات وصواريخ الكاتيوشا في عدة جبهات، حيث ردت قواتنا على هذه الاعتداءات باستهداف مصادر النيران وتدمير مرابضها، ومواقعها وإسكاتها".
يأتي التصعيد الحوثي في جبهات تعز ومأرب والجوف عقب تحركات لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مع جميع الأطراف في خطوط الاشتباك بهدف خفض التصعيد، بحسب مصادر أممية.
وكان غروندبرغ قال في إحاطته قبل يومين لمجلس الأمن إن مليشيات الحوثي "تواصل شن العمليات العسكرية في عدة جبهات، بما في ذلك أبين، والضالع، ولحج، ومأرب، وصعدة، وشبوة، وتعز".
مواجهات الحوثي والقبائل.. ضربات مؤلمة لتغيير قواعد اللعبة باليمن
باغتت قوات قبلية في أوائل فبراير/شباط الجاري موقعًا للحوثيين في بلدة حنكة آل مسعود بالبيضاء اليمنية، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وجاء هذا الهجوم بعد نحو شهر من قمع مليشيات الحوثي لقبيلة حنكة آل مسعود في مديرية القريشية، وهي إحدى قبائل قيفة في البيضاء، مما أثار تنديدات محلية ودولية بشأن جرائم حرب محتملة ترتكبها المليشيات.
وكانت معارك اندلعت لأيام بين الحوثيين وقبيلة حنكة آل مسعود في يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ شكلت "تهديدًا جديًا" في قلب مناطق نفوذ المليشيات، وقدمت درسًا جديدًا حول مدى قدرة الحوثيين على الاحتفاظ بسيطرتهم في مناطقهم وعلى دور القبيلة كسلاح قادر على تغيير قواعد اللعبة ضد الانقلابيين ضمن معركة الخلاص"، وفق مراقبين.
ومنذ انقلابها أواخر 2014، وجدت مليشيات الحوثي نفسها في مواجهة انتفاضات شبه شهرية للقبائل في البيضاء وصعدة وحجة وعمران وصنعاء والحديدة وإب والجوف.
انتفاضات دروس
وتصاعدت الانتفاضات الداخلية ضد الحوثيين منذ انتفاضة 2 ديسمبر/كانون الأول 2017 في صنعاء، والتي قادها نائب رئيس المجلس الرئاسي طارق صالح، واستمرت لأيام وكسرت المخاوف القبلية من بطش المليشيات.
وعقب ذلك، قادت القبائل سلسلة من الانتفاضات، منها في الحيمة بتعز في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وفي حجور بحجة في يناير/ كانون الثاني 2019، وفيما بين إبريل/نيسان وأغسطس/آب 2019 التحقت العود وإب وكذا القفر وعتمة وهمدان وأرحب، وانتهاء بانتفاضات قبائل قيفة في أغسطس/ آب 2024 وانتفاضة حنكة آل مسعود الشهر الماضي.
وحملت هذه الانتفاضات طابعًا واحدًا في المواجهات والتمرد على حالة القهر والبطش التي تفرضها مليشيات الحوثي، غير أن قبائل الجوف التي قادت انتفاضات منفصلة ومتصلة منذ عام 2021، قدمت نموذجًا مختلفًا في المقاومة وكسر قبضة الانقلاب الحديدية.
وعلى ما يقول المراقبون، فإن "قبائل دهم في الجوف استفادت من الصحراء في خوض حرب استنزاف من خلال أسلوب الهجمات المباغتة وعمليات كر وفر، حيث استهدفت القادة الميدانيين للانقلابيين دون ترك أثر لمسؤولية أي قبيلة".
وإجمالًا، يقول المراقبون إن هذه الانتفاضات قدمت في طياتها دروسًا قيمة، سواء على المستوى التكتيكي أو الاستراتيجي، بشأن رفع المعنويات لدى مناهضي الجماعة بالداخل والخارج، وتعرية وجه الحوثي محليًا ودوليًا، وفرص وإمكانيات تغيير قواعد اللعبة ضد الانقلابيين من خلال تأطير هذه الانتفاضات من قبل الشرعية.
كما كشفت عن "نزيف التحالفات لدى المليشيات، الذي وصل مؤخرًا للاصطدام بقبائل كانت حليفًا مذهبيًا لجماعة الحوثي، كحراز وبني حشيش في صنعاء، وقبيلة آنس في ذمار، على إثر اعتقالات واعتداءات غاشمة للجماعة ضد هذه القبائل"، وفقًا لذات المصدر.
وحث الضابط اليمني محمد عبده، المجلس الرئاسي اليمني، على "بدء عملية تنسيق مع القبائل للبناء على الاختراقات الأمنية في مناطق مليشيات الحوثي، واستثمار الاحتقان القبلي لتسريع وتيرة عملية التحرير".
وأكد في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن العمليات المتتابعة ضد مليشيات الحوثي تشير إلى "أن روح المقاومة الداخلية في حالة تنامٍ مستمر، وأن مليشيات الحوثي ستقف عاجزة أمام تبعاتها وانعكاساتها، إذ انطلقت بشكل منسق مع الحكومة المعترف بها دوليًا".
تكتيكات المواجهات
واتبع الحوثيون في قمع هذه الانتفاضات المنفصلة سياسات وتكتيكات مختلفة لإخمادها، منها الاجتياح البري لمناطق الانتفاضات، واختطاف أبناء القبائل المشاركة في المعارك، وأخذ الرهائن لعدم تكرارها مرة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، اتبع الحوثيون سياسة الحصار، والتي تراوحت من أسبوع، كما حدث مؤخرًا في حنكة آل مسعود في البيضاء، إلى أكثر من شهرين، وهو حصار مميت استخدمته المليشيات لقمع قبائل حجور في حجة، التي توصف بالحديقة الخلفية لمعقل الجماعة.
كما اتبعت المليشيات "سياسة العزلة"، والتي تشمل قطع الاتصالات عن السكان، وقطع الطرقات الرئيسية، ومنع وصول الأدوية والإمدادات الحيوية، بالإضافة إلى "سياسة القوة المفرطة"، والتي تشمل القصف بالصواريخ الباليستية، والقصف الجوي بالمسيرات، وبالمدفعية الثقيلة، ونشر فرق القناصة وقوات التدخل السريع، وفقًا لمراقبين.
كذلك اتبعت المليشيات "سياسة العقاب الجماعي والأرض المحروقة"، والتي تشمل تهجير السكان، وتفجير المدارس والمنازل والمساجد، وإحراق صهاريج المياه، وتفخيخ آبار مياه الشرب، وغيرها من الجرائم لترويع الخصوم المناهضين.
بالإضافة إلى ذلك، لجأت المليشيات إلى خدعة الوساطات، إذ عمدت في جميع المواجهات مع القبائل إلى الدفع بقيادات موالية لها للتوسط لاحتواء الانتفاضات الداخلية وكسب الوقت لتجهيز قوة قمعها، وصولًا إلى اجتياح مناطق هذه الانتفاضات، بحسب خبراء.
وفي هذا الصدد، يشدد القيادي السابق في جماعة الحوثي والمنشق عنها علي البخيتي على "أهمية عدم تجزئة المعركة ضد الحوثيين، وأن تتحرك القبائل ضمن معركة موحدة، إذ لا ينتصر الحوثيون لأنهم أقوى، وإنما لأن المعركة تخاض ضدهم بالتجزئة أو بالقطعة من خلال انتفاضات هنا وهناك".
وحث البخيتي في مقطع مسجل على ضرورة "انتظار القبائل لوقت انطلاق المعركة بالتنسيق مع أجهزة الشرعية والقبائل، وهي لحظة سوف يتهاوى على إثرها الحوثيون".
الشرق الأوسط: اعترافات تكشف عن تشكيل الحوثيين خلايا في القرن الأفريقي
كشفت اعترافات لأحد المواطنين الإريتريين المنتسبين إلى قبيلة العفر المنتشرة في القرن الأفريقي عن تمكُّن الحوثيين من إنشاء خلايا في تلك المنطقة التي تُشْرف على البحر الأحمر ووعود إيرانية بدعم مالي وعسكري لاستقلال الإقليم عن الدول الثلاث جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا.
وتحدث الرجل الذي يُدْعى علي أحمد يعيدي، وتم اعتقاله أخيراً في الساحل الغربي لليمن، عن نشاط مكثف للحوثيين في القرن الأفريقي، وتأسيس خلايا تتولى مهمة استقطاب أفراد قبيلة «العفر» وإرسالهم إلى اليمن بهدف إحداث تغيير مذهبي هناك وتدريبهم على القتال ليكونوا نسخة من الجماعة الحوثية أو «حزب الله» اللبناني.
وفي تسجيل مصور بثته القوات الحكومية المتمركزة في الساحل الغربي لليمن والتي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، يورد المقبوض عليه تفاصيل عملية التجنيد والنشاط المكثف للحوثيين في القرن الأفريقي وبالذات في جيبوتي وإثيوبيا، ويقول إنه كان يعمل في جيبوتي عندما جاء إليه ممثل عن الحوثيين يدعى محمد علي موسى يتولى عملية إرسال أبناء من قبيلة «العفر» إلى مناطق سيطرة الجماعة في سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر.
ووفق هذه الإفادة، فإنه التقى مندوب الحوثيين في جيبوتي، وعرض عليه السفر إلى مناطق سيطرتهم ضمن 9 آخرين، وأنهم استقلوا قارباً يقوده أحد الحوثيين ويدعى أبو يحيى، وأوصلهم إلى سواحل محافظة الحديدة، وكان في استقبالهم شخص آخر من قبيلة العفر كان يعمل منسقاً للتمدد الحوثي في القرن الأفريقي ويدعى محمد علوسان ومعه مندوبان عن الجماعة الحوثية أحدهما يدعى أبو ياسين والآخر أبو الكرار.
وأضاف الرجل في اعترافاته أنهم نُقلوا إلى أحد البيوت في مدينة الحديدة لمدة أسبوع، وبعد ذلك تم نقلهم إلى منطقة في شمال مدينة الحديدة قريبة من البحر.
تعبئة طائفية
يَذْكر يعيدي في اعترافاته أنه ومَن معه استمروا في الموقع الجديد شمال الحديدة شهرين، كانوا خلالها يتلقون محاضرات طائفية على يد أحد عناصر الحوثيين، وتتركز على ما يُعْرف بملازم حسين الحوثي، وهي مجموعة من الخطب التي كان مؤسس الجماعة يلقيها على أتباعه في محافظة صعدة قبل الإعلان التمرد على السلطة المركزية في منتصف عام 2004 ومصرعه في نهاية العام.
كما عرض المدربون عليهم مقاطع للحروب التي شنوها ضد القوات الحكومية وصولاً إلى التمرد على الشرعية والحرب التي فجروها عام 2014 والتي لم تتوقف رسمياً حتى الآن.
بعد هذه الدورة المطولة، يتحدث يعيدي عن إعادتهم إلى حي الربصة في مدينة الحديدة لعدة أيام ومن ثم نقلهم إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية المغتصبة من الحوثيين، وهناك نُقلوا إلى أحد البيوت السرية، حيث كان الحوثيون يغلقون عليهم الباب من الخارج ولا يُفْتح إلا عند إحضار الطعام.
ويضيف أنه لم يكن يسمح لهم بالخروج إلى أي مكان أو اللقاء بأي شخص حيث كانوا ينقلون من مكان إقامتهم إلى سيارات معتمة النوافذ، وتتم إعادتهم بنفس الطريقة، طوال فترة الدورة التدريبية الجديدة التي استمرت 3 أسابيع، وكرست للترويج لمعتقدات الحوثيين وتسفيه معتقدات قبيلة العفر.
وأوضح في أقواله أنه ومن معه أكدوا صعوبة نشر هذه الأفكار المذهبية في قبيلتهم؛ لأنها ستؤدي إلى صراع في المجتمع لأن السكان يعتنقون المذهب السُّنّي ويمارسون الطقوس الصوفية، إلا أن المشرفين الحوثيين ذهبوا نحو تقديم مقاطع مصورة تقدس من يصفونهم بأنهم علماء يعتقدون نفس مذهبهم، وشرحوا أن هؤلاء على الحق بخلاف المذاهب الأخرى، وطلبوا منهم الترويج لذلك في أوساط قبيلتهم.
ووفق ما جاء في تلك الأقوال، فإن الحوثيين بعد أن تأكدت لهم صعوبة التغيير المذهبي في القرن الأفريقي، وفي مسعى لتجاوز هذه النقطة اقترحوا على المتدربين العمل على إرسال أطفال من قبيلة العفر إلى اليمن لإلحاقهم بدورات تغيير مذهبي لأنهم سيكونون أكثر تقبلاً للتغيير المذهبي والأفكار التي يطرحونها.
وعود إيرانية
وبعد انتهاء الدورة الثانية، وفق ما يقوله يعيدي، تمت إعادة المجموعة إلى مدينة الحديدة، وكان في استقبالهم محمد علوسان ومعه محمد علي موسى، حيث يقوم الأخير بالذهاب عبر البحر إلى جيبوتي ومنها إلى إثيوبيا، ويتواصل مع أفراد في قبيلة العفر، ويقوم بنقلهم إلى الحديدة، في حين يتولى الأول استقبالهم عند وصولهم اليمن وتسليمهم إلى الحوثيين، في عملية تظهر أن علوسان يتولى عملية التنسيق والتواصل مع الأشخاص مسبقاً، وقبل ذهاب القيادي الحوثي لإحضارهم.
ويورد الرجل في إفادته أن علوسان أبلغهم قبل الوداع في الحديدة أنه يجب عليهم الذهاب إلى القبيلة وإرسال مجموعات أخرى للتدريب؛ لأن الفرصة مواتية لقبيلة العفر بوجود استعداد إيراني لدعمهم مالياً وعسكرياً للاستقلال عن سلطة الدول الثلاث، كما دعمت «حزب الله» اللبناني والجماعة الحوثية في اليمن. وأنهم سيكونون قوة كبيرة وفاعلة على ساحل البحر الأحمر.
وينقل عن الرجل القول إنه اتفق مع الحوثيين على إنشاء معسكرات آمنة لتدريب مقاتلي العفر وإرسال الذكور كباراً وصغاراً إلى اليمن للتدريب على القتال في البر والبحر، قبل القيام بأي عمليات، وذكر أنه ومن معه عادوا من اليمن إلى جيبوتي، وحصل على مبلغ 500 دولار عن كل شخص تم إرساله.
وكانت قوات خفر السواحل اليمنية بقطاع البحر الأحمر، بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات في القوات التي يقودها طارق صالح، ضبطت أخيراً شحنة أسلحة نوعية قادمة من إيران إلى الحوثيين عبر ميناء جيبوتي إلى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري لتلك القوات.