خطر داعش خراسان يهدد الأمن العالمي: تحذيرات من تصعيد الهجمات

الإثنين 17/فبراير/2025 - 07:42 م
طباعة خطر داعش خراسان يهدد علي رجب
 

في تطور جديد في صراع الإرهاب الدولي، أعلن تنظيم داعش ولاية خراسان مسؤوليته عن تفجير انتحاري استهدف وزارة حكومية تابعة لحركة طالبان في أفغانستان هذا الأسبوع، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل.

 يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من العمليات التي تؤكد على التوسع المتسارع لتنظيم داعش خراسان، وهي منطقة تمتد عبر جنوب وسط آسيا، وتشكل تهديدًا متزايدًا للأمن الإقليمي والدولي.

التوسع السريع لتنظيم داعش خراسان

في تقرير صدر في السادس من فبراير/شباط، سلط فريق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الضوء على النمو السريع لتنظيم داعش خراسان.

وبينما كانت السلطات في أفغانستان والدول المجاورة تحاول الحد من تأثير الجماعة، أشار التقرير إلى أن داعش في خراسان يشكل الآن "أكبر تهديد إرهابي خارج المنطقة"، لاسيما مع تمدد نشاطات التنظيم عبر القارات.

 

التهديد للأمن العالمي

في تصريحاته في العاشر من فبراير/شباط، حذر فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، من أن داعش في ولاية خراسان يشكل تهديدًا "عالميًا كبيرًا"، حيث دبر أنصار الجماعة هجمات في أوروبا وحاولوا تجنيد عناصر من آسيا الوسطى والقوقاز.

الولايات المتحدة كذلك حذرت من قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات في مناطق حساسة، بما في ذلك الأراضي الأميركية، بعد الكشف عن مخططات لشن هجوم إرهابي في يوم الانتخابات الأميركية في 2024.

 

التهديد لأوروبا

بالتوازي مع التهديدات التي يواجهها الأمن الأمريكي، تصاعدت تهديدات تنظيم داعش خراسان تجاه أوروبا. ففي 13 فبراير/شباط، وقع هجوم إرهابي في ميونيخ أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 36 آخرين.

ووفقًا للسلطات الألمانية، كان المهاجم طالب لجوء أفغاني يحمل توجهًا إسلاميًا. وأكد تقرير الأمم المتحدة أن داعش في خراسان يملك شبكة متطورة على الإنترنت تستهدف المجندين من آسيا الوسطى وشمال القوقاز، ما يجعل من السهل نقلهم إلى أوروبا عبر مناطق شنغن.

 

ضعف رد الفعل الإقليمي

على الرغم من أن إيران بذلت جهودًا لمحاربة داعش في العراق وسوريا، إلا أن فشلها في مواجهة التنظيم في أفغانستان ألقى بظلال من القلق على الأمن الإقليمي.

 وتحاول إيران الضغط على طالبان، لكن حركة طالبان تجد صعوبة في كبح جماح توسع داعش، وهو ما يترك طهران في موقف صعب، خاصة مع وجود تقارير تفيد بتسهيل إيران لعمليات نقل المقاتلين عبر أراضيها.

 

الفشل العسكري لطالبان

بسبب ضعف حركة طالبان في مواجهة التنظيمات المسلحة الأخرى، لا سيما داعش، اتخذت طالبان خطوات لتعزيز قواتها عبر تجنيد جماعات أخرى لمحاربة داعش في شمال أفغانستان، بما في ذلك جماعات إسلامية مثل حركة تركستان الشرقية الإسلامية.

 

تصاعد التهديد داخل أفغانستان

على الصعيد المحلي في أفغانستان، تواجه طالبان تحديات متزايدة في بسط سيطرتها، مع تصاعد عمليات التفجير والانشقاقات داخل صفوفها، مثل انضمام بعض قيادات الاستخبارات المحلية إلى تنظيم داعش. هذا التسلل والفساد الداخلي أتاح لتنظيم داعش التوسع في المناطق التي كانت تسيطر عليها طالبان.

 

الاستجابة الدولية

في ضوء هذه التطورات، استدعت الأمم المتحدة اهتمامًا متزايدًا للتعامل مع تهديدات داعش في ولاية خراسان، حيث أشار التقرير إلى أن هناك فشلًا إقليميًا في محاربة التنظيم، سواء من قبل إيران أو طاجيكستان أو باكستان، مشددًا على الحاجة إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة التنظيم الجهادي.

 

ويشير توسع تنظيم داعش في ولاية خراسان إلى تحول في تهديدات الإرهاب على مستوى العالم، حيث يزداد تأثيره في مناطق حساسة مثل أوروبا والولايات المتحدة، فيما تظهر عجز الدول الإقليمية عن مواجهة هذا الخطر المتزايد.

شارك