«الرئاسي الليبي» يجمد كافة قرارات الحكومة بشأن أحداث طرابلس/«حماس»: مستعدون للتخلي عن حكم غزة من أجل السلام/السودان يطالب الصين بتعطيل مسيرات «الدعم السريع»
الجمعة 16/مايو/2025 - 10:04 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 16 مايو 2025.
الاتحاد: «الوزاري العربي» يدعو للحوار والتعاون وتغليب الدبلوماسية
استضافت العاصمة العراقية بغداد، أمس، اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الـ34، برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني باعتبار بلاده رئيس الدورة السابقة، كما تحدث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين باعتبار بلاده رئيس الدورة الحالية، ثم تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وخلال كلمته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن «الأحداث السياسية والأمنية المتسارعة في المنطقة تدعوننا للعمل معاً للحوار وتغليب الدبلوماسية والتعاون».
وأكد دعم بلاده للخطة المقدمة من مصر، لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير للفلسطينيين، والتي أقرّتها القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة يوم 4 مارس الماضي، مرحباً بعقد المؤتمر الدولي في القاهرة لإعادة الإعمار.
وشدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، وإعادة تفعيل منظمات الإغاثة، مشيداً بمخرجات القمة العربية السابقة بشأن فلسطين.
كما تسلم العراق أمس، رئاسة القمة العربية من مملكة البحرين خلال الاجتماع.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أعرب حسين عن دعم العراق لجهود تحقيق الاستقرار في سوريا، داعياً إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وأكد وقوف العراق إلى جانب لبنان وإدانته المتكررة للانتهاكات الإسرائيلية لسيادته.
كما أكد دعم الحكومة الليبية في حماية أراضيها وخروج القوات الأجنبية منها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها.
وأشار الوزير العراقي إلى ضرورة إنهاء حالة عدم الاستقرار في اليمن، مثمناً الوساطة العُمانية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وتسهيل حركة الملاحة في البحر الأحمر، معلناً دعم العراق لحكومة الصومال في جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام.
بدوره، أكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، حرص بلاده خلال فترة رئاستها للقمة العربية في دورتها الـ33 على تنفيذ قرارات القمة بشكل فعال، مشدداً على دعم بلاده الكامل للقضية الفلسطينية، وأشار إلى مشاركة بلاده في التحالف الدولي لدعم حل الدولتين، الذي تترأسه السعودية.
وقال الزياني، إن مملكة البحرين ملتزمة بتنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية، لافتاً إلى صدور قرار بتشكيل لجنة وطنية متخصصة لمتابعة تنفيذ تلك القرارات على المستوى الوطني.
ووجه وزير الخارجية البحريني الشكر إلى جمهورية العراق على استضافتها للقمة العربية، معرباً عن أمله في أن تُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق ما فيه خير وصالح الأمة العربية.
كما قال أحمد أبو الغيط، إن القمة العربية التي ستنعقد في بغداد، غداً السبت، تواكب لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الأمة العربية، مشيراً إلى أن الأوضاع في الإقليم والعالم تتسم بدرجة غير مسبوقة من الاضطراب، وتستلزم وحدة الموقف العربي لمواجهة التحديات.
وأضاف: «الأشقاء في فلسطين يتعرضون لإحدى أبشع حروب الإبادة في التاريخ المعاصر، وقضيتهم تظل قضية جامعة الدول العربية وقضية الأمة بكاملها، نحن نتطلع إلى رسالة عربية موحدة تخرج من قمة بغداد تدعو إلى الوقف الفوري لحرب الإبادة».
وأكد أن «الأوضاع المعقدة التي تشهدها الدول العربية، مثل اليمن والصومال وليبيا، تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وتتطلب معالجة جماعية وموحدة».
واختتم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على أن «المطلوب من هذه القمة هو توجيه رسالة واحدة وموقف موحد يعكس تطلعات الشعوب العربية، مع ضرورة تعزيز مفهوم الأمن القومي العربي بمعناه الشامل».
كما عقد وزراء الخارجية العرب جلسة مغلقة، للنظر في مشروع جدول أعمال القمة ومشروعات القرارات، وإقرارها، وذلك لرفعها إلى القادة العرب للنظر في اعتمادها.
«الرئاسي الليبي» يجمد كافة قرارات الحكومة بشأن أحداث طرابلس
أعلن المجلس الرئاسي الليبي أمس، إصدار قرار بإيقاف شامل لإطلاق النار بالعاصمة طرابلس، وتجميد قرارات حكومة الوحدة الوطنية ذات الطابع العسكري والأمني، بعد اشتباكات دامية شهدتها المدينة منذ منتصف ليل الثلاثاء بين مجموعات مسلحة متناحرة.
ووفق ما نشره مكتب إعلام الرئاسي الليبي، تم تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث طرابلس بدءاً من يوم الاثنين، برئاسة رئيس الأركان العامة، على أن تقدم تقريراً بنتائج أعمالها إلى رئيس المجلس الرئاسي، على أن يتم التنسيق في ذلك مع المدعي العام العسكري.
وحسب قرار رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي: «يوقف بموجبه إطلاق النار وقفاً شاملاً في جميع المناطق، ويلزم جميع الوحدات العسكرية العودة إلى مقارها فوراً دون قيد أو شرط، على أن تتولى رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي مراقبة وتقييم الأوضاع، والإبلاغ عن أي خروقات وتحديد المسؤوليات على من يخالف ذلك».
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، أصدر الثلاثاء الماضي، قراراً جديداً بتعيين العميد مصطفى علي الوحيشي، بمنصب رئيس جهاز الأمن الداخلي، والذي كان يشغله ممثل عن جهاز الدعم والاستقرار.
وشهدت طرابلس الثلاثاء الماضي اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة وسط المدينة، بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية و«جهاز الردع»، بعد مقتل رئيس «جهاز دعم الاستقرار» عبدالغني الككلي في تبادل لإطلاق النار.
وأدى هذا التطور إلى إعلان وزارة الداخلية الليبية حالة الطوارئ وتعليق الدراسة والامتحانات، وتحويل الرحلات الجوية من مطار معيتيقة إلى مطار مصراتة.
من جهتها، أعربت المنظمة الدولية للهجرة أمس، عن قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في العاصمة الليبية، والتحشيد الذي تقوم به جماعات مسلحة في المناطق المحيطة، محذرةً من التهديدات التي من شأنها أن تطال سلامة المدنيين في حال وقوع نزوح جماعي وشيك.
وأكدت المنظمة في بيان، وقوفها إلى جانب شركائها الأمميين في الدعوة إلى الإيقاف الفوري لإطلاق النار في ليبيا، من أجل ضمان سلامة المدنيين ورفاههم وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
كما عبرت المنظمة عن ترحيبها بالتقارير التي تفيد بإيقاف لإطلاق النار، مشددةً على ضرورة احترامه بشكل كامل وغير مشروط بما يضمن حماية حقوق وكرامة جميع المتضررين في المناطق المعنية.
وجددت المنظمة الأممية التأكيد على مواصلة تأمينها الوصول الإنساني إلى الفئات الضعيفة، ومنهم المهاجرون ومراقبة أنماط النزوح المحتملة، معربة عن استعدادها لتقديم الدعم في حال احتاجوا له.
الرئيس العراقي: قمة بغداد مصيرية
قال الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، أمس، إن القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد غداً السبت، ستناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة وستخرج بقرارات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار.
وذكرت الرئاسة العراقية في بيان أن ذلك جاء خلال استقبال رشيد الوفد الإعلامي الرسمي لجامعة الدول العربية في «قصر السلام» ببغداد والذي يزورها لتغطية أعمال القمة العربية العادية الـ 34 والقمة العربية التنموية الخامسة.
ونقل البيان عن الرئيس العراقي قوله، إن «احتضان بغداد مؤتمر القمة يأتي انطلاقاً من دورها المحوري وسعيها الدائم لترسيخ العمل المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأشقاء وبما يحفظ مصالح شعوبها».
وفي هذا الإطار، أعرب عن دعمه الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مؤكداً أيضاً أهمية احترام إرادة الشعب السوري بجميع مكوناته.
ودعا كذلك إلى أهمية إنهاء النزاع في كل من السودان واليمن.
وفيما يخص الإعلام بين رشيد أهمية دوره في تحقيق التواصل بين الجمهور وصناع السياسات وتعريف الرأي العام بالخطط والاستراتيجيات المنشودة والرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطلعات دول المنطقة وشعوبها في الازدهار.
الخليج: واشنطن تبدأ رفع العقوبات عن سوريا.. وروبيو يلتقي الشيباني
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الخميس، رفع العقوبات المفروضة على سوريا، بالتزامن مع لقاء وزيري خارجية البلدين في أنطاليا التركية، في حين اقترحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي مزيداً من التخفيف للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا للسماح بتمويل وزارتين سوريتين، هما الدفاع والداخلية، للعمل في مجالات من بينها إعادة الإعمار والهجرة.
وقال وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت: إن وزارته «تتحرك لتخفيف العقوبات لتحقيق الاستقرار ودفع سوريا نحو السلام». وأضاف بيسنت أن وزارة الخزانة الأمريكية أطلقت عملية رفع عقوبات واشنطن عن سوريا.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن الثلاثاء الماضي من السعودية رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، في قرار فاجأ كثيرين في المنطقة، وكذلك بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية. وقال أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين: إن كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة هرعوا في محاولة لاستيعاب كيفية إلغاء العقوبات، وبعضها مفروض منذ عقود.
وأوضح مسؤول أمريكي كبير لرويترز أن البيت الأبيض لم يصدر أي مذكرة أو توجيه لمسؤولي العقوبات في وزارة الخارجية أو وزارة الخزانة للتحضير لإلغاء العقوبات، ولم ينبههم إلى أن هناك إعلاناً وشيكاً من الرئيس بهذا الشأن.
وبدا الإلغاء المفاجئ للعقوبات مماثلاً لما يفعله ترامب دوماً، قرار مفاجئ وإعلان دراماتيكي وصدمة ليس فقط للحلفاء ولكن أيضاً لبعض المسؤولين الذين ينفذون السياسة التي يتم تغييرها.
وبعد الإعلان، كان المسؤولون في حيرة من أمرهم حول الكيفية التي ستلغي بها الإدارة الأمريكية حزماً ومستويات من العقوبات، وأي منها سيتم تخفيفها ومتى يريد البيت الأبيض بدء العملية.
وفي سياق اللقاءات بين واشنطن ودمشق، التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو نظيره السوري أسعد الشيباني، في أنطاليا التركية بحضور وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية «سانا» جرت خلال اللقاء مناقشة تفاصيل رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن، وسبل بناء علاقة استراتيجية بين البلدين.
وأوضحت مصادر دبلوماسية تركية أن اللقاء جرى على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي «الناتو».
من جهة أخرى، أظهرت وثيقة أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس اقترحت مزيداً من التخفيف للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، للسماح بتمويل وزارتين سوريتين للعمل في مجالات، من بينها إعادة الإعمار والهجرة، وذلك انسجاماً مع القرار الأمريكي برفع العقوبات.
ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي العلاقات مع سوريا في اجتماع سيعقد في بروكسل الأسبوع المقبل.
وخفف الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات تتعلق بالطاقة والنقل، وإعادة الإعمار والمعاملات المالية المرتبطة بذلك، لكن بعض الدول الأعضاء دفعت باتجاه مزيد من التخفيف للعقوبات للمساعدة في تسهيل العملية الانتقالية في سوريا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الشهر، بعد استضافته الرئيس السوري أحمد الشرع: إنه سيدفع باتجاه أن ينهي الاتحاد الأوروبي العقوبات، عندما يحين موعد تجديدها.
وكشفت الوثيقة أن الاتحاد الأوروبي بموجب الاقتراح الجديد، الذي يحمل تاريخ 14 مايو (أمس الأول)، سيسمح للدول الأعضاء بتوفير تمويل لوزارتي الدفاع والداخلية السوريتين للتعاون «في مجالات إعادة الإعمار وبناء القدرات ومكافحة الإرهاب والهجرة».
«حماس»: مستعدون للتخلي عن حكم غزة من أجل السلام
أكد مسؤول في حركة حماس الخميس أن الحركة تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن حرب غزة، بينما تعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادر على التوسط في اتفاق.
وقال عضو المكتب السياسي رئيس الدائرة السياسية للحركة في غزة باسم نعيم، إن حماس عرضت اتفاقها المقترح عبر وسطاء و«مباشرة مع بعض الشخصيات في الإدارة الأمريكية»، موضحاً أن الحركة تدعو إلى «تبادل أسرى، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول جميع المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار القطاع من دون هجرة قسرية»، وذلك بعد وقف الحرب.
كما تطرق نعيم في حديث لوسائل إعلام غربية إلى إمكانية تنحي حماس، التي تولت سلطة غزة منذ عام 2006، عن حكم القطاع، من أجل تحقيق السلام، مضيفاً: «أبلغنا الأمريكيين أيضاً أننا مستعدون مجدداً لتسليم الحكم فوراً إذا وصلنا إلى نهاية هذه الحرب».
وأضاف أن حماس «قبلت مقترح السلام المصري، الذي يتحدث عن تشكيل هيئة فلسطينية مستقلة وغير تابعة سياسياً لإدارة قطاع غزة».
وقال نعيم: «قبل ذلك، طالما أننا شعب محتل، فلنا كل الحق في مواصلة الدفاع عن شعبنا ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل، بما في ذلك المقاومة».
وتوجه المسؤول البارز في حماس بحديثه مباشرة إلى الرئيس الأمريكي الذي يزور المنطقة حالياً، قائلاً إنه يعتقد أن «ترامب لديه القدرة والإرادة للوصول إلى هذا الوضع السلمي».
وأكد باسم نعيم أن إدخال المساعدات هو «الحد الأدنى» للمفاوضات مع إسرائيل التي تفرض حصاراً مطبقاً على القطاع منذ مطلع مارس.
ضغوط أمريكية لإحراز تقدم في مفاوضات الدوحة حول غزة
تواصلت، أمس الخميس، مفاوضات الدوحة الرامية إلى التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى من دون إحراز تقدم، وسط أنباء متضاربة حول وصولها إلى طريق مسدود، وضغوط أمريكية غير مسبوقة على الجانبين لدفع المفاوضات قدماً، فيما جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته في السيطرة على قطاع غزة، لكن «حماس» ردت بأن «غزة ليست للبيع» وأكدت أنها تجري مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة ومستعدة لنقل السلطة في غزة، مشددة على أن إسرائيل تواجه جهود الوسطاء ب«الضغط العسكري» في قطاع غزة، وأشارت إلى أنها تتوقع وفق التفاهمات مع واشنطن دخولاً فورياً للمساعدات والدعوة لوقف نار دائم.
وأكد ترامب مرة أخرى رغبته بالسيطرة على قطاع غزة، بعد أن قدم في فبراير الماضي خطة لتهجير سكان غزة إلى دول مجاورة ثم تراجع عنها. وقال الرئيس الأمريكي أمس الخميس، في كلمة له قبل مغادرته الدوحة: «لدي بعض الأفكار بشأن غزة، أعتقد أنها جيدة جداً، اجعلوها منطقة حرة، ودعوا الولايات المتحدة تشارك».
ورداً على ذلك، أكد مسؤول في حركة «حماس»، أمس الخميس أن غزة «ليست للبيع»، مشدداً على أن إدخال المساعدات إلى غزة يشكل «الحد الأدنى» للمفاوضات مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في القطاع. وقال عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم في بيان: إن «غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وليست عقاراً للبيع في السوق المفتوحة». وكانت حركة حماس ذكرت في وقت سابق أن إسرائيل تواجه جهود الوسطاء بزيادة «الضغط العسكري»، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «لا يكترث لمصير أسراه ويريد حرباً بلا نهاية». وقالت الحركة: إنها تتوقّع وفق التفاهمات مع واشنطن، «دخولا فوريّاً» للمساعدات إلى غزة، والدعوة لوقف نار دائم في القطاع. وقال باسم نعيم في مقابلة مع قناة سكاي نيوز البريطانية: إن الحركة تجري محادثات سلام مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل قطاع غزة. وقال: إن حركة حماس وافقت على تسليم السلطة في قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة وغير تابعة سياسياً. وأكد «لقد أبلغنا الأمريكيين بأننا سنفعل ذلك على الفور إذا وصلنا إلى نهاية هذه الحرب».
وبالمقابل، أكد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في تصريحات لمجلة «ذي أتلانتيك»، أمس الخميس، أن أي حل طويل الأمد في قطاع غزة يجب أن يتضمن نزع سلاح حركة «حماس» بالكامل. ورأى ويتكوف أن استمرار وجود «حماس» المسلحة في غزة غير مقبول، مشدداً على ضرورة نزع سلاحها كجزء أساسي من أي اتفاق سلام مستدام.
وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا لصحيفة «يديعوت احرنوت»: إنه حتى الآن لم يتم تحقيق أي تقدم وإن المحادثات في الدوحة بشأن صفقة تبادل وصلت إلى طريق مسدود. وقالوا: إنه «لا يوجد تقدم حقيقي، لكن المحادثات مستمرة». وأضافوا: إن «الوفد الإسرائيلي لا يزال في قطر ولا يوجد قرار بعودته إلى إسرائيل. وقالت «تايمز أوف إسرائيل»: إن ويتكوف أجرى مكالمة هاتفية مع نتنياهو مرات عدة، سعى خلالها لدفع إسرائيل نحو إطاره الجديد، لكنه لم يحرز تقدماً يذكر وفقاً للمسؤول الإسرائيلي.
وذكرت مصادر عربية أن الوسطاء المصريين والقطريين يضغطون أيضاً على «حماس» لقبول وقف إطلاق نار أولي لأشهر عدة، أطول من مقترح ال45 يوماً الذي قال نتنياهو: إنه مستعد لقبوله، مع ضمانات من الوسطاء ببقاء إسرائيل على طاولة المفاوضات خلال تلك الفترة للتوصل إلى شروط إنهاء دائم للحرب، وعدم استئناف القتال في غضون ذلك.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، مساء أمس الخميس: إن التوصل إلى «صفقة رهائن» ممكن، وذلك بعد إحاطة أمنية تلقّاها من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
البيان: آمال السوريين في رفع العقوبات قد تصطدم بحائط من التعقيدات
يستبشر السوريون خيراً بعد تكلل الجهود العربية بقيادة خليجية بالنجاح في دفع الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن سوريا، حيث أعلن ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض، مؤكداً رغبته في منح القيادة السورية فرصة جديدة للمضي قدماً.
وبعد ساعات فقط من إعلان ترامب عزمه رفع العقوبات، سجلت أسعار صرف الليرة السورية تحسناً سريعاً، لتصل إلى نحو 6 آلاف ليرة للدولار الواحد، بعدما كان سعر الصرف 11 ألف ليرة للدولار قبل إعلان ترامب.
يعد هذا التطور الاستثنائي نجاحاً كبيراً، ربما الأهم، للدبلوماسية السورية التي وجدت نفسها دولياً تحت وطأة تداعيات داخلية لأحداث أمنية انعكست سلباً على صورة الحكم الجديد، سواء أحداث الساحل أو الصدامات الأخيرة جنوب دمشق.
ويفتح رفع العقوبات الأمريكية الباب أمام سوريا للتعافي وتلقي المساعدات وعودتها إلى النظام المالي العالمي، وكذلك الاستثمارات التي طال انتظارها لبدء عملية إعادة الإعمار، خاصة في القطاعات الأكثر تضرراً.
فضلاً عن إعادة توزيع الرواتب على موظفي القطاع العام الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ سقوط النظام ديسمبر الماضي في معظم الدوائر الرسمية. كما يزيل رفع العقوبات الأمريكية الحرج عن تطوير العلاقات الثنائية لسوريا مع العديد من الدول الإقليمية.
والأهم أنها خطوة أولى نحو إخراج سوريا من كونها «ملفاً أمنياً» في الإقليم إلى مسار سياسي وفرصة اقتصادية، حيث كانت المخاوف قائمة من دخول دمشق في عزلة دولية، وهو ما تعاملت معه القيادة السورية بحنكة حين نشطت اتصالاتها العربية رغم الضغوط الغربية التي لم تراعِ بداية الظروف التي تمر بها سوريا.
رغم هذا الاستبشار بالخير، فإن ملف رفع العقوبات الأمريكية قد يستغرق شهوراً ليدخل حيز التنفيذ، وقد تتعرض لعرقلة من جانب الكونغرس، إذ إن العقوبات على سوريا متعددة ومعقدة، بعضها يمكن إزالته بأمر رئاسي من ترامب، وبعضها يحتاج إلى أغلبية من الكونغرس الأمريكي الذي يبدو أن غالبية أعضائه لا تزال متشككة في الالتزامات السورية.
دور الكونغرس
هناك تصنيف لسوريا ما زال قائماً «دولة راعية للإرهاب»، وهو ما أشار إليه أول من أمس السيناتور الجمهور البارز ليندسي غراهام الذي أكد أن الكونغرس وحده القادر على تغيير هذا التصنيف، فلا يستطيع ترامب القيام بذلك بمفرده.
ولرفع تصنيف سوريا «دولة راعية للإرهاب» بموجب القانون الأمريكي، يجب على إدارة ترامب تقديم تقرير إلى الكونغرس حول الظروف الجديدة التي تستدعي هذا التغيير. ثم ستتخذ الهيئة التشريعية قراراً مدروساً بشأن ما إذا كان ينبغي لها الموافقة على تغيير التصنيف أم لا.
إلى جانب هذا التصنيف، هناك قانون قيصر عام 2019، وهو قانون العقوبات قام الكونغرس بتجديده ليكون سارياً حتى عام 2029. إلا أن إدارة ترامب يمكنها تمديد الرخصة الخاصة التي أصدرتها إدارة جو بايدن نهاية العام الماضي، وتضمنت إعفاءات تسمح ببعض الأنشطة الاقتصادية الخاضعة للعقوبات.
خلاصة الأمر أن توقعات السوريين بشأن رفع العقوبات في القريب العاجل قد تصطدم بواقع قانوني وسياسي معقد داخل واشنطن وضغوط لوبيات غربية، ما يفضي إلى أن تستغرق العملية وقتاً أطول من المتوقع.
ترامب يريد غزة «ريفييرا الشرق» و«منطقة حرة»
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحديث عن فكرته المتعلقة بامتلاك قطاع غزة. وبعدما تحدث سابقاً عن تحويل القطاع إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» عرض، أمس، في الدوحة، فكرة تحويله إلى «منطقة حرة».
وقال ترامب خلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في الدوحة مع كبار المسؤولين القطريين: «إذا لزم الأمر، أعتقد أنني سأكون فخوراً بامتلاك الولايات المتحدة للقطاع، واستلامه، وتحويله إلى منطقة حرة. لندع بعض الأمور الجيدة تحدث، ولنعيد الناس إلى منازلهم حيث يمكنهم أن يكونوا آمنين، ويجب التعامل مع موضوع حماس».
أفكار جيدة
وقال ترامب: «نحن نعمل بجد على موضوع غزة. غزة أرض للموت والدمار منذ سنوات طويلة. وكما تعلمون، لدي أفكار بشأن غزة أعتقد أنها جيدة جداً: جعلها منطقة حرة، والسماح للولايات المتحدة بالتدخل وجعلها منطقة حرة، منطقة حرة حقيقية».
وتابع الرئيس الأمريكي: «لم يتم حل مشكلة غزة قط، وإذا نظرتم إليها، لدي لقطات جوية، أعني أنه لا يوجد أي مبنى قائم تقريباً. يعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة، وهو أمر غير مقبول، إنه موت هائل. وأريد أن أراها منطقة حرة».
مبادرة شاملة
يأتي هذا فيما كشفت القناة العبرية «12» عن تفاصيل خطة جديدة قدمها الموفد الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف خلال زيارته إلى الدوحة، تهدف للتوصل إلى تسوية شاملة في غزة. وتضمنت الخطة الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، ووقفاً شاملاً للقتال، إضافة إلى تخلي «حماس» عن الحكم في القطاع.
وقالت القناة إن «حماس» بعثت بإشارات إيجابية تجاه المبادرة، في حين أبدى الوسطاء، وبينهم قطر ومصر، موافقة أولية على مضمون الخطة. ووصفت القناة التحرك الأمريكي بأنه جدي ويستهدف إنهاء الحرب وإعادة ترتيب الأوضاع السياسية والأمنية في غزة ضمن تسوية متكاملة.
في المقابل، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متمسكاً بموقفه الداعي إلى صفقة جزئية تقتصر على الإفراج عن بعض الأسرى، من دون وقف القتال أو التطرق إلى مستقبل غزة السياسي.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن واشنطن أوضحت لجميع الأطراف أن من يرفض الانضمام إلى المبادرة «سيخسر كثيراً»، في إشارة إلى ضغوط أمريكية متزايدة تمارس على حكومة نتانياهو المتطرفة لدفعها نحو القبول بالخطة.
الحرب الدائمة
وقال مسؤول إسرائيلي وآخر عربي إن إصرار نتانياهو على خيار الحرب الدائمة في غزة، يضعف فرص نجاح المفاوضات التي تجرى في الدوحة. واستؤنفت المفاوضات في الدوحة، الأربعاء، بتفاؤل من الوسطاء الأمريكيين عقب إطلاق حركة حماس سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
إلا أن المسؤولين قالا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن رفض نتانياهو أي مقترحات تلزم إسرائيل بإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم، يحد بشكل كبير من فرص التوصل إلى الاتفاق.
ومع ذلك، قال المسؤول الإسرائيلي إن ويتكوف يضغط بشدة على كل من إسرائيل و«حماس» للتوصل إلى حل وسط، وسيلتزم بهذا الضغط حتى نهاية رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط، الجمعة، على الأقل.
وأضاف المسؤول أن المفاوضات قد يسمح بتمديدها إذا ظلت جوهرية، لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت.
الشرق الأوسط: هجمات بطائرات مسيَّرة تقطع الكهرباء عن الخرطوم
قالت السلطات السودانية (الخميس)، إن هجمات بطائرات مسيَّرة أدت إلى قطع التيار الكهربائي في أنحاء الخرطوم والولايات المحيطة، وذلك في الوقت الذي واصلت فيه «قوات الدعم السريع» سلسلة هجمات بعيدة المدى بعد أكثر من عامين من حربها مع الجيش.
وطُردت «قوات الدعم السريع» من جميع مناطق وسط السودان تقريباً خلال الشهور القليلة الماضية، لتغير أساليبها من الهجمات البرية إلى هجمات بطائرات مسيَّرة على محطات الطاقة والسدود وغيرها من البنى التحتية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
وقالت شركة الكهرباء السودانية في بيان، إن طائرات مسيَّرة قصفت ولاية الخرطوم مساء أمس (الأربعاء). وأضافت أن الموظفين كانوا يحاولون إخماد حرائق كبيرة وتقييم الأضرار وإصلاحها.
وتسببت الحرب بين القوتين في تدمير السودان، ودفعت أكثر من 13 مليون شخص إلى النزوح من ديارهم، ونشرت المجاعة والمرض. ولقي عشرات الآلاف حتفهم في القتال.
وأدت غارات بطائرات مسيَّرة شنَّتها «قوات الدعم السريع» على بورتسودان، التي يتخذها الجيش قاعدة خلال الحرب، ومناطق أخرى، إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في معظم أنحاء البلاد، كما أثّرت على إمدادات المياه، مما زاد من الصعوبات ورفع خطر انتشار الكوليرا وأمراض أخرى.
وأفادت مصادر عسكرية بأن القتال البري استمر في جنوب أم درمان، وهي جزء من الخرطوم الكبرى، حيث كان الجيش يهاجم جيوباً لمقاتلي «قوات الدعم السريع».
وأدت الاشتباكات إلى نزوح آلاف الأشخاص على أكثر خطوط المواجهة نشاطاً في ولاية غرب كردفان.
وهناك، يحاول الجيش تأمين مناطق رئيسية منتجة للنفط والتقدم نحو مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في إقليم دارفور، حيث يحاول الجيش كسر الحصار المفروض على مدينة الفاشر، آخر موطئ قدم له هناك.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب، التي اندلعت بسبب نزاع على الانتقال إلى الحكم المدني، جعلت نصف السكان في جوع شديد.
ولم يقترب أي من الجانبين من تحقيق انتصار حاسم في الصراع.
السودان يطالب الصين بتعطيل مسيرات «الدعم السريع»
طالبت الحكومة السودانية، الخميس، نظيرتها الصينية بتفسير واضح بشأن وصول طائرات مسيرة انتحارية واستراتيجية صينية الصنع إلى أيدي «قوات الدعم السريع».
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام، خالد علي الأعيسر، في بيان، إن هذه الأسلحة تستخدم في تهديد الأمن الوطني السوداني، من خلال استهداف وتدمير المنشآت الحيوية، مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه ومستودعات الوقود.
وأضاف: «كما تُرتكب بها أيضاً جرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، عبر قصفها للفنادق والمدنيين العزل والمرافق الصحية، وقتلها للنساء والأطفال».
ودعا الأعيسر الحكومة الصينية لاتخاذ موقف حازم وعاجل بتعطيل التقنيات المستخدمة في تشغيل هذه المسيرات؛ «صوناً لمصداقية الصين الدولية، واحتراماً للعلاقات التاريخية مع الشعب السوداني».
وتأتي المطالبات السودانية بعد أقل من 24 ساعة من لقاء جمع وزير الخارجية السوداني، عمر صديق، بنظيره الصيني، وانغ يي، الذي أكد دعم بلاده لاستعادة السلام والاستقرار في السودان، بحسب وكالة السودان للأنباء «سونا».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، استدعت وزارة الخارجية السودانية القائم بأعمال السفارة الصينية في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للبلاد، واستوضحته بشأن كيفية حصول «قوات الدعم السريع» على مسيرات صينية استراتيجية من طراز (FH - 95). وأكد القائم بالأعمال الصيني عدم وجود أي علاقة لبلاده بـ«قوات الدعم السريع».
منعطف جديد
وكانت «الدعم السريع» تستخدم في السابق مجموعة متنوعة من المسيرات، تغلب عليها المسيرات الانتحارية البدائية. لكن تقارير إعلامية محلية أشارت أخيراً إلى حصول «قوات الدعم السريع» على طائرات مسيرة مجنحة حديثة، وهي من نوع هجومي قادرة على الاستطلاع وجمع المعلومات وتسديد ضربات دقيقة لأهدافها، مما يفسر دقة الهجمات الأخيرة، وفشل المضادات الأرضية التابعة للجيش في التصدي لها.
ودخلت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين في السودان منعطفاً جديداً في الأسابيع الأخيرة، مع تكثيف «قوات الدعم السريع» استهداف مناطق يسيطر عليها الجيش بالطائرات المسيّرة، مما ينذر بمرحلة خطيرة في النزاع.
وعلى مدى الأسبوع المنصرم، استهدفت طائرات مسيّرة مناطق يسيطر عليها الجيش، وكانت حتى أيام خلت تعدّ آمنة وفي منأى عن المعارك التي اندلعت منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023. وبذلك أمسى الاستقرار الذي حافظ عليه الجيش في مناطق سيطرته، محل تساؤل مع تهديد طرق إمداده واستهداف البنى التحتية المدنية وقصف مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن أقرب قواعد معلنة لـ«الدعم السريع».
الخرطوم مظلمة
في غضون ذلك، قالت السلطات السودانية، الخميس، إن هجمات بطائرات مسيرة أدت إلى قطع التيار الكهربائي في أنحاء العاصمة الخرطوم والولايات المحيطة بها، فيما واصلت «قوات الدعم السريع» سلسلة هجماتها بعيدة المدى بعد أكثر من عامين من حربها مع الجيش. وطُردت «قوات الدعم السريع» من جميع مناطق وسط السودان تقريباً، خلال الشهور القليلة الماضية، لتغيّر أساليبها من الهجمات البرية إلى هجمات بطائرات مسيرة على محطات الطاقة والسدود وغيرها من البنى التحتية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
وقالت شركة الكهرباء السودانية، في بيان، إن طائرات مسيرة قصفت ولاية الخرطوم، مساء الأربعاء، فيما يحاول موظفون إخماد الحرائق الكبيرة وتقييم الأضرار وإصلاحها.
وأوضحت الشركة، في بيان، أن محطات المرخيات، والكلية الحربية، والمهدية، تعرضت لاعتداء بالمسيرات أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في كامل ولاية الخرطوم، مما زاد من معاناة المواطنين وانقطاع الخدمات.
كما غرقت مدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الكبرى المثلثة، في ظلام دامس، وتعطلت محطات المياه التي تعمل بالكهرباء، وفقاً لإفادات سكان محليين. ونقل شهود أن مسيرات استهدفت المحطات التحويلية، الواحدة تلو الأخرى، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها. ولا تبعد هذه المحطات كثيراً عن قاعدة «وادي سيدنا» الجوية التابعة للجيش.
دمار كبير
وفي الأسابيع الماضية، استهدفت «قوات الدعم السريع» بالطائرات المسيرة منشآت كهرباء ومطارات ومخازن للوقود، في مدن دنقلا ومروي وعطبرة والدامر وشندي، بشمال البلاد، بالإضافة إلى مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر، وهي مناطق بعيدة عن جبهات المواجهة الأرضية.
ووفق وكالة «رويترز»، فقد أفادت مصادر عسكرية بأن القتال البري استمر في جنوب مدينة أم درمان، حيث كان الجيش يهاجم جيوباً لـ«قوات الدعم السريع» التي ظلت تسيطر على معظم العاصمة لنحو عامين قبل أن يسترد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتسببت الحرب في تدمير أجزاء كبيرة من السودان، ودفعت أكثر من 13 مليون شخص إلى النزوح من ديارهم، ونشرت المجاعة والمرض، بينما لقي عشرات الآلاف حتفهم في القتال. كما أدت الحرب إلى نزوح آلاف الأشخاص على أكثر خطوط المواجهة البرية الأخيرة في ولاية غرب كردفان، حيث يحاول الجيش تأمين مناطق رئيسية منتجة للنفط، والتقدم نحو مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في إقليم دارفور، حيث يحاول الجيش كسر الحصار المفروض على مدينة الفاشر، آخر موطئ قدم له هناك.