بعد تصنيف 4 فصائل إرهابية.. هل ينهار الحشد الشعبي أم يُعاد تشكيله؟

الخميس 18/سبتمبر/2025 - 06:41 م
طباعة بعد تصنيف 4 فصائل علي رجب
 
في خطوة تعكس تصعيدا مباشرا ضد النفوذ الإيراني في العراق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 17 سبتمبر 2025 إدراج أربع فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، ومنضوية ضمن هيئة الحشد الشعبي، على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

القرار الأمريكي، الذي يأتي ضمن حملة أوسع ضد "محور المقاومة"، يشكل ضربة مباشرة لـ"الذراع المسلح" الإيراني في العراق، لكنه يثير تساؤلات معقدة حول مستقبل الحشد الشعبي ككيان رسمي تابع للدولة العراقية.
 من هي الفصائل الأربعة المصنفة؟
الفصائل الأربعة التي شملها التصنيف كانت مصنفة سابقا ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين المحددين بشكل خاص" (SDGTs)، لكن إدراجها كجماعة إرهابية يعتبر تصعيدا نوعيا، لما يترتب عليه من عقوبات موسعة تشمل تجميد الأصول، حظر السفر، والمنع التام لأي دعم مالي أو لوجستي.

هل هذه نهاية الحشد الشعبي؟
الا، لكننا أمام مرحلة جديدة من إعادة الهيكلة والتفكيك التدريجي للنفوذ الإيراني داخل الحشد. ورغم أن التصنيف لا يشمل هيئة الحشد الشعبي ككل، فإن الفصائل الأربعة تشكل نواة ما يعرف بـ"الفصائل الولائية"، والتي ينظر إليها كقوة موازية للجيش العراقي وتعمل خارج سيطرة الحكومة في العديد من الملفات الأمنية والسياسية.
▪️ الأثر القانوني والسياسي
التصنيف يمنح الحكومة العراقية مبررا سياسيا لتقليص نفوذ هذه الفصائل أو إعادة دمجها تحت إشراف الدولة الكامل، خاصة مع وجود مشروع قانون جديد في البرلمان يعيد تنظيم "صلاحيات وهيكلية الحشد".
▪️ الاستجابة الإيرانية والفصائلية
إيران سارعت إلى دعم الفصائل معنويا، ووسائل إعلامها هاجمت القرار الأمريكي واعتبرته "محاولة فاشلة لخلط الأوراق في العراق". من جهتها، هددت الفصائل المصنفة بإمكانية استئناف الهجمات على القوات الأمريكية إذا لم يتم الانسحاب الكامل.
 الحشد بالأرقام (2025): قوة باقية أم مشروع للتفكيك؟
ويتدرج تحت مظلمة الشحد الشعبي 67 فصيلا باجمالي 238,000 مقاتل، وتلبغ النيزاني الرسمية من الحكومة العراقية نحو 3.6 مليار دولار.

رغم العقوبات، تظهر الحكومة العراقية دعما للحشد كمؤسسة رسمية ساهمت في هزيمة داعش (2014-2017)، لكنها تحاول الآن الفصل بين "الحشد الوطني" و"الفصائل المرتبطة بالخارج".

تداعيات التصنيف الأمريكي:
أمنيا:
توقع تصعيد أمني إذا لم تحتوى الفصائل المصنفة.

احتمال تنفيذ عمليات ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا.

سياسيا:
البرلمان العراقي تحت ضغط داخلي وخارجي للبت في مشروع "إصلاح الحشد".

مخاوف من تفكك الحشد على أسس طائفية.
 اقتصاديا:
احتمال تعرض العراق لعقوبات مالية ثانوية إذا لم يتعاون مع التصنيف.

تجميد أصول لشخصيات وكيانات ترتبط بالفصائل.

هل الحشد في مراحله الأخيرة؟
ليس بعد. لكنه يمر بمرحلة تحول جذري، قد تؤدي إما إلى دمج شامل وإصلاح داخلي، أو إلى انقسام أكبر بين "الوطني" و"الولائي".

التوجه الحالي في بغداد يميل إلى تحجيم الفصائل الموالية لإيران دون تفكيك كامل للحشد.

القرار الأمريكي يعد أقوى ورقة ضغط حتى الآن، لكنه لا يعني نهاية الحشد، بل بداية صراع طويل على شكله ودوره المستقبلي.

تصنيف الولايات المتحدة لأربع فصائل عراقية كمنظمات إرهابية أجنبية يشكل نقطة تحول في العلاقة بين واشنطن وبغداد، وفي مستقبل الحشد الشعبي كمؤسسة أمنية رسمية. وبينما تتصاعد الضغوط لتفكيك الفصائل الموالية لإيران، تستمر محاولات عراقية للحفاظ على الحشد ككيان وطني جامع، وسط انقسام داخلي وتحذيرات من انزلاق أمني أكبر.

شارك