عمليات متزامنة تستهدف قيادات داعش وحزب الله في تصعيد أمني بالمنطقة
السبت 20/سبتمبر/2025 - 11:55 ص
طباعة

تشهد الساحة الإقليمي تصاعداً واضحاً في العمليات العسكرية والاستخباراتية التي تستهدف قادة التنظيمات المسلحة في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، في إطار مواجهة متواصلة لتهديدات الإرهاب والجماعات المسلحة العابرة للحدود.
وفي هذا السياق أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عن نجاح عملية نوعية جديدة أسفرت عن مقتل القيادي البارز في تنظيم داعش الإرهابي عمر عبد القادر بسام، المكنى عبد الرحمن الحلبي، أحد أبرز مسؤولي التنظيم في العمليات والأمن الخارجي، خلال عملية منسقة مع قوات التحالف الدولي داخل الأراضي السورية.
وأوضح الجهاز أن الحلبي كان يشغل منصباً حساساً مسؤولاً عن التخطيط والإشراف على ما يُسمى بـ"الولايات البعيدة"، إضافةً إلى ضلوعه المباشر في تفجير السفارة الإيرانية في لبنان ومحاولات تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا والولايات المتحدة تم إحباطها بجهود استخبارية دقيقة، هذه العملية جاءت بعد أشهر من المتابعة الاستخبارية الدقيقة والدعم القضائي العراقي الذي مكّن الأجهزة الأمنية من تحديد تحركات الهدف ومكان وجوده، ليتم تنفيذ الضربة الجوية من قِبل قوات التحالف الدولي وتحقيق الهدف بنجاح.
وأكد البيان أن القضاء على الحلبي يمثل خسارة استراتيجية كبرى للتنظيم، ويأتي ضمن سلسلة عمليات ناجحة خلال الشهرين الماضيين أدت إلى مقتل أكثر من ستة قياديين من الصف الأول في داعش.
وفي تطور متصل على الساحة اللبنانية، كشف الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ هجمات جوية مركزة أدت إلى مقتل قائد ميداني في حزب الله يُدعى عمار الهيل قطيباني، قائد منطقة "سيناء" في التنظيم بجنوب لبنان، بالإضافة إلى تصفية عنصر من قوة الرضوان في منطقة تبنين.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي قاربا كان يُستخدم لجمع معلومات استخباراتية عن قواته قبالة سواحل الناقورة، في خطوة اعتبرها انتهاكاً للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان.
وتأتي هذه الهجمات بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من جنوب لبنان، أعقبت إصدار إنذارات إخلاء للسكان قبيل مرور عام على ذكرى مقتل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله بضربات إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقد دعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فوراً.
ويرى المراقبون أن هذه العمليات المتزامنة تعكس تصعيداً أمنياً واسع النطاق وتغيراً في قواعد الاشتباك، حيث باتت الأطراف الإقليمية والدولية أكثر جرأة في استهداف القيادات المؤثرة داخل التنظيمات المسلحة في مناطق النزاع.
ويشير خبراء إلى أن مقتل قيادات من الصف الأول في داعش وحزب الله يُضعف قدرات هذه التنظيمات على التخطيط وإعادة بناء شبكاتها، لكنه في الوقت ذاته قد يدفعها إلى اعتماد أساليب أكثر سرية أو غير تقليدية في تنفيذ عملياتها المقبلة.
كما يرى هؤلاء أن استمرار هذا النوع من العمليات المركبة، خصوصاً تلك التي تجمع بين الجهد الاستخباري والدعم الدولي، يوجّه رسالة واضحة بأن الحرب على الإرهاب والتنظيمات المسلحة ستبقى أولوية لدى القوى الفاعلة في المنطقة، رغم التعقيدات السياسية والإنسانية التي تترتب على مثل هذه الضربات.