وسط تصاعد الغارات.. هل يفقد "الشباب" نفوذه في جلجدود؟

الثلاثاء 23/سبتمبر/2025 - 07:41 م
طباعة وسط تصاعد الغارات.. علي رجب
 
شن الجيش الوطني الصومالي، مدعوما بشركاء دوليين، حملة عسكرية جديدة أسفرت عن مقتل عدد من مسلحي حركة "الشباب"، في قرية نولي بمنطقة جلجدود، في أحدث تصعيد عسكري يستهدف تحجيم نفوذ الحركة المسلحة التي تحاول منذ شهور توسيع سيطرتها في وسط البلاد.

وفي بيان لوزارة الدفاع الصومالية، أكدت القوات الحكومية تنفيذ عملية نوعية ضد عناصر الحركة، استمرت عدة ساعات وسط مقاومة شرسة من المسلحين، الذين يسعون لإسقاط الحكومة الفيدرالية بدعم خارجي من بعض الجماعات المتطرفة.

وقالت الوزارة إن العملية تأتي ضمن سلسلة هجمات عسكرية منظمة لتفكيك شبكة "الشباب" واستعادة الأمن والاستقرار في مناطق تشهد توترا أمنيا متصاعدا منذ أشهر. وشدد البيان على أن الحملة تظهر تطورا واضحا في التنسيق بين الجيش الصومالي وحلفائه، لا سيما في استخدام المعلومات الاستخباراتية والاستجابة السريعة.

دعم أمريكي واستهداف مباشر
في سياق متصل، أعلنت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) تنفيذ غارة جوية يوم 13 سبتمبر بالقرب من بلدة بدن في إقليم سناغ، استهدفت تاجر أسلحة تابع لحركة الشباب، وذلك بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية.

ووفقا للبيان الأمريكي، تأتي هذه الغارة ضمن جهود مستمرة لتقويض قدرات الجماعة المتطرفة، التي تستغل المناطق النائية لتهريب السلاح وتجنيد المقاتلين. وشددت أفريكوم على استمرار الشراكة مع مقديشو لضمان الأمن الإقليمي.

احتجاجات واغتيالات غامضة
الغارة الأمريكية تزامنت مع مقتل عمر عبد الله عبدي، أحد شيوخ العشائر البارزين في إقليم سناغ، إثر استهداف سيارته بثلاثة صواريخ مجهولة المصدر. وقد أثار الحادث احتجاجات واسعة ومطالبات محلية بالكشف عن الجهة المسؤولة، وسط نفي مصادر عشائرية لأي علاقة للشيخ الراحل بالجماعات المسلحة.

الحكومة تتعهد بالمزيد... رغم التحديات
في الوقت الذي تسجل فيه القوات الصومالية تقدما ضد المسلحين، يواجه الجيش تحديات كبيرة بعد خسارة عدد من البلدات الاستراتيجية لصالح حركة الشباب، من بينها موقوكوري، محاس، وأدن يابال. إلا أن مسؤولين عسكريين صوماليين أكدوا أن الجيش يستعد لعمليات "استعادة واسعة"، مدعوما بتحسينات في التدريب، والتجهيز، والدعم الدولي.

تحليل وخلفية
يرى محللون أمنيون أن الضغط العسكري على "الشباب" بدأ يظهر نتائج ملموسة، خاصة في ظل انخراط قوات أجنبية وتكثيف الضربات الجوية. ويقول المحلل العسكري حسن عبد القادر: "العمليات الأخيرة تعكس مستوى متقدما من التنسيق بين الصومال وشركائه، وهو ما يزيد من قدرة الجيش على المناورة والرد السريع".

وتعد الحرب على الجماعات الإرهابية في الصومال واحدة من أهم القضايا الأمنية في القرن الأفريقي، حيث تمثل حركة "الشباب" تهديدا دائما للأمن والاستقرار في المنطقة، وسط تخوفات من عودة التنظيم إلى السيطرة على المدن الكبرى.

شارك