خسارة ثقيلة لبونتلاند: مقتل الجنرال قرجاب في معركة جبال الميسكاد
الأربعاء 24/سبتمبر/2025 - 11:29 ص
طباعة


مقتل جنرال كبير في بونتلاند خلال عملية ضد داعش وسط تصاعد الحملة الأمنية في الشمال الشرقي للصومال
قتل جنرال رفيع في قوات مكافحة الإرهاب التابعة لولاية بونتلاند، شمال شرقي الصومال، خلال عملية عسكرية واسعة ضد عناصر تنظيم داعش المتحصنين في جبال الميسكاد، في واحدة من أكثر الضربات القاسية التي تتلقاها القيادة الميدانية في المنطقة منذ بداية العام.
وأكدت مصادر رسمية أن الجنرال أحمد علي قرجاب، المعروف بلقبه العسكري "قليري"، قائد الكتيبة الثانية في قوات بونتلاند، لقي حتفه إثر انفجار لغم أرضي أثناء مشاركته في معركة ميدانية في منطقة داسان، القريبة من توقا بعلا، والتي تعد من أبرز معاقل داعش المتبقية شمال شرقي البلاد.
كما أسفر الهجوم عن مقتل عدد من أفراد حرسه، خلال اشتباك مباشر مع عناصر من التنظيم الذين يختبئون في تضاريس جبلية وعرة اتخذوها ملاذا آمنا في الأسابيع الماضية، مع تزايد الضغط العسكري عليهم، وفقا لـ المنشر الاخباري
إشادة رسمية بالبطولة والتضحية
في أول تعليق رسمي، وصف وزير البيئة وتغير المناخ في بونتلاند، محمد عبد الرحمن، مقتل الجنرال بـ"الخسارة الوطنية"، مغردا عبر منصة "X" (تويتر سابقا):
"تضحيتهم رمز للشجاعة والإيثار، والكفاح من أجل السلام والقضاء على الإرهاب. رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته، وألهم قوات بونتلاند الصبر والسلوان".
أما عبد القادر أحمد أو علي، زعيم ولاية شمال شرق الصومال، فأشاد بـ"ثبات وبسالة" الجنرال، قائلا:
"قليري سيظل في ذاكرتنا رمزا للتفاني والإخلاص الوطني. كان على الخطوط الأمامية دائما، ولم يتردد يوما في أداء واجبه مهما كانت التضحيات".
غارات أمريكية مكثفة وعمليات مستمرة
تزامن مقتل الجنرال مع تصعيد العمليات العسكرية ضد فلول داعش. فقد أعلنت قوات بونتلاند، يوم الإثنين، تنفيذ غارتين جويتين استهدفتا كهوفا جبلية في وادي بلعد، حيث يتحصن مقاتلو داعش بعد فرارهم من خطوط المواجهة.
وقالت القوات إن الغارات نفذت بدعم من شركاء أمريكيين، في إطار التنسيق المشترك بين بونتلاند وقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
داعش تحت الحصار في جبال كال-ميسكاد
تشير مصادر ميدانية إلى أن التنظيم، رغم صغر حجمه، يستفيد من وعورة جبال كال-ميسكاد لتنفيذ عمليات كر وفر، وزرع الألغام، وتنفيذ هجمات مباغتة، وهو ما يزيد من صعوبة المهمة على قوات بونتلاند.
وتؤكد التقارير أن التنظيم فقد مؤخرا عددا كبيرا من مقاتليه نتيجة ضربات جوية وتمشيط بري، إلا أن عملياته لم تتوقف، بل أعاد تنظيم صفوفه في بعض الجيوب الجبلية.
داعش في الصومال: تهديد صغير بحجم تأثير كبير
ظهر فرع تنظيم داعش في الصومال عام 2015 بعد انشقاقات من حركة الشباب، ورغم أنه أقل عددا وأضعف تنظيميا، إلا أنه أكثر ارتباطا بالشبكات المالية العالمية.
تشير تقارير استخباراتية أمريكية وأممية إلى أن التنظيم يضم ما بين 600 و800 مقاتل، أكثر من نصفهم من رعايا أجانب، ويعتقد أنه يدير شبكة تمويل تعرف باسم "كرار" تستخدم لتحويل الأموال وتجنيد المقاتلين خارج البلاد.
وتثار الشكوك حول ترقية زعيم الفرع الصومالي، عبد القادر مؤمن، إلى موقع قيادي مركزي في التنظيم الدولي، رغم عدم صدور إعلان رسمي من داعش.
الدعم الأمريكي المتصاعد: 76 غارة في 2025
بحسب بيانات رسمية، نفذت الولايات المتحدة 76 غارة جوية في الصومال منذ بداية عام 2025، مقارنة بـ63 غارة في 2024، في تصعيد واضح يعكس القلق من تصاعد عمليات داعش، خصوصا بعد موجة هجمات عنيفة شنها التنظيم في ديسمبر 2024 ضد مواقع حكومية.
ويعزى هذا التصعيد إلى سياسة الدعم المكثف التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير 2025، والتي شملت دعما لوجستيا واستخباراتيا للقوات المحلية في بونتلاند، في إطار حملة أوسع لكبح خطر التنظيمات العابرة للحدود.
وتعد حملة “هيلاك” التي أطلقتها بونتلاند في أغسطس 2025 من أبرز الحملات الميدانية، حيث استهدفت مواقع استراتيجية في جبال غوليس وتمكنت من استعادة مناطق مهمة، رغم صعوبة التحقق المستقل من الخسائر بين الطرفين.
خسارة ثقيلة في الحرب ضد الإرهاب
يعتبر مقتل الجنرال أحمد علي قرجاب من أقسى الضربات لقوات بونتلاند، لما له من دور محوري في قيادة العمليات الميدانية ضد داعش والجماعات المتشددة الأخرى.
وفي وقت تخوض فيه الولاية معارك شرسة في بيئة جغرافية معقدة، فإن فقدان قائد عسكري ميداني بهذه الخبرة يشكل تحديا كبيرا لقيادة المرحلة المقبلة من الحرب ضد الإرهاب في الصومال.
بينما تكثف بونتلاند والولايات المتحدة الضغط العسكري على تنظيم داعش في الشمال الشرقي للصومال، فإن التنظيم لا يزال قادرا على إحداث خسائر موجعة باستخدام أدواته التقليدية من تفجيرات وألغام وأعمال تسلل. وتظهر هذه التطورات أن المعركة ضد الإرهاب في الصومال لم تحسم بعد، وأن كلفة النصر لا تزال باهظة.