الضربة الأخطر.. مقتل "أبو الكرار" يخلخل جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في العاصمة المحتلة

السبت 27/سبتمبر/2025 - 12:38 م
طباعة الضربة الأخطر.. مقتل فاطمة عبدالغني
 
نجحت الغارات الجوية الإسرائيلية، الخميس 25 سبتمبر، في توجيه ضربة موجعة للميليشيات الحوثية الإرهابية في العاصمة المحتلة صنعاء، حيث استهدفت قيادات بارزة في ما يُعرف بـ"الجهاز الأمني والمخابراتي" التابع للميليشيا، وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من أبرز رموز الإرهاب في اليمن، من بينهم اللواء عبدالحكيم الخيواني، رئيس جهاز الأمن والمخابرات الحوثية وأحد أبرز المطلوبين إقليمياً ودولياً، واللواء عبدالقادر الشامي في الضربة ذاتها، بحسب مصادر أمنية موثوقة.
وأدت قوة الانفجار إلى إصابة عدد من المعتقلين في المبنى المجاور لسجن الجهاز الأمني، في مشهد يسلّط الضوء على الطبيعة القمعية للحوثيين الذين يتخذون من الأحياء المدنية والمؤسسات الإصلاحية دروعاً بشرية، وقد اعترف ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" التابع للميليشيا الحوثية باستهداف إسرائيل لمقرات أمنية تابعة له في صنعاء، مؤكداً أن الضربات شملت أحياءً سكنية. 
وفي بيان رسمي، قال الجهاز إن الاستهداف طاول إصلاحية الجهاز الأمنية وسجناً آخر تابعاً له، مدعياً أن الغرض من ذلك كان تمكين السجناء من الهرب، وأنه جرى احتواء الموقف وإفشال هذا المخطط.
وزعم البيان أن السجناء المستهدفين كانوا "خلايا للعدوان" سبق أن أدارت أجندات ضد الحوثيين، من اغتيالات وتفجيرات وتزويد الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين بالإحداثيات، وكشف البيان في الوقت ذاته أن الغارات الإسرائيلية كانت دقيقة للغاية، واستهدفت مواقع سرية رغم وجودها داخل أحياء سكنية وتكتم الحوثيين على أماكنها، ما يعكس حجم الاختراق الإسرائيلي لصفوف الجماعة وقدرته على تسريب موعد ومكان اجتماع مهم، أدى إلى مقتل قيادات عليا في حكومة صنعاء غير المعترف بها دولياً، فضلاً عن كشف مواقع المعتقلات السرية التابعة لأجهزتها الأمنية.
من هو عبدالحكيم الخيواني رئيس جهاز الأمن والمخابرات الحوثية؟
ينحدر عبدالحكيم هاشم الخيواني الملقب بـ "أبو الكرار"، من مدينة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، ولا يحمل أي مؤهل علمي، لكنه حصل على رتبة اللواء بحكم انتمائه لقبائل وادي خيوان المقربة من الجماعة، تقلّد الخيواني عدة مناصب أبرزها نائب وزير الداخلية في حكومة الانقلاب قبل أن يدخل في صراع مع عبدالكريم الحوثي عم زعيم الميليشيات انتهى بإزاحته.
ويُعد الخيواني أحد أبرز مهندسي اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وله سجل حافل بانتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المدنيين، بما في ذلك النساء اليمنيات، الأمر الذي جعله على رأس قائمة المطلوبين الإرهابيين لدى تحالف دعم الشرعية في اليمن، حيث جاء ترتيبه 31 في قائمة تضم 40 قيادياً حوثياً، ورُصد مبلغ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو تحديد مكانه، كما كان الخيواني المسؤول الأول عن ملف الاختطافات والاعتقالات بحق النشطاء والمعارضين والصحافيين، وظل الحاكم الفعلي لوزارة الداخلية خلال فترة الوزير السابق اللواء عبدالحكيم الماوري حتى وفاته في لبنان عام 2019 متأثراً بإصابته في غارة جوية للتحالف.
وبعد تعيين عبدالكريم الحوثي وزيراً للداخلية في مايو 2019، صودرت صلاحيات الخيواني وجُمّدت قراراته، بل واعتُقل لفترة وجيزة في إطار صراع الأجنحة داخل الجماعة، قبل أن يتم التوصل إلى صفقة انتهت بتعيينه في أغسطس 2019 رئيساً لجهاز الأمن والمخابرات الحوثية، ومع مقتله في الغارة الإسرائيلية الأخيرة، تكون الجماعة قد فقدت أحد أبرز وجوهها الأمنية وأكثرها تشدداً، في ضربة يُنظر إليها على أنها من أقوى الضربات التي استهدفت بنيتها الاستخباراتية خلال السنوات الأخيرة.

شارك