سموتريتش يطالب نتنياهو باستغلال الفرصة التاريخية و"شطب الدولة الفلسطينية للأبد"/ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟/نتنياهو: عزلنا "حماس" والعالم يضغط عليها لقبول شروطنا

الثلاثاء 30/سبتمبر/2025 - 09:58 ص
طباعة سموتريتش يطالب نتنياهو إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 30 سبتمبر 2025.

أ ف ب: قتيلان بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الاثنين، مقتل شخصين بغارات إسرائيلية، وذلك على الرغم من سريان وقف معلن لإطلاق النار منذ أشهر عدة بين إسرائيل وحزب الله.

وجاء في بيان للوزارة أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن «غارات إسرائيلية بمسيّرات على جنوب لبنان أدت اليوم إلى الحصيلة التالية: قتيل في سحمر، وقتيل في النبطية الفوقا وجريح في عيترون».

وتشن إسرائيل ضربات منتظمة في لبنان مؤكدة أنها تستهدف حزب الله، على الرغم من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بعد أكثر من عام من المواجهات مع التنظيم اللبناني.

الاتفاق نصّ كذلك على حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية وانسحاب إسرائيل من نقاط توغلت إليها خلال النزاع. إلا أن إسرائيل أبقت قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية.

وكانت الحكومة اللبنانية قرّرت في آب/ أغسطس، تجريد حزب الله من سلاحه بحلول نهاية العام، على وقع ضغوط أمريكية وتهديدات بتوسيع إسرائيل لضرباتها. ووضع الجيش خطة لذلك.


د ب أ: ألمانيا تتعهد بـ 300 مليون يورو لغزة..لدعم "حل الدولتين"

أكد السفير الألماني بالقاهرة، يورجن شولتس، أن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل انطلاقاً من خصوصية العلاقات والدور التاريخي لألمانيا في ضمان أمنها.
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا الدعم لا يعني تأييد ألمانيا لكل ما تقوم به إسرائيل.
أوضح السفير شولتس، خلال مؤتمر صحفي، أن ألمانيا "تقدم النقد للجانب الإسرائيلي، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون في غزة، حيث تحول الوضع هناك إلى جحيم وكابوس على الأرض".
وشدد على أن برلين تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، "ولكن بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني".
أكد السفير أن الحكومة الألمانية الجديدة، التي تولت مهامها في مارس الماضي، اتخذت مواقف "أكثر انتقاداً تجاه إسرائيل"، خصوصاً بعد المعاناة الكبيرة للمدنيين الفلسطينيين، وهو ما أيّده المستشار الألماني ميرتس.
وأشار إلى أن بلاده تدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، ليس فقط بالتصريحات، بل من خلال تقديم الدعم المالي والمشورة، حيث وصلت المساعدات الألمانية المقدمة إلى غزة والسلطة الفلسطينية نحو 300 مليون يورو.
أشاد السفير الألماني بالدور المصري في القضية الفلسطينية، واصفاً إياه بـ "المسؤول والذكي"، وثمّن جهود القاهرة في ملف الوساطة مع الولايات المتحدة وقطر، ودورها في المصالحة بين حركتي فتح وحماس، فضلاً عن المساعدات الإنسانية وخطة إعادة الإعمار التي طرحتها، والتي تشكل حالياً أساس المفاوضات لوقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين، أوضح شولتس أن ألمانيا مقتنعة بأن الهدف النهائي هو الوصول إلى اعتراف بدولة فلسطينية، لكنه أكد أن الاعتراف الآن "لن يغير من واقع ما يحدث شيئاً"، وأن الأهم هو تحديد شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية عبر مفاوضات تنتهي إلى حل الدولتين، مشدداً على أنه "لا بد أن يعيش الشعب الفلسطيني إلى جانب الشعب الإسرائيلي في سلام".
وبشأن الملف الإيراني، أشار السفير إلى أن تفعيل "آلية الزناد" الأسبوع الماضي يعيد فرض العقوبات المنصوص عليها في اتفاق 2015، وتشمل حظر الأسلحة والقيود على التصدير والاستيراد في القطاعات النووية.
وأكد شولتس أن ألمانيا، التي كانت جزءاً من الاتفاق النووي، ما زالت تمد يدها إلى الجانب الإيراني، على أمل الوصول إلى حلول سلمية رغم "خطورة الوضع حالياً".

سموتريتش يطالب نتنياهو باستغلال الفرصة التاريخية و"شطب الدولة الفلسطينية للأبد"

أصدر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش  بياناً قبيل لقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تضمن "خطوطاً حمراء" لعقد صفقة لإنهاء الحرب في غزة.
ووفق ما أورده موقع "آي 24 نيوز" الإسرائيلي، تضمن بيان سموتريتش أن أمن إسرائيل "لا يتحقق عبر اتفاقيات سياسية لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه، أو عبر تعهدات وضمانات لا تصمد أمام الواقع وحكومات تتبدل، بل يتحقق بالأفعال، بتمسكنا بالأرض وبتنفيذ صارم لا يعتمد إلا على الجيش الإسرائيلي وعلى منظومتنا الأمنية".
وحدد سموتريتش في بيانه إلى نتنياهو الخطوط الحمراء في خروج حقيقي وكامل لحماس من غزة، ونزع السلاح الكامل والحقيقي لجميع بنية الإرهاب فوق الأرض وتحتها، وأن يبقى الجيش الإسرائيلي دائماً في المنطقة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وحرية عمل عملياتية كاملة في جميع أنحاء القطاع.
وتضمن البيان أيضاً منع التهريب وحماية بلدات الجنوب، بعد ثبوت "أنه لا يمكن الوثوق بأي طرف آخر غيرنا لمنع التهريب وإعادة تسليح التنظيمات الإرهابية في غزة".
وأكد سموتريتش في بيانه أنه "لن يكون هناك أي تدخل للسلطة الفلسطينية في غزة، لا اليوم ولا في المستقبل، لا بشكل صريح ولا تلميحاً".
واعتبر أن مثل هذا التدخل يُعد اعترافاً بكذبة ارتباط السلطة بغزة وسعيها لإقامة دولة إرهاب في أرض إسرائيل، في غزة وفي يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية).
وقال: "بناءً على ذلك، لن يكون هناك أي ذكر، حتى ولو تلميحاً، لدولة فلسطينية قد تهدد وجود إسرائيل، أوضح الرئيس ترامب عند توليه المنصب، أفضل من أي شخص آخر، مدى صغر إسرائيل، مثل طرف القلم مقارنة بالطاولة الضخمة في المكتب البيضاوي، ومدى استحالة الدفاع عنها ضمن حدود ضيقة كهذه.
يجب شطب فكرة الدولة الفلسطينية من الطاولة إلى الأبد، وعدم إعادتها أبداً من الباب الرئيسي ومنحها شرعية فكرية خطيرة في حكومة يمينية مع إدارة ترامب المؤيدة".
وأضاف: "لن يكون هناك أي تدخل لقطر في غزة". مشيراً إلى أنه قد "حان الوقت لوضع حد للنفاق وازدواجية المعايير القطرية، فهي تشجع وتمول الإرهاب وتمتلك قناة الجزيرة، إحدى أقوى آلات الدعاية الكاذبة والمعادية للسامية ضد إسرائيل.
نحن لا نتدخل في علاقات أو أعمال أصدقائنا الأمريكيين مع الدول العربية، لكن فيما يتعلق بإسرائيل وغزة يجب أن تكون قطر منبوذة ومرفوضة تماماً".
وأوضح: "غزة لن تكون بعد الآن سجناً يُحتجز فيه الناس بالقوة بشكل غير قانوني وغير أخلاقي فقط من أجل الإضرار بدولة إسرائيل. من يرغبون في ذلك سيتمكنون من الخروج من القطاع عبر البر من مصر ومتابعة حياتهم في أماكن أخرى توافق على استقبالهم".
وتطرق سموتريتش إلى قضية الضفة الغربية قائلاً: "توقعنا هو استغلال الفرصة التاريخية التي يوفرها حكم ترامب من أجل إزالة نهائية ودائمة من جدول الأعمال فكرة إقامة دولة إرهابية وتقسيم البلاد، وترسيخ سياسياً وعملياً حقيقة أن يهودا والسامرة هما جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل ذات السيادة، وطرح خطة أخرى على الطاولة لإدارة حياة عرب يهودا والسامرة بأنفسهم بدون كيان جماعي ولا تطلعات وطنية تهدف إلى تدميرنا".

سكاي نيوز: روبيو يتحدث عن أولويات ترامب في غزة

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن أولويات الرئيس دونالد ترامب في قطاع هي "إعادة الرهائن وإنهاء الحرب".

وأشار روبيو إلى أن الخطة التي قدمها الرئيس الأميركي من أجل السلام في غزة "تجعل كلا الهدفين ممكنين".

وأضاف في حديثه عن خطة ترامب: "إنها ليست جريئة وشاملة فحسب، بل هي أيضا وسيلة لضمان سلام دائم في الشرق الأوسط".

من جهته، أعرب مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله حيال رد حركة حماس على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في غزة.
وكان البيت الأبيض قد كشف، الإثنين، عن تفاصيل خطة الرئيس ترامب لإنهاء الصراع في غزة، والتي تقوم على عدة محاور أبرزها جعل غزة "منطقة منزوعة التطرف وخالية من الإرهاب"، مع وقف فوري للحرب وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية.

كما إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة من قبول الاتفاق، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

وأيضا منح عناصر حماس خيار العفو في حال التخلي عن السلاح أو الخروج الآمن إلى دول تستقبلهم.

كما تضمنت خطة ترامب تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية بإشراف دولي لإدارة شؤون غزة، وإطلاق خطة دولية لإعادة إعمار غزة، ونزع سلاح حماس تحت إشراف مراقبين دوليين، إضافة إلى نشر قوة استقرار دولية مؤقتة بالتعاون مع مصر والأردن.

ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟

في قلب صراع الشرق الأوسط المستعر منذ عقود، وبين ألسنة النيران في غزة وجدران السياسة في واشنطن وتل أبيب، يقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مفترق طرق تاريخي.

خطة ترامب المكونة من 21 بندًا لإنهاء الحرب لم تعد مجرد ورقة على الطاولة، بل أصبحت ساحة صراع دبلوماسي وسياسي، حيث تتقاطع الطموحات الإسرائيلية مع الضغوط الأميركية والتحالفات العربية، بينما تترقب حماس والمجتمع الدولي كل خطوة بحذر شديد.

يثير مراقبون سؤالًا جوهريًا حول الرئيس دونالد ترامب: هل سيكون لقب "ترامب رجل السلام" مؤقتًا، حتى يحصل على جائزة نوبل للسلام، ومن ثم يترك لنتنياهو حرية الحركة لإتمام مهمته؟

من جانبه، يركز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الإنجازات التي حققها على مختلف الجبهات، مؤكدًا أن "الحرب بدأت في غزة وستنتهي فيها"، في إشارة إلى أن غزة تمثل ساحة التجربة النهائية لاستراتيجياته.

مصادر أميركية كشفت لـ"سكاي نيوز عربية" أن دولة قطر أبلغت واشنطن بقدرتها على إقناع حركة حماس بقبول خطة ترامب والتخلي عن سلاحها.

وفي خطوة دبلوماسية بارزة، أجرى ترامب اتصالا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل استقبال نتنياهو، في مسعى لتأمين دعم لخطته.

خطوط حمراء إسرائيلية.. سموتريش والمفاوضات

أوضح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش قبل اللقاء أن لديه خطوطا حمراء في مفاوضاته مع ترامب. أبرزها الانسحاب الكامل لحركة حماس من غزة، تفكيك بنيتها العسكرية، والحفاظ على حرية العمليات الإسرائيلية في جميع مناطق القطاع.

كما اشترط عدم وجود أي دور للسلطة الفلسطينية، سواء صراحة أو ضمنيا، وعدم ذكر فكرة الدولة الفلسطينية نهائيا، معتبرًا وجودها تهديدا لأمن إسرائيل.

هذه الشروط، وفق صحيفة "إسرائيل هيوم"، تتوافق مع المبادئ الخمسة المحددة من المستوى السياسي لإنهاء العملية العسكرية في غزة: تفكيك حماس عسكريًا وسياسيًا، إعادة جميع الرهائن، وضمان خروج كامل لحركة حماس من القطاع.

عائلات الرهائن طالبت ترامب بالتمسك بالاتفاق، مؤكدين أن أي فشل في إتمام خطة وقف إطلاق النار سيكون مسؤولية مباشرة.

في المقابل، أعربت حماس، على لسان عضو مكتبها السياسي حسام بدران، عن رفضها لمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في الوساطة، وأكدت عدم تلقيها أي مقترحات رسمية بشأن وقف إطلاق النار.

حماس بين المطرقة والسندان

محرر الشؤون الفلسطينية في "سكاي نيوز عربية"، سلمان أبو دقة، وصف المشهد بأن حماس ليست أمامها الكثير من الخيارات.

وقال إن الإدارة الأميركية، بتهديد ترامب، قادرة على فرض الاتفاق على الحركة، مستذكرا تجربة نتنياهو مع اتفاق أوسلو عام 1997، حيث أجبرت الإدارة الأميركية نتنياهو على تنفيذ انسحاب من الخليل رغم رفضه.

ويشير أبو دقة إلى أن ترامب يتصرف بطريقة مشابهة، حيث يضع خارطة طريق واضحة، ويجعل من الصعب على نتنياهو رفض خطة وضعتها الإدارة الأميركية نفسها.

أبو دقة أوضح أن قطاع غزة بات مدمرا، والورقة الوحيدة التي تمتلكها حماس هي الرهائن، وحتى هؤلاء غير معروف وضعهم الصحي. وهذا يضع الحركة تحت ضغط هائل للقبول بأي اتفاقيات مستقبلية، حتى ولو كانت مؤقتة، على الأقل لإيقاف الحرب وإعادة تواجدها بطريقة ما في المشهد الفلسطيني.

وأضاف أبو دقة أن التحدي الحقيقي ليس فقط إخراج حماس من غزة، بل إعادة بناء جسم فلسطيني موازي قادر على ترميم ما دمرته الحرب.

فحماس، منذ انقلابها عام 2007 على السلطة الفلسطينية، فرضت نفسها بالقوة العسكرية، ولكن الآن تواجه ضغوطا دولية وإقليمية تهدف إلى إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية وإعادة دمج غزة في النسيج السياسي الفلسطيني.

استراتيجية ترامب.. الضغط ثم التنمية

الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات حسين عبد الحسين، أشار إلى أن ترامب يتصرف كغيره من الرؤساء الذين يسعون إلى الوصول إلى خاتمة الأمور عند تعثر المفاوضات.

وذكر مثالًا بحملة كامب ديفيد عام 2000، حيث تجاوز كلينتون التفاصيل للوصول إلى الهدف النهائي. عبد الحسين أكد أن الضغط على نتنياهو قبل اللقاء كان جزءا من هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى أن تسمية الخطة باسم "ترامب" تجعل رفضها من قبل نتنياهو أو اليمين المتطرف الإسرائيلي صعبا، لأن المعترضين سيكون عليهم مواجهة خطة رئيس الولايات المتحدة نفسه.

وأشار عبد الحسين إلى أن بنود الخطة الـ21 تشبه إلى حد كبير الاتفاقيات الإبراهيمية، حيث تركز أولا على الأمن والتنمية، قبل الدخول في التفاصيل السياسية.

وأضاف أن أي تراجع في الحديث عن قيام دولة فلسطينية أو السلطة الفلسطينية يعكس إدراك اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك نتنياهو، أن ترامب هو الحليف الأقوى الذي يدعم هذه الخطة، وبالتالي فإن اعتراضهم سيكون محدودًا.

هندسة الانتصار.. نتنياهو والاستفادة من الحرب

الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية منصور معدي رأى أن غالبية بنود الخطة تتوافق مع المصالح الإسرائيلية، وتحقق أهداف الحرب التي وضعها نتنياهو، أبرزها نزع سلاح حماس وإخراجها من القطاع، وكذلك تحرير المخطوفين.

معدي أكد أن هذا المشهد يعكس استراتيجية نتنياهو في الوصول إلى الانتصار، عبر استدامة الحرب والتحكم في الصفقات الجزئية، مما يمنحه القدرة على تشكيل ما بعد الحرب وفق رؤيته.

وأوضح معدي أن هناك إجماعًا عربيًا وغربيًا على تصنيف حماس منظمة إرهابية، وهو ما يدعم تنفيذ الخطة الأمريكية الإسرائيلية. وأشار إلى أن حماس خسرت رهانات كثيرة، والضغط التركي والقطري والأمريكي سيجبرها على القبول في النهاية، مضيفًا أن نتنياهو بدأ يرى نهاية الحرب وتحقيق أهدافه الاستراتيجية.

أخطاء نتنياهو والمشهد الإقليمي

الإعلامي المتخصص في الشؤون الفلسطينية وائل محمود، أكد أن المشهد الحالي لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة أخطاء نتنياهو والغطرسة السياسية التي أظهرت ضعف فهمه للضغط الدولي والعربي.

وأوضح أن الموقف الإماراتي كان نقطة فارقة، حيث وضعت خطوطا حمراء بخصوص الضم، وأدخلت مساعدات إلى غزة، ما غير موازين القوى.

وذكر محمود أن نتنياهو لم يفهم حجم التأثيرات الناتجة عن الاتفاقيات الإبراهيمية، كما أن الهجوم الإسرائيلي على قطر أضر بالتحالفات الإقليمية وسبب أزمة سياسية.

وأشار محمود إلى أن المبادرة الأميركية، بدعم عربي وإقليمي، فرضت على نتنياهو ضرورة التفاوض والتوصل إلى حل لإنهاء الحرب، مؤكدا أن الضغط العسكري الإسرائيلي كان دائما أداة لتحقيق الأهداف السياسية، لكن السياسة الأميركية مع ترامب أضافت بعدًا جديدًا لفرض التسوية.

الأبعاد العسكرية والإنسانية

على الصعيد العسكري، فإن الجيش الإسرائيلي دخل إلى غزة بشكل كامل، واستهدفت العمليات مواقع حماس الاستراتيجية.

ويشير الخبراء إلى أن الضغط العسكري كان الهدف منه إعادة التوازن للقوى الإسرائيلية وتحقيق انتصارات قابلة للعرض على المستوى الدولي. ومع ذلك، فإن التداعيات الإنسانية للحرب على المدنيين الفلسطينيين كانت حادة، ما دفع المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الغربية، لإعادة تقييم موقفها تجاه الصراع وفرض ضغط على إسرائيل.

وفي هذا الإطار، يرى أبو دقة أن الحل العسكري وحده لا يكفي، بل يحتاج الوضع إلى إعادة بناء مؤسسات فلسطينية قادرة على إدارة غزة بعد الحرب.

بينما يؤكد عبد الحسين ومعدي على أن ترامب ونتنياهو يسعيان إلى استخدام هذه المرحلة لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق أهداف استراتيجية إسرائيلية.

من يكتب التاريخ في غزة؟

المشهد الحالي في غزة يعكس تقاطعا معقدا بين السياسة الأميركية والإسرائيلية، والضغوط العربية والإقليمية، والخطوط الحمراء الإسرائيلية.

ترامب، بحكمته الاستراتيجية، يسعى إلى تسويق نفسه كرجل سلام، لكنه في الوقت نفسه يضع نتنياهو أمام مسؤوليات كبيرة، مستفيدا من خبرته في المراوغة والتفاوض.

نتنياهو، من جهته، يحاول تحقيق انتصارات ملموسة على الأرض، سواء عسكريا أو سياسيا، لكنه مضطر للتكيف مع الضغوط الدولية والإقليمية لضمان تنفيذ الاتفاق.

الخبراء الأربعة، من سلمان أبو دقة إلى وائل محمود، يتفقون على أن غزة ستشهد تحولا كبيرا في المرحلة المقبلة، وأن تنفيذ خطة ترامب، سواء بقبول نتنياهو وحماس أو بفرضها من قبل الإدارة الأميركية، سيشكل منعطفا تاريخيا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الحرب لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل أصبحت لعبة سياسية معقدة تتطلب استراتيجيات دقيقة وإدارة ذكية للتحولات الإقليمية والدولية، ما يجعل من هذه المرحلة مفصلية في رسم مستقبل غزة والمنطقة بأسرها.

نتنياهو: عزلنا "حماس" والعالم يضغط عليها لقبول شروطنا

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكونة من عشرين نقطة لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في بيان مصور من واشنطن.

وقال نتنياهو في الفيديو الذي نشره على صفحته في "إكس": "لقد كانت زيارة تاريخية. بدلا من أن تعزلنا حماس، قلبنا الأمور، ونجحنا في عزلها".

وأضاف نتنياهو: "الآن، يضغط العالم أجمع على حماس لقبول الشروط التي وضعناها مع ترامب، لإعادة جميع الأسرى"، حسبما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الذي نشر الفيديو أيضا.


وتابع قائلا: "سنعارض قيام دولة فلسطينية، لأن ذلك سيكون بمثابة مكافئة للإرهاب".

وفي وقت سابق من مساء الإثنين، شدّد نتنياهو على أنه لن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور في قطاع غزة من دون تغيير جذري.

وأكد نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب أنه "سيكون لغزة إدارة مدنية وسلمية لن تقودها لا حماس ولا السلطة الفلسطينية".

وأضاف مخاطبا ترامب: "بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية، أقدر موقفكم الصلب لجهة أنه لن يكون لها أي دور في غزة من دون أن تشهد تحولا فعليا وجذريا وحقيقيا".

ووفق نتنياهو فإن إسرائيل "ستحتفظ بالمسؤولية عن الأمن" في قطاع غزة بموجب الخطة الأميركية للسلام، محذرا من أن الدولة العبرية "ستنهي المهمة" إذا رفضت حماس الخطة.

وتابع نتنياهو قائلا: "سيتم نزع سلاح حماس. غزة ستكون خالية من السلاح. ستحتفظ إسرائيل بالمسؤولية عن الأمن، بما يشمل منطقة أمنية في المستقبل المنظور. انسحاب إسرائيل مرتبط بحجم نزع سلاح حماس".

واختتم تصريحاته قائلا: "إذا رفضت حماس خطتك، سيدي الرئيس، أو إذا ادعت القبول بها ثم بذلت كل ما في وسعها لمواجهتها، فستنهي إسرائيل المهمة بنفسها. يمكن القيام بذلك في شكل سهل، أو يمكن القيام به في شكل صعب، ولكنه سيُنجز".

ونشر البيت الأبيض خطة ترامب المكونة من 20 بندا والتي تدعو إلى وقف إطلاق النار ومبادلة الرهائن الذين تحتجزهم حماس بسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع الفلسطيني ونزع سلاح حماس وحكومة انتقالية بقيادة هيئة دولية.

وصرّح ترامب قائلا: "أريد أيضا أن أشكر رئيس الوزراء نتنياهو على موافقته على الخطة وعلى ثقته بأننا إذا عملنا معا، يمكننا أن نضع حدا للموت والدمار الذي شهدناه لسنوات وعقود وحتى قرون عديدة، وأن نبدأ فصلا جديدا من الأمن والسلام والازدهار للمنطقة بأسرها".

شارك