"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 11/نوفمبر/2025 - 11:59 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 11 نوفمبر 2025.

العين الإخبارية: الحوثي يطارد حاملي لواء المصالحة.. اعتقال سياسي بارز في صنعاء

اعتقلت مليشيات الحوثي، الإثنين، سياسيًا بارزًا في صنعاء، ضمن حملة طالت مئات الشخصيات؛ بينهم موظفون أمميون.


ويشن الحوثيون حملة اختطافات واعتقالات موسعة في مناطق سيطرتهم؛ بزعم تحصين الجبهة الداخلية ومواجهة اختراقات الموساد الإسرائيلي، حيث طالت مئات الشخصيات بما في ذلك 59 موظفا أمميا.

وقال مصدر محلي في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن مليشيات الحوثي اعتقلت أمين عام التحالف المدني للسلم والمصالحة حمود العودي واثنين من مرافقيه.

عناصر تابعة لمليشيات الحوثي - أ ف ب

وبحسب المصدر، فإن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين استدعى العودي من منزله في صنعاء، قبل اعتقاله وزجه في إحدى سجونه السرية.

من هو العودي؟
العودي هو أكاديمي ومن مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني

سبق أن اعتقلته المليشيات عام 2022 عند محاولته المشاركة في المشاورات اليمنية في الرياض قبل أن تعود لإطلاق سراحه في وقت لاحق.

قاد الأعوام الماضية مع شخصيات محلية مبادرات ووساطات لفتح الطرقات بين المناطق المحررة الخاضعة للشرعية وغير المحررة الخاضعة للحوثيين

توجت تلك المبادرات بفتح طريق الضالع الرابط بين عدن وصنعاء في مايو/أيار الماضي عقب 7 أعوام من إغلاقها.

أرقام مفزعة وتوعد بالملاحقة.. ذمار اليمنية تحت مقصلة الإرهاب الحوثي

على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب صنعاء، تربض مدينة ذمار اليمنية التي تحولت من ممر حيوي للقوافل والمسافرين إلى ساحة رعب وتنكيل.

وأحال الحوثيون ذمار، التي تربط خمس محافظات وتنسب إلى الملك الحميري الشهير "ذمار علي يهبر الأول" وابنه "ثاران يهنعم" اللذين حكما في القرن الأول الميلادي، إلى مدينة أشباح وساحة لقبضة الرعب والخوف.

وخلال 11 عامًا من سيطرة المليشيات، ارتكب الحوثيون في ذمار، موطن الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني، أكثر من 24 ألفًا و827 واقعة انتهاك، في إجرام متسلسل أحال البوابة الجنوبية لصنعاء إلى غابة موحشة.
أرقام مفزعة وثقها تقرير حديث للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وهي ائتلاف واسع غير حكومي، عن ذمار اليمنية التي تعد نقطة التقاء تجارية وثقافية بارزة وتربط مدنًا مثل إب وتعز بصنعاء.

التقرير الذي حصلت العين الإخبارية على نسخة منه، رصد 24,827 واقعة انتهاك حوثي خلال الفترة من 1 يناير/كانون الثاني 2015 حتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حيث ارتكبت المليشيات 16 نوعًا من الجرائم.

وفي صدارة هذه الانتهاكات، حلّت جرائم القتل خارج نطاق القانون التي بلغت، وفقًا للتقرير، (536) واقعة وطالت مدنيين، بينهم (53) طفلًا و(37) امرأة، فيما سُجّلت إصابة (298) مدنيًا بينهم (43) طفلًا و(27) امرأة.

أما جرائم الاغتيالات والتصفية، فقد وثّق التقرير (22) حالة اغتيال لشخصيات اجتماعية وقيادات سياسية ومشايخ قبليين ونشطاء وعسكريين، وسط انفلات أمني متعمد من قبل مليشيات الحوثي.

وفيما يتعلق بجرائم الاختطاف، تورطت مليشيات الحوثي في اختطاف (2341) مواطنًا من أبناء محافظة ذمار منذ انقلابها أواخر 2014 وحتى العام الجاري، أُفرج عن بعضهم، فيما لا تزال المليشيات تختطف في سجونها (689) مدنيًا، بينهم (138) حالة اختطاف ارتكبتها المليشيات بحق مدنيين خلال العام الجاري.

وبحسب التقرير، فإن بين المختطفين (97) سياسيًا، و(49) إعلاميًا وحقوقيًا وأصحاب رأي ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، و(78) تربويًا، و(89) عسكريًا، و(65) فلاحًا، و(19) طفلًا، و(32) من الشخصيات والرموز القبلية والاجتماعية، و(260) من فئات أخرى كخطباء وأئمة ورجال أعمال وأطباء وأكاديميين وغيرهم.

أما جرائم الإخفاء القسري، فقد سجل التقرير (128) حالة إخفاء قسري لا يزال أصحابها في سجون سرية، ولم تفصح مليشيات الحوثي عن أي معلومات متعلقة بوضعهم الإنساني.

كما وثّق فريق الرصد (27) حالة قامت فيها المليشيات الحوثية بأخذ أشخاص كرهائن.

وباعتبار ذمار ممرًا إلى صنعاء، فقد ارتكبت المليشيات (4321) حالة توقيف تعسفي لمسافرين بدوافع سياسية أو مناطقية أثناء مرورهم من المحافظة.

كما شيّد الحوثيون نحو (26) سجنًا سريًا وعامًا في مدينة ذمار وضواحيها، وافتتحوا نحو (30) مقبرة تُعرف بـ"الروضات" في ذمار التي توصف بـ"الخزان البشري" للجماعة المدعومة من إيران.

وفقًا للتقرير، ارتكب الحوثيون (18) حالة اغتصاب لأطفال ونساء، و(274) حالة تعذيب نفسي وبدني، بينها (12) حالة وفاة نتيجة التعذيب في سجون الحوثي، و(15) حالة وفاة نتيجة استخدام المختطفين دروعًا بشرية.

كما رصد التقرير (105) حالات اعتداء جسدي تعرض لها مدنيون، بينهم (98) عامل نظافة تعرّضوا للضرب وإطلاق النار والاحتجاز من قبل المليشيات أثناء تنفيذهم إضرابًا شاملًا للمطالبة برواتبهم.

تفجير واقتحامات
ولم تسلم محافظة ذمار من جرائم التفجير والتفخيخ، حيث طالت (39) منزلًا و(6) محلات تجارية، بالإضافة إلى حالتي تفجير لمساجد، وحالة واحدة لتفجير دار لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية.

واقتحم الحوثيون (2304) منازل، بينها (15) حالة إحراق، و(267) حالة نهب منازل ومصادرة ممتلكات.

كما وثق التقرير (176) حالة مصادرة أملاك خاصة ونهب، و(27) حالة نهب ممتلكات عامة، و(109) حالات اقتحام لمرافق حكومية، منها تحويل (12) مرفقًا حكوميًا إلى ثكنات عسكرية، بالإضافة إلى (38) منشأة مدنية تستخدمها المليشيات لأغراض عسكرية.

وسجل التقرير (32) حالة اعتداء على دور عبادة، و(166) عملية اقتحام مرافق تعليمية، و(34) حالة اعتداء على مرافق صحية، وإغلاق واحتلال (7) مدارس دينية، و(234) عملية استيلاء على أراضٍ منظورة أمام القضاء من قبل مشرفين وقيادات حوثية.

كما سُجلت (26) حالة نهب واقتحام لمقرات حزبية، و(14) حالة نهب واقتحام لمؤسسات وجمعيات خيرية، و(9) حالات منع جمعيات خيرية من العمل واعتقال مسؤوليها، و(32) حالة نهب مال عام.

ورصد التقرير أيضًا (432) حالة إتلاف لمزارع المواطنين، و(8) حالات تفجير وتضرر خزانات ومشاريع مياه، بالإضافة إلى تهجير أكثر من (2143) أسرة.

كذلك وثق التقرير (12) حالة إنشاء معسكرات وتخزين أسلحة، و(56) حالة حواجز تفتيش ثابتة، و(133) نقطة تفتيش مؤقتة، و(1304) حالة فرض رسوم جمركية وإتاوات غير قانونية، و(18) حالة حرمان من خدمات، و(455) حالة مصادرة مرتبات قبل التوقف الكامل.

كما رُصد (4781) حالة تجنيد أطفال في صفوف مليشيات الحوثي تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا.

وبحسب المعلومات الموثقة لدى الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن (2019) طفلًا قُتلوا أثناء مشاركتهم في القتال مع الحوثيين في جبهات مختلفة، فيما أُصيب (1475) طفلًا آخرون، ووقع (132) طفلًا مجندًا في قبضة الجيش اليمني والمقاومة كأسرى حرب.

ولا يزال (1855) طفلًا يقاتلون إلى جانب مليشيات الحوثي.

كما وثّق التقرير عشرات الجرائم بحق الإعلاميين، منها (154) واقعة انتهاك بحق حرية الرأي والتعبير والإعلام، فضلًا عن تحويل مبنى وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى غرفة عمليات لإدارة نشاطها التوسعي، وكذلك إدارة الإعلام بجامعة ذمار وأجهزتها الإعلامية إلى مكتب إعلامي خاص بالمليشيات.

كما رصد التقرير (142) حالة انتهاك طالت نشطاء حقوق الإنسان في المحافظة، توزعت بين (13) حالة قتل، و(57) حالة اعتقال، و(23) حالة تعذيب، و(9) حالات إخفاء قسري، و(17) حالة مداهمة منازل، و(16) حالة نهب ممتلكات، فضلًا عن مغادرة العشرات من النشطاء والحقوقيين للمحافظة وتفضيل العيش خارجها.

توعد بالملاحقة
إلى ذلك، توعّد رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات محمد العمدة قادة مليشيات الحوثي بالملاحقة والمحاكمة، خاصة مع رصد تورط (80) قياديًا حوثيًا في الجرائم بمحافظة ذمار.

وأكد العمدة لـ العين الإخبارية أن هذه الجرائم تُعد "جرائم خاصة لا تسقط بالتقادم".

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي اعتمدت مبدأ الجرم بالتبعية، في تنفيذها لجزء كبير من الانتهاكات التي تنطوي على معاقبة شخص لشخص، لا ذنب له سوى أن له قرابة بشخص ثالث يفترض أنه المتهم بارتكاب المخالفة.

جهود يمنية لتحقيق السلامة الدوائية تكافح «تهريب الحوثي»

أسدل الستار، الأحد، على فعاليات الأسبوع العالمي العاشر للسلامة الدوائية، في ظل واقعٍ دوائي متردٍ في اليمن؛ نتيجة استمرار حرب الحوثي.

وأسهمت الحرب في تدهور سوق الدواء باليمن، وسط كثافة عمليات التهريب والتزوير التي تقوم بها المليشيات المدعومة إيرانيا والتي تعتمد عليها كمصدر إثراء، وفق تقارير منظمات المجتمع المدني.

الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، اختتمت مساء الأحد، فعالية الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية، تحت شعار: "يمكننا جميعًا المساعدة في جعل الأدوية أكثر أمانًا".
وتزامن الأسبوع العالمي مع انطلاق الحملة العالمية في أكثر من 117 دولة وبمشاركة 130 منظمة دولية، ضمن حملة #MedSafetyWeek السنوية، وهدف إحياء الأسبوع العالمي في اليمن إلى التحذير والتوعية من مخاطر تهريب الأدوية.

جهود يمنية لتحقيق السلامة الدوائية

مخدرات وأدوية مهربة.. سوق الحوثيين الرائج
ومنذ سنوات، حوّلت مليشيات الحوثي، اليمن إلى سوق مفتوحة للمخدرات والأدوية المهربة، وجعلت البلاد مقلبًا واسعًا لكل الممنوعات والمحظورات؛ بهدف الإثراء السريع، بحسب تقارير حقوقية.

وأفاد التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بأن اليمن منذ بداية انقلاب الحوثي بات سوقًا رائجة للسلع غير المرخصة والمنشطات والمخدرات بأنواعها بشكل ملفت وبطريقة غير معهودة.

واعتبر التقرير، تجارة المخدرات "أبرز الأسباب خلف الثراء الفاحش والسريع لقيادات الحوثي؛ نتيجة عائداتها المهولة، حيث بلغ حجم الأموال المتدفقة للحوثيين من المخدرات 6 مليارات دولار سنويًا".

كما كشف تقرير حقوقي آخر عن قائمة سوداء بأسماء قيادات حوثية، مكونة من 71 شخصية، تتاجر بالأدوية المهربة والمزورة.

وقالت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، إن الدواء تحول إلى واحد من أكبر مصادر الثراء لقادة الحوثيين الذي يديرون شبكات التهريب الضخمة للاستثمار في صحّة اليمنيين.

وأشار التقرير إلى أن فاتورة استيراد الأدوية في اليمن تبلغ نحو 88 مليار ريال سنويًا، وفقًا لإحصائية "الهيئة العليا للأدوية" التي يديرها الحوثيون.

وكشف التقرير وجود تحالف بين قادة الحوثيين ومهرّبي الأدوية لتزويد السوق؛ ما يفسر رفض الحوثيين للمعونات الدوائية من المنظمات العالمية.

رصد ومراقبة الأدوية
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أشار المدير التنفيذي للهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية، بالحكومة الشرعية، الدكتور عبدالقادر الباكري، إلى جهود الهيئة المكثفة في مجال الترصد الدوائي.

وقال الدكتور الباكري إن اليمن حققت نجاحات ملموسة في مجال الترصد الدوائي، من خلال الارتباط الإقليمي والدولي لرصد ومراقبة الأدوية.

وأوضح الباكري أن عمليات الرصد تتم عبر التعاون الفعّال مع مركز "أوبسالا" العالمي للترصد الدوائي في السويد، ومنظمة الصحة العالمية، والهيئات التنظيمية بدول مجلس التعاون الخليجي.

 رفع الوعي المجتمعي
وواصل الباكري حديثه: "إن إحياء الأسبوع العالمي يجسد حرص الهيئة على مواكبة المبادرات العالمية والمشاركة الفاعلة في الحملات الدولية؛ لتعزيز سلامة الأدوية وحماية المرضى".

وأضاف: "تأتي هذه الفعالية في إطار التزام الهيئة بالنهج العالمي لنشر ثقافة الاستخدام الآمن للأدوية، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الإبلاغ عن الآثار الجانبية للأدوية".

وأوضح الباكري أن دور وسائل الإعلام محوري في هذا الجانب، من خلال تعزيز الثقافة الدوائية الصحيحة، ونشر مفاهيم الاستخدام الآمن للدواء.. معتبرًا أن سلامة المريض تبدأ من الوعي الصحيح بكيفية التعامل مع الأدوية ومتابعة آثارها الجانبية.

أنشطة السلامة الدوائية
وتضمنت فعاليات الأسبوع العالمي حملات ميدانية وتوزيع لوحات ضوئية إرشادية في جميع المستشفيات الحكومية بالمحافظات اليمنية المحررة؛ هدفت إلى تحقيق التوعية المستدامة.

وخلال أنشطة الأسبوع العالمي تم تدشين تطبيق "السلامة الدوائية"، الذي يتيح للمواطنين والعاملين في القطاع الصحي الإبلاغ الإلكتروني المباشر عن الآثار الجانبية للأدوية ومشكلات الجود، ومتابعة التعاميم والأخبار الصادرة عن الهيئة، ضمن جهود التحول الرقمي وتعزيز أنظمة الرصد والمتابعة الدوائية.

العربية نت: الحوثيون برسالة لحماس: سنوقف الهجمات على إسرائيل والسفن

وجه الحوثيون في اليمن رسالة إلى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس تشير إلى إيقاف هجماتهم على إسرائيل وعلى السفن في البحر الأحمر، وسط وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة.

كما أكدوا في الرسالة أنهم "يتابعون التطورات عن كثب، وسوف يعودون إلى عملياتهم في عمق الكيان الصهيوني إذا استأنفت إسرائيل عدوانها على غزة، إلى جانب فرض حظر على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر"، وفق ما أشارت وكالة أسوشييتد برس، اليوم الثلاثاء.

لا إعلان رسمياً
لكن رغم هذه الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام يمنية، لم يصدر عن الجماعة أي إعلان رسمي يؤكد وقف هجماتهم.

ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر 2023، أطلق الحوثيون بانتظام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، غالباً ما تم اعتراضها. كما شنوا عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، معلنين أنها تعمل لصالح إسرائيل.

فيما ردت إسرائيل بضربات استهدفت مواقع لجماعة الحوثي وبنيتها التحتية وقادتها في أرجاء اليمن.

في حين توعد الحوثيون بمواصلة إطلاق المسيرات والصواريخ نحو إسرائيل، "حتى يتوقف حصار غزة والحرب الدامية فيها"، وفق قولهم.

يذكر أنه منذ العاشر من أكتوبر الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد مساعٍ أميركية ومصرية وقطرية امتدت أشهراً، وأثمرت عن وضع "خطة للسلام" في القطاع الفلسطيني المدمر بعد سنتين من الحرب الدامية.

اليمن.. غارات أميركية تستهدف مخازن ومعسكرات القاعدة في شبوة

شنت طائرات مسيّرة أميركية غارات مكثفة على مواقع تابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي في بلدة خورة بمديرية مرخة السفلى بمحافظة شبوة جنوبي شرق اليمن.

وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن الغارات التي وقعت في وقت متأخر من ليلة الأحد، استهدفت مخزن أسلحة كبيراً وورشة لتصنيع المتفجرات ومعسكراً تدريبياً للتنظيم، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر القاعدة، بينما لم يتضح مصير قيادي بارز كان موجوداً في الموقع.

وأقرت حسابات إعلامية مرتبطة بالقاعدة بأن الغارات كانت "مكثفة" واستهدفت مواقعهم الأساسية في المنطقة.

"مثلث التخادم"
ويشكل موقع خورة، الذي يقع على بعد أكثر من 120 كيلومتراً من مركز شبوة ويجاور حدود محافظة البيضاء، جزءاً مما وصفه مراقبون بـ"مثلث التخادم"، حيث تشترك مناطق وعرة بين شبوة وأبين والبيضاء في تقديم ملاذ آمن لعناصر القاعدة، بمساندة لوجستية وتقنية من الميليشيا الحوثية، وفق موقع "نيوز يمن" الإخباري المحلي.

وتشير المصادر إلى أن الحوثيين يسخرون إمكانياتهم وخبراتهم لدعم التنظيم، وتسهيل تنقل مقاتليه بين المحافظات الجنوبية والمحررة، في ظل عدم قدرة أي قوة محلية أو أجنبية على الوصول إلى هذه المناطق الوعرة.

وتعكس الغارات الأميركية الأخيرة استمرار استراتيجية الضربات المركزة على البنية التحتية للقاعدة، بعدما أسفرت عمليات الطائرات المسيّرة خلال الأشهر الماضية عن مقتل 19 عنصراً إرهابياً بينهم 9 قيادات، ضمن سلسلة عمليات نفذتها الولايات المتحدة في شبوة وأبين منذ مطلع 2025.

وتشير إحصائيات سابقة إلى فقدان التنظيم نحو 14 قيادياً و10 عناصر آخرين خلال عمليات جوية وأخرى برية منذ يناير وحتى سبتمبر 2025.

ويؤكد مراقبون أن التعاون غير المعلن بين الحوثيين والقاعدة في "مثلث التخادم" يشكل تهديداً مستمراً للأمن الإقليمي، إذ يوفر للتنظيم الإرهابي ملاذات آمنة وسط كهوف وجبال وعرة، ويجعل أي محاولة لدخول القوات المسلحة إلى هذه المواقع محفوفة بالمخاطر، ويعادل حسب وصف المصادر إعلاناً انتحارياً.

الشرق الأوسط: الحوثيون يختصّون أتباعهم بالأموال... والفقراء خارج الحسابات

أعلنت الجماعة الحوثية أنها خصصت ما يعادل 56 مليون دولار لتنفيذ مشروعات نقدية وصحية وتغذوية موجهة حصراً لأسر القتلى والجرحى والمفقودين، في وقت يعيش فيه ملايين اليمنيين تحت خط الفقر في مناطق سيطرة الجماعة التي تعاني انهياراً شاملاً في الخدمات وانقطاع الرواتب.

وأقرّت الجماعة بأنها دشنت عبر ما تسمى «هيئة رعاية أسر الشهداء»، وعبر هيئة الأوقاف، برنامجاً جديداً تُقدّر تكلفته بنحو 29 مليار ريال يمني (حوالي 56 مليون دولار) يتضمن تنفيذ أكثر من 24 مشروعاً متنوعاً في مجالات الصحة والتغذية والدعم النقدي، يستفيد منها حصراً أتباع الجماعة وأسر قتلاها.

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن القيادية أفنان شرف الدين، المتحدثة باسم هيئة أسر قتلى الجماعة قولها إن الهيئة ماضية في تنفيذ مزيد من البرامج التمويلية والمساعدات الميدانية لصالح أسر القتلى والجرحى والمفقودين، وأن المشاريع تشمل زيارات ميدانية شهرية للأحياء والمربعات السكنية في صنعاء وضواحيها، إلى جانب تنظيم فعاليات وأنشطة تعبوية.

وفي حين تستهدف هذه الأموال تعزيز الولاء للجماعة وترسيخ ما تسميه «ثقافة الجهاد»، أضافت القيادية الحوثية أن برامج التدريب والمحاضرات الموجهة للأرامل وأمهات القتلى والمعاقين مستمرة، وتهدف - وفق زعمها - إلى «غرس قيم الصبر والتضحية»، وسط اتهامات محلية ودولية بأن الجماعة تستخدم مثل هذه الأنشطة لاستقطاب مقاتلين جدد من صفوف النساء والشباب الفقراء.

توسعة المقابر
وذكرت المصادر في صنعاء أن الجماعة الحوثية خصصت جزءاً من الأموال المرصودة مؤخراً لاستحداث مقابر جديدة، وإعادة ترميم أخرى امتلأت بجثث مقاتليها في مناطق متفرقة من صنعاء وضواحيها.

وقال سكان في شمال صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين بدأوا قبل أيام توسعة مقبرة خاصة بقتلاهم في حي الروضة بمديرية بني الحارث بعد امتلائها بالكامل، متهمين الجماعة بإنفاق ملايين الريالات اليمنية على أعمال صيانة وتوسعة مماثلة في عدة مناطق، في وقت يواجه فيه غالبية السكان أزمة معيشية خانقة نتيجة انقطاع الرواتب وتدهور الخدمات الأساسية.

وبحسب مصادر سياسية في صنعاء، يأتي الإنفاق الحوثي لتكريس ثقافة الموت وخدمة الأتباع المقربين من الجماعة، على حساب تمويل قطاعات حيوية، مثل التعليم والصحة والكهرباء والمياه، التي تعاني انهياراً كاملاً منذ سنوات، بينما يواصل قادة الحوثيين توجيه الموارد العامة لخدمة أهداف سياسية وطائفية ضيقة.

تحذيرات من تفاقم الجوع
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة كشف في أحدث تقاريره عن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون العامين في اليمن، محذراً من تفاقم الأزمة بنهاية العام الحالي، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأوضح البرنامج أن معدلات «الفقر الغذائي الشديد» لدى الأطفال بلغت نحو 36 في المائة في تلك المناطق، وهي الأعلى على مستوى اليمن، مشيراً إلى أن بيانات الرصد عن بُعد أظهرت انخفاضاً كبيراً في درجة تنوع النظام الغذائي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً.

ولفت التقرير إلى انتشار واسع لفقر التغذية الحاد خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، في ظل انكماش برامج المساعدات الدولية، وصعوبة وصول فرق الإغاثة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة القيود التي تفرضها الجماعة على حركة العاملين الإنسانيين والمنظمات الدولية.

شارك