إخوان السودان في مواجهة عاصفة "التصنيف الأميركي"/حدود ملتهبة.. ماذا وراء تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله؟/إيران تصدر بيانا بعد اغتيال إسرائيل لقائد "حزب الله" هيثم الطبطبائي
الثلاثاء 25/نوفمبر/2025 - 11:22 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 25 نوفمبر 2025.
سكاي نيوز: لماذا استهدف ترامب فروع الإخوان في 3 دول عربية؟
حظي الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن مباشرة إجراءات تصنيف بعض من فروع جماعة الإخوان كـ"منظمات إرهابية أجنبية"، بردود فعل وتساؤلات بشأن انعكاسه على أوضاع التنظيم الدولي للجماعة وفروعها في مصر والأردن ولبنان.
ويعتقد محللون ومختصون في شأن الجماعات الإرهابية، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" أن خطوة ترامب تمثل تحولًا نوعيًا في مقاربة واشنطن لملف الإخوان؛ إذ تنتقل الإدارة الأميركية من مرحلة الجدل القانوني والسياسي بشأن طبيعة الجماعة إلى خطوات تنفيذية تستهدف فروعًا بعينها ثبت ضلوعها في أنشطة عنيفة أو دعم جماعات مسلحة في الشرق الأوسط، وهو ما يُعد رسالة واضحة بأن واشنطن ستتعامل مع الإخوان بوصفهم شبكة ممتدة تتجاوز الحدود الوطنية.
لماذا استهدف ترامب فروع الجماعة بـ3 دول؟
واعتبر البيت الأبيض أن فروع التنظيم في لبنان والأردن ومصر "تُشرك نفسها أو تسهّل وتدعم حملات عنف وزعزعة استقرار تضرّ بمناطقها وبمواطني الولايات المتحدة وبمصالحها".
وفق الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب، فعلى سبيل المثال، عقب هجوم 7 أكتوبر، شارك الجناح العسكري لفرع الجماعة في لبنان إلى جانب حماس وحزب الله وفصائل فلسطينية في إطلاق عدة هجمات صاروخية استهدفت مواقع مدنية وعسكرية داخل إسرائيل.
كما دعا قيادي في الفرع المصري للجماعة، في اليوم ذاته، إلى شن هجمات عنيفة ضد شركاء الولايات المتحدة ومصالحها، فيما وفر قادة الإخوان في الأردن دعمًا ماديًا للجناح المسلح لحركة حماس منذ سنوات طويلة.
وأكد الأمر التنفيذي أن "مثل هذه الأنشطة تشكل تهديدًا لأمن المدنيين الأمريكيين في بلاد الشام وغيرها من مناطق الشرق الأوسط، فضلًا عن سلامة واستقرار شركائنا الإقليميين".
و"تتمثل سياسة الولايات المتحدة في التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات فروع جماعة الإخوان التي تُصنَّف كمنظمات إرهابية، وحرمان تلك الفروع من الموارد، ومن ثم إنهاء أي تهديد قد تشكله هذه الفروع ضد مواطني الولايات المتحدة أو الأمن القومي للولايات المتحدة"، بحسب الأمر التنفيذي.
تداعيات منتظرة
ويقول الباحث المصري في الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، هشام النجار لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "أهمية هذا القرار ترجع إلى كونه الأول من نوعه أميركيًا في هذا السياق، ما يعني أن تعامل واشنطن مع جماعة الإخوان وفروعها حول العالم قد اختلف بشكل كبير جدًا مقارنة بما كان عليه قبل عقد، حين كانت هناك علاقات جيدة، ونظرة للتنظيم بوصفه كيانًا سياسيًا سلميًا يمكن دعمه ورعايته في السلطة".
وأوضح النجار أن "التعامل بات مختلف تمامًا الآن، فقرار ترامب يُمثل مرحلة جديدة في عمر التنظيم شبه المنهار والملاحق أمنيًا، وسيضيف مزيدًا من الخسائر والأعباء على التنظيم، كما سيُرسخ أزمته الأمنية والسياسية والاقتصادية".
وشدد على أن "الخطوة تعد أيضًا نوعية، بالنظر إلى أنها تُحفز وتمهد لاتخاذ إجراءات أقوى وأشمل داخل الولايات المتحدة نفسها، وداخل دول أوروبا، ما دامت هناك قناعة متزايدة بأن هذا التنظيم إرهابي ومن الضروري حظر نشاطه".
ما تأثير قرار ترامب؟
بدوره، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة ماهر فرغلي في تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "القرار الأميركي يكشف بوضوح أن الرئيس ترامب اختار البدء بمواجهة جماعة الإخوان عبر الفروع المنخرطة بشكل مباشر في الصراع مع إسرائيل".
وأوضح فرغلي أن "أكبر تأثير مباشر للقرار سيقع على فرع الجماعة في الأردن، فالتنظيم الإخواني هناك يعتمد بشكل أساسي على قاعدة فلسطينية واسعة، ويُعد العمود الفقري فيه مرتبطًا بحركة حماس، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون استهدافه أكثر قوة واتساعًا مقارنة بفرعي لبنان ومصر".
وفيما يخص لبنان، أشار فرغلي إلى أن "الجماعة الإسلامية – الممثلة للإخوان هناك – تمتلك جناحًا مسلحًا هو قوات الفجر، وقد عمل خلال السنوات الأخيرة في إطار تنسيقي مباشر مع حزب الله، وبالتالي فإدراج هذا الفرع ضمن الكيانات الإرهابية خطوة منطقية ومتوقعة بحكم نشاطه المسلح".
أما في مصر، فأكد فرغلي أن "التنظيم الفعلي للإخوان لم يعد موجودًا داخل البلاد، بل يتحرك من خارجها، ومن ثم فالقرار الأميركي يخدم مصر بشكل واضح؛ لأنه سيحرم قيادات عديدة من حرية الحركة، ويمنع انتقال الأموال، ويقيد أي مؤسسات تعمل باسم الإخوان خارج مصر، ويحد من الاجتماعات والفعاليات التي كانت تُدار عبر الخارج".
ورغم ذلك، يرى فرغلي أن "التأثير الأوسع سيظل محدودًا على التنظيم الدولي ما لم يمتد القرار ليشمل الهيكل العالمي للجماعة نفسه"، مضيفًا أن: "الخطوة الأميركية مهمة، لكنها لن تكون حاسمة إلا إذا طالت التنظيم الدولي بأكمله، باعتباره العقل المركزي الذي يدير الشبكة ويمولها ويوجه فروعها حول العالم".
"قرار متوقع"
أما أحمد سلطان، الباحث في قضايا الأمن الإقليمي والإرهاب، فرأى في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية أن القرار الأميركي "لم يكن مفاجئًا بل كان متوقعاً"، موضحًا أنه نتيجة تفاعل عدة عوامل داخلية وخارجية؛ بعضها يرتبط بديناميات السياسة الخارجية الأميركية، وبعضها الآخر يرتبط باللحظة الإقليمية الراهنة وما تشهده من صراعات.
وأكد سلطان في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "جماعة الإخوان لا وجود قانونيًا لها داخل الولايات المتحدة، وبالتالي فإن حظر كيان غير مسجل أصلًا لن يغير الكثير من الناحية الإجرائية، والحظر في مفهومه القانوني يعني تجميد الأصول في البنوك الأميركية، ومنع الوجود القانوني، وملاحقة القيادات داخل الولايات المتحدة أو منع دخولهم إليها
ويرى سلطان أن "الأمر التنفيذي يمثل بداية مسار من الإجراءات اللاحقة قد ينتهي بإدراج الفروع المشار إليها رسميًا"، مشيرًا إلى أن اختيار فروع مصر والأردن ولبنان لم يأتِ مصادفة، لأنها باستثناء لبنان فروع محظورة في بلدانها أصلًا، مما يجعل خطوة واشنطن غير مثيرة لتعقيدات سياسية مع حكومات تلك الدول.
ويضيف أن "فرع لبنان تحديدًا أُدرج بسبب نشاط الجماعة الإسلامية هناك خلال أحداث طوفان الأقصى؛ إذ شاركت كوادرها، عبر ما يُعرف بـ"قوات الفجر"، في المحاولة الأولى لاختراق الحدود الإسرائيلية من جهة الجليل، قبل أن تتجمد هذه القوة لاحقًا بسبب صراع داخلي داخل الجماعة.
ويشير سلطان إلى أن "الخطوة الحالية تلبي مطالب عدد من الدول العربية التي دفعت خلال السنوات الأخيرة باتجاه اتخاذ موقف أميركي أكثر صرامة تجاه التنظيم".
الإعيسر: هدنة الدعم السريع "مناورة سياسية مكشوفة"
قال وزير الإعلام في حكومة بورتسودان خالد الإعيسر، الثلاثاء، إن إعلان قوات الدعم السريع عن هدنة إنسانية لا يتجاور كونه "مناورة سياسية مكشوفة" تتناقض بشكل صارخ مع الواقع المرير الذي ارتكبته قواتها على الأرض.
وأضاف: "الميليشيا التي تجردت من كل قيمة إنسانية حاصرت المدنيين العزل، وجوعتهم، وقصفتهم بالطائرات المسيّرة في مدن عدة، وعلّقت بعضهم على الأشجار، ودفنت آخرين أحياء، وآخر تلك الجرائم المروعة ارتُكب في مدينتي الفاشر وبارا؛ لذا لا يمكن أخذ حديث قائدها عن هدنة لاعتبارات إنسانية على محمل الجد أو الصدق".
وتابع: "التصريح الذي أدلى به قاعد قوات الدعم السريع ليس سوى محاولة جديدة لخداع المجتمع الدولي وتلميع صورة شوهتها الحقائق الدامغة بجرائم قواته وانتهاكاتها المستمرة، وعلى العالم ألا يسمح لنفسه بأن يُستدرج إلى هذا الخطاب المضلل؛ فقد أثبتت التجارب السابقة أن الجيش السوداني التزم بما وُقع عليه، بينما استغلت الميليشيا تلك الهدن لتمرير إمدادات مرتزقتها من السلاح والعتاد وتحقيق مكاسب عسكرية على حساب المدنيين".
وأكمل: "لقد رأى العالم أجمع حجم المعدات العسكرية والذخائر التي أدخلتها الميليشيا خلال فترات الهدن إلى المدن المكتظة بالسكان، وفي مقدمتها العاصمة الخرطوم، قبل أن تفر منها. والحقيقة الواضحة أن من يمارس القتل والحصار والاغتصاب لا يصنع سلاماً، ولا يؤمن بأي قيمة إنسانية، ومن ينقض العهود لا يمكن الوثوق بوعوده".
وأضاف: "على المجتمع الدولي أن يدرك طبيعة هذه المناورة المفضوحة، وأن يقدم معاناة الشعب السوداني على أي اعتبارات سياسية أو دعائية، وأن يضغط على الميليشيا لتنفيذ خارطة الطريق المودعة لدى الأمم المتحدة التي قدمها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بوصفها السبيل الأجدى لطي صفحة المعاناة واجتثاث مسببات الحرب من جذورها بهدنة دائمة، ووفق أسس موضوعية تستجيب لتطلعات الشعب السوداني وكل الشعوب التواقة للسلام.
ماذا حدث؟
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، الإثنين، هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، وذلك بعد إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحا دوليا بالهدنة.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في كلمة مسجلة: "سنلتزم بتسهيل العمل الإنساني ووصول الفرق الإغاثية والطبية للتخفيف من معاناة السودانيين".
وتابع: "العدالة ستأخذ مجراها وفق القانون الدولي ولا إفلات لأي مرتكب للانتهاكات من العقاب".
وأكمل: "نوافق على مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية في السودان باستثناء الحركة الإسلامية والإخوان".
وأضاف: "نأمل أن تضطلع دول الرباعية بدورها في دفع الطرف الآخر للتجاوب مع الهدنة الإنسانية في السودان".
وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، رفضه قبول وساطة المجموعة الرباعية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
ووصف البرهان خطة الرباعية بأنها "أسوأ ورقة يتم تقديمها لأنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها".
وتعهد البرهان بمواصلة القتال حتى القضاء على قوات الدعم السريع، مضيفا: "نحن لسنا دعاة حرب ولا نرفض السلام ولكن لا أحد يستطيع تهديدنا أو يملي علينا شروط".
حدود ملتهبة.. ماذا وراء تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله؟
تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في ظل موجة اغتيالات طالت قيادات بارزة في حزب الله، كان أبرزها مقتل هيثم الطبطبائي المعروف باسم "أبو علي".
هذه العملية، التي رافقتها حملة إعلامية إسرائيلية مركزة، تعكس استهدافا دقيقًا للهيكل القيادي للحزب، وتضع لبنان ومكوّناته أمام تحديات سياسية وأمنية متشابكة، في وقت يتجه فيه الحزب إلى سياسة "الصبر الاستراتيجي" لتجنب اندلاع حرب غير محسوبة.
اغتيال الطباطبائي.. صدمة على الجبهة الداخلية
يرى الكاتب والبحث السياسي فيصل عبد الساتر خلال حديثه إلى "التاسعة" على سكاي نيوز عربية أن اغتيال الطباطبائي يمثل ضربة مؤلمة لحزب الله، لكنه لن يغير المبادئ الأساسية التي ينطلق منها الحزب في إدارة قواعد الاشتباك مع إسرائيل.
ووفق عبد الساتر، فإن الإعلام الإسرائيلي يسعى إلى بث معلومات وتقارير لزيادة الإرباك في لبنان، مع تكريس صورة مفادها أن الحزب فقد قدراته العسكرية. هذه الخطوة، بحسبه، تهدف إلى فرض معادلة جديدة في الداخل اللبناني، من خلال توسيع دائرة الأهداف والضغط على الدولة اللبنانية.
الضربة الأمنية الأخيرة، والتي استهدفت الطبطبائي وعددًا من معاونيه، تأتي بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية المستمرة منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، بما في ذلك استهداف مواقع المقاومة في الضاحية الجنوبية. ومع ذلك، يوضح عبد الساتر أن الحزب ما زال متمسكا برؤية أساسية تقوم على الصبر الاستراتيجي وتجنب الرد المباشر الذي قد يؤدي إلى حرب مبادئة تُحمّل الحزب مسؤولية اندلاعها.
الإعلام الإسرائيلي ودوره في تكريس الضغط
يؤكد عبد الساتر أن الإعلام الإسرائيلي، يلعب دورا مركزيا في بث التوتر، من خلال نشر تقارير مفصلة عن القيادات السياسية والعسكرية لحزب الله، بما يشمل نوابا في البرلمان وشخصيات دينية، إضافة إلى مسؤولي وحدات التنسيق والتنفيذ العسكري. هذه المعلومات تضع الحزب في مأزق داخلي، حيث يتوجب عليه إدارة الردود العسكرية والسياسية بحذر شديد، لتفادي أي تصعيد غير محسوب قد يجر لبنان إلى حرب مفتوحة.
ويشدد عبد الساتر على أن قواعد الاشتباك التي ينطلق منها الحزب لم تتغير رغم الضغوط الإسرائيلية، وأن أي محاولة إسرائيلية لفرض معادلة جديدة لن تحدد استراتيجية الحزب في الرد.
السياسة اللبنانية الرسمية، بحسبه، مطالبة بإظهار قدرة الدولة على حماية سيادتها ومؤسساتها، بما يشمل الجيش اللبناني والقوى الشرعية، حتى يتم الحفاظ على توازن الردود في مواجهة الاعتداءات اليومية.
ويشير الباحث السياسي إلى أن حزب الله يمارس سياسة "ابتلاع الضربات" لصالح الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وعدم السماح بتحويل لبنان إلى ساحة حرب مفتوحة بسبب الضغوط الإسرائيلية أو الدولية. هذا النهج يعكس حرص الحزب على ضبط أفعاله ضمن إطار المصلحة الوطنية، مع مراعاة الدبلوماسية اللبنانية في التعامل مع هذه التحديات.
التحديات الداخلية والدور الدولي
يبرز عبد الساتر أن الوضع في لبنان معقد بفعل الانقسام الداخلي حول وجود حزب الله وأجنداته الإقليمية. ويرى أن الحزب ليس وحده في مواجهة التحديات، بل يقف خلف الدولة اللبنانية، التي عليها مسؤولية تطبيق المبادئ الدبلوماسية وفرض التوازن في مواجهة إسرائيل.
ويضيف أن الصبر الاستراتيجي للحزب يأتي في سياق حماية لبنان من حرب مبادئة، بينما يبقى المجتمع الدولي متفرجًا، غير ملزم بفرض قيود على الاحتلال الإسرائيلي.
كما يؤكد عبد الساتر أن حزب الله يعتبر جزءًا من الدولة اللبنانية، ويسعى إلى حماية مصالحها الوطنية. ويرى أن العمليات السابقة التي قام بها الحزب لدعم غزة، بما فيها الأنشطة على مزارع شبعا، تمت وفق معايير المصلحة الوطنية وليس لأي جهة خارجية. هذا التوجه يعكس فلسفة الحزب في موازنة الردود العسكرية ضمن إطار استراتيجي مدروس، يراعي أمن لبنان واستقراره دون الانجرار إلى حرب مفتعلة.
ما هي احتمالات رد حزب الله على اغتيال رئيس أركانه؟
يكشف المشهد الراهن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن مرحلة حرجة، تجمع بين الضغوط الإسرائيلية المستمرة، والتحديات الداخلية اللبنانية، والحاجة إلى سياسات ضبط استراتيجية من قبل حزب الله والدولة اللبنانية على حد سواء. تصريح فيصل عبد الساتر يؤكد أن الحزب يسير وفق منهجية الصبر الاستراتيجي، مع الانتباه إلى تعزيز الدولة اللبنانية لقدرتها على حماية سيادتها. في المقابل، يبقى الإعلام الإسرائيلي والأحداث الأمنية على الحدود أدوات ضغط متواصلة تهدف إلى إعادة صياغة قواعد الاشتباك وفرض معادلات جديدة في الداخل اللبناني، مما يجعل إدارة الأزمة على المستوى السياسي والأمني أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
إخوان السودان في مواجهة عاصفة "التصنيف الأميركي"
بعد إيوائه أسامة بن لادن عام 1991 وعشرات العناصر المتطرفة من عدد من بلدان العالم، ومنحه استثمارات ضخمة لتلك المجموعات، حول تنظيم الإخوان السودان إلى قاعدة وشريان حياة للتنظيم العالمي.
فكيف سيؤثر التصنيف الأميركي المحتمل على تنظيم الإخوان في السودان، وما انعكاسات ذلك على الأوضاع الداخلية الحالية؟
تزامنت سيطرت تنظيم الإخوان على السلطة في عام 1989، مع شروع العديد من دول الإقليم في القضاء على نفوذ الإخوان ووقف أنشطتهم المدمرة في تلك الدول، لكن بعد أقل من عامين على تمكنه من كل مفاصل الدولة الأمنية والاقتصادية والسياسية في السودان، حشد التنظيم لمؤتمر عالمي.
المؤتمر عقد في الخرطوم، في الفترة من 25 وحتى 28 أبريل 1991، عرف باسم "المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي" وحشد له أكثر من 500 شخصية متطرفة من مختلف 45 بلدا.
ووفر التنظيم دعما لوجستيا كبيرا لنشاط عناصر متطرفة من عدد من بلدان المنطقة، مما مكنها من استخدام السودان ممرا لوجستيا للحركة والسلاح، ورسّخ بالتالي موقع السودان كنقطة انطلاق لعملياتٍ لاحقة ذات أثر إقليمي ودولي. كما وطد التنظيم علاقته مع إيران باعتبارها حليفا استراتيجيا.
وتمكن التنظيم خلال السنوات الماضية من توسيع قاعدته المالية والعسكرية، واستفاد التنظيم من شبكاته الواسعة داخل الأجهزة الأمنية، لدعم التطرف الخارجي.
كما عززت الشعارات الجهادية التي رفعها نظام الإخوان في حرب الجنوب خلال الفترة ما بين 1990 و 2005 من نفوذه الخارجي.
ويرى مراقبون أن القرار الأميركي المرتقب بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية سيكون له تأثير واسع وسريع على الأوضاع الداخلية في السودان حيث سينهي التأثير الكبير للإخوان في حاضر، ومستقبل، السودان، وسيدفع خطوات التعافي بعد إفساد التنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية خلال العقود الثلاث الماضية.
ويشيرون إلى أهمية إنهاء دور أذرع وتيارات التنظيم الخفية والظاهرة والمتمثلة في عدد من المنظمات والأجسام السياسية والمدنية والعسكرية والأمنية، وهو ما سيفسح المجال أمام إنهاء هيمنة التنظيم ونفوذه الكبير داخل مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية والاقتصادية، ويوفر بالتالي فرصة كبيرة لانجاح التحول المدني.
بداية الانطلاقة العالمية
شكل تنظيم الإخوان للمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي في تسعينات القرن الماضي الذي رفع شعار"بلورة أنشطة المسلحين الإسلاميين المتشددين"، بدايات قيادة تنظيم الإخوان في السودان لأنشطة التنظيم العالمي المتطرفة والتي توالت لاحقا، ما أدى إلى إدراج السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب لفترة استمرت 27 عاما، قبل أن تتمكن الحكومة المدنية التي تم تشكيلها برئاسة عبدالله حمدوك في أعقاب سقوط نظام الإخوان في أبريل 2019، من شطب اسم السودان من القائمة التي عزلته دوليا وكبدته خسائر قدرت بمئات المليارات من الدولارات.
ويشير الأكاديمي المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية عبد المنعم همت إلى الدور الكبير الذي لعبه تنظيم الإخوان في السودان في تجميع أنفاس التنظيم العالمي، ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "لعبت الحركة الاسلامية السودانية دورا محوريا في تجميع أنفاس التنظيم العالمي للإخوان وحلفائه عبر توفير ملاذ آمن لعناصر تلك التنظيمات وإعادة بناء شبكاته حيث استضافت أسامة بن لادن وقيادات القاعدة بين 1991 و1996، ما مكنهم من تأسيس بنى مالية ولوجستية استخدمت لاحقا في عمليات إرهابية دولية".
ويضيف: "تحولت الخرطوم تحت حكم الإخوان إلى محطة خلفية لعناصر الجماعات المتطرفة من دول المنطقة".
جوازات وأعمال عابرة للحدود
عقب انعقاد المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي، فتح التنظيم أبواب السودان للمئات من العناصر الإرهابية من دول المنطقة التي انخرط بعضها في معسكرات تدريب أقامها أسامة بن لادن في شرق السودان وقرب العاصمة الخرطوم.
وبعد انتهاء فترات تدريبهم، منح السودان العشرات من تلك العناصر جوازات سفر مكنتهم من التحرك نحو تنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود.
وظلت المحاكم الأميركية تلاحق السودان لسنوات لدوره في إيواء أسامة بن لادن ودعمه لوجستيا قبل أن يتحول إلى أفغانستان التي انطلق منها تنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك والتي أدت إلى مقتل الآلاف من الأميركيين والأجانب.
الحرب توطد مخاوف الارتباط
زادت الحرب الحالية المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023؛ من خطر ارتباط التنظيم بمجموعات عالمية متطرفة مشابهة، خصوصا مع بروز الدور الكبير الذي لعبته أجنحة التنظيم المسلحة مثل كتيبة البراء في الحرب.
ومنذ بداية الحرب، ظهرت كتيبة البراء والميليشيات الأمنية التي شرع التنظيم في بنائها منذ بداية التسعينيات، وجند لها آلاف الشباب لحمايته وخصص لها مليارات الدولارات وزودها بتجهيزات عالية ومنحها صلاحيات كبيرة؛ ومكنها من إنشاء مؤسسات اقتصادية ضخمة استفاد منها في دعم مالية التنظيم وفي تقوية تلك المليشيات، ذات الارتباطات الخارجية.
وينبه المحامي كمال الأمين إلى أن "خطورة الإخوان تكمن في إنهم منظمة إرهابية بالميلاد وعابرة للحدود الجغرافية للدول".
انعكاسات داخلية
اعتبر تحالف "صمود" أن الطريق نحو السلام في السودان يمر عبر تحميل هذه الجماعة مسؤولية إشعال الحرب وإطالة أمدها ومحاسبتها على كل ما اقترفته من جرائم.
وقال إن السودان "دفع الثمن الأكبر لإجرامهم حين رزح تحت حكمهم لثلاثين عاماً، حيث قسموا البلاد ونشروا الحروب وارتكبوا جريمة الإبادة الجماعية، وتعرضت النساء والأقليات الدينية لانتهاكات واسعة وممنهجة".
ووفقا للمحلل السياسي صلاح شعيب فإن التحرك الأميركي سيضع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أمام تحدي الابتعاد الكلي عن الحركة الإسلامية بالقدر الذي يجعله متصالحاً مع الرغبة الاميركية لحماية نفسها استباقياً من الإرهاب، وكذلك خلق استقرار طويل الأمد لحلفائها في المنطقة.
وينظر شعيب إلى تداعيات التصنيف الأميركي المحتمل، من زاوية اعتماد البرهان على التنظيم كحاضنة عسكرية وإعلامية له خلال الحرب الحالية وقبلها في تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر 2021.
ويرى شعيب أن صدور التصنيف سيحد من قدرة البرهان على المراوغة، موضحا "في حال إذعان البرهان لقرار واشنطن بتنفيذ الخطة الرباعية فإن هذا الموقف سيجعله في مواجهة مكشوفة مع التيارات الإسلامية الذي هددت مرارا بزواله، أما في حال رفض القرار فإنه سيفتقد دعم حلفائه الإقليميين، وبالتالي تحجيم قدرة الجيش في الاستمرار في الحرب، وعزل حكومته دوليا واقليميا".
تفكيك لم يكتمل
يقول الخبير والمستشار في الأمم المتحدة أحمد التجاني: "منذ استيلاء تنظيم الإخوان على السلطة، لم يكن السودان أمام انقلاب عسكري تقليدي، بل أمام عملية استيلاء متعددة الطبقات استهدفت قلب الدولة بمؤسساتها، مواردها، مجتمعها، توازناتها، وذاكرتها السياسية.... لم يتعامل التنظيم في الدولة ككيان وطني؛ بل أرادت احتكارها، تحويلها إلى ملكية خاصة، توزيع مفاصلها على شبكات الولاء، وتقسيم اقتصادها على الشركات الأمنية، وتسليم مواردها لقطاعٍ تنظيمي يتحرك خارج القانون والميزانية".
وبعد أشهر من تشكيل الحكومة المدنية في نهاية 2019، بدأت اللجنة التي شكلت لتفكيك شبكات تنظيم الإخوان الاقتصادية والأمنية والإعلامية؛ في تفكيك تلك الشبكات واسترداد أصول بمليارات الدولارات إلا أن الأمر لم يكتمل لسببين تمثل الأول في عمق تمكين تلك الشبكات؛ فعلى عكس البلدان التي مرت بتجارب مشابهة وسعت شعوبها للتخلص من الإخوان ووقف طموحاتهم الإرهابية المدمرة؛ كان الأمر مختلفا تماما في السودان الذي شهد تمكينا كليا للإخوان في كافة مفاصل الدولة المدنية والأمنية بعد وصول التنظيم للسلطة في 1989 كأول جماعة إخوانية تسيطر على الحكم بشكل كامل في العالم العربي.
أما السبب الثاني فيتمثل في العقبات الداخلية وقصر مدة عمل اللجنة التي ألغى انقلاب البرهان في أكتوبر 2021 مهمتها وزج باعضائها في السجون.
سبوتنيك:حماس:ترتيب البيت الفلسطيني مشروط بالانسحاب الإسرائيلي من غزة وفق الاتفاق
أكد القيادي في حركة "حماس"، تيسير سليمان، أن وفدا من الحركة يواصل مباحثاته في القاهرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، مع التشديد على ضرورة توحيد الجهد الفلسطيني لمواجهة العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن "حماس" تسعى منذ سنوات لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من خلال مبادرات بدعم من روسيا والصين وتركيا ودول عربية.
وأشار سليمان في مداخلة له عبر إذاعة "سبوتنيك"، إلى "وجود حوارات حول الخروقات التي تقوم بها إسرائيل و مبادرات لإنشاء أجسام فلسطينية لإدارة المرحلة القادمة"، مشددا على "مرونة حماس في التعاطي مع الملفات الفلسطينية للوصول إلى ورقة في مصلحة الشعب الفلسطيني".
وقال سليمان: "في القاهرة حوار قد يؤدي إلى ورقة لإنشاء جسم إداري يعمل على إدارة قطاع غزة في الفترة المقبلة، منبعه وطني وهدفه حماية المواطن الفلسطيني وإعادة الاعمار، كما سيتم الحديث عن إنسحاب إسرائيلي إلى الخلف بما يزيد عن كيلومتر ونصف لغلاف قطاع غزة وتحريكه للوصول إلى مساحات أوسع بما تم الاتفاق عليه".
وأكد أن "إسرائيل تراوغ وتناور وتدعي وجود مسلحين لتأخير فترة وجودها في المنطقة الصفراء بهدف اكتشاف المزيد من الأنفاق وتدمير البيوت لجعلها منطقة غير قابلة للسكن".
وأضاف أن "حماس لا تمتلك القوة التي تمتلكها إسرائيل والدعم الذي تحظى به، لكن هذا لا يمنع أن تستمر المقاومة"، مضيفا: "لا أحد يشك أن الولايات المتحدة الأمريكية مساندة لإسرائيل خاصة بالدعم العسكري والسياسي"، لافتا إلى أنه "في هذه الحرب أكثر من 8 فيتو ضد الشعب الفلسطيني لصالح إسرائيل".
وعن إدخال قوة دولية إلى قطاع غزة، أوضح سليمان أن "للقوة الدولية تجارب في العديد من الدول وهي لا تمنع المجازر"، سائلا: "لماذا لا يتم الحديث عن قوة دولية تفصل بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس؟".
وأكد أن "موقف حماس واضح، السلاح هو للدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يقتل كل يوم على يد إسرائيل"، معتبرا أن "إسرائيل تريد نزع السلاح من خلال القوات الدولية لانها لم تستطع نزعه في السنتين الماضيتين"، مشددا أن "حماس لن تقبل ان تبقى إسرائيل على أراضيها، وبالتالي يجب عليها ان تنسحب من قطاع غزة" بحسب المرحلة الثانية والثالثة من الاتفاق".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفي إطار هذه الاتفاقية، أفرجت "حماس" عن 20 أسيرا كانوا محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، محررة بذلك جميع الرهائن المتبقين. ردًا على ذلك، أفرجت إسرائيل عن نحو 2000 أسير فلسطيني، من بينهم سجناء كانوا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
وفي النصف الثاني من أكتوبر الماضي، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "حماس وإسرائيل، بدأتا مناقشات تقنية حول المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام، والتي تشمل نزع سلاح حماس، وإدارة قطاع غزة بعد الحرب، ونشر قوة دولية لحفظ السلام في القطاع الفلسطيني شبه المحاصر".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن دبلوماسيين، قولهم إن "الولايات المتحدة تضغط على مجلس الأمن الدولي للموافقة على خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في قطاع غزة".
إيران تصدر بيانا بعد اغتيال إسرائيل لقائد "حزب الله" هيثم الطبطبائي
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارة الإسرائيلية على الأحياء السكنية في بيروت، والتي أسفرت عن مقتل القائد البارز في "حزب الله" اللبناني، هيثم الطبطبائي، و4 مقاتلين آخرين.
ووصفت في بيان لها الغارة، بأنها "انتهاك صارخ" لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، و"هجوم وحشي" على سيادة لبنان، مؤكدا ضرورة محاسبة القادة الإسرائيليين على أعمالهم الإرهابية وجرائم الحرب.
وأعربت الوزارة عن تعازيها لأسر الضحايا ونعت هيثم الطبطبائي، ووصفت عملية اغتياله بـ"الجبانة"، وأشادت بتفانيه في الدفاع عن لبنان ضد العدوان الإسرائيلي، وفقا لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.
وانتقدت إيران الدعم الأمريكي لإسرائيل، معتبرةً أنه سبب الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجرائم الإسرائيلية.
وأضاف البيان أن صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة أمر مؤسف وغير مبرر، محذرةً من أن المغامرات العسكرية الإسرائيلية تمثل تهديدًا للسلام الإقليمي والدولي.
وأكدت الوزارة أن مواجهة هذا التهديد مسؤولية عالمية، محذرةً من استمرار العدوان الذي تسبب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مقتل نحو 4000 شخص ونزوح أكثر من 1.2 مليون لبناني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق أمس الأحد، رسميا اغتيال قائد أركان "حزب الله" اللبناني، علي الطبطبائي، بغارة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إن "إسرائيل ستواجه محاولات إعادة تأهيل وتسليح حزب الله وستزيل أي تهديد لإسرائيل ومواطنيها"، مؤكدا التزام الجيش بالتفاهمات التي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل ولبنان.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من المناطق، التي احتلها جنوبي لبنان، بحلول 26 يناير/ كانون الثاني الماضي.
لكن إسرائيل لم تلتزم بالموعد، وأبقت على وجودها العسكري في 5 نقاط استراتيجية جنوبي البلاد وتواصل تنفيذ ضربات جوية ضد مناطق متفرقة من لبنان، معللة ذلك "بضمان حماية مستوطنات الشمال"، بينما يؤكد لبنان رفضه القاطع للاعتداءات الإسرائيلية ويطالب بوقفها.
أ ف ب: الدعم السريع تعلن هدنة إنسانية في السودان من طرف واحد لثلاثة أشهر
أعلنت قوات الدعم السريع الاثنين، هدنة إنسانية في السودان من طرف واحد، تستمر ثلاثة أشهر، غداة إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه لمقترح دولي بالهدنة.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في كلمة مسجلة: «انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية واستجابة للجهود الدولية المبذولة وعلى رأسها مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعي دول الرباعية... نعلن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العسكرية لمدة ثلاثة أشهر» والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية.
«حزب الله» يشيّع رئيس أركانه الطباطبائي وسط ضغوط متزايدة لنزع سلاحه
يشيّع «حزب الله» الاثنين قائده العسكري هيثم الطباطبائي، وأربعة من عناصره، غداة مقتلهم بضربات اسرائيلية استهدفت معقله في ضاحية بيروت الجنوبية، في تصعيد يفاقم الضغوط على السلطات اللبنانية المطالبة بتسريع عملية تجريد الحزب من سلاحه.
والطباطبائي، هو أعلى قيادي في حزب الله يُقتل بنيران إسرائيلية، منذ سريان وقف إطلاق النار الذي أنهى في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حرباً بين الجانبين استمرت لعام، وخرج منها الحزب منهكاً، بعدما دمّرت إسرائيل جزءاً كبيراً من ترسانته، وقتلت عدداً كبيراً من قيادييه.
ودعا «حزب الله» مناصريه إلى المشاركة بكثافة في تشييع الطباطبائي، بدءاً من الثانية بعد الظهر، في ضاحية بيروت الجنوبية، في مراسم يتخللها مسيرة شعبية يُتوقع أن تكون حاشدة.
رئيس أركان حزب الله
أعلن الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر الأحد تنفيذ سلاح الجو ضربة في منطقة حارة حريك، أسفرت عن اغتيال هيثم علي الطباطبائي، رئيس أركان حزب الله والقائد الأبرز فيه، إضافة الى أربعة آخرين من الحزب.
وبحسب سيرة وزّعها الحزب، تولى الطباطبائي، الذي تسلم مهمات في سوريا واليمن، القيادة العسكرية في الحزب، بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، التي خسر خلالها الحزب أمينه العام السابق حسن نصر الله، وأبرز قادته العسكريين.
وجاء التصعيد في وقت تكرر إسرائيل التي تواصل شنّ ضربات خاصة في جنوب لبنان، أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، وعلى وقع ضغوط أمريكية متزايدة على الجيش اللبناني لتسريع عملية تجريد الحزب من سلاحه، بموجب وقف إطلاق النار.
ونصّ الاتفاق، بوساطة أمريكية، على وقف العمليات العسكرية وانسحاب «حزب الله» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، على بعد حوالي ثلاثين كيلومتراً من الحدود، وتفكيك بنيته العسكرية وأسلحته.
وقرّرت الحكومة اللبنانية في الخامس من أغسطس/ آب الماضي، نزع سلاح حزب الله. وشرع الجيش بدءاً من سبتمبر/أيلول الماضي، في تفكيك بنى الحزب العسكرية وفق خطة وضعها، فيما رفض «حزب الله» تسليم سلاحه واصفاً قرار الحكومة بأنه «خطيئة».
الصفعة الأقوى
جاء استهداف الطباطبائي بعد تأكيد إسرائيل مراراً أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قوته، وأن يشكل مجدداً تهديداً لها، وهو ما كرره رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الأحد.
وأوضح مصدر قريب من «حزب الله»، أن داخل الحزب رأيين حالياً، بين من يفضّل الرد على اغتياله، ومن يريد الامتناع عنه، إلا أن قيادة الحزب تميل الى اعتماد أقصى أشكال الدبلوماسية في المرحلة الراهنة، وهو ما عكسه بيان النعي الذي أصدره الحزب الأحد.
ولا تبدو خيارات الحزب عديدة، بعدما أضعفته الحرب الأخيرة مع إسرائيل عسكرياً ولوجستياً، وخسر طرق إمداده من سوريا بعد إطاحة الحكم السابق قبل عام، وفقد غطاءً سياسياً لسلاحه في الداخل، بعد مضي السلطات بتجريده منه، عدا عن ضغوط واشنطن لتجفيف مصادر تمويله.
ويقول الباحث في مركز «أتلانتيك كاونسل» نيكولاس بلانفورد، إن «خيارات حزب الله محدودة للغاية. تطالبه قاعدته الشعبية بالثأر، لكنه إذا ردّ مباشرة، حتى لو اقتصر ذلك على الوجود العسكري الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية»، فهو يدرك أن «اسرائيل سترد بقوة، ولن يكون أحد في لبنان ممتناً له على ذلك».
وشكّل اغتيال الطباطبائي «الصفعة الأقوى لحزب الله منذ وقف إطلاق النار»، وفق بلانفورد بالنظر الى موقعه القيادي.
ورغم تأكيد الجيش اللبناني مضيه، وفق الخطة في نزع سلاح حزب الله من المنطقة الحدودية، في إطار المرحلة الأولى من خطته التي يتعيّن أن تنتهي نهاية العام الحالي، إلا أن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين يتهمون السلطات اللبنانية بـ«المماطلة» في نزع سلاح الحزب.
وقال مصدر عسكري، الأسبوع الماضي، إن مطلب تل أبيب وواشنطن بتجريد الحزب من سلاحه، قبل نهاية العام أمر مستحيل، وسط نقص في العتيد والعتاد، وخشية من مواجهات مع المجتمعات المحلية الحاضنة لحزب الله.
وفي معرض إدانته للغارة الإسرائيلية الأحد، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على أنّ «الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه».
مقتل ثلاثة فلسطينيين بنيران إسرائيلية في غزة
لقي ثلاثة فلسطينيين مصرعهم، الاثنين، بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، على ما أفاد الدفاع المدني ومصادر طبية فلسطينية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: «نقل إلى المشافي ثلاثة قتلى الاثنين، اثنان منهم بنيران مسيّرة إسرائيلية في بلدة بني سهيلة (شرق خان يونس) وقتيل آخر بقذيفة دبابة إسرائيلية في منطقة شرق حي التفاح في شرق مدينة غزة».
وأكد مستشفى ناصر بخان يونس، أنه استقبل قتيلين وثلاثة مصابين أحدهم وصفت جروحه بأنها «خطرة».
كما أكد مدير مستشفى الشفاء بمدينة غزة الطبيب محمد أبو سلمية، وصول قتيل وعدد من المصابين إثر إطلاق دبابة إسرائيلية النار تجاه سكان في حي التفاح.
وذكر مصدر أمني في غزة أن «الطائرات الإسرائيلية شنت صباح اليوم عدة غارات جوية على مناطق في جنوب شرق خان يونس، وفي رفح» في جنوب القطاع. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي «يواصل نسف عشرات المباني والمنازل وتجريف منازل كانت تضررت خلال الحرب، في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح (شرق مدينة غزة) وفي خان يونس ورفح».
وتسيطر القوات الإسرائيلية على معظم مدينة رفح ومخيمها، والمناطق الشرقية في خان يونس.
وقتل في الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نحو 70 ألفاً من المدنيين، غالبيتهم نساء وأطفال.
