آلام الأرمن تتجدد في الذكرى الـ 102لمذبحة أجداد أردوغان

الجمعة 25/أبريل/2014 - 04:35 م
طباعة آلام الأرمن تتجدد
 
اردوغان
اردوغان
في الذكري الـ 102 لمذبحة الأرمن والتى نتج عنها قتل واصابة وتشريد أكثر من مليون ونصف مليون أرميني، حاول رجب طيب اردوغان استمالة عدد من الدول الأوربية لجانبه وسط المشكلات والأزمات السياسيات التى يعانى منها، من خلال تقديم اعتذار إلى أحفاد ضحايا المذبحة، دون أن يعترف بمسئولية الدولة العثمانية عن هذه الجريمة.
وأصدر أردوغان بيانه بتسع لغات، ليعد المسئول التركي الأول الذى يقدم على هذه الخطوة، بينما رفض الرئيس الأرميني هذا البيان واكد انه غير كافي، وهو نفس الموقف الذى أعلنته فرنسا.  
العلم التركي تحت
العلم التركي تحت الأقدام
بينما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "نكرّم من فقدوا حياتهم في واحدة من أسوأ الأعمال الوحشية في القرن العشرين ، فهناك ما يقدر بمليون ونصف المليون أرمني قتلوا، أو أُجبروا على اختيار طريق الموت في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية قبل 99 عاماً ".
أكد بقوله" على أن  الدول التي تقر بعناصر الألم في ماضيها وتحاسب نفسها، يمكنها أن تنشئ لنفسها مستقبلاً من العدل والتسامح، كما أنها ستقوى بشكل أكبر، لقد وعينا هذا الدرس جيداً، ونحن نناضل في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل التسامح مع بعض في أحلك اللحظات في تاريخنا، ونحن نقدر مساعي الأرمن والأتراك الشجعان، الذين يسيرون على نفس المنوال، ونحث حكوماتهم على بذل المزيد في هذا الخصوص، بمساعدة حكومتنا ".
من جانبها علقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية على تعازى رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان”  رغم رفض الأتراك من قبل وصف ما فعلوه ضد الأرمن بالإبادة الجماعية، وأشارت إلى تصريح رئيس اللجنة الوطنية الأرمينية الأمريكية "آرام هامباران" الذي رفض تصريحات "أردوغان" ووصفها بالباردة والساخرة، مؤكدا أنه بذلك تزيد أنقرة من عزلتها الدولية، بإصرارها أنها لم ترتكب المذابح ضد الشعب الأرمني.
أطفال ناجون من المذبحة
أطفال ناجون من المذبحة
كما اشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن رفض تركيا الاعتراف بالإبادة الجماعية ضد الأرمن تسبب في توترات دبلوماسية مع فرنسا، حيث إن عددا كبيرا من المواطنين الفرنسيين من أصول أرمينية، كما أن هناك توترات مع الولايات المتحدة بسبب نفس القضية، واعتبرت أن تصريحات "أردوغان" تهدف إلى تخفيف حدة التوتر مع الغرب قبل عام واحد من اكتمال 100 عام على المذبحة، ومن جهة أخرى يحاول تحسين صورته وصورة حكومته التي توصف بالاستبدادية.
ونقلت الصحيفة عن "ريتشارد جيراجوسيان" مدير مركز الدراسات الإقليمية في أرمينيا قوله " يعتبر تعليق أردوغان تعليقا تاريخيا فهو الأول الذي يتحدث حول هذه القضية، ولكنه يهدف إلى تحسين صورته قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس المقبل.
أشارت إلى أن تركيا لا تزال حتى الآن تحمل نفس المشاعر المعادية لأرمينيا، حيث تعمل أنقرة على تعميق علاقتها مع أذربيجان جارة أرمينيا، لزيادة التوترات الإقليمية بين البلدين، حيث أصبحت أذربيجان واحدة من أكبر أسواق الاستثمارات لدى تركيا، بالإضافة إلى تأسيسها لمشاريع البنية التحتية.
بقايا هياكل المواطنين
بقايا هياكل المواطنين الارمن
واختتمت الصحيفة تقريرها بقولها " بعد إرسال أردوغان" تعازيه لأحفاد الأرمن، أحرق آلاف الأرمن علم تركيا، دون أن يطلب الصفح، وقد ذكرت وسائل الإعلام الأرمينية أن نحو 10 آلاف شخص شاركوا في مسيرة يريفان، بدأت بحرق العلم التركي وإيقاد المشاعل، قبل أن يتوجهوا إلى النصب التذكاري لضحايا إبادة الأرمن.
يذكر أن مذابح الأرمن تعرف باسم "المحرقة الأرمنية" و"المذبحة الأرمنية" أو الجريمة الكبرى،  نسبة إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية أدت إلى وفاة المبعدين.
وحسب ما نقله بعض المؤرخين فإن "الإبادة المنتظمة للأرمن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، إذ يدور الحديث عن القتل الجماعي الذي وضع أساسه في أعوام 1894-1895 بغية تقليص عدد الأرمن في تركيا والقضاء عليهم قضاء تاما في المستقبل".، ويعتبر 24 أبريل عام 1915 رسميا بداية لإبادة الأرمن الجماعية، إذ استمر القتل الجماعي في فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة أزمير في سبتمبر عام 1922، ورافقت عملية الاستيلاء على المدينة مجزرة السكان من الأرمن واليونانيين، فحرقت الأحياء الأوروبية للمدينة تماما، واستمرت المجزرة 7 أيام، وتسببت في مقتل نحو 100 ألف شخص.

شارك