مع غارات "عاصفة الحزم".. الحوثيون يتراجعون ومبادرة لـ"صالح" والرياض: لا يوجد خطة للتدخل البري

الجمعة 27/مارس/2015 - 06:48 م
طباعة مع غارات عاصفة الحزم..
 
واصلت اليوم  طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية  السعودية قذف أهداف عسكرية  لجماعة أنصار الله الحوثيين، فيما بدأ الحديث عن طرح سياسي للأزمة عبر  رؤية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ومطالب إيران الحليف القوي للحوثيين في ضرورة وقف الضربات العسكرية والجلوس لطاولة المفاوضات مع تأكيد القيادة العسكرية السعودية عدم التدخل البري في اليمن .

صالح يطرح مبادرة:

صالح يطرح مبادرة:
وأطلق الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام مبادرة سياسية لحل الأزمة القائمة في البلاد، وتشير المبادرة إلى أن الأمور في البلاد  ربما تسير إلى التهدئة والجلوس لطاولة المفاوضات.
يأتي ذلك مع أنباء عن  تأجيل الحوار بين الأطراف اليمنية، الذي كانت ستستضيفه العاصمة القطرية الدوحة إلى إشعار آخر، بعد انطلاق عملية "عاصفة الحزم" التي تستهدف مواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن.

وزير خارجية اليمن:

وزير خارجية اليمن:
فيما قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن الحملة العسكرية العربية ضد الحوثيين في اليمن ستستمر على الأرجح أياما وليس أسابيع.
وردا على سؤال عما إذا كانت العملية العسكرية التي بدأت يوم أمس الخميس ستستغرق أسابيع أو أكثر قال ياسين "اتوقع أن هذه العملية لن تطول وأعتقد أنها أيام"
وكشف ياسين عن وجود خبراء وقوات إيرانية في صنعاء، وقال إن توجيه بطاريات الصواريخ باتجاه السعودية والجنوب والمناورات التي على الحدود دليل على وجود الخبراء الإيرانيين على الأرض اليمنية.
وقال ياسين إن الضربات العربية لم تنتق أهدافًا في شمال اليمن أو جنوبه بل شملت الكل، وأن أي حديث عن الإعداد لانفصال اليمن هو شائعات هدفها إرباك الشعب والتجييش ضد الجنوب.

إيران تطالب بحل سياسي:

إيران تطالب بحل سياسي:
وفيما يبدو أن المسئولين في إيران يدركون حجم الخطر في حالة سقوط حليف وشيك لهم في اليمن، فسعوا للحل السياسي والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إنقاذ الحليف من خسارة قد تنهي وجوده في اليمن.
وقال وزير الخارجية الإيراني اليوم الجمعة، إن الضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن يجب أن تتوقف، وأن على كل الأطراف ذات النفوذ في البلاد السعي إلى حل سياسي.
وأضاف محمد جواد ظريف للصحفيين "أدناها (الضربات الجوية)، يجب أن تتوقف، على الجميع تشجيع الحوار والمصالحة الوطنية في اليمن بدلًا من زيادة صعوبة التئام شمل اليمنيين".
وقال إن مناقشات جرت على هامش المحادثات النووية كان موضوعها اليمن، حيث تدعم طهران الحوثيين لكن التركيز انصب على جهود التوصل لاتفاق إطار سياسي مع القوى الكبرى بشأن برنامج إيران النووي بحلول نهاية مارس آذار.
البعض يرى التصريحات الإيرانية  تسعى لكسب القوة لدعم جماعة عبد الملك الحوثي، وإنقاذه عبر مستشارين وعسكريين يواجهون الحرب السعودية على جماعات التمرد في اليمن.

باكستان حاضرة:

باكستان حاضرة:
وفي المقابل، ومع الإعلان عن الدول المشاركة في ضربات "عاصفة الحزم" الجوية على اليمن، نقلت وكالة "رويترز" أنّ وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، صرّح اليوم الجمعة، بأنّ إسلام أباد لم تتخذ قراراً بشأن ما إذا كانت ستقدم دعماً عسكرياً لتحالفٍ تقوده السعودية، يشن غارات جوية في اليمن، لكنه تعهد بالدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها"، وفي تصريحٍ للبرلمان، قال "لم نتخذ قراراً بالمشاركة في هذه الحرب، لم نقدم أي وعود، ولم نعد بتقديم دعم عسكري للتحالف، الذي تقوده السعودية في اليمن"، وأضاف "في سورية واليمن والعراق يجري إزكاء الانقسامات وينبغي احتواؤها، الأزمة لها تداعياتها في باكستان أيضاً"، وكان مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، قد نقل أمس، أنّ أي تهديد للسعودية "سيثير رداً قوياً من إسلام أباد".

تواصل القصف:

تواصل القصف:
وأعلنت السعودية أن الضربة الجوية الأولى نتج عنها "تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ سام، وأربع طائرات حربية"، مشيرة إلى أن العملية "تمت بأمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبإشراف وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف".
وقصفت طائرات تابعة للتحالف العربي منطقتين في صعدة شمال اليمن التي تعد المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، الجمعة، فيما استمرت الغارات على مناطق أخرى في البلاد.
استهدفت الغارات التي تأتي ضمن عملية "عاصفة الحزم" منطقة كتف البقاع في شمال صعدة، كما تعرضت منطقة شدا لقصف جوي أيضا.
وفي صنعاء، سمع دوي انفجارات عنيفة في محيط قصر الرئاسة، وبالقرب من المعسكرات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.  
كما استهدفت الغارات معسكرات للحرس الجمهوري السابق الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح من بينها معسكر ألوية الصواريخ والقوات الخاصة، وتجدد القصف أيضا على قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء.
وكانت عملية "عاصفة الحزم" انطلقت بانفجار هائل في العاصمة صنعاء قبل أن تتمدّد عبر غارات جوية في مختلف المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، وفي مقدمها صعدة، معقل الجماعة.
وأكد المتحدث العسكري لغرفة عمليات "عاصفة الحزم" أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقق كل أهدافها، المتمثلة في إعادة الشرعية لليمن، وتمكين الرئيس عبدربه هادي من ممارسة مهامه كرئيس شرعي لليمن، وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، كما أكد أن "لا تخطيط حالياً لعمليات برية" في هذا البلد.
وقال العميد ركن طيار أحمد عسيري في مؤتمر صحافي عقد في الرياض، إنه لن يُسمح لأحد في هذه الظروف بمساعدة جماعة الحوثي للإضرار بمصالح واستقرار اليمن.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية فجر الأربعاء كانت كبيرة جداً، وشاركت فيها جميع أنواع الطائرات، وأنها استهدفت إخماد وسائل الدفاعات الجوية للميليشيات الحوثية، ومهاجمة القواعد الجوية وتدمير الطائرات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات وتدمير صواريخ سام.
وشدد عسيري على أن السعودية لن تسمح للحوثيين بالاقتراب من حدود المملكة، مشيراً إلى أنه لوحظ تقدم الميليشيات الحوثية على الحدود، لكنه تم التعامل معهم بكل حزم.

ارتباك الحوثيين:

ارتباك الحوثيين:
يأتي ذلك مع تداول أخبار حول وجود ارتباك داخل صفوف الحوثيين، ومع انطلاق عاصفة الحزم بدأت الانشقاقات تظهر في صفوف القبائل والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث أفادت مصادر قبلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت في معاقل المتمردين في صعدة وعمران بين مسلحي القبائل المنشقة وميليشيات الحوثي التي بدأت بالتقهقر والانهيار.
وفي مأرب أفادت مصادر قبلية بأن الحوثيين بدأوا بالانسحاب من مواقع في مأرب والبيضاء، تاركين معداتهم العسكرية للقبائل.
كما خرجت كتائب في اللواء 35 مدرع في تعز جنوبي البلاد خرجت على أوامر قيادة اللواء الموالي للحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكرت التقارير الإعلامية أن الكتائب المنشقة رفضت أوامر قيادة اللواء بإخراج حملات عسكرية إلى مدينة عدن التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها.

مشهد الحرب:

مشهد الحرب:
ويرى محللون أنه في ظل عدم وجود خطة لتحالف العربي للتدخل البري في اليمن، ومع تراجع الحوثيين وارتفاع الخسائر، وارتفاع صوت الحوارات والمفاوضات ووقف العملية العسكرية، يُعتقد أنه من الممكن أن يجلس الجميع إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة.
ويقول المحلل السياسي اليمني صادق ناشر، إن القصف المكثف للقوات التي توالي الحوثيين وعلي عبد الله صالح ستجعل الأطراف المعاندة والتي استكبرت تأتي إلى طاولة الحوار.
ويؤكد المحللون أن الأوضاع في اليمن تتوقف على مدى صمود مليشيا الحوثي في وجه الغارات، ومدى تقبل الشعب اليمني لها وتأييدها لـ"عاصفة الحزم"، والتي تؤدي إلى سقوط جماعة الحوثي بشكلها العسكري.

شارك