إبادة السريان والأرمن في أطول عريضة لإحراج تركيا عالميا

الثلاثاء 07/أبريل/2015 - 03:48 م
طباعة إبادة السريان والأرمن
 
يمثل شهر أبريل 2015 ذرة الاحتفال بالذكرى المئوية لإبادة الأرمن والسريان؛ الأمر الذي يضع تركيا في محل ضغط وإحراج أمام العالم وبدء أمس مظاهر هذه الذكرى؛ حيث أقيمت صلاة قداس في كاتدرائية مار جرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس بدمشق- سوريا- بمناسبة الذكرى المئوية لمذابح الإبادة العثمانية بحق السريان "سيفو" 1915-2015 ترأسه قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية، وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم. 
وشارك في القداس عدد من رؤساء وممثلي الطوائف المسيحية بدمشق والسفير البابوي بدمشق. وحضر القداس وزيرة الشئون الاجتماعية الدكتورة كندة الشماط، وعدد من أعضاء مجلس الشعب. وأشار البطريرك أفرام الثاني خلال القداس إلى ما قدمه السريان السوريون من شهداء في مذابح الإبادة التي ارتكبها العثمانيون ضدهم عام 1915 والذين تجاوز عددهم خمسمائة ألف شهيد.
وقال غبطة البطريرك: "يبادر المجرمون وسفاكو الدماء إلى الفتك بالعباد وتخريب البلاد، مدعين أنهم يرضون الله بأعمالهم هذه، وأي إله يرضى بقتل الناس وسفك الدماء وهتك الأعراض لمجرد أن هؤلاء يختلفون بعقيدتهم وطريقة عبادتهم لله الواحد".
وأضاف البطريرك أفرام الثاني: الشهادة الحقيقية هي تلك التي تأتي نتيجة الدفاع عن المعتقد والمبدأ.. هي تلك التي يقبلها الإنسان عندما يخير بين الموت ونبذ الإيمان أو بين الاستسلام والذود عن الوطن، وهذا ما رأيناه ونراه من جنودنا البواسل، ومن كل من وقف في صفهم للدفاع عن هذا الوطن، خاصة في هذه الأيام التي استهدفته فيه دول كثيرة أرسلت ما لديها من مجرمين وقطاع طرق وإرهابيين لمحاربة أبناء سورية، فتصدى لهم السوريون الشرفاء من عسكريين ومدنيين مسترخصين حياتهم فداء وطنهم، وفي سياق متصل وقع البطريرك أفرام على أطول عريضة في العالم تطالب بالاعتراف بمجازر إبادة الشعب السرياني في كنيسة السيدة العذراء في القامشلي. 
ويطالب تركيا بأن تتصافح مع ماضيها كما وضع حجر الأساس لتشييد نصب تذكاري لشهداء "سيفو" الإبادة السريانية سيفو 1915- 2015، إنها الذكرى المئوية الأولى لإبادة الشعب السرياني "سيفو" التي تعرض لها آباؤنا في مطلع القرن العشرين في السلطنة العثمانية، إذ طالهم السيف فيما كانوا آمنين عزلا، ونال أكثر من نصف مليون من السريان، إلى جانب الأرمن والمسيحيين الآخرين، من نجا منهم طرد من بيته وأرضه، وصودرت ممتلكاته، وأهينت كرامته، بل في معظم الحالات أجبر على ترك دينه وإيمانه.. حولت الكنائس إلى حظائر للحيوانات، أو مطاعم أو معامل، والهدف هو محو معالم الوجود المسيحي في المنطقة ووضع اليد على ممتلكات المسيحيين وأوقافهم، فصرنا بحق أبناء الشهادة في هذا المشرق الذي بذلنا نحن السريان الكثير في سبيل نشر الحضارة فيه والثقافة والايمان؛ لأننا شعب تميز بالعلم والرقي وصلابة العزيمة على الرغم من مآسيه الكثيرة؛ لذلك عصفت أعاصير الاضطهادات التي جاءت من الدولة العثمانية ومن الشعب، فشكلت صفحات مؤلمة ومؤسفة من تاريخ الشعوب والمنطقة، واليوم قرن كامل يمر على مجازر سيفو، وما زالت الجراح تنزف، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية أمام شهدائها تلتزم بمسئولية الوقوف وقفة تاريخية لإيقاظ الإنسان القابع في سبات عميق، غير مدرك أن الساكت عن الحق مشارك في الجريمة، "فالكنيسة أخذت على عاتقها واجب تذكير الإنسان بما هو وصمة عار، بل أقبح جريمة في القرن العشرين"، ولن تتلاشى هذه الإبادة من ذاكرة الإنسان ما دام هناك، من يسلط الضوء ليفتح عيونا عمياء وآذانا صماء.. اضطررنا أن نوقظها من حالة التناسي التي أغرقها بها المجتمع الدولي؛ ولكل هذه الأسباب مجتمعة ارتأت الكنيسة أن تحيي خلال عام 2015 ذكرى مئوية الإبادة "سيفو"،  والمجازر التي ارتكبت بحق أبنائها، فعمد شبان فوج الكشاف الرابع في القامشلي إلى إطلاق حملة بعنوان "مسيرة شعب لا يموت"؛ كي لا ينسى الجميع المجازر التي ارتكبها العثمانيون، والمطالبة بالاعتراف بإبادة الشعب السرياني- سيفو، فأعدوا أطول عريضة في العالم لتحمل توقيعات الناس الشرفاء، والسير بها في كافة بلدان الوطن والانتشار؛ لأنه آن الأوان لإيقاظ الضمائر النائمة من أجل الاعتراف بهذه الإبادة التي كادت أن تقضي على الشعب بكامله، فبارك البطريرك أفرام هذه الحملة وباركها بتوقيعه متحدثا عبر وسائل الإعلام قائلا: بالتأكيد أن هذه الحملة التي قام بها شبان وشابات القامشلي هي نقطة البداية، وسيتم إرسالها إلى كل أصقاع العالم؛ فنحن لا نطالب فقط تركيا بالاعتراف بالإبادة إنما كل الدول، وعلى تركيا اليوم أن تتصافح مع ماضيها، وتعترف بما حدث؛ لكي تعيد إلى أبناء شهداء سيفو السلام الداخلي الذي يتعطشون إليه، كما يجب على سوريا أن تعترف بالإبادة من خلال قرار يحب أن يصدر عن مجلس الشعب أو الحكومة السورية والاعتراف بالمجازر لأن المذابح قد ارتكبت بحق السوريين، ولا تفرقة بينهم وبين السريان، فكلهم شعب واحد، ومذابح السريان ارتكبت لأنهم رفضوا أن يتنازلوا عن إيمانهم وإخلاصهم لوطنهم؛ لذلك مطلبنا واضح اليوم ألا وهو "أن تأخذ كل الدول هذه القضية على محمل الجد وتعترف بالإبادة"، بمقابل ذلك قدم الشاب إلياس إيشو المبادر الأول لهذه الحملة شرحا تفصيليا عن الحملة؛ حيث أردف قائلا: إن هذه الحملة قد تمت برعاية فوج الكشفي الرابع في مدينة القامشلي، أردنا منها أن نوصل صوتنا إلى العالمية ونقول كلمة "كفى مماطلة لهذه القضية المؤلمة"، أردناها صوتا صارخا من قلعة السريان القامشلي لننطلق بعد ذلك ببركة أبينا قداسة البطريرك أفرام إلى كل أصقاع العالم، وسوف تحمل العريضة "133 ألف و333 توقيعا" يبلغ طولها 10 أمتار وعرضها مترين ونصف؛ وذلك لنؤكد أننا ملح الأرض وشعب لا يقهر، ولنعود لتمجيد الرب في أرضنا التي فيها زرعنا للإنسان مبادئ القيم والتعليم والرقي والحضارة، ومن المتوقع أن تدخل هذه الحملة موسوعة جينيس. 

شارك