"حركة صابرين" الشيعية.. ذراع إيران في قطاع غزة

الجمعة 12/أكتوبر/2018 - 03:11 م
طباعة حركة صابرين الشيعية.. علي رجب
 
تعتبر فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص إحدى الدول السنية التي لم يكن فيها وجود للمذاهب الشيعية، ولكن كان هناك اختراق ودعم إيراني للفصائل الفلسطينية، والذي أدى إلى تشيّع عدد من قادة هذه الفصائل، ولكن في الأسابيع الأخيرة ظهر تنظيم شيعي في قطاع غزة، وهو ما يعتبر ثمرة العلاقات الإيرانية بالفصائل الشيعية، من خلال إيجاد فصيل شيعي لها في قطاع غزة يتوقع أن يكون له امتداد في سيناء.

مدخل

مدخل
مع الصراع المتقطع في قطاع غزة والهجوم الإسرائيلي من وقت إلى آخر، وفي ظل استغلال إيران لحرب غزة ودعمها للفصائل عبر اختراق المجتمع الفلسطيني وخاصة قطاع غزة من أجل وجود مكانة لها في النسيج الغزاوي، بزرع فصيل شيعي وليس اعتمادًا على الفصائل السنية والتي تشكل الأغلبية الساحقة لفلسطينيين.
استطاعت إيران وعبر أدواتها بالمساعدات العسكرية والانسانية، وعبر الجمعيات الخيرية التي تقدم المعونات أو من خلال دعمها لحركات المقاومة، لاسيما حركة الجهاد الإسلامي، وحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، ان تعبر الي النسيج الفلسطيني السني وتخلق لها فصيل وخلية شيعية تزداد يوما بعد يوم.
 شكلت هذه الأجواء الأرض الخصبة للتمدد الشيعي الذي عبر عن نفسه كما قلنا عبر العمل الخيري، ليقطع مسافة كبيرة بعد ذلك ويتم الإعلان عن أول جماعة شيعية مسلحة في قطاع غزة، تحمل اسم “حركة الصابرين نصراً لفلسطين” (حصن)، التي ظهرت بشكل رسمي، أواخر مايو بمناسبة تشييع أحد عناصرها، وهو نزار سعيد عيسى الذي قضى بانفجار داخل مخزن للصواريخ في مخيم جباليا، واعتبرته (حصن) “شهيدها” الأول وأحد قادتها الميدانيين.

التأسيس

التأسيس
في مايو 2014 ظهر حركة "صابرين" لتكون أول حركة وجماعة شيعية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، لتؤكد نجاح السياسية الايرانية في اختراق النسيج الفلسطيني وخاصة بقطاع غزة تحت دعاوى المقاومة ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وتتخذ حركة صابرين شعار قريب من شعار حزب الله اللبناني والذي يعتبر أيضا قريب من شعار الحرس الثوري الإيراني، وتعتبر نفسها حركة فلسطينية مقاومة، تهدف إلي طرد المحتل الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية، وهو ما يشير الي ارتباطها بإيران  والحرس الثوري الايراني

بداية البذرة

بداية البذرة
ظهر بدايات الشيع في قطاع غزة فمنذ أكثر من 10 سنوات، تشيع عدد من  قياديي وعناصر حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني منهم محمد الطوخي ممثل الحركة السابق في إيران، إبراهيم البارود، يحيى جابر، الراحل محمد الزطمة ومحمد الطحايلة، كما ان  إياد الحسني قائد الذراع العسكري للحركة ينتمي للمذهب الشيعي.
ولكن بداية تأسيس حركة شيعية مقاومة في قطاع غزة، كان لها بدايتها ففي عام 2008 أعلن تنظيم اسمه «حزب الله الفلسطيني» وجوده في الضفة، وقابلت كل من السلطة و«حماس» تلك الخطوة بالتشكيك، ولكن ذلك الفصيل الذي وصف نفسه بأنه «إسلامي جهادي سني لا علاقة له بالعملية السياسية» لم يدم طويلاً واختفت أخباره لاحقاً. 
كذلك شهدت غزة إعلان خلية عسكرية تحت مسمى «مجموعات عماد مغنية»-احد قادة حزب الله اللبناني- مسؤوليتها عن عدة عمليات، وظهر تالياً انتماء تلك الخلية إلى «فتح». ويثير ارتباط هذه المسميات بإيران وحزب الله حساسية كبيرة في غزة.
وقبل سنوات انتهت الشرطة الفلسطينية- قبل انقلاب حماس علي الحكومة السلطة الفلسطنية- على عشرات كانوا يقيمون مجلس عزاء في ذكرى أربعينية الإمام الحسين شمال القطاع. وشهدت مدينة خان يونس (جنوب) في الأشهر الماضية اشتباكات بالأيدي ثم السلاح بين أتباع شيخ سلفي اعتاد أن يهاجم النظام السوري ومعه إيران وحزب الله على المنابر، وشباب ينتمون إلى «الجهاد الإسلامي» حتى طوّقت الأخيرة الخلاف.
وفي 2011 كان هناك ظهور لافتا لجماعات شيعية  وخاصة في بلدة بيت لاهيا، إذ كان أول ظهور علني لمتشيعين في غزة، وقامت أجهزة أمن حماس بحملة اعتقالات حينها طالت العشرات من "المتحولين" إلى المذهب الشيعي.
إلا أن إدارة الأمن الوطني في حكومة حماس في غزة، داهمت بيوت الناشطين العاملين بالتنسيق مع طهران، وبدعم من الجهاد الإسلامي في حينه. وعزت حماس ذلك في حينه، إلى أنه لم يسبق لفلسطين أن كان فيها شيعة، إلا ما يظهر في مناطق متفرقة، نتيجة جهد إيراني للتشييع، ولتعزيز الولاء لإيران تحت راية الدين والمذهب.
إلا أن حماس تراجعت لاحقاً عن ملاحقة المتشيعين في غزة، وعن حركة "صابرين – نصرا لفلسطين"، بعد إعادة المصالحة بين حماس وإيران أخيراً" وبتهديد "إيراني لحماس وحتى لحركة الجهاد بربط المساعدات بعدم ممارسة ضغوط على هؤلاء".

العدد والتسليح

العدد والتسليح
لا يعرف عدد اعضاء حركة "الصابرين" او المنطوين تحت لوائها، ولكن ما يشير اليه الخبراء والمتابعين للشأن الفلسطيني و خاصة في قطاع غزة الي انها حركة في ازدياد مع استغلال اعضائها للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها القطاع.
على صعيد تسليحهم، يري المراقبون ان الحركة تمتع بتسليح جيد ، فيما يدور الحديث عن قيام محمود جودة القائد السابق لجماعة التكفير والهجرة في غزة بلعب دور كبير في التنظيم، وذلك بعد أن أعلن تشيعه قبل سنوات بزعم انتسابه لآل البيت، وتصدره للمشهد الشيعي في القطاع.

مجلس شورى الحركة

مجلس شورى الحركة
يوجد للحركة مجلس شوري، لا يعرف عددهم بالضب ولكن  يرأس المجلس شخص كنيته «أبو محمد». يرفض المحيطون به تعريف اسمه لأنه لا يمثل شخصياً حركته «الصابرين» كما يقولون، «بل هناك مجلس شورى يتخذ القرار في التنظيم، وهذا المجلس ليس جديداً، لكنه تأخر في الإعلان لظروف معينة سبقتها مرحلة كمون طويلة»، لا يظهر الكثير عن «أبو محمد» في البحث عن سيرته لاتصافه بالغموض وسرية التحرك، فهو مطلوب لإسرائيل منذ 18 عاماً.
 بروز اسمه في العمل المقاوم جاء بعدما حاولت قوات الاحتلال اعتقاله مطلع الانتفاضة لمسؤوليته عن عملية قتل فيها 35 جندياً إسرائيلياً في تل أبيب. لكنه خرج من البيت قبل وصولها، فقررت هدم منزله المكون من 6 طبقات، ما أدى إلى استشهاد والده وتشريد عائلته. يتهم بأنه على علاقة قوية مع متنفذين في الجمهورية الإسلامية في إيران، ما وضعه تحت أعين أجهزة حماس الأمنية التي اعتقلته أكثر من مرة من دون إثبات تهمة معينة عليه، وسبق أن اعتقل في سجون الاحتلال والسلطة خلال الثمانينيات والتسعينيات.

"صابرين" و"حماس" علاقة منفعة

صابرين وحماس علاقة
ولا يُعرف تحديدا طبيعة العلاقة بين حركة حماس وبين "الصابرين"، ويفرض الواقع الأمني في غزة، على أي فصيل سياسي أو عسكري، التنسيق مع حماس بصفتها أكبر تنظيم مقاوم في غزة، بغض النظر عمّا ستؤول إليه نتائج المصالحة والملف الأمني. ويتابع شؤون هذه التنظيمات جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة أولاً، وثانياً جهاز الأمن الخاص بكتائب القسام الذراع المسلحة للحركة.
ورغم تأكيد مصادر أمنية في القطاع أن أجهزة الأمن التابعة لحماس ألقت القبض على عدد من عناصر الحركة فور الإعلان عن نفسها في أعقاب مقتل "نزار عيسى" أثناء إعداده عبوة ناسفة، إضافة  إلى محاولتها تضييق الخناق على الشيعة ومداهمة منازلهم واعتقال من تثبت إدانته بنشر التشيع.
إلا أن نفوذ حركة "صابرين – نصراً لفلسطين"، التي تحظى بتمويل مريح، وتؤسس لشبكة خدمات خيرية مجتمعية في غزة، بات يشكل تحديا لحماس، التي تحاول الحفاظ على دورها كقوة أكبر في غزة من جهة، وترفع لواء السنة فيما تجامل التشيع في غزة، وتتحالف مع إيران في المنطقة. 
هذه الضبابية تطرح تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت عودة التقارب الذي حدث بين حماس وإيران في أعقاب سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر، وتشديد الحصار على القطاع قد دفع بحماس للقبول بظهور مثل هذه الحركات الشيعية علنا؟ وإلا فلماذا لم تفتح تحقيقا موسعا في الأمر، مع قادة "الصابرين" المعروفين كهشام سالم، وتضع جماهيرها أمام الحقيقة كاملة؟.

المؤسس

 المؤسس
المؤسس لحركة صابرين والأمين العام للحركة هشام سالم، كان  يعمل مدرسا، فيما كان حتى وقت قريب يشغل منصباً قياديا في حركة الجهاد الإسلامي قبل أن يُفصل منها. وقد تعرض للاعتقال لدى أمن حماس مرتين خلال الأعوام الماضية.
 و زعيم هذه الحركة الإيرانية التمويل والدعم، والعاملة في غزة بنشاط، هشام سالم، ينتمي للمذهب الشيعي، فقد رئيسا لجمعية "ملتقى الشقاقي" الخيرية والتي سبق وأحيت ذكرى قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران، شمال القطاع.
ويقول سالم الذي يعمل مدرسا حكوميا بالقطاع: "إن الحركة هي حركة فلسطينية وطنية مقاومة، هدفها مقاومة المحتل ودحره عن الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر.
ففي تحقيق صحفي لموقع قناة “فرانس برس” منشور بتاريخ 6-4-2011 حول المد الشيعي في القطاع التقى المراسل به، حيث أكد سالم أن جمعيته “تتلقى دعمها المالي من إيران” التي زارها في 2007 مضيفا “أتحدث أحيانا باسم الشيعة في النقاشات فأنا مقتنع بما يطرحه المذهب الشيعي ولا نعتبر هذا جريمة لكن مذهبي علاقة مع الله”، فضلا عن المقاطع الكثيرة له في موقع يوتيوب والتي يمجد فيها الخميني وخامنئي على الطريقة الشيعية.
كما كان المعمم جلال الدين الصغير، رجل دين شيعي عراقي مقرب من قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني، ويتمتع بعلاقات قوية مع مراجع الشيعة الكبار وخاصة في المرجعية "قم"، تحدث أن حركة الجهاد الفلسطينية هي حركة شيعية وقيادتها شيعة، فسارع أحد قادة الجهاد في غزة، الدكتور محمد الهندي، سارع إلى الرد بعنف على حديث جلال الصغير مؤكد ان الحركة سنية.
وقال الدكتور الهندي، إن حركته "سنية فلسطينية"، فيما كان رجل الدين العراقي جلال الدين الصغير قد قال خلال شريط مصور إن حركة الجهاد الإسلامي تعد "حركة شيعية.

المتحدث الرسمي

المتحدث الرسمي
المتحدث باسم الحركة المعروف بـ “أبو يوسف” حيث قال: “موقفنا الداخلي لا يمنع أياً من عناصرنا من حرية اختيار مذهبه الذي يتعبد عليه الله في إطار المذاهب المتعارف عليها في الشريعة الإسلامية، لكن إبراز هذا الموضوع على أنه مشكلة هو أسلوب الذين يتعاملون بسياسة الاصطياد في الماء العكر والبحث عن فتيل الفتن.
وفي تصريحات صحفية يقول المتحد ث باسم «حصن» المعروف بـ«أبو يوسف» يردّ على قضية التمذهب، «نؤمن بالوحدة الإسلامية، ونرفض الحديث باللغة المذهبية، بل إنّ من يثير هذا الموضوع يخدم أعداءنا الصهاينة، ومن ورائهم الاستكبار العالمي الذي يسعى إلى شرذمة هذه الأمة وتفريقها». واستدرك: «موقفنا الداخلي لا يمنع أياً من عناصرنا من حرية اختيار مذهبه الذي يتعبد عليه الله في إطار المذاهب المتعارف عليها في الشريعة الإسلامية، لكن إبراز هذا الموضوع على أنه مشكلة هو أسلوب الذين يتعاملون بسياسة الاصطياد في الماء العكر والبحث عن فتيل الفتن».
ومضى قائلاً: «تشابه الشعار ليس سبباً لاتهامنا بالتشيع، فشعارات الفصائل المقاومة متشابهة مع بعضها كثيراً، بل إن الشعار الذي اخترناه ربطنا فيه رموزاً مشتركة، منها البندقية التي تحملها قبضة اليد بقوة، وخريطة فلسطين وعلامة على مكان القدس فيها، وإشارة إلى الكرة الأرضية لأننا دعاة سلام وإنسانية».

شارك