عدم جواز الاختلاط بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي

الثلاثاء 08/ديسمبر/2015 - 11:50 م
طباعة عدم جواز الاختلاط
 
سالم عبد الجليل وكيل
سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف السابق
كثيرة هي الفتاوى التي تناقش أدق تفاصيل سلوكيات الإنسان في حياته اليومية، وكثيرا ما يخرج علينا شيخ هنا وفقيه من هناك بإحدى الفتاوى الشاذة التي تحرم علينا كل شيء ومن بين هذه الفتاوى، فتوى للدكتور سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف السابق وأستاذ العلوم الإسلامية بجامعة مصر الدولية حيث قال في فتواه "ان موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" له سلبيات تفوق إيجابياته لافتا الى ان ظاهرة النوايا الطيبة التي ينتهجها بعض رواده هي الطامة الكبرى التي تؤدي الى المشاكل والأزمات الاجتماعية وفي مقدمتها الطلاق بين الأزواج".
وأضاف لـ" صدى البلد" انه لا يجوز شرعا أن تضيف المرأة أو الفتاة شبابا أو رجالا الى صفحتها الشخصية مهما كانت الأسباب لافتا الى ان تبرير بعض السيدات او الفتيات بأنهن يضيفن العلماء وأصحاب التوجهات الفكرية ليس مقنعا لأن احيانا ما تكون أسماء وصفحات وهمية لأشخاص يتقمصون دور هذا العالم او ذلك الداعية لمخاطبة أكبر عدد ممكن من السيدات والفتيات.
وطالب عبد الجليل جميع السيدات والفتيات بأن تكون صداقتهن على مواقع التواصل الاجتماعي للمعارف والأقرباء والأصدقاء المعروفين لهن من جنسهن كما يجوز لها إضافة العلماء إذا تأكدت يقينا أنه بالفعل صاحب الصفحة مع ضرورة عدم التعليق على ما يقال على الصفحة بل تكتفي بالاطلاع فقط وقراءة ما يكتب عليها أما غير ذلك لا يجوز . لأن التعليقات والشات تفتح أبوابًا أخرى نحن في غنى عنها .
وأوضح عبد الجليل أنه يجوز للزوج الاطلاع على صفحة زوجته على الفيس بوك ومعرفة ما بها وهذا الرأي قد يختلف مع بعض العلماء الذين أكدوا عدم جواز ذلك مشيرا الى ان الأصل في العلاقة الزوجية الثقة المتبادلة.
صادق بن محمد البيضاني
صادق بن محمد البيضاني
وتذكرنا هذه الفتوى بفتوى لأحد مشايخ الوهابية "صادق بن محمد البيضاني" والذي يقول فيها "نحن في عصر الفتن والمغريات، وقد ثبت في مسند الإمام أحمد أن النبي عليه الصلاة  والسلام قال : "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم و القائم فيها خير من الماشي و الماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به " وثبت في حديث آخر هو في صحيح مسلم حسب علمي إن لم تكن خانتني الذاكرة  أنه قال : " تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثلَ الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض و الآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه"
ولذا يا أخي السائل ما ذكرته من تواصل عبر الفيس بوك أو غيره من المواقع الاجتماعية عبر الإنترنت بين الرجال والنساء فهذا فيه تفصيل : 
إذا كان صاحب الصفحة من أهل العلم والورع ونزل له المشرف على صفحة الشيخ في الانترنت فتوى أو درساً أو مقالاً وما أشبه ذلك فلا مانع شرعاً لأي شخص رجلاً كان أو امرأة من عمل إعجاب أو شكر لهذا الدرس وهذا المقال بحيث يكون هناك تأدب بين المعلقين أو المعجبين فلا تعلق فتاة فيقوم شاب آخر ويشكرها ويثني عليها فيخرج بذلك عن الموضوع وهو الدرس أو الفتوى أو مقال الشيخ ويقول يعجبني تعليق وكلام هذه الفتاة كلما علقت على شيء فيشعرها بشيء من الإعجاب بها فيتم التواصل بينهما بعد ذلك ويتطور حتى يكون عبر الإيميل الخاص وربما عبر الهاتف فتحدث الفتن وما لا يرضاه الشرع وكذا لو كان الشاب هو الذي علق فتقوم فتاة بشكره ويصير بعد ذلك تواصل بينهما بما لا تحمد عقباه، هذا من خطوات الشيطان والمسلم إذا رغب بالزواج من الفتاة فعليه أن يسأل عنها ويكلف قريباته للسؤال عن الفتاة ثم ليأتي البيوت من أبوابها، أما بداية العلاقة تعليق على مقال أو اعجاب بمقال عالم ثم يتحول تعليق وشكر الشباب والفتيات إلى علاقة غير محمودة فهذه من خطوات الشيطان التي لا ينبغي، وليس الشباب والفتيات على وتيرة واحدة بل يختلفون، فلا نسيء الظن بالجميع ولكن ينبغي إغلاق هذا الباب دفعاً للفتنة أما التعليق الحسن على كلام أهل العلم وعمل الإعجاب من أي شخص رجلا كان أو امرأة  فلا حرج. 
أما ما يتعلق بالنقاش بين الشباب والفتيات حول قضايا أو مسائل بطريقة مختلطة وردود أفعال فهذه أيضاً طريقة لا تنبغي دفعاً للفتنة ولا بأس أن يكون النقاش بين الرجال على حده وبين النساء على حده، ويوجد اليوم بحمد الله مجموعة طيبة من المنتديات والصفحات على الانترنت غير مختلطة لأن الاختلاط يؤدي إلى مفاسد عظيمة يقودها إبليس. وأيضاً لا يحل اتخاذُ الرجالِ بعضَ الخليلات للتواصل معهن وكذا النساء أن يتخذن بعض الإخلاء من الرجال فكل هذه من خطوات الشيطان التي تفتح على ابن آدم أبواباً من الفتن، وسبحان الله كم يصلنا من الاتصالات من بعض الشباب والفتيات بسبب هذا التواصل الذي كانت بدايته خيرا ثم تحولت إلى عظائم وفتن يندى لها الجبين ويتفطر لما آلت إليه القلب، فالمسلم العاقل عليه أن يحذر خطوات الشيطان ومداخله. 
قال الله تعالى : {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} أي لا تتبعوا سبيله ومسلكه. 
سالم عبد الجليل وكيل
سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف السابق
فهذه العلاقات عبر الانترنت تحكمها الشريعة، وليس العقل ولا الحرية ولا الديمقراطية، ولا الإعلام المسلط علينا من أعداء الدين والملة من علمانيين وعملاء للخارج ، وليس لأي شخص أن يصاحب من شاء ويتخذ خلاً من شاء من الفتيات ويزامل من شاء. 
لا يا إخواني فالشريعة محكمة ودعوتنا المباركة ليس من منهجها الاختلاط المؤدي إلى مفاسد عظيمة يقول ابن مسعود كما في المسند والحديث صحيح : "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم قال: هذا سبيل الله. ثم خط خطوطاً عن يمينه وشماله، وقال: هذه سبل، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. وقرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ}.
فاحذروا من الفتن بارك الله فيكم فإن نبيكم عليه الصلاة والسلام كما صح عنه بالمسند : هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر "  
الدكتورة آمنة نصير
الدكتورة آمنة نصير
ونحن أيها الإخوة في عصر كثر فيه الجهل وقل فيه العلماء الربانيون المخلصون الذين يغارون على دينه وحرماته، وظهر بعض الدعاة الذين يتقمصون العلم حتى فتنوا الشباب والفتيات وأضروهم بالرخص والتنازل عن قضايا شرعية، يفتي أحدهم وهو لا يملك أهلية الفتيا، فانتبهوا من أمثال هؤلاء الدعاة وخذوا حذركم، وابحثوا عن أصحاب الطريق السوي ومن اهتدى، والله المستعان.
وفي وقت سابق من أغسطس 2014، أثارت فتوى دار الإفتاء المصرية بحرمة المحادثات الإلكترونية بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي إلا في حدود الضرورة ردود فعل متباينة، حيث اعتبر الشيخ محمد مصلحي، الداعية الإسلامية، أن المحادثة الإلكترونية إن كانت لدواعي العمل أو الدراسة أو لأى منفعة فليس هناك منها ضرر فالأساس في التحريم هو الغرض من تلك المحادثة أيا كانت وسيلتها. مضيفا: "أحيانا تجر هذه المحادثات لأشياء أخرى، وهنا يجب الامتناع عنها لأن الدين يقوم على درء الشبهات والابتعاد عن المفاسد إنما كانت تجر إلى منفعة فلا يوجد مانع في ذلك". 
ورغم أن مصادر بدار الإفتاء قالت إن الفتوى صادرة منذ 2011، إلا أنها منشورة عبر الصفحة الرئيسية لموقع دار الإفتاء دون أن يتم توضيح تاريخ أو سبب الفتوى. فيما ثمن الدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر الفتوى، مؤكدا أن فتاوى دار الإفتاء ليست محلا للتعليق. وأضاف أبو هاشم، أن هذه الفتوى تعالج قضايا معاصرة من باب فقه الواقع، والتي لم يتطرق إليها أحد مسبقا لكونها قضية مستحدثة لحالة مستحدثة، مؤكدا أن الفتوى جاءت من باب "درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة". وأشار أبو هاشم إلى أن الشات دون ضرورة بين الجنسين يشجع على فوضى أخلاقية وباب من أبواب الاختلاط المحرم والوصول إلى الرذيلة مقررة دفع مفسدة الزنا الذى قد يؤدى إليه الشات، حيث استبقت دار الإفتاء الحدث قبل وقوعه ونبهت لخطورته وحرمت حسب مقتضيات المصلحة الشرعية ما يمكن أن يؤدى إليه شات الجنسين. وقال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفتوى التي أصدرها دار الإفتاء المصرية، والتي تحرم المحادثات الإلكترونية بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي، هدفها دعم قيم المجتمع المصري، وغلق أبواب الشر الاجتماعي. وأضاف عمران أن المجتمع المصري هو مجتمع شرقي يخضع لعادات وتقاليد، ومن العادي أن يتحدث الرجل للمرأة ولكن في حدود العادات والتقاليد التي تربينا عليها، موضحا، أن الفتوى جاءت في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وما تتيحه من أبواب للمحادثات الإلكترونية تفتح أبوابا ومداخل للشيطان والفساد.
 وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، بشأن فتوى دار الإفتاء المصرية حول تحريم "الشات" بين الجنسين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنه لابد من تحديد نوعية المحادثة فهي المعيار الوحيد للحكم إذا كانت المحادثة حلالا أم حراما، لافتة إذا كانت المحادثة من أجل منفعة ما أو تعارف إنساني أو لتقديم مشورة ما فهي حلال . واعتبرت، أن فتوى دار الإفتاء بتحريم الشات بين الجنسين، مجافية للواقع، لأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبح جزءا من الواقع لا يمكن إنكاره، لافتة إلى أن المحادثة بين الجنسين حلالها حلال وحرامها حرام . وأرجعت آمنة نصير، أن إصدار هذه الفتوى جاء بعد أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الأدوات التي تجعل الفتاة فريسة بين أيدى الشباب، ووسيلة هامة لنشر الوعود الكاذبة للفتيات اللاتي يعتبرن المحادثات الإلكترونية نافذة لجذب فتى الأحلام .

شارك

موضوعات ذات صلة