سيد قطب والأصولية الإسلامية

الأحد 09/أكتوبر/2022 - 06:17 ص
طباعة سيد قطب والأصولية حسام الحداد
 
• اسم الكتاب – سيد قطب والأصولية الإسلامية
• الكاتب – شريف يونس
• الناشر – مكتبة الأسرة – 2014 – مصر
في كتابه "سيد قطب والأصولية الإسلامية" يحلل الكاتب سيرة وفكر سيد قطب منذ اقتحامه للأدب كناقد وشاعر وروائي، وتحوله الى اقتحام المجتمع بفكرة شاملة أخذها عن ابو الاعلى المودودي وهى فكرة الحاكمية، ومن خلال ثلاثية الأدب والسياسة والتأملات قدم سيد قطب خطابا ايدلوجيا سلطويا تحدى عقل التنوير العربي وهدده بالتوقف والشلل، ويرى الكاتب أن هذا التحدي وذلك التهديد هما في الوقت ذاته ظرف مناسب وفرصة مواتية لهذا العقل ليواجه الواقع ويثري نفسه من خلال استيعاب نقيضه ويدرك أن هزائمه أمام الأصولية إنما يستحقها عن جدارة لأنها تجاوزته بحدس أعمق لأزمة الواقع في الوقت الذي خان فيه العقل العربي مهمته وحصر نفسه في الحلم القومي الضيق وتحول إلى أداة تبرير لأيدلولجيات نخبوية وسلطوية.
وفي إطار استيعاب هذا النقيض جاء هذا الكتاب المهم حول قطب الذي يقول عنه شريف يونس: حتى عام 1948 تقريبا كان سيد قطب شخصية معروفة في الوسط الثقافي المصري كشاعر وناقد أدبي ينتمي  للرؤية الرومانتيكية وحين تبني آنذاك تصورًا إسلاميًا إصلاحيًا عن السياسة كان عمره أكثر من أربعين عامًا وبعد عقد تقريبًا، حوالي عام 1959 غير أفكاره وبدأ في صياغة تصوره الأخير للإسلام السياسي الذي تمحور حول ثلاث مقولات (الحاكمية – الجاهلية – العصبة المؤمنة) وبعد سبع سنوات فحسب في 1966 أُعدم بتهمة قيادة تنظيم اخواني خطط لعمليات اغتيال وتخريب تفوق امكانياته وفشل في تنفيذ أي منها ومع ذلك اتسعت هذه السنوات السبع الأخيرة من عمره لتطوير جانب كبير من مؤلفاته الإسلامية السابقة لتتفق مع رؤيته الجديدة .وكتابة ثلاثة كتب صغيرة منها مانفيستو الحركات الإسلامية الراديكالية (معالم في الطريق ) والجزء الأول من كتاب كبير لشرح فكرته هذه الصياغة التي اعتنقتها اجيال شابه من الإسلاميين تبنت العنف ضد ما اعتبرته دولة كافرة وأثرت بنشاطها هذا في أوضاع البلاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وكان من ضمن آثار ذلك أن اقتصرت المعرفة بسيد قطب على هذا النتاج الأخير، ومن هذا المدخل قدم الكاتب التطورات العاصفة في حياته وخاصة الجزء الخاص بحياته كشاعر وناقد، ويري الباحث أن قطب كان يرى في نفسه الشاعر والناقد السامي الممتاز عن الجميع وعندما تحول إلى الفكر الإسلامي كان يرى في نفسه المسلم المؤمن السامي والممتاز عن الجميع، فهو شاعر رومانتيكي وثائر إسلامي رومانتيكي !

تجذير الحاكمية:

كان وقع هزيمة الإخوان أمام ضباط يوليو شديدًا على قطب فتملكه كبرياء الشاعر وتبنى فكرة مواجهة النظام بالقوة.. ومن السجن كتب لما يمكن ان يسمى استراتيجية بناء حزب انقلابي اسلامي وهو ما يطلق عليها الكاتب (ايدلوجية الصفوة الالهية) من خلال ظهور مفهوم الحاكمية الذى يضع الاساس النظري الفقي للإسلام القطبي بالتوحيد التام بين الإسلام والسلطة على نحو مذهل في شموله وصرامته، بحيث تصبح الحياة كلها فروعا من شجرة الدين لا بأي معنى يتعلق بالروحانية لكن بمعني ان تصبح الحياة مجالا لتطبيق الاحكام الالهية وحدها وتكتمل الصورة بوصم كل من ينازع حق الله في الحاكمية بالكفر ولا تتطلب هذه المنازعة اكثر من تنحية شريعة الله عن الحاكمية وأن تكون جهة أخرى غير الله هي مصدر السلطان ولو كان هو مجموع الأمة أو مجموع البشرية.

الجاهلية:

إذا كانت الحاكمية خارج العالم وفوقه فالعالم ايضا خارج الحاكمية اي في جاهلية ومن الناحية السياسية العملية تقضي هذه الفكرة الي تكفير النظام والمجتمع القائمين في مصر – الناصرية وما بعدها – بالجاهلية حيث إنها في غربة كاملة عن الإسلام.

العصبة المؤمنة:

بعد وضع الحدود المطلقة بين الجاهلية والإسلام وحفر خنادق الحرب بينهما أصبحت الإجابة عن سؤال ما العمل؟ هو إقامة حزب انقلابي إسلامي يسميه الطليعة المؤمنة أو العصبة المؤمنة تتسلح بعقيدة الحاكمية – الجاهلية وتتبع خطى نشر الدعوة الإسلامية وعلى العصبة أن تدعم بعضها كفرد واحد فالولاء والطاعة والتبعية يكونون للقيادة وحدها وفي الفصل الخامس يقول المؤلف الفكرة القطبية كانت تقوم على تكوين "العصبة المؤمنة" المفترضة، التي كانت تستدعي عدم إضاعة الوقت في فرض التشريع الإسلامي بالقوة، قبل تكوين هذه العصبة على أساس مفاهيمه لتفاصل المجتمع فيما بعد مفاصلة جذرية، ومن هنا كان المطلوب هو هدم النظام من القواعد عن طريق العصبة المؤمنة، لا المزاحمة على النفوذ فيه!
إلا أن التنظيم أُجهض وهو في طور النمو ومرحلة البداية الحرجة في أغسطس 1965م.
 ولكن الأثر الباقي والأخطر، كان السجالات الفكرية التي تمت خلف الأسوار وتحت سطوة الجلاد، عن تبلور فكر التكفير إلى مناقشات فقهية على ساحة السياسة، تدور حول نتائج تكفير المجتمع والدولة، والحكم على الآباء والزوجات، وتكفير الأفراد. 
وتمخض هذا السجال عن مدارس تكفيرية مختلفة، وفي الواقع عن استراتيجيات اجتماعية مختلفة، انطلقت من فكر قطب، وأضافت إليه، ومن بينها التكفير الشامل، ونموذجها "جماعة المسلمين"، التي أسسها شكري مصطفى، والتكفير السياسي، الذي تبنته جماعات الجهاد الإسلامي، التي بدأت بتنظيم الفنية العسكرية الذي أسسه صالح سرية.
للمزيد عن سيد قطب اضغط هنا

شارك