زيارة الرياض ... والمتشائلون

السبت 06/مايو/2017 - 10:51 م
طباعة
 
المتشائلون كلمة منحولة من كلمتين المتشائمون والمتفائلون، فبعد زيارة الرئيس/ عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية وفريق أفرط في التفائل وفريق أفرط في التشائم فأردنا أن نقف بين الأثنين فنحن المتشائلون بهذه الزيارة تفائلونا يساوي تشائمنا، فالقاصى والداني يعلم بسحابة الصيف التي حدثت بين القيادة السعودية والقيادة المصية وانقطاع تدفق البترول السعودي إلى مصر ثم عودته كما يقال بناءً على نصيحة من الرئيس الأمريكي ترامب أثناء زيارة ولي ولي العهد لواشنطون والذي يعنينا في هذا هو لماذا الأدارة الأمريكية تسعى للصلح بين جناحي الأمة العربية ونحن نعلم أن أمريكا ليست عضواً في جامعة الدول العربية ولا راعية للقومية العربية ولكن أمريكا الآن تسعى لأنشاء تحالف سني مكون أساساً من مصر والسعودية ودول الخليج والتحالف مفتوح للآخرين لمن يريد أن ينضم لهذا التحالف وربما كانوا يحلمون بضم باكستان لهذا التحالف إلا أن باكستان لها حساباتها الخاصة حيث أنها دولة نووية ودخولها في صراعات لابد أن يكون على أعلى مستوى من التقدير "تقدير الموقف" وهي تعي جيداً أن عدوها الأول دولة الهند القوية المدعومة في أي صراع مع باكستان من أمريكا وبالتالي باكستان دائماً تكون حذرة من السياسات الأمريكية وتحملها على سوء الظن دائماً، ولهذا قال نواز شريف رئيس وزراء باكستان أن أيران هي وطنه الثاني لقطع محاولات أمريكا لادخالهم في الحلف، وربما كانوا يحلمون بضم تركيا لهذا التحالف ولكن بعد تغير موقف أردوجان بسبب الأنقلاب الذي يتهم أمريكا بتدبيره ويتهم أمريكا بأداء "عبدالله جولن" زعيم الأنقلاب وكذلك مشاكل أردوجان مع الأتحاد الأوربي وعدم قبول تركيا في الأتحاد رغم كل ما قدمته لأمريكا وأوربا من الحرب على النظام السوري حيث أنها وفرت المأوى وحرية الانتقال وأقامة المعسكرات لعشرات الآلالف من الأرهابيين القادمين من جميع أنحاء العالم للدخول إلى الأراضي السورية وأقامة المستشفيات الميدانية والمساعدة بالتمهيد النيراني والقوات البرية...الخ وأستقبال 3 مليون لاجئ سوري على أراضيها كل ذلك لم يشفع لتركيا في قبولها كعضو في الأتحاد الأوربي وخرج رئيس وزراء هولندا وغيره من المسئولين الأوربيين ليقولون وبمنتهى الصراحة أن الأتحاد الأوربي أتحاد مسيحي ولن يقبل بدولة أسلامية مثل تركيا بدخول هذا التحالف وقد أصاب ذلك اردوجان بنوع من الهستريا وحول دفته 180 ْ إلى عدو الأمس الأتحاد السوفيتي ودخل في مفاوضات أستانا مع موسكو وطهران لإيجاد حل للمشكلة السورية المهم لم يتبقى لأمريكا من بناء هذا التحالف سوى مصر فهذا التحالف السني الذي سوف يتصدى للأطماع الايرانية في المنطقة بمعنى أنه تحالف سني ضد التحالف الشيعي (تحالف سني بقيادة المملكة العربةي السعودية ومصر عضو فيه) ضد تحالف شيعي بقيادة إيران والعراق وسوريا أعضاء في هذا التحالف، ثم تأتي الأشارة في الزمان المحدد لأبواق الفتنة من الجماعات السنية المتمثلة في أصحاب الفكر السلفي الوهابي المدعوم بأموال الخليج والجماعات الشيعية الضالة وعلى رأسهم الشيعي ياسر حبيب المقيم دائماً في لندن ستان ومن على شاكلته من العملاء لأشعال نار الفتنة التي إذا أندلعت فهي حرب "داحس والغبراء" سوف تستمر سنوات وسنوات يهلك فيها من السنة ما لا يعلمه إلا الله ويهلك فيها من الشيعة ما لا يعلمه إلا الله وأمريكا تدعم الحلف السني وتبيع لهم السلاح ويذهب مال البترول لدعم شركات السلاح والمصانع الأمريكية وتدعم روسيا الحلف الشيعي وتذهب أموال البترول الأيراني لشركات السلاح والمصانع الروسية وسوف تتوصل كلاً من أمريكا وروسيا إلى تفاهمات فيما بينهم كما يحدث الأمر في سوريا فالطيران الأسرائيلي يضرب اي هدف في سوريا دون أدنى أعتراض من الروس وكذلك الطيران الأمريكي يضرب أي هدف في سوريا دون أدنى أعتراض من الروس ويطلقون على ذلك التفاهمات فسوف يحدث تفاهمات بين روسيا وأمريكا على أستمرار الصراع السني الشيعي حتى يهلك الأثنان معاً وتنتعش مصانع الأسلحة وشركات السلاح في كلاً من أمريكا وروسيا واسرائيل والصين وكل الدول المنتجة للسلاح فقد فتح لهم الراعي الأمريكي سوقاً رائجة لتسويق بضاعتهم أي نعم هو له نصيب الأسد ولكن ما يهمنا اين نحن العرب من هذه المذبحة التي تعد لنا وهذا المذبح الذي يتم إقامته أحتفالاً بذبح العرب والمسلمين سنة وشيعة وأين الدور الأسرائيلي هل ستقف أسرائيل موقف المتفرج لم نعهدها كذلك فاولاً ستكون أسرائيل من الدول التي تمد أطراف الصراع بالأسلحة كمصدر من مصادر تحسين الأقتصاد الاسرائيلي ولكن على القاسي والداني أن يعلم وكل من درس العلوم العسكرية والجغرافيا السياسية أن اسرائيل مهما أمتلكت من عتاد عسكري سوف تستمر دولة ضعيفة جداً بمقاييس الجغرافيا السياسية نظراً لصغر حجمها جداً وهي تعلم ذلك فهل سيكون الصراع السني الشيعي هي فرصة أسرائيل لكي تتمدد وتضم جزء من الهلال الخصيب حيث المياه الدائمة والأراضي الزراعية وتصل بأطماعها إلى نهر الفرات وهل ستختفي المملكة الأردنية الهاشمية ويتم تهجير الفلسطينيين إليها.
لن تنجرف روسيا وأمريكا إلى حرب عالمية أذا نشب الصراع السني الشيعي الذي تجهز له الأدارة الأمريكية فهذا نوعاً من الهراء، الكل يعلم أن هذه الحرب هي سبوبة اقتصادية للدولتين وأعادة ترسيم وتقسيم المنطقة وتفتيت المفتت وهيمنة القوى العظمى على ثروات المنطقة وخاصة مصادر الطاقة "البترول والغاز" وطرق التجارة العالمية وسلب الأدارة السياسية لحكام المنطقة والتحكم في القرار السياسي لهذه الدول ومن أجل أحكام السيطرة الأقتصادية والسياسية فهم يتبنون منهجاً لا يعرف الرحمة ولا يهتم بالأعتبارات الدينية ولا الأخلاقية أو الثقافية.
إن ما حدث في دولتي العراق وسوريا أبشع نموذج لما تفعله أمريكا في الدول العربية أين أحترام ثقافة العراق العريقة حيث تم سرقة 80 الف تحفة أثرية نادرة الوجود للحضارات الأشورية والكلدانية ومكتابه المسمارية وتم تدمير مدن أثرية كاملة كمدينة "تدمر" في سوريا وتدمير كنائس بلدة معلولة السورية التي يرجع تاريخها إلى العصر الأموي والعباسي وقبل الأسلام ملايين من أبناء الشعب العراقي والسوري لقوا حتفهم وملايين ساروا مشردين في بقاع الأرض بلا مأوى وكذلك ما يحدث في اليمن وما لم يتكشف حيث عشرات الألاف لقوا مصرعهم بسبب الصراع اليمني والذي لن تخرج منه السعودية منتصرة، السعودية أستدرجت للحرب في اليمن وفي سوريا لاستنزاف ثروتها وزعزعة أستقرارها وسوف تكون حرب اليمن البعبع لأخافة الحكومة السعودية بأرتكاب جرائم حرب حتى يسهل انصياعها.
وما حدث فيما يسمى أنقلاب داخلي خير دليل على صدق ما نراه من تمزق للأمة العربية والأسلامية ولن يتربح من هذه الحروب المندلعة والتي سوف تندلع إلا الدول الكبرى الراعي الرسمي للحروب فأمريكا منذ نهاية الحرب العالمية حتى الآن دخلت سبعين حرباً ودعمت الأنقلابات العسكرية للديكتاتورية في جواتميلا والبرازيل وإيران وبنما و...الخ وترفض التوقيع على اتفاقية منع أنتشار السلاح النووي والأنبعاث الحراري حيث أنها أكبر دولة تضر بالبيئة وقتلت نصف مليون عراقي بأسلحة محرمة دولياً وكذلك 150 الف أفغاني...الخ.
ولن يتربح من هذه الحرب سوى ربيب أمريكا والأستعمار الدولة الاسرائيلية على حساب بلاد الشام والعراق وربما مصر ولن يتربح إلا تجار الدين مشايخ البترول اسلام وفضائيات بير السلم الذين سيكون لهم الدور الأهم في شحن الشباب المغفل والمتحمس بأسم الدين لأنهم من أدوات هذه الحرب فهم من وسائل التحكم والسيطرة لتخريب العقول وخلق قضايا وهمية تشغل العوام عن حقيقة ما يحدث حولهم فهم يجعلون الناس تعيش في واقع منفصل عن الحقيقة واقع من الوهم كالنائم السائر فهو يمشي في واقع لا يحس به ولا يشعر به بسبب المواد المخدرة التي يتعاطها من شيوخ الضلال بأسم الدين والخاسر الأكبر هي الأمة العربية والاسلامية بكل طوائفها، يكفي فقط أن هناك قضية أثيرت في الأتحاد الأوربي وتم قتلها وتكتمها وهي أختفاء 14 ألف طفل سوري دخلوا أوربا تم تقطيعهم كقطع غيارن هذا ما يجعلنا متسائلون عن مصير أمتنا العربية والأسلامية.

شارك