علي بلحاج.. صقر جبهة الإنقاذ الجزائرية

الجمعة 15/يوليو/2022 - 04:00 ص
طباعة علي بلحاج.. صقر جبهة حسام الحداد
 
علي بن حاج (ولد يوم الأحد 16 ديسمبر 1956 م بتونس)، ناشط إسلامي جزائري.

نشأته

نشأته
يرجع أصول عائلته إلى مدينة ادرار في الجنوب الجزائري، اضطرت عائلته للتنقل إلى تونس تحت ضغط القهر الاستعماري الذي تبنى سياسة الأرض المحروقة، لم يكد يبلغ علي بلحاج الثالثة من عمره حتى التحق والده (محمد الحبيب بن محمد الطيب بن حاج) سنة 1959 بركب الثورة الجزائرية وكان والده حافظا لكتاب الله ودارسا للفقه المالكي وكان متقنا للغة الفرنسية، وكان اختصاصه الحربي نزع وزراعة الألغام، في سنة 1961 استشهد والد علي بلحاج قرب خط موريس بينما كان ينزع الألغام وكان يبلغ من العمر عند استشهاده 34 سنة.

العودة للجزائر

في سنة 1963 وبعد الاستقلال عادت العائلة إلى الجزائر العاصمة بحي ديار الشمس وبعد ثلاث سنوات من ذلك أي في سنة 1966م توفيت والدة علي بلحاج، درس علي بلحاج في ديار الشمس المرحلة الابتدائية أربع سنوات وبعد وفاة والدته تنقلت العائلة إلى حي بن عمر بالقبة حيث بيت خاله فاكمل السنتين المتبقيتين من التعليم الابتدائي في حي ديار الباهية وبعدها تنقل لمتوسطة العناصر التي تحصل فيها على شهادة التعليم المتوسط سنة 1972م ليلتحق بعدها بثانوية حامية بالقبة القديمة شعبة الآداب ولم يتحصل على شهادة البكلوريا بسبب تدني معدله في اللغات الأجنبية، بعد اخفاقه في نيل شهادة البكالوريا دخل معهد تكوين المعلمين بالحراش واختص في فرع اللغة والادب العربي لفترة تكوين دامت 24 شهرا. وهو متزوج منذ سنة 1980م وله خمسة أبناء حسب الترتيب الآتي: عبد الفتاح( وهو الاسم الذي يكنى به الشيخ)، فاطمة الزهراء، عبد القهار، عبد الجبار ويوسف وهو أصغرهم..

بداية مسيرته الجهادية

بداية مسيرته الجهادية
بدأ علي بن حاج يلقي دروسا في بعض مصليات ومساجد القبة بالعاصمة، وكانت أول حلقة له بمصلى حي ديار الباهية، فذاع صيته واشتهر بين الشباب المتعطش للعلم الذي أصبح يتابع دروسه في مساجد العاصمة وخاصة ببوزريعة، وليفيي، والحراش ... وكان يهتم كثيرا في شبابه بمحاربة البدع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر السنن النبوية بين الشباب وغيرهم. وعرف عنه القيام بالدعوة إلى الله في الشوارع، والحافلات والغابات والملاعب، وقد أوذي بسبب ذلك وتعرض للاعتقال من طرف الأمن في أواخر السبعينات.. في بداية الثمانينات ومع تنامي الصحوة الإسلامية وتفاعلها مع المجتمع، اتسع النشاط الدعوي لعلي بن حاج في العاصمة وضواحيها وخاصة ولايات البليدة وبومرداس وتيبازة، وأصبح يتنقل بين مساجد السنة بباب الواد والقبة، وانجذب لدروسه وخاصة في التوحيد والسياسة الشرعية والسيرة النبوية آلاف الشباب والمصلين، وهذا لوضوح هذه الدروس وبساطتها والجرأة في طرح ما يعتقده صوابا وخاصة في تبنيه للمنهج السلفي.

سجنه

في30 أغسطس 1983م قامت السلطة آنذاك بإلقاء القبض على علي بن حاج في قضية بويعلي مصطفى المشهورة (من أوائل الدعاة الذين تبنوا العمل المسلح في الجزائر)، وحكم عليه بـ 5 سنوات سجنا نافذة بتهمة تكوين جمعية أشرار وعدم التبليغ عن وقوع الجناية وشتم هيئه نظامية .. وكانت علاقة علي بن حاج ببويعلي تنحصر في إصدار الفتاوى الشرعية لجماعة بويعلي المنتفضة ضد السلطة، وتنقل بين مجموعة من السجون (سركاجي، تيزي وزو، البرواقية، وأخيرا تازولت – لامبيز – بباتنة) حيث يحكي من كان معه مسجونا بأنه تعرض إلى أصناف وألوان من التعذيب الجسدي والنفسي، وبعد أن قضى 4 سنوات من عقوبته صدر عفو من رئاسة الجمهورية بتوقيع الشاذلي بن جديد بمناسبة 5 يوليو 1987م، فرفض علي بن حاج قبول هذا العفو مبدئيا، ومما يُحكى أن مسئول أمن ولاية باتنة جاءه زائرا في سجنه الإنفرادي رقم 6، فالتقى معه في مكتب مدير السجن فنصحه في حالة خروجه بالتزام الهدوء وعدم الخوض في السياسة أو انتقاد السلطة.. وبعد أسبوع من زيارة هذا المسئول صدر أمر من وزارة الداخلية لإيداعه الإقامة الجبرية بورقلة التي قضى بها بضعة أشهر بعد انقضاء المدة، وقد منعوا عنه زيارة أهله، كما منعوه من حضور صلاة الجمعة في المسجد ولو تحت حراسة مشددة. 

خروجه من السجن وتأسيس جبهة الإنقاذ

خروجه من السجن وتأسيس
عقب إعادة انتخاب الشاذلي بن جديد رئيساً للجزائر للمرة الثالثة في ديسمبر 1988، طرح للتصديق دستور جديد يتيح تعدد الأحزاب. 
وفى الثامن عشر من فبراير 1989 أعلن مجموعة من زعماء الحركة الإسلامية يتقدمهم د. عباس مدنى وعلى بن حاج تكوين الجيهة الإسلامية للإنقاذ، وفي مارس 1989 أعلن ميلاد الحزب. وفي ظل المناخ المواتى، بفضل سياسات الانفتاح والتغييرات التي طرأت على المجتمع الجزائري خرجت الحركة الإسلامية من أسوار الجامعة لكي ترمى بكل ثقلها في الأوساط الشعبية من اجل توسيع قاعدتها الاجتماعية والتي بدأت من العام 1980، حيث انتهجت السلطة في الجزائر سياسة "الانفتاح والمراجعة". وقد أعطتها هذه السياسة دفعة قوية على حساب اليسار، وشكلت المساجد بالنسبة لمناضلى الإسلام السياسي المعاصرين المعاقل القوية لبناء الحركة الإسلامية، وتعزيز موقع المعارضة الإسلامية تجاه السلطة. ولم يلبث تأثير خطب أيام الجمعة التي يلقيها أئمة المساجد الأكثر تشدداً أن غزا الشوارع، ومدن الصفيح الفقيرة، والتجمعات الشعبية ذات الكثافة السكانية مثل حي القصبة، وحي باب الواد، وحي بلكور، وحى الحراش، حيث تسكن بعض العائلات المكونة من خمسة إلى ثمانية أفراد في حجرة واحدة في كثير من الأحيان. ووجد الشبان العاطلون عن العمل ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، الذين تركوا المدارس مبكراً، أو الذين يحملون شهادات تعليمية لا تضر ولا تنفع، في خطب المساجد، "بصيصاً من أمل"، في العودة إلى الإسلام في مفهومه الكلى والشمولى واعتبروه المخرج والخلاص والموروث الأليق بهويتهم.
دوره في تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ: في مطلع سنة 1989م وبعد أن هدأت عاصفة أكتوبر وجاء دستور فبراير الذي فتح باب التعددية السياسية المادة 40 كان علي بن حاج من أوائل من فكر في تأسيس حزب سياسي إسلامي.. ومما يجب التنويه به في هذا المقام بأن علي بن حاج كان قد توقع وفق المعطيات التي كانت بحوزته، بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ستحصل على اعتمادها وبالتالي ستكون أول حزب إسلامي معتمد في العالم العربي ولم يكن أحد بوسعه التكهن بذلك في ذلك الوقت، بينما كان الحديث يجري أثناء انعقاد مؤتمر جبهة التحرير الوطني في 27 نوفمبر عن مجرد فتح جبهة التحرير على الحساسيات الأخرى الإسلامية، الديمقراطية، القومية، الشيوعية .. وسبق الإعلان عن تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ إرهاصات أبرزها، تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية عام 1989م برئاسة الشيخ أحمد سحنون التي كانت مظلة التيارات الإسلامية كلها ومن بين أعضائها المؤسسين: علي بن حاج، عباسي مدني، محفوظ نحناح، محمد السعيد، عبد الله جاب الله... وغيرهم. بعد هذا المخاض العسير دعا علي بن حاج إلى تشكيل الجبهة الإسلامية الموحدة، إلا أن عباسي مدني اقترح لها اسما آخر هو الجبهة الإسلامية للإنقاذ معللا هذه التسمية بأن: الجبهة تعني المجابهة بمعنى المطالبة والمغالبة وأيضا الاتساع لآراء متعددة، وهذه الجبهة إسلامية لأنه السبيل الوحيد للتغيير وإنقاذ مأخوذة من قوله تعالي- وهي شعار الجبهة فيما بعد – {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها}، [آل عمران: 103].

اعتقاله والحكم عليه بالسجن

 اعتقاله والحكم عليه
عندما ذهب علي بن حاج مع بعض إخوانه إلى مقر الإذاعة والتلفزيون الجزائري ليرد على الاتهامات الموجهة لقادة الإنقاذ من بعض العناصر المنشقة، استقبل بحرارة في المدخل، وتركوه هو وإخوانه ينتظرون بقاعة الاستقبال، لتدخل بعد دقائق فرقة الشرطة الوطنية ويلقى القبض عليهم ويتم تحويلهم إلى مكان مجهول وكان ذلك في 30 يونيو 1991م، ليودع السجن العسكري بالبليدة بتاريخ 2 يوليو 1991م مع عباس مدني وقيادات أخرى كعلي جدي وكمال قمازي.. وبعد شهور من الاعتقال تم تقديم علي بن حاج مع إخوانه للمحاكمة المشهورة التي جرت وقائعها بالمحكمة العسكرية بالبليدة، حكم على علي بن حاج وعباسي مدني بـ 12 سنة ووجهت إليه ست تهم، قضى فترة الحكم كاملة غير منقوصة في حبس انفرادي.

نظرة علي بن حاج للأوضاع في الجزائر

على بعد أمتار من مكتب رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد وأمام آلاف المناضلين والمتعاطفين، صرح علي بن حاج قائلا: من المساجد، سنقود الدعوة لبناء الدولة الإسلامية"، ردا على دعاة فصل الدين عن الدولة قال علي بن حاج: نحن معشر المسلمين لا نقبل أن يفصل الدين عن الدولة حتى تفصل أرواحنا عن أجسادنا.. وأضاف: الفصل بين الدين والدولة إنما هو فصل الروح عن الجسد.. إن المبدأ الذي لا نموت في سبيله ليس صحيحا، فإذا وجدت نفسك تسير في منهج ما، ولم تتعرض لأي شيء من أجل ذلك فهذا يعني أن طريقك غير سليم ولابد من إعادة النظر فيه .. نحن لسنا طلاب خبز ولا دعاة كراسي ولسنا أصحاب مناصب فنحن دعاة دين إن شاء الله {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}.. لا حاجة لنا بالبرلمان، إذا كان هذا الأخير يجعلنا نسكت عن دين الله، وهل سيحاسبنا الله غدا يوم القيامة عن فوزنا أو إخفاقنا في البرلمان؟ فالبرلمان وسيلة بالنسبة إلينا وليس غاية، إنما غايتنا هو تحقيق شرع الله .

علي بن حاج الأن

اطلق سراحه في عام 2013، وهو الآن يقوم بمجموعة من الأنشطة السياسية داخل مسجد الوفاء بالعهد بالقبة الجزائر العاصمة . وقد حاول الترشح للرئاسة 2014 بالجزائر إلا أنّ السلطات منعته ورفضت مجرد السماع إليه.

مؤلفاته

مؤلفاته
رسائل الشيخ علي بن حاج: 
المجموعة الأولى
فصل الكلام في مواجهة ظلم الحكام
إجادة التحبير في بيان قواعد التغيير
تفقيه الشرفاء في كيفية الرّد لزجر السفهاء
المشكاة في تذكير الأئمة الوشاة وتنبيه الأئمة الهداة
من الشـواهد الشرعية والنماذج التاريخية على مشروعية الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات السلمية.

شارك