استمرار الصراع المسلح في اليمن.. والقاهرة تدخل على خط الحوار

الأربعاء 06/مايو/2015 - 06:58 م
طباعة استمرار الصراع المسلح
 
ما زال الصراع قائمًا في اليمن، في ظل تعنت الأطراف المختلفة في التوصل إلى اتفاق، ولم يزل المواطن اليمني يدفع فاتورة الحرب التي يتنازع فيها مليشيات عسكرية وأطراف تركت قيمة الشعب اليمني للبحث عن انتصار معنوي في حرب خاسرة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية تنفيذ غارات علي اهداف لجماعة انصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح،  ونفذت طائرات التحالف العربي أكثر من 30 غارة على محافظتي صعدة معقل الحوثيين وحجة شمال شرق اليمن قرب الحدود مع السعودية.
جاءت الضربات الجوية بعدما أطلق المقاتلون الحوثيون قذائف مورتر وصواريخ على بلدة حدودية سعودية الثلاثاء، وذلك للمرة الأولى منذ بدء التحالف بقيادة السعودية حملة عسكرية عليهم في الـ26 مارس الماضي.
وأكدت مصادر طبية يمنية في صعدة أن عشرات القتلى والجرحى وصلوا إلى مستشفيات مدينة صعدة جراء قصف طيران التحالف.
وذكرت تقارير اعلامية ان غارات التحالف الذي تقوده السعودية نفذ غارات جديدة في محافظة ذمار وسط البلاد، استهدفت معسكر تدريب قوات ما كان يسمى بالحرس الجمهوري الواقع غرب المدينة ومعسكر الشرطة العسكرية جنوب محافظة ذمار.
وفي عدن جنوب اليمن، قتل إن 12 مسلحا حوثيا قتلوا في اشتباكات عنيفة مع المقاومة الشعبية ليل الاثنين بمنطقة العريش القريبة من مطار عدن حيث تركز القتال في الأسابيع الأخيرة.
وقصفت طائرات التحالف أربعة فنادق يستخدمها قناصة تابعون للحوثيين بمنطقة دار سعد إلى الشمال من عدن، مما أسفر عن بعض الخسائر البشرية.
كما شنت الطائرات التحالف 3 غارات جوية على مطار عدن ومعسكر بدر بمدينة ‏خور مكسر وسط محافظة ‏عدن.
وذكرت مصادر أن المقاومة الشعبية سيطرت بشكل تام على مدينة ‏التواهي بعد التعزيزات التي وصلت من البريقة ومدن أخرى، وتمكنت من تصفية جبل حجيف والأسماك من عناصر الحوثيين وأتباع الرئيس السابق بعد سقوط كثيرين من صفوفهم وتدمير معظم آلياتهم العسكرية.
من جهة أخرى تحدثت أنباء عن مقتل علي ناصر هادي قائد المنطقة الرابعة بمدينة ‏عدن في اشتباكات حجيف الثلاثاء.
استمرار الصراع المسلح
كما أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح" الاخوان" مقتل القيادي في الحزب" جلال مقبل" رئيس فرع الحزب بمديرية دار سعد بمحافظة عدن، خلال اشتراكه في القتال بجانب المقاومة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية
تستمر آلاف الأسر بالنزوح من هول استهداف المباني السكنية بكريتر والتواهي والمعلا والقلوعة بحرا باتجاه البريقة.
فيما راي وكيل محافظة عدن قائد المقاومة الشعبية  نايف البكري، ان الوضع القتالي في عدن بات يستوجب تدخلا بريا عاجلا من قبل قوات التحالف العربية لمنع سقوط مدينة عدن بيد القوات الموالية للحوثيين وصالح. 
وقال البكري في تصريح خاص لصحيفة "عدن الغد" ان التدخل البري العربي في مدينة عدن يجب ان يتم مناشدا قيادات التحالف العربي ان تسعى جاهدة لترجمة هذه الدعوات كواقع فعلي على الأرض، مؤكدا أن التدخل البري هدفه وقف عمليات الابادة والقتل التي يتعرض لها المدنيون على يد القوات الموالية للحوثيين وصالح.
من جهة أخرى تشهد مدينة تعز منذ فجر الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين ميليشيات المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثيين في عدد من أحياء المدينة.
وأوضحت مصادر محلية أن الاشتباكات تركزت في حي الجمهوري باستخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وأكدت المصادر أنه سمع دوي عدد من الانفجارات وشوهد تصاعد كثيف لأعمدة الدخان في الحي، مشيرة إلى أن الانفجارات ناتجة عن قصف الحوثيين للحي بالدبابات من قلعة القاهرة التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية.
كما أعلن مشايخ قبليون بارزون تأييدهم لشرعية الرئيس هادي ضد المتمردين الحوثيين وممارساتهم العدائية ضد أبناء الشعب .  
وابرز المشايخ المؤيد: ناجي الشائف شيخ مشائخ قبيلة بكيل، وصادق الأحمر شيخ مشائخ حاشد، والنائب يحيى القاضي شيخ بني حشيش، والنائب يحيى المطري شيخ بني مطر، والشيخ أحمد اسماعيل أبو حورية شيخ سنحان، وكهلان وجبران ويحيى أبو شوارب أبناء الشيخ مجاهد أبو شوارب شيخ مشائخ خارف، والشيخ عثمان مجلي شيخ سحار بصعدة، وصغير بن عزيز شيخ حرف سفيان.

الصراع الحدودي:

الصراع الحدودي:
وأ قدمت الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي، ظهر اليوم الأربعاء، على قصف مدينة نجران السعودية والواقعة بالقرب من الحدود اليمنية.
وأوضحت مصادر إعلامية سعودية إن القصف استهدفت عددًا من المنشئات في المدينة، ومن المرجح أن تكون القذائف المستخدمة عبارة عن قذائف "هاون".
وتحدثت المصادر عن مقتل رجل أمن وإصابة آخر من حراس السجون بمدينة نجران، نتيجة سقوط القذائف الحوثية.
وكان المتحدث باسم التحالف العميد الركن السعودي أحمد عسيري قد حذر الثلاثاء: "نواصل التصدي لاعتداءات الحوثيين، وعمل اليوم لن يمر بدون رد".
وأعلنت السلطات السعودية بعد الهجوم إغلاق مدارس في نجران، كما قررت شركة الخطوط الجوية الوطنية تعليق رحلاتها الداخلية إلى المدينة الحدودية "حتى إشعار آخر".

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى الصعيد الإنساني أكد عمال إنقاذ وشهود عيان مقتل 40 مدنيًا يمنيًا على الأقل في مدينة عدن جنوب اليمن الأربعاء في قصف نفذه مسلحون حوثيون استهدف مركبا كان يستقله فارون من المعارك في المدينة.
وأكدت تقارير اعلامية أن العدد الإجمالي للمدنيين كان 50 شخصا على متن القارب الذي انطلق من منطقة التواهي في عدن متوجها إلى مناطق أكثر أمنا في البريقة غربا.
وصرح المسئول الإعلامي في "الحراك الجنوبي" علي سالم الهيج لـ "سبوتنيك"، الأربعاء، بأن طائرات "التحالف العربي"، نفذت عملية إنزال جوي لشحنات من المواد الطبية والإغاثية في منطقة "البريقة" في عدن.
فيما حذرت 22 وكالة إغاثة تعمل في اليمن من أن برامجها قد تنتهي ما لم تفتح الطرق البرية والمائية والجوية للسماح بتوريد الوقود في اليمن.
وأشار بيان صادر عن منتدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية في اليمن إلى أن الصراع أعاق الواردات في البلد الفقير، الذي أصبح نحو20 مليون شخص فيه أي 80% من سكانه جياعا أو يعانون من "انعدام الأمن الغذائي" بلغة العاملين في مجال الإغاثة.
وأدي نقص الوقود في اليمن وإمدادات الغذاء إلى الشلل خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، وقال برنامج الأغذية العالمي إن احتياجاته الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
وقال إدوارد سانتياغو المدير الإقليمي لهيئة إنقاذ الطفولة في اليمن في البيان "ملايين الأرواح في خطر خاصة الأطفال وقريبا لن نتمكن من الاستجابة".
وذكر البيان أيضا أن إعلان التحالف الذي تقوده السعودية ويشن ضربات جوية على المقاتلين الحوثيين في اليمن عن هدنة محتملة في بعض المناطق للسماح بالإمدادات الإنسانية ليس كافيا، داعيا إلى وقف دائم للقتال.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء 5 مايو أن نحو 646 مدنيا قتلوا وأصيب 1364 آخرون في اليمن منذ بدء تصاعد النزاع في الـ26 مارس.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
المشهد السياسي اليمني لم يتغير كثيرا في ظل استعدادات الجارية لتحضير القوي السياسية اليمنية في الرياض لمؤتمر الحوار، عقب دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي، قامت جماعة الحوثي بنشر العديد من الملصقات في شوارع العاصمة صنعاء تتضمن صور المطلوبين للعدالة حد وصفهم.
وقد تضمنت الملصقات صور اكثر من 50 شخصا على رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي والدكتور عبدالكريم الارياني والرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيض.
كما تضمنت العديد من القيادات السياسية اليمنية من ضمنهم الدكتور ياسين نعمان وعبدالوهاب الانسي وحيدر العطاس والناشطة توكل كرمان والعديد من الاعلاميين سواء من الشمال او الجنوب.
وقد كتبت على الملصقات "هؤلاء مطلوبون للعدالة الشعبية كانوا يخوضون ضد بلدهم حرب الدعم للعدوان سياسيا ودبلوماسيا واعلاميا وعسكريا.
فيما كشفت "الشروق" -نقلا عن مصادر دبلوماسية مصرية- أن القاهرة تستقبل الجمعة اجتماعات لعدد من الشخصيات السياسية اليمنية، في محاولة للوصول إلى صيغة تجمع أطراف الأزمة اليمنية، مشيرة إلى أن الحوثيين وحزب علي عبدالله صالح على مائدة الحوار.
وذكرت الصحيفة أن القاهرة كانت بدأت بفتح حوار مع الحوثيين، من خلال وسطاء لبنانيين، قبل أن ترفضه الرياض، كما أنها استضافت شخصيات سياسية قريبة من الحوثيين في الأسابيع القليلة الماضية.
الأيام المقبلة، للإعلان النهائي الذي سيحمل اسم الحزب بتأييد شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ورفضهم للانقلاب.
وأوضح المسؤول اليمني في اتصال هاتفي مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، أن عددا من القيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام أمس، رغبوا في فرض شروط تتمثل في مشاركتهم في الحوار اليمني بالرياض، في محاولة منهم لتأجيل موعد المؤتمر أو نقله إلى دولة عربية أو غربية، وذلك بعد يوم واحد من إصدار أحمد بن دغر، النائب الأول لرئيس الحزب الذي يمثلهم بالرياض، تأييد الشرعية اليمنية، مؤكدًا أن الحوار اليمني سيقام في موعده، ولن يكون هناك مقر له غير الرياض.
و رفضت جماعة "أنصار الله" الحوثي، دعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى الحوار في الرياض في 17 أيار/مايو الجاري، معتبرة أن قمة مجلس التعاون تقعد لحياكة المؤامرات ضد الأمتين العربية والإسلامية ولمصلحة الغرب والكيان الصهيوني. 
وأعلن عضو المكتب السياسي والقيادي البارز في جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، محمد البخيتي، الثلاثاء، عن رفض جماعته مؤتمر حوار الرياض لحل الأزمة في اليمن المقرر يوم 17 مايو الجاري، في أول تعقيب رسمي من الجماعة.
وقال البخيتي، في تصريحات عبر الهاتف، لوكالة "الأناضول" للأنباء، قال إن "الحوار بين القوى السياسية كان جاريا في صنعاء، حتى بداية العدوان، ونحن نطالب بالعودة لهذا الحوار من حيث انتهى، لكن أي حوار آخر، في الرياض أو غيرها لا يعنينا".
جاء ذلك ردا على سؤال للأناضول، بشأن ما إذا كان الحوثيون بصدد حضور مؤتمر الحوار في الرياض، لحل الأزمة اليمنية الذي حدد موعده مساء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
فيما كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن مناقشات سيجريها مع السعودية، حول هدنة إنسانية محتملة في اليمن، ووقف القتال لأغراض إنسانية، وذلك بعد مضي نحو 15 يوماً من وقف قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عمليات عاصفة الحزم، وانطلاق عمليات الأمل، التي تهدف إلى تكثيف الجهود الإغاثية بإشراف تام من قوات التحالف.
ويتوقع أن يصل كيري إلى الرياض اليوم، لبدء محادثات تتعلق بالعلاقات الثنائية والتهديدات الإيرانية للمنطقة والأزمة اليمنية، إضافة لبحث التحضيرات بشأن لقاء كامب ديفيد المرتقب.
كما يزور وسيط الأمم المتحدة الجديد في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد باريس اليوم الأربعاء والرياض الخميس في محاولة لإحياء المفاوضات بين أطراف النزاع في هذا البلد، وفق ما أفاد دبلوماسيون الثلاثاء.
وهذه الجولة هي الأولى للوسيط الأممي منذ تعيينه في 25 أبريل خلفاً لجمال بنعمر الذي قدم استقالته.
وأوضح الدبلوماسيون أن أي زيارات أخرى لم يتم تحديدها فضلاً عن عدم تحديد أي موعد حتى الآن لزيارة الوسيط لليمن.
وأجرى ولد الشيخ أحمد الجمعة مشاورات في واشنطن عشية زيارة للسعودية يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

المشهد اليمني:

يدخل المشهد اليمني في لحظات الحسم، مع اقتراب موعد الحوار الوطني في الرياض، واستقبال القاهرة، لحوار مرتقب يكون الحوثين جزء منه، وهو ما يشير الي أن الحوار سيكون الفرص الأهم في ظل  ارتفاع صوت الرصاص ونزيف الدم في اليمن.. فهل ستنجح القاهرة في إنهاء الحرب الدائرة؟

شارك