قائم مقام أربيل: "اللاجئون المسيحيون في كردستان في أيد أمينة"

الخميس 24/يوليو/2014 - 02:01 م
طباعة قائم مقام أربيل:
 
تمكن مقاتلو داعش من السيطرة على عدة مدن عراقية، ومن بينها مدينة الموصل، التي فرت منها عائلات مسيحية باتجاه المناطق الكردية.
أجرت تويتشه فيله حوارا مع لطيف قوجة، قائم مقام محافظة أربيل وسألته عن الآفاق المستقبلية لهؤلاء اللاجئين.
السيد قوجة، كيف تؤثرهذه الموجة الجديدة من اللاجئين على أربيل؟
نهاد قوجة:نلاحظ ذلك بشكل قوي: فقد كانت هناك سابقا عدة موجات من اللاجئين من مختلف أنحاء العراق إلى أربيل. وكان من بينهم أيضا العديد من المسيحيين، الذين هربوا مثلا من بغداد؛ خوفا على حياتهم. ونحن نحصي الآن في المناطق الكردية شمال العراق ما يقرب من مليون لاجئ، بينهم حوالي 250 ألفا من سوريا، والباقي من مختلف مناطق العراق.

كيف هو وضع اللاجئين الذين يأتون إليكم. أقصد الناس، الذين فروا حاليا من الموصل وغيرها من المدن، وما هي المساعدات التي يتلقونها؟
الناس يصلون إلينا في حالة مزرية. لحسن الحظ لدى بعض العائلات منهم أقارب أو أصدقاء يهتمون بهم. غير أن معظمهم يعيشون في مخيمات اللاجئين، وهي مكتظة بشكل كبير. بعض اللاجئين الذين اضطروا إلى الفرار من الموصل، لا يملكون فلسا واحدا لشراء شيء ما. العديد منهم يعانون من الجوع والعطش، خاصة وأن بعضهم جاء إلى هنا مشيا على الأقدام. يتم استقبالهم أولا عند الحدود وتتم العناية بهم قدر الاستطاعة. وفي مرحلة ثانية، يتم نقل اللاجئين إلى مناطق آمنة ومدن وقرى خلف الحدود.
ولكن المشكلة هي، أننا هنا ببساطة، ليس لنا ما يكفي من الموارد للتعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين؛ ولهذا السبب اتصلنا بجميع منظمات المساعدات الدولية لمساندتنا في إنجاز هذه المهمة. وفي الوقت الراهن هناك وفد ألماني من وكالة الإغاثة الفنية في أربيل. وأنا بدوري آمل أن تصل منظمات أخرى لمساعدة هؤلاء الناس ولو بقدر بسيط، حيث ليست لنا القدرة للتعامل مع هذا الوضع لوحدنا.

هل يمكن القول بأن المسيحين يعيشون الآن في المناطق الكردية في وضع آمن؟ أم أن هناك ما يدعو إلى التخوف من أن يتعرضوا هناك للاضطهاد أيضا؟
هم عندنا في أيد أمينة. لقد كان دائما العديد من المسيحيين هنا، ومنذ عدة قرون والأكراد والمسلمون والمسيحيون يعيشون هنا دون مشاكل. كل ينهج دينه بتسامح، حيث يساعد بعضنا البعض. المواطنون الأكراد يرحبون بهم، والمسيحيون يشعرون وكأنهم هنا في موطنهم الثاني.

في الوقت الحالي لا أحد يعرف متى سيتم إيقاف زحف الجهاديين وإمكانية عودة المسيحيين إلى الموصل. هل يمكنهم البقاء بشكل دائم في أربيل؟
بالطبع يمكنهم البقاء هنا، نحن لن نطردهم. نحن نقول دائما: إن كردستان العراق هي موطن لجميع الناس في العراق. وكذلك كان الأمر خلال 60 أو 70 سنة الماضية، عندما كانت حكومات عراقية تمارس ضغوطا سياسية على بعض الفئات التي فرت إلينا شمال العراق. وسيبقى الوضغ لأن المجتمع الكردي متسامح. ورغم ذلك يجب العمل على حل هذه المشكلة دوليا والوقوف إلى جانب الحكومة الإقليمية الكردية وتقديم المساعدات الضرورية لها.

هل هناك للاجئين من آفاق في أربيل للحصول مثلا على فرص عمل؟
لكل شخص الحرية في العمل هناك. والقيام بالعمل يسهل أيضا عملية اندماجهم داخل المجتمع. غير أن منطقة صغيرة كهذه لا يمكنها وحدها رعاية مليون شخص وتوفير وظائف لهم. فحتى في بعض الدول الصناعية الكبرى مثل ألمانيا يصعب على اللاجئين أو على الأجانب الجدد إيجاد عمل، فكيف يمكن أن يكون الأمر أفضل في بلد صغير مثل بلدنا؟
المناطق الكردية في شمال العراق أصبحت فجأة الحصن الوحيد لمواجهة "داعش" في المنطقة. ويتوقع كثيرون أن تأخذ أربيل مكانة بغداد من خلال التحركات الدبلوماسية الغربية النشطة في إقليم كردستان.

هل تتصور بأن تصبح أربيل نقطة محورية جديدة في العراق بالنسبة للغرب؟
أربيل أصبحت بالفعل العاصمة الثانية للعراق. لدينا أكثر من 30 ممثليات أجنبية، وهناك العديد من فروع مؤسسات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى العديد من الشركات الدولية الكبيرة . أربيل أصبحت منذ فترة طويلة بديلا عن بغداد.

الكثير من المتتبعين للشأن العراقي يرون بأن الفرصة سانحة الآن للأكراد، أكثر من أي وقت مضى، للإعلان عن دولة مستقلة. هل توافق هذا الرأي؟
لقد اقتربنا بالفعل من تحقيق فكرة الدولة المستقلة. ولكننا نؤكد دائما أننا نسعى للبقاء داخل عراق سلمية وديمقراطية إذا كان هناك توافق على الدستور العراقي بين كل الجماعات السياسية. ولكن إذا استمر النزاع بين السنة والشيعة فلن نكون على استعداد للانجرار إلى مزيد من الصراعات. وعندها سنشق طريقنا الخاص.

نهاد لطيف قوجة: قائم مقام أربيل، عاصمة المنطقة الكردية في العراق ومقر منطقة الحكم الذاتي في كردستان. هرب لطيف قوجة سنة 1981 من نظام صدام حسين إلى ألمانيا وعاش لأكثر من 20 سنة في مدينة بون، حيث كان ناشطا في صفوف حركات المعارضة العراقية. وفي سنة 2004 عاد لطيف قوجة إلى موطنه.

شارك