(الشيخ الخامس عشر للجامع الأزهر).. الشيخ أحمد الدمهوجي

الخميس 14/أبريل/2016 - 11:59 ص
طباعة (الشيخ الخامس عشر
 
تتناول هذه النافذة، تاريخ مشيخة الأزهر، وتاريخ بطاركة الكنيسة المصرية من خلال التسلسل الزمني.. بغرض التعرف عن قرب على تاريخ الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية لهؤلاء الاعلام (المشايخ والبطاركة)... باعتبار ذلك جزءًا أصيلًا وفاعلًا من تاريخ مصر.
هو أحمد زين علي بن أحمد الدمهوجي الشافعي المولود بالقاهرة  عام 1170هـ، وقيل  عام 1176هـ  ويعود نسبه الى  إلى قرية (دمهوج) بمحافظة المنوفية، بالقرب من بنها، وهي القرية التي يرجع إليها أصل عائلته وإقامتهم فيها قبل انتقالهم إلى القاهرة؛ لذلك انتسب إليها، برغم أن ولادته كانت في القاهرة وهو الجد الأكبر للدكتورة عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطى»، وتوفي ليلة الأضحى سنة 1246هـ  21 مايو سنة  1830م. وصُلِّي عليه بالأزهر الشريف، وحُمِل إلى قبره في تراب المقطم وهو يعد بذلك الخامس عشر من  شيوخ الجامع الأزهر على المذهب الشافعى   وعلى عقيدة أهل السنة.  
نشأته وتعليمه
حفظ القرآن الكريم في صغره والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي  كبار علماء عصره وأثبت في تحصيل العلوم درجة عالية،  وكان حسن الصورة، هادئ الطبع، زاهدًا، منقطعًا للعبادة والتدريس وتحصيل العلم في داره  الكائنة برقعة القمح، وراء رواق الصعايدة، بجوار جامع  الأزهر، ويفضل عدم الظهور وإلقاء الضوء على شخصه.
فترة ولايته 
بعد وفاة الشيخ العروسي ظل منصب مشيخة الأزهر خاليًا لمدَّة ستَّة أشهر إلى أن جاء قرار الوالي محمد علي بعد إجماع العلماء بتكليف الشيخ الدمهوجي لتحمل أعباء هذا المنصب، وعُيِّن الشيخان المهدي والأمير وكيلين للشيخ الدمهوجي نظرًا لكبر سنه، واحتياجه لمن يساعده في القيام بمهام هذا المنصب ولا يعرف عن حياته إلا القليل، ولعل هذا يرجع إلى زُهده وتواضعه وبُعده عن مظاهر الحياة ومشاغلها، وانقطاعه الكامل للدراسة والتدريس بالأزهر، فإذا فرغ من دروسه أقبل على الصلاة والعبادة بمسجد الأزهر، وهكذا عاش متفرغًا للتدريس والدراسة والعبادة لله.
مواقفه 
على الرغم من قصر فترة ولايته وأقصاء محمد على لعلماء الأزهر بعيدا عن السياسية إلا أنه كان يحظى باحترام وتقدير محمد علي، وكان حريصًا على إرضائه مع علماء الأزهر، وقال في إحدى الجلسات "إنَّ أقصى مرامنا راحة فقهاء الجامع الأزهر". وكان يأخذ برأي كبار الفقهاء والعلماء فيمَن يُولِّيه مشيخة الأزهر.
 وعندما لاحظ محمد على تقدُّم العمر بالشيخ "الدمهوجي"، وأنه يحتاج لمن يُعاونه في تحمُّل أعباء المشيخة ومنصبها  بسبب تقدُّم العمر عين من يعاونه في أمور مشيخة الأزهر، خاصة أنه كان لا يميل إلى المشاركة في الاجتماعات العامَّة أو الخاصَّة.  
مؤلفاته 
نظرًا لاهتمامه بالدرس والتدريس، والعبادة أغلب الليل أنشغل عن التأليف والتصنيف، لم تكن للإمام مؤلَّفات تستوعب ثقافته، وتحفظ نتاجه، ولكنه  خلَّفَ لطلابه منهجه في كسب المعارف المختلفة والعلوم المتنوِّعة.  

شارك