الإرهابي "عاصم عبد الماجد".. دموية الممارسة والفكر

الخميس 08/أكتوبر/2020 - 08:19 ص
طباعة الإرهابي عاصم عبد حسام الحداد
 
عاصم عبد الماجد محمد ماضي (مواليد 1957) عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر والمتحدث باسمها.
عاش في مدينة المنيا مسقط رأسه؛ حيث تلقى تعليمه في مدارسها إلى أن تخرج في كلية الهندسة. وفي داخل السجن درس التجارة؛ حيث حصل على درجة البكالوريوس فيها من جامعة أسيوط، ونال درجة الماجستير في إدارة الأعمال ، وله ولدان عبد الماجد وعمر.
ولا أحد ينسى أن عاصم عبد الماجد الهارب الآن والمقيم في دولة قطر الراعي الأول لجماعة الإخوان الإرهابية، أنه كان المتهم رقم 9 في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 ، وصدر ضده في مارس 1982 حكم بالسجن 15 عامًا أشغال شاقة ، واتهم في قضية تنظيم الجهاد وبمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير الدستور ومهاجمة قوات الأمن في أسيوط في 8/10/1981؛ حيث كان على رأس القوة المقتحمة لمديرية الأمن التي احتلت المديرية لأربع ساعات، وأسفرت المواجهات في هذه الحادثة الشهيرة عن مصرع 118 شخص، وصدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في 30/9/1984 . وأنه شارك مع مجموعة منها عمر عبد الرحمن، عبود الزمر، طارق الزمر، خالد الإسلامبولي وغيرهم في تأسيس الجماعة الإسلامية في مصر التي انتشرت بشكل خاص في محافظات الصعيد وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج. وشارك عاصم مجلس شورى الجماعة في كل قراراته، ومنها أعمال العنف من قبل عام 1981 حتى نهاية العنف والصراع بمبادرة وقف العنف الصادرة في عام 1997. وعاد مرة أخرى لاختيار العنف والإرهاب منهجًا وطريقًا إبان اعتصام رابعة والنهضة. 

"عبد الماجد" و"إدارة التوحش"

عبد الماجد وإدارة
(إدارة التوحش) كتاب لمؤلف مصري يعتبر الشرارة الحقيقية لميلاد داعش. كثيرون يرجحون أن (الحكايمة) أحد أعضاء الجماعة الإسلامية بأسوان هو مؤلف الكتاب.
كان الحكايمة أعلن انشقاقه عن الجماعة احتجاجا على مبادرتها الشهيرة. وانضم للقاعدة.
لكن هذا الكتاب الرهيب في اسمه ومضمونه لم يكن كرد فعل منه على مبادرة الجماعة.. ولا هو ردة فعل على القسوة والعنف الذي واجهت به الدولة المصرية الجماعة الإسلامية ابتداء من عصر زكي بدر. 
وإنما كان استجابة للتوحش الأمريكي الرهيب الذي لمسه الحكايمة بنفسه في أفغانستان وسمع عنه في العراق وجوانتانامو.
لقد قتل الحكايمة هناك، وأضاف عبد الماجد في بيان له أول أمس الخميس 10 ديسمبر 2015، "أن المتحدث العسكري فاجأنا أمس بتصريح لا نعرف له تفسيرا حتى الآن يتهدد فيه داعش لو حاولت التواجد بمصر بأن أسود الصعيد والمطرية ستواجههم".
وهدد عبد الماجد الجيش قائلًا: "إن داعش لن تظهر في مصر.. سيظهر فيها للأسف ما هو أسوأ من داعش".
لسبب واضح جداً لا يخفى عليه ولا علينا. وهو أن توحش الجيش في مواجهة رافضي توليه السلطة فاق توحش أمريكا في العراق وأفغانستان. 
فيجب أن تتوقع أنه يتم الآن في مكان ما بمصر لا بأفغانستان ولا سوريا ولا العراق كتابة كتاب أفظع من إدارة التوحش . وبعد حين قد لا يطول سيتحول فريق كبير ممن توحشتم أنتم ضد آبائهم بقراءة (التوحش الجديد) بدلا من مأثورات البنا واستراتيجيات دربالة.
ستصير قراءة هذه الكتب القديمة شيئا مستهجنا عند الأجيال المتوحشة القادمة التي ستستمتع بمحاولة قطف رءوسكم لأنكم مرتدون.. ورءوس من بقي على الحياة من أمثالنا بدعوى أننا صحوات. 
وقال عبد الماجد: "أتذكر الآن تاريخًا طويلًا من القتال الذي دار بيننا وبين النظام المصري حتى أوقفناه بمبادرتنا الشهيرة. والذي افتتحه السادات بقتلنا في مظاهراتنا الطلابية الساذجة شديدة السلمية ثم بقرارات التحفظ الغاشمة وردت الجماعة عليه باغتياله هو شخصيًّا وظلت الحرب سجالًا تشتعل تارة وتخبو تارات. كنا نقاتل بتعقل وشرف ورجولة .."فأي شرف يدعيه عبد الماجد في قتل 118 جندي أمن مركزي أعزل واغتيالهم غيلة، متى كان قتل الأبرياء شرفًا؟ وأي إسلام وصحوة يدعيها هذا الإرهابي الذي لم يشبع حتى اليوم من سفك الدماء والتحريض عليها؟
ويستطرد عبد الماجد: "كان لسيوفنا أخلاق كما قال كاتب وأديب كبير وهو يصف قتال المسلمين الأوائل... لم نستهدف امرأة قط.. ما اقتحمنا بيتا.. ولا استهدفنا طفلا..". وهنا نذكر عبد الماجد بأن استهداف الآباء إنما هو قتل لأطفالهم، فقد قتلتم الأبرياء بدم بارد، مدعين أن هذا أمر من الله، والله بريء منكم ومن خياناتكم للأمانة ولأوطانكم.
ويقول مستطردًا: "في المقابل كانت تجاوزات الأجهزة الأمنية ضدنا لها سقف محكوم ببعض عقل وبعض أعراف... فما سمعنا عن اغتصاب امرأة قط. وإن سمعنا عن اعتقال قليل منهن وتعذيب أقل القليل منهن. وما سمعنا عن قتل طفل إلا مرة واحدة.. وفي المقابل ويا للدهشة قتل بعض الشباب ضابطًا مجرمًا من أمن الدولة في سيارته.
وفي الصباح قرأ في الصحف أن ولد الضابط الصغير مات مع والده.. انهار صاحبنا باكيًا وظل يلوم نفسه كيف لم يشاهد الطفل الصغير. بعد إلقاء القبض عليه ومحاكمته والحكم عليه بالإعدام ظل يسأل عن كفارة قتل ذاك الصغير. عندما تظهر إدارة التوحش الجديدة سنترحم جميعًا على أيام القتال العاقل.
في النهاية أصدرنا مبادرتنا ولم نجد غضاضة أن نجلس مع اللواء أحمد رأفت ومعاونيه.. ولم يجد هو غضاضة أن يجلس إلينا ليقول أنا هنا ممثل للدولة.. وأنتم تمثلون الجماعة الإسلامية. وما نتفق عليه سأقنع أنا به من فوقي وهي مهمة أصعب من مهمتكم لأنكم ستقنعون به إخوانكم. 
كان يعلم أن جماعتنا مسئولة مسئولية مباشرة عن قتل رئيس جمهورية سابق وقتل رئيس مجلس شعب سابق وأكثر من عشر محاولات لاغتيال رئيس جمهوريته الحالي أشهرها في أديس أبابا وقتل أستاذه اللواء رءوف خيرت وألفين ونصف من الضباط والمخبرين والجنود.... كما كنا نعلم أنه مسئول عن قتل علاء محيي الدين وطلعت ياسين وثلاثة آلاف من إخواننا. 
رغم ذلك استطعنا أن نجلس معًا بسبب مساحة العقل الصغيرة التي راعاها الطرفان في أيام الصدام الدامية.
لا أرى اليوم إلا مساحات واسعة من الجنون والتوحش تزداد رقعتها كل يوم.. وتلعبون فيها اليوم بمفردكم قتلًا وتعذيبًا واغتصابًا وحرقًا... وتتجاوزون كل الأعراف والأخلاق والقيم.. لا بد أن يأتي يوم ويصرخ في مواجهتكم وحوش مجنونة هي الأخرى مولعة بخرق كل الأعراف والأخلاق والأديان.
لن يكون هناك يومها أمثال الشيخ عصام دربالة الذي قتلتموه في سجونكم. . ولا أمثال د. محمد بديع الذي تسعون لإخماد صوته.
ستكون مصر صحراء كبيرة تعوي فيها الذئاب.. وتحتفل الوحوش من الفريقين بأنهار الدماء التي تدفقت بعد أن جففت أثيوبيا نهر النيل..
أظن أن قائدك كان يعلم ذلك وهو يتلقى خطة التوحش ويتعهد بتنفيذها لذا قال مبكرا .....قول على مصر كمان 40.......30... سنة.
أظن اليوم أنه كان متفائلا جداً تذكروا ذلك جيدًا. عندما تعوي الذئاب من الجانبين فلن تكون هناك مصر أصلا. أسأل الله أن يقبضني قبل ذلك غير مفتون. 
لذا كان نجاح الثورة الشعبية في خلع الجيش من الحكم هو أرحم وأرفق الخيارات بمصر..
وهنا تكمن خطورة هؤلاء الإرهابيين؛ أنهم لا يريدون السلطة السياسية فحسب بل يريدون تدمير هذا البلد الآمن، تدمير دولة بكاملها، لا لشيء إلا أنها تقف في مواجهة المخطط الصهيوـ أمريكي لتقسيم المنطقة العربية إلى مجموعة دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها، وبدايات هذا التقسيم تفكيك الجيوش العربية، فقد تم تفكيك الجيش العراقي وما زال الجيش السوري يقاوم، ولم يستطيعوا حتى الآن الاقتراب من الجيش المصري رغم كثرة تلك المحاولات.

الإرهابي عاصم عبد
فأي ريادة وأي إسلام، بل أي دين يتبعه هؤلاء الإرهابيون؟
بعد هروب عاصم عبد الماجد من مصر وبداية خلافاته مع جماعة الإخوان الإرهابية نتيجة لرفض الجماعة إعطائه دورًا قياديًّا متميزًا في الخارج والتضييق عليه في القنوات الخاصة بالجماعة، نظرا لمحاولات الجماعة في نهايات 2015 لتدشين خطاب تفاوضي مع النظام المصري وأن آراء عبد الماجد قد تؤثر في هذا الخصوص فبداية من نوفمبر 2015 بدأ عبد الماجد بتوجيه انتقاداته للجماعة فقد وجه عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، انتقادات لمنهج الإخوان، محذرًا إياهم من أنه في حال ثباتهم على هذا المنهج سيتحولون لتمثال في متحف الشمع. وقال عبد الماجد في بيان عبر صفحته على "فيس بوك" موجهًا حديثه للإخوان: "الذي يحلم بعودة أوضاع معينة ألفها وأدمن معايشتها سيكتشف بعد قليل أنه صار تمثالا في متحف الشمع يحكى بهيئته وأفكاره تاريخا مضى، والذي لا يستطيع توقع أحداث المستقبل ولو في خطوطها العريضة عليه أن يحجز مقعدا في مدارس التربية الفكرية والذي لا يرسم لسيناريوهات المستقبل المتوقعة حلولها المكافئة لها، دون أن يهمل أيا من هذه السيناريوهات سيكون هو الجاني على نفسه ومن تبعه".

الإرهابي عاصم عبد
من أهم ردود الأفعال على المعركة الدائرة بين الإرهابي "عاصم عبد الماجد" وجماعة الإخوان الإرهابية رجحت بعض المصادر المطلعة صدور قرار من الجماعة الإسلامية بتجميد عضويتها في تحالف المعزول خلال الأيام القادمة بعد تصاعد الهجوم المتبادل بين الطرفين بعد الانتقادات التي شنها القياديان بالجماعة الإسلامية المهندس عاصم عبد الماجد والدكتور طارق الزمر، ضد الإخوان.
وكشفت المصادر عن وجود مشاورات مكثفة بين عدد من الشخصيات الإسلامية والليبرالية خارج مصر لتدشين تحالف "ثوري جديد" يضم رموز التيار الإسلامي مع استبعاد الإخوان، والدكتور سيف عبدالفتاح أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة، ومحمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط "المستقيل"، بمشاركة الدكتور محمد البرادعي، والدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد.
وأرجعت المصادر هجوم كل من عبد الماجد والزمر على الإخوان إلى استياء الجماعة الإسلامية من حالة الارتباك التي تسود الإخوان والانكفاء على ذاتها والسعي لحل مشاكلها الداخلية بعد اشتعال الصراع بين صقور القطبيين وتيار الشباب، وعدم رد الإخوان على تساؤلات رموز التيار الإسلامي حول وجود رؤية للخروج من الأزمة.
وأشارت المصادر إلى أن الانتقادات لم تتوقف عند الجماعة الإسلامية بل إن حليفًا آخر للإخوان هو الدكتور عطية عدلان رئيس حزب الإصلاح، أكد أن شرعية الرئيس السيسي صارت أمرًا واقعًا، في دعوة مباشرة للإخوان لطي صفحة مرسي، خصوصًا أن الإخوان تفتقد الرؤية الواضحة لتجاوز المأزق.
فقد ردت الجماعة الإسلامية بقوة على الانتقادات التي وجهتها جماعة الإخوان لتصريحات المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وتحميله مسئولية المصائب التي يعاني منها الإخوان. 
وقال إسماعيل محمد أحمد "أبو يحيي الأسواني" أمين عام حزب البناء والتنمية بأسوان، في تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك": فعلًا عاصم عبد الماجد أخطأ حين قام بحملة تجرد ليدافع عن مرسي.. أخطأ حين وقف على المنصة فهتف الناس له قول يا عاصم قول أرعب الفلول، حسبما أورد. 
وزعم أن الجماعة لم تقف حبًا في الإخوان ولا دعمًا لهم؛ بل نصرًا لحق الشعب وحق الدين، وأنها - أي الجماعة - في اعتقادي أرادت أن تفهم الأمة مَن الجدير بالقيادة، على حد قوله. 
وشدد على أن الجماعة لن تقبل أو تسكت على سب مشايخها أو جحد دورها ولا تقبل الردود المحفوظة بأن اللي مش عاجبه الساحة واسعة؛ لأن الإخوان في القيادة التي ينبغي أن تظل واحدة وعليهم أن يجيبوا أولًا: عندهم خطة؟ ما هي ليس عندهم؟ فليقولوا بأمانة.

الإرهابي عاصم عبد
فيما قال الدكتور عصام زين القيادي بالجماعة الإسلامية: إن حديث الشيخ عاصم عبد الماجد عن الإخوان والجماعة الإسلامية وطبيعة العلاقة بينهما أدعى لانسحاب الجماعة من دعم التنظيم الإرهابي.
وأضاف "زين" في تصريحات صحفية، أن انسحاب الجماعة من هذا التحالف الفاشل حماية لكوادرها، وإظهارًا للحق التي عودتنا عليه منذ نشأتها، موضحًا أن الجماعة تشكل إن أرادت تحالفا مع معارضين منصفين حريصون على سلامة بلدهم وعودة الألفة والمحبة إلى شعبهم.
وكان عبد الماجد، تعرض لموجة هجوم من أنصار "الإخوان" إثر انتقادات وجهها إلى الجماعة في سلسلة تصريحات له انتقد فيها سياستها في الحكم وكيفية تعاملها مع الأزمات إضافة إلى تجاهلها "الرشد والنصيحة".
الإرهابي عاصم عبد
فيما قال عوض الحطاب، القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية: "إن الجماعة تسعي لتصدير صورة للرأي العام والمسئولين بأنهم على خلاف مع جماعة الإخوان الإرهابية، على غير الحقيقة. وأضاف أن ما يحدث يتم باتفاق بين الإخوان والجماعة الإسلامية، والهدف منه منع الملاحقات الأمنية لبعض قيادات الجماعة الإسلامية، وفي نفس الوقت استمرار تلقي التمويل المالي من الإخوان". وتابع: "الحقيقة أن قيادات الجماعة الإسلامية ما زالوا يدعمون الإخوان الإرهابية في السر، ويعلنون مخالفة مواقفها في العلن".
وربما لا نؤيد كثيرًا رأي عوض الحطاب فالخلاف قائم دوما بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان الإرهابية منذ عقود وما جمعهم بعد ثورة 25 يناير 2011 المصلحة فقط ورغبة الجماعة الإسلامية دخول تحالف إسلامي كبير وأن تمثل في الحكومة الإسلامية التي يحلمون بها كفصيل أساسي، وباعتراف عبد الماجد وغيره من الجماعة الإسلامية كان الهدف من التحالف المزعوم مع جماعة الإخوان على منصة رابعة والنهضة هو تفكيك الجيش المصري والسيطرة على مقاليد السلطة بضغط شعبي وهذا ما لم يحدث ولن يحدث في المستقبل فالجيش المصري من أبناء الشعب وغير منعزل عن الشعب المصري بحال من الأحوال وهذا ما هدم المخطط الإخواني وتحالفاتهم سواء على المستوى الداخلي أو المستوى الخارجي.
وحينما يختلف الإرهابيون في تقسيم مكتسباتهم يبدأ كل فريق في الهجوم على الاخر واصفا اياه بالخيانة تارة وبصفات لا يصح لنا ذكرها هنا تارة اخرى، ففي وقت سابق قد شن عاصم عبد الماجد هجومًا على الجماعة أثر عدم انضمامه لأي مركز قيادي للجماعة بالخارج وكذلك عدم ظهوره على فضائيات الجماعة مما أثار غضبه وشن هجومًا ضاريًا على الجماعة وقد قام اليوم الاحد 27 سبتمبر 2015، بشن هجوم جديد على جماعة الإخوان الإرهابية، قائلًا: "إنها تخلت عن الأمة في أحلك أوقاتها". 
وأوضح عبر حسابه على "فيس بوك"، أن "قيادات الإخوان أمامهم خيار واحد هو الإعلان عن الحقائق أمام أنصارهم ومؤيديهم"، متابعًا: "يعرفونهم ما حدث ويقدمون كشف حساب عن الماضي، ثم يقولون بصراحة ما هي خططهم القادمة أو يعترفون أنه لا خطة حقيقية لديهم، ويقولوا - برجولة وشجاعة - لمن وثق فيهم أنتم وشأنكم لا نملك لكم شيئا".
واستبعد أن تقوم القيادات بهذا الأمر، مشيرًا إلى أنها لو فعلًا امتنعت عن المصارحة، فعليها أن تدرك انتهاء عهد الإخوان بالشأن العام وعليها أن تترك الأمة وشأنها، مشددًا على أن الجماعة انشغلت بأزماتها عن المصلحة العامة.
وشدد على أن الإسلام السياسي في مجملة لم يقم بأي عنف منذ الثورة وحتى الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرًا إلى أن خطأهم أنهم لم يعدوا العدة ويستعدوا لأي إطاحة بهم من سدة الحكم، محرضًا على رفع السلاح في وجه الدولة بأسرع وقت ممكن.
كما شدد "عبد الماجد" أيضًا على أن الله شرع الجهاد للجوء له في الظروف الشبيهة بتلك التي تمر على الإسلام السياسي في مصر، مطالبًا بترك درب الإخوان واللجوء إلى الدفاع الذاتي بعيدًا عن دعوات السلمية.
فيما استنكر شريف أبو طبنجة، منسق جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، هجوم القياديين في الجماعة عاصم عبد الماجد وطارق الزمر على الإخوان والمعزول محمد مرسي وتحميلهم مسئولية الخسائر التي تعرض لها التيار الإسلامي والدماء التي سالت في أحداث الاتحادية الأولى. 
وتساءل أبو طبنجة في تصريحات صحفية: "إذا كان الإخوان هم المسئولون عما لحق بالتيار الإسلامي فمن إذن المسئول عن إزهاق أرواح العشرات من أبناء الجماعة الإسلامية وإعادة المئات منهم إلى السجون مجددا؟".
وأضاف أن طارق الزمر وهو رئيس حزب البناء والتنمية تبنى هذا الموقف متأخرا جدا، مشيرا إلى أنه "عندما كنا نتحدث منذ أكثر من عامين حول مسئولية الإخوان وحلفائها عن العنف والتحريض كنا نتهم من قبل الزمر بالخيانة والعمالة وبأننا صناعة مخابراتية". 
وتابع: "الآن يخرج علينا الزمر بعد خراب مالطا ليحمل مرسي المسئولية دون أن يحدد لنا هوية المسئول عما لحق بأبناء الجماعة الإسلامية من كوارث بعد أن استمروا حلفاء للإخوان ومرسي لثلاث سنوات مدافعا عن سياساتهم وركنا أساسيا في تحالف المعزول ناهيك عن المكاسب الشخصية التي حققها قادة الجماعة من وراء التحالف". 
ووجه أو طبنجة تساؤلا للزمر حول ما إذا كان اتهامه لمرسي بالمسئولية عن الدماء التي سالت يسقط شرعيته، مضيفا "ما الموقف من رغبتكم في تقسيم الجيش وتفكيك الدولة لإعادة مرسي وما مسئوليتكم عن وفاة عصام دربالة في محبسه؟".
وتابع: "هل تعترفون بمسئوليتكم وتقرون بما اقترفته أيديكم من أخطاء أم نراكم تستمرون في غيكم وتوثقون صلاتكم بداعش وتتجهون للنفق المظلم؟".

الإرهابي عاصم عبد
كما أكد المهندس عبدالرحمن صقر، القيادي المنشق عن حزب البناء والتنمية، الذارع السياسية للجماعة الإسلامية، أن انتقادات المهندس عاصم عبد الماجد لجماعة الإخوان وتأكيده على عدم ثقته فيهم بداية لفض التحالف بين الجماعة والإخوان وخروج الجماعة الإسلامية من تحالف المعزول وعدم الانضمام لأي تحالف أو مجلس تدشنه الإخوان مجددًا. 
ولفت صقر في تصريحات صحفية، اليوم الأحد 27 سبتمبر 2015، إلى أن رغبته في أن يكون موقف عبد الماجد معربًا عن موقف الجماعة الإسلامية وليس موقفًا شخصيًّا للقيادي بالجماعة باعتبار أن هذا الموقف ينهي أكثر من عامين من التخبط وراء الإخوان. 
وأشار صقر إلى أن ما توصل إليه المهندس عبد الماجد حاليًّا نادت به تيارات عديدة داخل الجماعة الإسلامية منها عضو مجلس الشورى الشيخ عبود الزمر فضلا عن أن نص استقالتي من الجماعة والحزب قد تضمن نفس هذه الرؤية نهاية 2014.
وكان عبد الماجد قد وجه انتقادات لاذعة للإخوان، مبديًا عدم ثقته في الجماعة ككيان قادر على أن يحمل هموم الأمة محملا إياها مسئولية الكوارث التي حاقت بالتيار الإسلامي منذ الإطاحة بمرسي.
وقد كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، تفاصيل انقلاب عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الحليف الأقوى للإخوان، على التنظيم وهجومه على الجماعة خلال الفترة الأخيرة، ومطالبته للجماعة بتغيير منهجها.
وقالت المصادر في تصريحات صحفية: إن الإخوان رفضت خلال الفترة الأخيرة تولية عبد الماجد أي منصب تنفيذي في الكيانات السياسية التي دشنتها في الخارج، كما أن تقاربها مع بعض الشخصيات الليبرالية أغضب بعض القيادات الإسلامية المتواجدة في قطر وتركيا، وأوضحت المصادر، أن ظهور عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، على قنوات الإخوان التي تبث من تركيا قل بشكل كبير، عن الفترات الماضية، خاصة في غلق عدد من قنوات الجماعة بإسطنبول، وأشارت المصادر إلى أن عاصم عبد الماجد، وجد أن الجبهة التي يقودها شباب الجماعة لعزل القيادات الكبرى بتنظيم الإخوان هي الأقوى، خاصة أن جبهة الشباب تتبنى منهج العنف وهو ما دعاهم لاستكمال مساعيهم لعزل القيادات من خلال الهجوم على منهج الجماعة، يأتي هذا في الوقت الذي حرَض فيه عاصم عبد الماجد، أنصار الإخوان على التظاهر الجمعة المقبل قبل أيام من عيد الفطر المبارك، وقال عبد الماجد في بيانه عبر صفحته على "فيس بوك": "أهيب بكل العلماء والدعاة أن يدعوا الشعوب المسلمة للخروج عن بكرة أبيها يوم الجمعة 18 سبتمبر"، وشنّ عبد الماجد، هجومًا عنيفا على الجماعة، مشيرا إلى أن منهج الجماعة الإرهابية مشوش ويحتاج لتصليحها، وقال إن الثورة ليست الإخوان ولا الإخوان هم الثورة، فأمام الجماعة شوط طويل ليكونوا ثوارا حقا، يجب أولا أن يثوروا على اعتقادات مشوشة ويرون حمدين صباحى والسيد البدوي أقرب إليهم من التيار الإسلامي، وهذا التشويش لا يزال مؤثرا بقوة على تصوراتهم لما حدث ويحدث وسيكون للأسف مؤثرا على خياراتهم لفترة طويلة، على حد قوله. وأضاف: "عليهم أن يثوروا على ركام هائل من المسلمات المزيفة مثل تلك الأدواء التي زرعها فيهم كبراؤهم أنهم أعمق فكرا وأشد نضجا وأوسع خبرة وأشمل فهما وأعظم بذلا، وبنوا على هذه الأدواء كل تصرفاتهم وتعاملاتهم مع الآخرين، فإذا ثار الإخوان ثورة صادقة على هذه الأخطاء وأشباهها فسيكونون إضافة مهمة، أما إذا حصروا الأمور في تبديل قيادة محل قيادة". 

الإرهابي عاصم عبد
من جانبه قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن التقارب الأخير الذي تم بين الإخوان وعدد من الشخصيات الليبرالية في تركيا وفرنسا أغضب عددًا من حلفاء الإخوان ممن ينتمون للفكر التكفيري ومن بينهم عاصم عبد الماجد، وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن عاصم عبد الماجد بدأ يهاجم الإخوان لأنه وجد أن مصلحته في الوقت الحالي ليست مع الإخوان، وأنه من الأفضل أن ينضم لمجموعة المهاجمين للقيادات الكبرى للتنظيم.
ولم يبدأ هجوم عاصم عبد الماجد أمس فقط بل منذ أغسطس الماضي 2015، وهو يشن هجومًا على الإخوان وكان بداية هذا الهجوم انتشار فيديو للشيخ عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، يعترف فيه بأن الإخوان وحلفاءهم كانوا يستهدفون من اعتصام رابعة العدوية تقسيم الجيش المصري وانقسامه على نفسه من أجل عودة "مرسي" للحكم، قال "عبد الماجد" الهارب خارج البلاد خلال الفيديو: "ونحن معتصمون في رابعة وقتها كان لا بد من عمل سريع وكان هناك تسريبات ومعلومات تقول إن الشعب لو أبدى تمسكا بالدكتور "مرسى" لن تبقى جبهة الجيش موحدة وستتفكك ولكن بشرط أن يكون هناك زخم شعبي هادر مكتسح يزلزل، ووقتها ينقسم الجيش وكان هذا هو خيار تواجدنا أو هو خيار طوق النجاة الذي رأيناه في هذا التوقيت"، وتابع "عبد الماجد": إن انقسام الجيش هو الحل السريع، أنت غير - أي أنصار الإخوان- مستعد لمواجهة الجيش لأنه يقال لك إن الجيش مع الشرعية وتفاجأ بأن الجيش هو الذي يقود الانقلاب، فقيل لك أنه احتمال كبير أن تتفكك هذه الجبهة – أي الجيش- إذا نزل الشعب بقوة وهذه الورقة الأخيرة التي نتملكها ونحن نعلم أن القادم مع العسكر سيئ جدا مع مصر سواء قاومناه أو لم نقاومه لأننا نعلم أن الذي ينقلب على رئيس منتمى للتيار الإسلامي جاء ليهدر الدين الإسلامي وهذه مسألة واضحة، وهاجم "عبد الماجد" النخبة السياسية المصرية والأقباط، قائلا: "التهديدات التي تصدر من بعض النصارى وبعض البلطجية والنخبة وهم أيضا بلطجية كانوا يقولون 30 يونيه نهاية الإسلام في مصر، وعودة مصر إلى حضن المسيحية ونهاية الملتحين والمنتقبات"، وزعم القيادي بالجماعة الإسلامية أن هناك انتهاكات للمساجد وهجومًا على المصلين، قائلاً: "كان لدينا ورقة أخيرة وطوق نجاة الشعب يرفض عزل الدكتور مرسى ونحن كنا نراهن على هذه الورقة وراهنا عليها، وبدأت أصعد على منصة رابعة العدوية وأقول للناس انزلوا للاعتصام علشان الدين"، على حد قوله. وأضاف "عبد الماجد" عند حد معين اكتشفت أن توقعات تخلخل جبهة الجيش المصري لن تتحقق وأن نزول المصريين للشارع وإن كان كبيرا لن تجبر الجيش، امتنعت عن الكلام وامتنعت عن الصعود على منصة رابعة لأنه في هذا التوقيت رأيت أن المسالة ستطول وستمضى في مسارات لا نحبها ولا نريدها لبلادنا ولا نتوقعها وهنا سكتت عن مطالبة الناس بالنزول أو التظاهر أو الاحتشاد أو أي شيء ورأيت أن الأمر يحتاج شيئا آخر غير الاعتصام أو التظاهر.
ولم يوضح عبد الظاهر ما هو هذا الشيء الآخر الذي كان ينتظره عبد الماجد سوى شن هجوم متتالٍ من قطر على المصريين والجيش المصري حتى يوم أمس.
فها هو حليف الإخوان والمدافع عنهم في رابعة والمتحدث على منصتهم الإرهابي عاصم عبد الماجد الهارب إلى قطر يفضح الإخوان وينزع عنهم ورقة التوت باعترافه بأن غرضهم ومبتغاهم من اعتصام رابعة العدوية كان تقسيم الجيش، وتحويل القوات المسلحة إلى معسكرين متخاصمين، حتى يستردوا عرش مصر الذي فقدوه بسوء إدارتهم للبلاد، واستعلائهم على العباد، وإشاعة الفتنة بين الناس الذين تم تقسيمهم إلى فريقين احدهما مؤيد ومتعاطف مع الإخوان، والآخر ضدهم، فالأول من الأخيار والثاني من الأغيار الذين يستحقون إخراجهم من الملة .
اعتراف عبد الماجد الملوثة يده بدماء كثير من الأبرياء يبين ويبرهن للمرة المليون على أن الإخوان هم من يقفون وراء جماعات الإرهاب في سيناء والتي لا هم لها سوى استهداف جنود وضباط قواتنا المسلحة والشرطة المدنية، وفي طليعتها تنظيم بيت المقدس الإرهابي، ويتذكر الجميع التصريح الشهير للقيادي الإخواني محمد البلتاجي الذي قال فيه: «إن ما تتعرض له سيناء من هجمات إرهابية سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها دميتهم محمد مرسى للقصر الرئاسي».

عن استقالته من الجماعة الإسلامية

وبعد هذا البيان مباشرة وفي 8 نوفمبر 2015 انتشرت إشاعة مفاداها استقالة عبد الماجد من الجماعة الإسلامية، فبعد الهجوم المكثف الذي شنه عاصم عبد الماجد ليس على حزب النور فقط بل على جماعة الإخوان الذي كان عبد الماجد حليفا لها منذ وقت قريب، خرجت بعض الشائعات عن استقالة عاصم عبد الماجد من عضوية مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بعد خلافات نشبت بينه وبين القيادات الموجودة داخل مصر الرافضة لسياسة "عبد الماجد" ضد النظام الحالي، والتي تدعو للتغيير بالقوة والحث على ثورة جديدة، في الوقت التي تتحرك فيه الجماعة بمصر بحرص وبمبدأ السياسة.
وقد نفت مصادر داخل الجماعة الإسلامية ما تردد عن تقديم عبد الماجد استقالته من عضوية مجلس شورى الجماعة الإسلامية، احتجاجًا على قرارات رئيس مجلس شورى الجماعة أسامة حافظ، بالتقارب مع مؤسسات الدولة ومنع توجيه انتقادات لحزب النور.
ووصفت المصادر ما تردد في هذا الصدد بالأمر غير الدقيق جملة وتفصيلا، ومؤكدة أن الاستقالة من مجلس الشورى ليست الأسلوب المتبع داخل مجلس الشورى لتصحيح أية خلافات، مؤكدة أن قرارات المجلس حال التوافق عليها من الأعضاء تصبح ملزمة للجميع.
وتابعت المصادر، أنه لا يمكن لأحد من قيادات الجماعة رفض سياسة الانفتاح على مؤسسات الدولة، لا سيما أن هناك إجماعًا على ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة التي تمر بها ما يحقق التوافق الوطني ويضمن مشاركة جميع أبناء مصر في بناء الدولة والعبور بها من الأزمة.
ويعود الخلاف بين عاصم عبد الماجد الهارب خارج البلاد وقيادات الجماعة في مصر إلى استمرار الأول في الهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدعوة للخروج عليه، والنزول في ثورة ضده، الأمر الذي ترفضه قيادات الجماعة وعلى رأسها أسامة حافظ رئيس الجماعة الإسلامية، والذي يرى أن الحل السلمي هو الأفضل خلال تلك المرحلة.
وتصريحات عاصم عبد الماجد خلقت فجوة بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان بكثرة الهجوم عليها، فلا يمر يوم إلا وينشر تصريحًا مطولاً على صفحته، يشرح خلاله أن الإخوان هم السبب في الأزمة التي يمر بها التيار الإسلامي في مصر، وأنه فشل في الإدارة.
بل وقال عبد الماجد مؤخرًا إن طريقة التفكير التي نقلت مرسي من القصر إلى السجن ما زالت هي الحاكمة والمتحكمة والزاعمة أنها ستعيده والمصرة على رفع صوره وحصر فكرة الثورة في عودته ورفض حق الشعب في أن يثور لأسباب أخرى أهم من مجرد عودة مرسي.
موقف آخر أوجد الخلاف بين عبد الماجد والجماعة الإسلامية، وهو حزب النور، حيث يشن عاصم عبد الماجد هجومًا عنيفًا على الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور، الأمر الذي يرفضه أسامة حافظ رئيس الجماعة الإسلامية، وعبر عنه حينما قال، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن بعض العلماء غيبوا وملأوا ساحة الكتابة من ترهاتهم، فلبسوا على الناس دينهم، وتاه الحق وسط ركام من الكذب والدجل والجهالات.
وأضاف حافظ "رغم أن السابقين قد أشبعوها في كتاباتهم برهانًا حتى استقرت مسألة عدالة الصحابة، إلا أنه عادت جيوش الجهال وذوي الأغراض لطرحها للنقاش تشكيكًا وتزويرًا وجهالة جاهلين أو متجاهلين. إنهم بتشكيكهم هذا إنما يشككون في الدين؛ لأنهم حملته وناقلوه إلى الأجيال من بعدهم".
وفي نفس التوقيت رد عليه عبد الماجد قائلاً "قرأت لأسامة حافظ منذ دقائق مشاركة على صفحته ملخصها الذي لم يدركه كثيرون لاعتماده الإشارة دون الإفصاح في العبارة أن كفوا عن مهاجمة بعض المنتسبين للسلفية من مشايخ حزب النور أو غيرهم من المشايخ الساكتين هذه الأيام".
وأضاف عبد الماجد أن "كثيرًا ممن علقوا على المشاركة ظنوه يتحدث عن الإخوان. أما أنا لطول عشرتي معه فأعلم مراد فضيلته، وسأجتهد في أن أمسك لساني عن حزب النور".
بينما أكد ياسر فراويلة، المنشق عن الجماعة الإسلامية، أن عاصم عبد الماجد لم يستقل من الجماعة، وأن ما دار من حديث حول الاستقالة ما هو إلا شائعات، لتخفيف حدة التوتر بين الجماعة الإسلامية والإخوان؛ استعدادًا لما يعرف بـ 25 يناير وتوحيد الصف الثوري.
وأوضح فراويلة أن هناك ترتيبات يجب أن تنتبه لها الدولة، وصلت لحد اختراق أجهزه أمنية وإعلامية وإطلاق تلك الشائعات، لتشتيت الملاحقات الأمنية ومجهوداتها في تقييم الوضع.
وتابع "لا يجب الالتفات لهذه الأنباء، فالجماعة ليست حزبًا لينضم إليه الأعضاء رسميًّا أو يستقيلوا منه، إنها تنظيم اختياري وله مراجع تاريخية من أعضاء ومشايخ".
وعلى الجانب الآخر قال عبد الشكور عامر، القيادي بتمرد الجماعة الإسلامية، إن الجماعة مفككة فكريا وتنظيميا، وتم حل جناحها العسكري بموجب مبادرة وقف العنف التي أطلقها قادتها التاريخيون في منتصف التسعينيات.
وأضاف "عامر"، أن أزمة عاصم عبد الماجد ستطيح بما تبقى تنظيميا وفكريا، نظرا لأنه أساء إلى الجماعة تاريخيا وفكريا وأخلاقيا، بتخليه عن مبادئ المراجعات الفكرية وتحريضه على العنف ضد الدولة المصرية.
وأوضح أن تصريحات عبد الماجد، تلقى استهجانا واستنكارا واضحا ومباشرا من قيادات الجماعة التاريخيين بالداخل فيما يخص مسألتين، أولها تحريضه المتكرر على إسقاط الدولة المصرية ومهاجمة رجال الشرطة والجيش، بالإضافة لتولي أسامة حافظ، رئاسة مجلس شورى الجماعة، خلفا لعصام دربالة، التي اعتبرها عاصم قفزا على المنصب دون استحقاق.

تجدد معاركه مع الإخوان

تجدد معاركه مع الإخوان
في يوليو 2016، نشبت معركة عنيفة بين الإخوان، وعاصم عبد الماجد، بعد هجوم الأخير على محمد مرسي، واتهامه بأنه أخطأ أخطاء جسيمة، في الوقت الذي رد عليه كوادر الإخوان بأن الجماعة الإسلامية تسعى لتفتيت تحالف دعم الإخوان. وقال عاصم عبد الماجد، في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "محمد مرسى أخطأ خطأ بل أخطاء قاسية، ومستشاروه ومساعدوه وقيادات الإخوان أخطئوا أخطاء قاسية وقاصمة، ولسنا تلاميذ في مدرسة ابتدائية لكى يعلمنا أحد متى نتكلم عن الأخطاء، والإخوان كانوا حمقى". وأضاف القيادي بالجماعة الإسلامية: "سكتنا طويلا وكتمنا جراحاتنا وطوينا آلامنا ووقفنا مع مرسى ومع الإخوان كتفا بكتف بالطريقة التي يريدونها هم لا بالطريقة التي نحسنها نحن، وأهملوا كل نصائحنا طوال أعوام قبل الرئاسة وإثناءها وبعدها ثم يأتي بعض الطيبين ليعلمونا متى نتكلم وكيف نتكلم". ووجه القيادي بالجماعة الإسلامية رسالة إلى الإخوان قائلا: "أنتم الذين تحتاجون من يعلمكم، نحن نتكلم لنقول للجميع أنكم أضعف من أن تناط بكم قيادة، كي يقدم الناس من صفوفهم من يصلح لها أو يتقدم من تلقاء نفسه من يصلح لها، الأمة عندنا أهم من الجماعات وأهم من الأفراد وأهم من ذواتنا وذواتكم، فإلى متى سيظل بعضكم يهمل هذه الحقيقة". في المقابل، شن كوادر الإخوان، هجوما على عاصم عبد الماجد، مؤكدين أن الجماعة الإسلامية لم تقدم شيء لنصرة التيار الإسلامي، وقال محمد نزال أحد كوادر الإخوان، ردا على تصريحات عاصم عبد الماجد: "ماذا فعلت انت ؟ غير الحديث للقنوات والمناداة بالسلمية، وماذا فعلت أنت وأنصارك ومؤيدوك حين حوصر محافظ من حزبكم غير التفرج من بعد؟.. والله الذي لا رب سواه إنني كنت أحبك من الصفوة، ولكن اشتم أن في الموضوع شيء ما، والواضح أنك تحاول التملص من دعم الإخوان، بهذه التصريحات المتتالية ضد مرسى". وفي ذات السياق شن وائل فكرى، أحد كوادر التنظيم هجوما على عاصم عبد الماجد قائلا في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "يا باش مهندس مع احترامي الشديد ليك، أنت لم تتذكر هذا الكلام إلا الآن، أم هي الفرصة المناسبة للرد على هجوم إبراهيم منير على الجماعة الإسلامية في خطابه أمام مجلس العموم البريطاني". 

الإرهابي عاصم عبد
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي: إن عاصم عبد الماجد ينشط حالياً في التصريحات التي تهاجم الإخوان، ظناً بأن المقارنة السطحية بين الحالة التركية والمصرية ربما تعطيه بعض الوجاهة المفتقدة لدى أتباعه بالرغم من أن القراءة المتعمقة للأحداث تدل على كارثية نصائحه للإخوان والتي تشبه إجراءات أردوغان اليوم ضد مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء والجيش. وأضاف: "إذا كان الإخوان قد سعوا للأخونة المتدرجة وما يسمى بالتطهير من خلال عملية إحلال وتبديل ممنهجة وهادئة وممتدة لسنوات فإن عبد الماجد أراد وسعى لتطهير فورى بإجراءات شمولية تحميها شرطة خاصة يتم تجهيزها من التيار الإسلامي مستفيدة من نموذج الحرس الثوري ومستخدمة أدبيات ومسارات الثورة الخومينية وهو قريب الشبه بما يقوم به أردوغان اليوم في تركيا، والذي ستكون له عواقب وخيمة فيما بعد فالسيناريو لم ينته عند هذا الحد والأحداث في تركيا لا تزال في فصولها الأولى وإذا كان الإخوان قد أضروا أنفسهم بالأخونة الناعمة فمنهج عبد الماجد الذي يطبقه أردوغان حالياً سيحرقه تماماً وسيكون ضرره أكبر".
وفي أغسطس الماضي 2016، اعترف عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية الهارب خارج البلاد، بوجود عناصر تحمل "أخلاق الجاهلية"، داخل فريق الإسلاميين.
وحذر "عبد الماجد" المعروف بأفكاره المتشددة، من هذه العناصر التي لم يسمها، قائلًا: "لا لن نسمح لفرد ولا لجماعة ولا لحزب أن يلوث معسكرنا بشيء من أخلاق الجاهلية، نعم كلنا معرض للخطأ، لكن الإصرار على مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وتكرار ذلك ورفض نصح الناصحين بالتخلي عنه أصبح لا يحتمل".
ووجّه القيادي بالجماعة الإسلامية خطابه لهم قائلًا: "يا هؤلاء إما أن تتخلوا عن أخلاق الجاهلية من سب وتخوين وبذاءات وعصبية وعنصرية، وإما أن نعلن للعام والخاص براءتنا منكم وبراءة سنة النبي منكم".
وقال: إن أبناء التيار الإسلامي يكتفون بتوجيه الانتقادات للسلطة الدائرة في الدولة دون تقديم حلول أو نموذج موازٍ.
وتابع عبر حسابه على "فيس بوك": "أين دعوتك أنت لهداية الخلائق، لماذا أنت قاعد، هل تنتظر رسولًا يأتي بكتاب من عند الله يدعوهم به، أين سعيك بين الناس بالقرآن، واعظًا ومبشرًا بالجنان ومحذرًا من النيران".
هذه بعض من مواقف وتقلبات عاصم عبد الماجد.. أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية في صعيد مصر في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وعضو أول مجلس شورى لها.. وقائد المجموعة المسلحة التي استهدفت الاستيلاء على مديرية أمن أسيوط يوم 8 أكتوبر 1981م، كجزء من الخطة التي تم وضعها للاستيلاء على مقاليد الحكم في مصر، وكانت بدايتها اغتيال السادات في النهضة.
عاصم الذي قاد مع مجلس شورى الجماعة برئاسة كرم زهدي ما سمي بالمراجعات وإعلان التوقف عن العنف في عام 1997م.
والذي أظهر وجهه الحقيقي عقب وصول جماعة الإخوان للحكم بعد ثورة 25 يناير 2011م، ليصبح خطيبًا وداعية لاستخدام العنف والإرهاب ضد خصوم الإخوان وحلفائهم، وليطلق تصريحاته النارية من خلال ما سمي "تحالف دعم الشرعية" لدعم مرسي وجماعته.
كما بدأ سيرته بالدم والإرهاب؛ حيث حرص في مذكراته على الفخر والتباهي بأنه قد حصد 67 جندي أعزل برشاشه أمام مديرية أمن أسيوط في عام 1981م.
وما زال حريصا على الاستمرار في درب الإرهاب الدموي محرضًا ودائمًا لأي جماعة أو فصيل ينتهج الإرهاب ضد إرادة الشعب المصري.

شارك