مع مقتل عامر الضمور.. تساؤلات حول مصير السلفية الجهادية في الاردن

الأحد 12/مارس/2017 - 01:02 م
طباعة مع مقتل عامر الضمور..
 
جاء مقتل عامر الضمور، الشهير بـ"أبو اليمان الأردني" ابرز قادة السلفية الجهادية في الأردن، في عملية انتحارية لتنظيم "داعش" بالموصل ليكشف عن مصير قادة السلفية الجهادية والذين نظمو اعتصامهم الشهير في مدينة الزرقاء معقل التيار السلفية الجهادية خلال 2011، والذين توزعوا بين "داعش" و"النصرة" مع بداية الصراع السوري.

مقتل عامر الضمور

مقتل عامر الضمور
وقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي، السبت 11 مارس 2017، مقتل أبرز قادة السلفية الجهادية في الأردن، بعد تنفيذه عملية انتحارية في الموصل التي تحاول القوات العراقية السيطرة عليها منذ أكتوبر الماضي.
ونعى التنظيم الإرهابي اليوم السبت، عامر الضمور "أبو اليمان الأردني" وقال إنه قضى في عملية تفجير لم يعلن عن تفاصيلها.
و يُعرف "أبو اليمان الأردني" الحاصل على دكتوراه في الشريعة الإسلاميةن بانه أحد قادة التيار السلفي الجهادي الأردني، ومن منظمي اعتصام التيار في الزرقاء  الشهير لتيار السلفية الجهادية في الاردرن خلال 2011 والذي عرف فيما بعد بـأحداث الزرقاء التي شهدت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن الاردنية وعناصر الاعتصام من السلفية الجهادية.
وألقى الضمور كلمة له في اعتصام الزرقاء حينها، قبل أن يعتقل من قبل الأجهزة الأمنية، وقد عدد المعتصمين بنحو ألف فرد، واعتقل الأمن الأردني في أبريل 2011 نحو 160 من أعضاء وقادة التيار، وقرر تحويلهم لمحكمة أمن الدولة بتهم مختلفة بعد المواجهة التي حصلت معهم في مدينة الزرقاء منتصف الشهر نفسه.
وبعد إفراج الاجهزة الأمنية الاردنية غادر عامر الضمور ، إلى سوريا وانضم إلى "جبهة النصرة"، ثم غادر إلى العراق والتحق بتنظيم داعش الإرهابي الذي نعاه اليوم.

السلفية الجهادية في الأردن

السلفية الجهادية
ويعود تاريخ ظهور تيار السلفية الجهادية في الأردن منتصف تسعينات القرن الماضي مع محاكمة الأردن لما عرف بتنظيم "بيعة الإمام" في العام 1994.
وحوكم حينذاك عدد من أفراد التيار على رأسهم منظره عصام البرقاوي (أبو محمد المقدسي)، وأحمد فضيل الخلايلة (أبو مصعب الزرقاوي)، ويومها كان يسمى تيار "الموحدين".
وشكلت المحاكمة أول ظهور للتيار في الأردن، وظهر المقدسي والزرقاوي كقائدين للتيار، وشكل السجن أول محطة خلاف بين القياديين، وبرز فيما بعد كخلاف منهجي في قيادة التيار ومساره.
ظل الخلاف بين جناحي التيار واضحًا خاصة بعد انتقال الزرقاوي إلى العراق، وقيادته تنظيم القاعدة هناك حيث انضم إليه مئات السلفيين الجهاديين بالأردن، فيما كان آخرون قد انخرطوا في معارك القاعدة في الشيشان وأفغانستان.
وتشير تقديرات مختلفة الي أن أعداد «السلفيين الجهاديين» في الأردن تتراوح بين 4 وخمسة آلاف ناشط، ويتركزون في مدينة الزرقاء في الدرجة الأولى، ثم في عمان والسلط وإربد ومعان، وبينما كانت الغلبة بينهم لـ «النصرة» عند بداية الانقسام، عاد «داعش» اليوم ليتصدرهم. 
للمزيد عن السلفية الجهادية  اضغط هنا 

بين "داعش" و"النصرة"

بين داعش والنصرة
ادت ظهور "داعش" و"جبهة النصرة" الي حدوث انقسامًا بين السلفية الجهادية في الأردن بين تنظيم القاعدة بزعامة ايمن الظواهري، وتنظيم "الدولة الاسلامية" بزعامة أبو بكر البغدادي، هذه الفوارق تعود إلى خلافات فكرية ومنهجية قديمة تعود إلى ما  بعد خروج المقدسي من السجن في 2005، حين أعلن خلافه مع منهج الزرقاوي من خلال ما عرف برسالة "المناصرة والمناصحة" التي وجهها للزرقاوي، وأنكر فيها عليه الكثير من أعمال القاعدة في العراق خاصة استهداف الشيعة والمسيحيين.
ومثّلت الحرب السورية تربةً خصبةً لـ«الجهاديين»، الجدد منهم والقدامى على حد سواء. وفرض العنصر الأردني نفسه في مرحلة مبكرة من مراحل ظهور «الجهاديين» في اللعبة السورية بفعل عوامل كثيرة، منها «الباع الجهادي الأردني» الطويل (في ما يخص الجهاديين القدامى)، والحدود الجغرافيّة الواسعة (375 كلم) التي لعبت دوراً محوريّاً في انتقال «الجهاديين الجدد»، يضاف إلى ذلك العامل «الإرشادي» المتمثّل بـ«المرجعيّات الجهادية البارزة» التي تقيم في المملكة.
وقد ذكرت دراسة ألمانية أن هناك 4400 أردني ضمن كوادر تنظيمات "جبهة النصرة" أو "هيئة تحرير الشام" - وتنظيم داعش في العراق وسوريا، ويبدو أن المعطيات صحيحة عندما يتحدث مختصون عن وجود أردنيين في صفوف قيادية متقدمة في الأطر الشرعية وحتى القتالية عند التنظيمين.
وشغل أردنيون مناصب بارزة داخل «النصرة» منذ تأسيسها. وكان من أبرزهم «الأمير العسكري العام» أبو سمير الأردني (تؤكد بعض الجهاديين أنه أبو أنس الصحابة نفسه، الأمر الذي تنفيه مصادر جهادية أخرى). كذلك، يبرز «الشرعي العام للنصرة» د. سامي العريدي، وهو واحدٌ من اللاعبين البارزين في «الجبهة» منذ تأسيسها. وقد سُلط المزيد من الأضواء عليه منذ ظهوره في أحد «إصدارات النصرة» بصفة «الشرعي العام».
كما شكل الأردنيون العماد الحقيقي لـ«النصرة» في درعا، ومحيطها، حيث يبرز أبو المقداد الأردني، أحد القادة العسكريين البارزين في درعا. ومن «الأمراء» البارزين،أبو عمير الأردني، الذي بويع «أميراً لجبهة النصرة في درعا». كما يشغل إياد طوباسي (الملقب بـ"أبو جيليبيب") أمير جبهة النصرة في دمشق ودرعا وهو صهر أبو مصعب الزرقاوي الجهادي السلفي الأردني الشهير، ويُعتقَد أن أبو جيليبيب حارب إلى جانب الزرقاوي في العراق.
وكذلك يحظى الأردنيون بحضور قوي في الغوطة، حيث لمع نجم الوليد «أمير النصرة في الغوطة الشرقية»، وأبو خديجة الأردني «القاضي العام في الغوطة» والذي انشق لاحقا من جبهة النصرة، إضافة إلى أبو البراء «أمير الغوطة الغربية»، وأبو عبد الله الأردني «شرعي الغوطة الغربية». وهناك اسم معتز السخنة، القائد الميداني في حلب، وأبو المقداد الذي شغل منصب «أمير إدلب»، وأبو عكرمة «القيادي العسكري» في إدلب، كما أعلن قبل أيام مقتل أبو قدامة الأردني «أمير حارم وسلقين» أثناء مشاركته في الهجوم الأخير على قريتي نبل، والزهراء في ريف حلب.
ويري مراقبون أن أبو بكر البغدادي هو وريث الزرقاوي في الأردن، وأن «غلبة» داعش في المدن الأردنية هي استمرار لما كان الزرقاوي يمثله في تلك البيئة. فالداعشيون في «السلفية الجهادية» هنا هم إضافة الى الزرقاويين، الجيل الجديد من «الجهاديين»، لا سيما أولئك الذين يخاطبهم الإنجاز والعمل الميداني والقوة والفعالية، وتأثير القادة الميدانيين في هؤلاء يفوق تأثير الشيوخ ومصدري الفتاوى.
والواقع يقول أن الجيل القديم من السفلية الجهادية الأردنية يفضل الانتماء إلى القاعدة التقليدية"جبهة النصرة- القاعدة"، بينما مجموعات الشباب الجديدة هذه فرأت في نموذج "داعش" النموذج الأقرب إليهم، خاصة مع سهولة الانتقال للقتال في سوريا منذ اندلاع الثورة.
وظهرت أرقام أخرى تتحدث عن "انضمام" فعلي لنحو 3100 أردني من الفئة العمرية ما بين "16- 30" إلى تنظيمات جهادية مصنفة على قوائم الإرهاب من الدولة الأردنية.
ويشار إلى أن هذه المعطيات الرقمية تتداولها حاليًا "خلايا تفكير وبحث" داخل مؤسسات سيادية أردنية كلفت بتوفير إستراتيجيات وقاية لهذه الظاهرة.

مستقبل السلفية الجهادية:

مستقبل السلفية الجهادية:
يري مراقبون أن  السلفية الجهادية بعد صراع "داعش" "النصرة" علي  عناصرها، واختلاف الانتماءات بين الولاء لأيمن الظواهري عبر القتال في جبهة النصرة، او البيعة لزعيم "داعش" ابو بكر البغدادي، ليشكل انقساما لتيار السلفية الجهادية مما ادي الي تراجع حظوظه داخل البيئة الاردنية مع فشل"دجبهة النصرة" و"داعش" في تحقيق الدولة الاسلامية مع الضربات والخسائر التي يتلاقها التنظيمان في العراق وسوريا مماادي الي فشل تثبيت قاعدتهم السورية.
خسائر "داعش" و"النصرة" تشير إلي فشل الخطة التي وضعها الجهاديون السلفيون الأردنيون لبناء مايسمّونه "ديار التمكين" التي من شأنها أن تشكّل الخطوة الأولى في الحرب المقدّسة الهادفة إلى إنشاء دولتهم الإسلامية المستندة إلى الشريعة والعابرة للأوطان وتوسيعها، وهو ما يهدد وجود تيار السلفية الجهادية كفكر له اتباعه في الأردن ويجعله مقبل علي أزمة الحضور والبقاء.

ظهرت السلفية الجهادية في الأردن في مطلع التسعينيات من القرن الماضي على يد العائدين من أفغانستان بعد انتهاء مهمتهم في أفغانستان، بانهيار الاتحاد السوفييتي، الميلاد الحقيقي للتنظيم كان بعد اجتماع بين أبو قتادة ومحمد المقدسي وأبو مصعب الزرقاوي، أهم وأخطر رموز التيار السلفي الجهادي في الأردن، وعقب عودة الزرقاوي إلى الأردن مطلع عام 1993، اتصل بالمقدسي للعمل سويا على نشر الدعوة السلفية الجهادية، والبدء في التحضير لإنشاء جماعة سلفية جهادية تكون منعطفا في تاريخ السلفية الجهادية الأردنية، وكان توقيع الأردن معاهدة "وادي عربة" للسلام مع إسرائيل، أحد الأسباب الرئيسية لظهور وتكوين أول تنظيم جهادي حقيقي بالأردن، وهي الجماعة التي عُرفت إعلاميا وأمنيا بـ"بيعة الإمام"، والذي ظهر عام 1994، وكان يسمى في ذلك الوقت تيار "الموحدين"، والذي كفِّر الأنظمة الحاكمة، كما دعا إلى عدم المشاركة في الانتخابات، منتقدا للقوى السياسية المشاركة في المشهد السياسي الأردني، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمون، ولكن سرعان ما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على جميع أعضائه قبل القيام بأي عمليات، وتمت محاكمة الزرقاوي والمقدسي اللذان ظهرا كقائدين للتيار، وشكل السجن أول محطة خلاف بين القياديين، وبرز فيما بعد كخلاف منهجي في قيادة التيار ومساره.

وقد تناولت بوابة الحركات الاسلامية المدرسة السلفية الجهادية الأردنية وصراعاتها وتداخلاتها في ورقة مهمة للمزيد اضغط هنا:


شارك