بوابة الحركات الإسلامية ترصد "يوم الوفاء" للراحل السيد ياسين

السبت 20/مايو/2017 - 04:21 م
طباعة بوابة الحركات الإسلامية
 
فى يوم تكريمى بدأت فعاليات ندوة "يوم الوفاء" التي تنظمها "البوابة نيوز"،  بمقر المركز العربي للبحوث والدراسات،  التى تتناول  المشروع الفكري للراحل السيد ياسين، بحضور  العديد من الباحثين والمفكرين وعلى رأسهم  الدكتور عبدالرحيم علي النائب البرلماني ورئيس مجلس إدارة المركز والبوابة نيوز ، والدكتور علي الدين هلال وزير الشباب الأسبق،  نبيل عبدالفتاح الخبير السياسي، واللواء فؤاد ياسين قائد حرس الحدود في حرب أكتوبر  والدكتورة فيفيان فؤاد، منسِّق الاتصال والتدريب فى البرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث بالمجلس القومى للسكان  والباحث الدكتور فؤاد السعيد الدكتور محمود عبدالله، الباحث والناقد الأدبي  والدكتور أحمد بدوي، أستاذ علم الاجتماع  والباحث عبده العشري
 وقال الدكتور عبدالرحيم على، النائب البرلماني، ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "البوابة نيوز": إن أفضال الدكتور السيد ياسين على المركز العربي للبحوث والدراسات لا تُعد ولا تحصى، وقد شرف المركز برئاسته له، ولقد تعلمنا منه الكثير، فقد كان باحثًا مميزًا وأستاذًا في علم الاجتماع وكاتبًا صحفيًّا من الطراز الأول ومثقفًا لا يُبارَى.
وأضاف، خلال ندوة "يوم الوفاء" التي ينظمها المركز أننا ننظم هذه الندوة لتأبين السيد يسين؛ لأننا نحن أبناء من صلبه الفكري، ولقد كان أول لقاء بيننا عندما أصدرتُ كتابي الأول عام 1989 وتناول مشروع المراجعات الفكرية التي تمّت في السجون ورأيت عدم جدواها لأن الجماعات المتطرفة تراجعت عنها فيما بعد، كما توقعت في الكتاب، وكانت رؤيتي مبنية على قراءة عميقة لأفكار هذه الجماعات التي رأت ضرورة مهادنة الدولة لأنها قوية، وتستطيع أن تجتثها من جذورها إذا أرادت فسعت بالحيلة إلى مهادنة الدولة.
وتابع على: "ذهبت إلى الدكتور السيد ياسين يوم كتابة مقاله بالأهرام وكان منشغلًا جدًّا، فلم يعرني اهتمامًا كبيرًا وكان مشغولًا طوال الوقت بإنهاء مقاله، ولذا غضبت من هذا الموقف وغادرت مكتبه، إلا أنني فوجئت به يكتب مقالًا مهمًّا عن الكتاب فذهبت إليه وشكرته، ومنذ هذه اللحظة أصبحت تلميذه الأول، ولم يدر في خلدي يومًا أن يكتب عني مقالًا في الأهرام، وقد تعلمت منه الحرص على الوقت والانضباط، ولم يكن يهتم بجمع الأموال.
 وأختتم حديثه بقوله "لقد فقدنا هرمًا فكريًّا كبيرًا إلا أن عزاءنا أننا سوف نسعى إلى إحياء أفكاره باستمرار  وإن الجميع تعلَّم من المفكر والكاتب الراحل السيد ياسين ومن أفكاره ودراساته.
بوابة الحركات الإسلامية

 فيما قال علي الدين هلال، وزير الشباب الأسبق: إن ندوة "يوم الوفاء" لتأبين الكاتب والمفكر الراحل السيد ياسين دليل وفاء وحب،  وعلى  مركز الأهرام للدراسات السياسية عدم التقاعس عن أداء هذا الدور وأنه تعرَّف على السيد ياسين عام 1966 حينما كتب مقالات في مجلة الكاتب وهي مجلة شهرية يسارية، عن الثروة العلمية والتكنولوجية، وتعرَّف عليه وجهًا لوجه عام 70 19لم تنقطع الصلة به منذ تلك الفترة، سواء بالاتصال أو المقابلات وحضور الندوات والسفر كذلك. 
وأضاف  "حينما نرصد عدد المقالات والندوات والمناسبات التي نظمت بشأنه تشير إلى قيمته العلمية ووفاء الناس له أيضًا، فالسيد ياسين هو رجل مسكون بالقلق، بمعنى أن عقله دائمًا يعمل، ليس للخوف من المجهول إنما القلق المبدع النابع من السعي للوصول للحقيقة، وهو يتراوح بين روعة الاكتشاف لما يتصور أنه حل، والمراجعة والنقد في الوقت نفسه".
 وتابع إن حياة المفكر والكاتب الراحل السيد ياسين وأفكاره كانت متطورة، ففي مرحلة من حياته دافع عن الديمقراطية ودور الشباب وغيرها، ولكن من ملاحظاته للواقع نجد أن العامين الأخيرين له بدأ ينحاز لفكرة الدولة التنموية، وجرَّت عليه مقالاته العديد من المتاعب، فهو مفكر متجدد يبحث عن الجديد والتطوير الفكري.
 وقال  نبيل عبدالفتاح الخبير السياسي، ومدير مركز العربي للبحوث والدراسات: إن الدكتور السيد ياسين الكاتب والمفكر الراحل، اهتم في دراساته وكتاباته بالقانون بجانب الاهتمام بالدراسات المختلفة في الأدب والاجتماع ودراسة طبيعة الشخصية العربية وانتقاله للعديد من الدراسات المستقبلية، ولكن المرحلة القانونية مرحلة مؤثرة على مستوى مقارباته الفكرية المنهجية التي استخدمها في تحليل الظواهر.
وأضاف  إن المرحلة القانونية حول السياسة الجنائية جزء مهم من القضايا التي تناولتها كتب السيد ياسين، لافتا الى ان السيد ياسين تأثر بمفكرين قانونيين كبار مثل ثروت انيس الاسيوطي والدكتور علي راشد وكان إطلاعه على التجربة الفرنسية القانونية بالغة الثراء وتضافرت تلك العوامل في المساهمة في تشكيل أفكار السيد ياسين وزيادة تأصيل دراساته كباحث مقتدر وموهوب.

بوابة الحركات الإسلامية
وقال اللواء فؤاد ياسين، شقيق المفكر الراحل السيد ياسين: "إنني سأتحدث اليوم عن الجانب الشخصي للمفكر الراحل، فقد كان يصغرني بأربع سنوات، وكان هادئًا لا يميل للعنف، ولا يحب الظهور، وكان يميل للقراءة، فكان دائم الاستعارة من مكتبة عامة بالإسكندرية، وفق خطة وضعها لنفسه وفق اهتماماته السياسية والفكرية".
وأضاف  "لقد تأثر المفكر الراحل بأستاذه المرصفاوي، ودخل المركز القومي للبحوث الجنائية بكفاءته دون أي واسطة، وكان متأثرا باليابان، وكانت العلاقة بيننا تحكمها فلسفة الاستغناء باعتبار أن الإنسان يستطيع أن يقول رأيه دون النظر إلى أي عوائق، ودون النظر إلى أي مغريات".
وتابع فؤاد: "دخل السيد ياسين جماعة الإخوان في الخمسينيات، وكانت له ميول فكرية اشتراكية، وعندما طلبت منه الجماعة مهاجمة ثورة ٥٢ رفض واستقال من الجماعة، وترك الإسكندرية بعد أن طاردته الجماعة".
وقالت الدكتورة فيفيان فؤاد، منسِّق الاتصال والتدريب فى البرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث بالمجلس القومى للسكان: إن علاقة المثقف بالمجتمع تثير الجدل دائمًا، وهناك الكثير من الأسئلة التي تُراود المثقفين مثل: هل أنا مفيد للمجتمع أم لا؟ هل أنا إضافة ملتزم أم خائن للمجتمع؟ وغيرها من الأسئلة التي تقضُّ مضاجع المثقفين الحقيقيين.
وأضافت "وجدت صعوبة بالغة في الاستعداد للحديث عن المثقف السيد ياسين، لأن الكثير من المفكرين اختلفوا على تعريف المثقف، ومنهم من اعتبر المثقف أشبه بالنبي، ومنهم من وصفه بالمثقف العضوي الذي يهتم بقضايا مجتمعه، والتصنيفات العربية للمثقف شديدة الحيرة".
وتابعت: "السيد ياسين هو أقرب إلى المثقف النهضوي الذي يحمل مشروعًا فكريًّا شاملًا، وكان يجيد التعبير عن نفسه ولكنه ليس المثقف الدعوي أو السياسي، وقد انفتح على العصر في الكثير من قضايا المجتمع مثل الحداثة والتنمية وغيرها وكان ياسين يبدأ عمله وكتبه من دراسة الواقع، تاركًا خلفه آراءه وقناعاته، مغلِّبًا روح الباحث الناقد المحايد، وكان مثله مثل المثقفين الآباء، يحمل في ذهنه سؤالين: لماذا تخلفنا وكيف نتقدم".
 وقال الباحث الدكتور فؤاد السعيد: "كل من توّلوا وزارات الثقافة بعد ثورة يوليو باستثناء ثروت عكاشة، لم يتناولوا مفهوم السياسة الثقافية، وقد أدرك الكاتب والمفكر الراحل السيد ياسين أن السياسة الثقافية تضرب بجذورها في أي مجتمع من المجتمعات، ولن يكون ذلك إلا بالعودة إلى عصر النهضة.
وأضاف"أدرك السيد ياسين أن للمجتمع المصري خصوصية ثقافية، واستشرف أهمية الثقافة، وقدم دراسة مهمة لمركز البحوث الجنائية بأهمية دراسة التاريخ الاجتماعي لفهم الواقع الثقافي في الأحياء والقرى والنجوع، وقد مهد له بمشروع آخر لم يعرف طريقه للنشر، إلا أن أوراقه ما زالت موجودة وقد ضم الكثير من الباحثين كنت أحدهم".
بوابة الحركات الإسلامية
وتابع  "على خلاف الكتابات الدارجة التي ترجع النهضة الفكرية إلى الحملة الفرنسية، فإن ياسين كان يرى أن النهضة بدأت مع الشيخ حسن العطار، فلم تكن الطبقة التجارية بمصر مجرد طبقة رأسمالية وإنما كانت شريكًا مهمًّا في التجارة العالمية، وهذه الطريقة في التفكير والتعاطي مع بدايات النهضة كانت عاملًا مهمًّا في المشروع الذي قدمه السيد ياسين".
 وقال الدكتور محمود عبدالله، الباحث والناقد الأدبي: "كنا نسمي المفكر الراحل السيد ياسين بالعم وهو ما يرمز الى مصطلح "ظِل الأب"؛ وسوف أتعرض خلال كلمتي لسوسيولوجيا الأدب وفق رؤية المفكر الراحل".
وأضاف "كان السيد ياسين يحكمه عدة قواعد في تحليله للأدب، وكان يعتبر أن الأعمال الأدبية لا تقدم واقعًا معرفيًّا جديدًا وإنما تعيد المعارف العامة وتقدمها في أشكال جديدة، وكان يعلي من قيمة الأديب باعتباره الخالق الأدبي فلا نص دون مؤلف، ويستطيع الجمهور أن يفهم النص وفق رؤية المؤلف".
وتابع: "لقد تحوّل السيد ياسين وتطورت أفكاره ولم تكن جامدة في التعاطي مع الواقع الثقافي، فقد أعطى القارئ حرية تحليل جميع ما يتلقاه من فنون وآداب، وحاول أن يجد تفسيرًا لعدم نشر بعض الأدباء بعض نصوصهم، مثل الرسائل والخطابات وغيرها، وهي نصوص لها جمهور مغاير".
 وقال الدكتور أحمد بدوي، أستاذ علم الاجتماع: إن الكاتب والمفكر الراحل السيد ياسين عالم كبير بدأ في فترة كان علم الاجتماع يحتاج إلى كتابات عربية في المنهج وهو ما رسخ له المفكر الراحل.
وأضاف أن السيد ياسين كان نقده بناءً وإيجابيًّا يعلِّم الطلاب ولا يخسر العلاقة مع تلاميذه أو أي شخص، وكان لديه قيمة منهجية لتقديم حلول للمشكلات التي يدرسها وكان يوظف رأسمال العلم من خلال انطلاقه لأسئلة جديدة وهو ما ظهر من خلال استخدامه رأسمال العلم الذي لديه، الأمر الذي رسخ لتعزيز ألمعيته وقوته الفكرية والعلمية، وظهر هذا في إفرازاته العلمية وجميع ما قدم من أبحاث وعلوم أثرت علم الاجتماع، مؤكدًا أن الدكتور السيد ياسين أدرك أنه لا بد من وجود أدوات منهجية لمواءمة الشخصية المصرية وتحديدها.
 وقال الباحث عبده العشري إن المفكر الكبير الراحل السيد ياسين كان يرى أن السياسة الجنائية لا تنفصل أبدًا عن السياسة الاجتماعية، ورصد التأثيرات المتبادلة بين السياستين في إطار مكافحة الجريمة وكيفية الوقاية منها، كما أكد أن الإجراءات الاقتصادية الرشيدة يمكنها على المدى الطويل أن تقلل من معدل الجريمة إذا اتجهت لمعالجة الخلل الاقتصادي للمجتمع.
وأضاف "كان المفكر الراحل يرى أن العقوبة وحدها ليست قادرة على حماية المجتمع من الجريمة، لأنها مجرد وسيلة أو آلية لما بعد الجريمة، ولا بد أن يقوم المجتمع باستحداث الكثير من الوسائل الأخرى لإحداث تغيير في السلوك، مثل العدالة التصالحية".
وتابع  لقد شدد المفكر الراحل على أن تتصرف الدولة بشكل أكثر انفتاحا ورؤية أكثر اتساعا مع الفساد والإرهاب، لأنهما تؤثران على التنمية بشكل كبير، وكان يرى أن توقف التنمية له علاقة طردية بزيادة معدل الجريمة، ويسهل ساعتها للفرد أن يقع فريسة للجماعات المتطرفة والمتعصبة، مطالبًا بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وبناء البشر، وعندما نمنح الإنسان فرصته لبناء شخصية فاعلة فإننا نمنع قدرًا كبيرًا من معدل الجريمة، وننقي المجتمع من تزايد الجريمة.



شارك