استقالة الحريري وتمدد حزب الله..البحث عن القادم في لبنان

الأربعاء 08/نوفمبر/2017 - 01:50 م
طباعة استقالة الحريري
 
في 4 نوفمبر، استقال رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري بشكل غير متوقع، بإلقائه خطاب تلفزيوني من العاصمة السعودية، الرياض. وخلال الخطاب، ذكر مخطط اغتيال يحاك ضده واتهم إيران ووكلاءها بزعزعة استقرار بلاده والمنطقة الأوسع. وكان توقيت هذه الادعاءات مذهلاً بشكل خاص نظراً لأن الحريري كان قد استضاف للتو مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قبل يوم واحد، وأصدرا بعد الاجتماع بياناً مشتركاً سلّط الضوء على "مصالح لبنان". وحول الاستقالة وعلاقتها المباشرة بتمدد حزب الله والدور السعودي كتبت الباحثة اللبنانية حنين غدار تقرير مهم  نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني جاء فيه 
فضلاً عن ذلك، إن واقع حدوث الاستقالة في الرياض يحمل بعداً إقليمياً قد يجعل لبنان مفتوحاً أمام كل من الصراع الإيراني-السعودي والجهود الأمريكية الرامية إلى احتواء طموحات طهران في الشرق الأوسط - وقد تصاعدت حدة الصراع الإيراني-السعودي خلال نهاية الأسبوع بعد أن اعترض السعوديون صاروخاً أُطلق من اليمن باتجاه الرياض ووصفوه بأنه عمل حربي من قبل إيران. ولا يزال السبب الذي دفع بالحريري إلى إعلان استقالته في الرياض غير مؤكد. فربما يكون السعوديون قد ضغطوا عليه للقيام بذلك رداً على زيارة ولايتي، أو أنّ الاستقالة تأتي في إطار خطة أوسع نطاقاً لمواجهة «حزب الله» في لبنان. وفي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، تحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى شبكة "سي إن إن" بلهجة منذرة بسوء العاقبة، قائلاً إن الاعتداء على الرياض شمل "صاروخاً إيرانياً أطلقه «حزب الله» من أرض يحتلها الحوثيون في اليمن". وبصرف النظر عن الحقيقة الكامنة وراء الاستقالة وحادثة الصاروخ، أصبح «حزب الله» أكثر تعرضاً الآن، من دون وجود حكومة ائتلافية تضفي طابع الشرعية على أنشطته المحلية والإقليمية، ومن دون شريك سني مهم ليحل محل الحريري.
وبدوره، انتقد زعيم «حزب الله» السيد حسن نصرالله هذه الاستقالة يوم الأحد، متهماً السعودية بإرغام الحريري على التنحي وإبقائه قيد الإقامة الجبرية. ولكن ما هو مهم أن خطابه جاء أكثر هدوءاً من المعتاد - فقد دعا عموماً إلى التروي وضبط النفس. ويبدو أن الاستقالة أخذت قادة «حزب الله» على حين غرة لأن الحريري لم يحاول تحدي سلطتهم منذ استلامه منصب رئاسة الوزراء مجدداً في العام الماضي. وعوضاً عن ذلك، تشير خطواته السابقة - مثل ترشيح حليف «حزب الله» ميشال عون لرئاسة الجهورية - وخطابه الأخير إلى أن خطته كانت تهدف إلى مواصلة التسوية مع الحزب.
أما بالنسبة لما سيحصل في المرحلة القادمة، فقد يتبلور واحد من عدّة سيناريوهات. فبموجب الدستور، من المفترض أن يدعو الرئيس عون إلى إجراء مشاورات نيابية لاختيار رئيس الوزراء المقبل. غير أنه وفقاً لتصريحاته الأخيرة، لن يقبل الاستقالة إلى حين حضور الحريري شخصياً إلى لبنان وشرح أسبابها، وهو ما طالب به السيد حسن نصرالله أيضاً. وإذا رفض الحريري ذلك، فقد يتعين على عون المضي قدماً لتسيير شؤون البلاد. وعلى أية حال، يواجه لبنان فراغاً خطيراً في مؤسساته. ونظراً إلى الوضع السياسي والأمني والاقتصادي الدقيق أساساً في البلاد، فإن المزيد من عدم الاستقرار قد يدفع بلبنان نحو مشاكل خطيرة.
وإذا لم يناسب الفراغ قادة «حزب الله» - الذين يدركون أنهم بحاجة إلى غطاء الحكومة لمواجهة عقوبات دولية جديدة محتملة - فقد يحاولون دفع الرئيس عون إلى استبدال الحريري برئيس وزراء آخر، علماً أن الدستور ينص على ضرورة أن يكون رئيس الوزراء من الطائفة السنية. غير أن هذا المسار سيكون زاخراً بالتحديات لسببين. أولاً، في الوقت الذي من المقرر فيه إجراء الانتخابات النيابية في أيار/مايو 2018 وتصاعد الضغوط الدولية على «حزب الله»، فإن أي زعيم سنّي سيواجه صعوبات سياسية للانضمام إلى حكومة يهيمن عليها «حزب الله». ثانياً، لا يملك الحزب النصاب اللازم في البرلمان الحالي لاختيار رئيس وزراء جديد - وفي الواقع، لا يملك أي فريق سياسي ما يكفي من المقاعد لتأمين هذا النصاب. ويخشى البعض من أن يلجأ «حزب الله» إلى تكتيك الاغتيالات لضمان النصاب القانوني. وبصرف النظر عمّا سيجري، ستكون الفترة الفاصلة شائكة.
أما بالنسبة للانتخابات نفسها، فقد كان الحصول على جميع الأطراف للاتفاق على التفاصيل كابوساً في الأساس، لذا فإن وضعهم الآن ضبابياً. فالفراغ الراهن يعزّز أكثر فأكثر ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، لكن استقالة الحريري - مع نبرة المواجهة التي اتسمت بها - قد تؤدي إلى تأجيلها أو ربما إلى ضغوط داخلية وخارجية لتغيير قانون الانتخاب النسبي الجديد. وكان الحريري قد وافق على هذا القانون لأنه ادّعى أن استقرار لبنان والعملية الديمقراطية لهما أهمية قصوى، على الرغم من الواقع بأن التغييرات الانتخابية من شأنها أن تضمن على الأرجح فوز «حزب الله» في أيار/مايو القادم من خلال منح حلفائه المزيد من المقاعد. والآن بعد أن تبدلت أولويات الحريري على ما يبدو، فإن القانون الجديد والجدول الزمني للانتخابات لم يعُدا مؤكدين.
وقد تؤثّر استقالته أيضاً على عدد كبير من البنود التي مررتها الحكومة، بما فيها مراسيم النفط والغاز للتنقيب بحراً عن هذه الموارد والميزانية الوطنية الجديدة، التي تعد الأولى من نوعها فى لبنان منذ اثني عشر عاماً. وقد تؤدي الاضطرابات الناتجة إلى إبعاد الشركات الأجنبية التي تحتاج إلى الثقة في البيئة السياسية من أجل الاستثمار في الأعمال التجارية - وهو احتمال قاتم نظراً إلى أن لبنان لا يزال يعاني من تداعيات الحرب السورية التي قطعت طرقاً تجارية رئيسية وأسفرت عن تدفق أكثر من مليون لاجئ إلى لبنان.
وتعني هذه المشاكل، إلى جانب احتمال تدخل السعودية وإيران بشكل أقوى، أن شبح الأزمة السياسية والاقتصادية يقترب بوتيرة أسرع حتى من لبنان. وبناء على ذلك، يجب أن يستجيب المجتمع الدولي لهذه الاستقالة من خلال وضع خطة منسقة ترمي إلى تحقيق هدفين هما: ضمان استقرار البلاد، ومواجهة «حزب الله» للحرص على عدم استغلاله هذا الفراغ.
وسواء اختار «حزب الله» قبول الفراغ إلى حين إجراء الانتخابات أم لا، فسيبذل قصارى جهده لمواصلة السيطرة على لبنان وسط التحديات الإقليمية والمحلية المتنامية، الأمر الذي يمنح خصومه المحليين والخارجيين فرصة التصدي له، ولا سيما على خلفية الانتخابات المقبلة. وقد يكون دعم المرشحين المناهضين لـ«حزب الله» أو السعي إلى تغيير القانون الانتخابي خطوتين مفيدتين في هذا الشأن. لكن من غير المحتمل إجراء الانتخابات في موعدها ما لم يساعد المجتمع الدولي لبنان على عدم الانجرار إلى الفوضى ويضمن عدم تصعيد الحرب الإيرانية-السعودية وتحويلها إلى اشتباكات مسلحة داخل لبنان. إن الفراغ السياسي والفوضى لم يساهما سوى في تقوية «حزب الله» وإضعاف الدولة منذ عام 2005، ولذلك لا يمكن التعويل عليهما بالفعل لمواجهة الحزب اليوم.
وفي سياق متصل كتاب بنفس المصدر الباحث ماجد عاطف تقرير حول حزب الله …. أحلام التمدد  جاء فيه 
في منتصف أغسطس الماضي نقلت لنا شاشات التلفزة لقطات تبدو شاذة للناظرين، مقاتلي تنظيم "داعش" ينتقلون برفقة أسرهم في حافلات يحميها الجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري. فأعداء الأمس، أي الجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري، صاروا اليوم حريصين على نقل عناصر التنظيم بأمان من الحدود اللبنانية إلى الحدود السورية العراقية، منهين بذلك أحد فصول رواية لحرب داخلية طويلة بالوكالة.
تأتي معركة عرسال بعد دخول حسن نصرالله  الحرب في سورية والتي بالطبع كان للتكليف الإيراني له بدخولها دورا بارزا، لكنها أيضا كانت  نقلة في مسار حزب الله الذي يسعى جاهدا للتحول من حركة مقاومة في بلد صغير مثل لبنان إلى قوة إقليمية لها ثقل في المنطقة ، وهذا ما أكده بالفعل خلال معركته الأخيرة في جرود عرسال التي أعلن فيها انتهاء وجود "داعش" على الحدود اللبنانية والسورية وإحكام سيطرته على الداخل اللبناني بشكل كبير ومحاولة حزب الله إشراك الجيش اللبناني معه في كل شيء بهدف تكرار النموذج الإيراني (الحرس الثوري والجيش النظامي).
ومع قيام الثورة السورية في 2011 وما أعقبها من انقسامات وتطاحن بين القوى المختلفة، نزح عدد غير قليل من سكان مدينة القلمون السورية (اغلبهم من السنة) وعبروا الحدود اللبنانية واستقروا ببلدة "عرسال" اللبنانية، التي تقع على الحدود السورية اللبنانية. وربما بسبب وجودها على مرتفعات جبلية اكتسبت عرسال التي لا يتجاوز عدد سكانها 35,000 نسمة اسمها والذي يعني باللغة الآرامية القديمة "عرش الرب" البلدة الصغيرة التي باتت مسرحا جديدا لصراعات إقليمية.
ونظرا لان البلدة الصغيرة لا تستوعب الأعداد النازحة، تم إنشاء مخيمات للاجئين. وبمرور الوقت أحكم تنظيم "جبهة النصرة" قبضته بدرجة كبيرة على مخيم عرسال، وبدأت الاحتكاكات بين المسلحين بعضهم البعض تزداد، وكثيرا ما كان الجيش اللبناني نفسه يتعرض لإصابات أو لاختطاف جنوده، حين كان يحاول السيطرة على الموقف، وفي الوقت ذاته كان حسن نصر الله يعلن بوضوح أن حزب الله يحارب إلى جانب بشار فيما أسماه بالحرب المقدسة، وهم ما جعل المسلحين يبدأون بتوجيه ضربات للداخل اللبناني.
وفي منتصف أبريل عام   2013، تحدث بشار الأسد عن عرسال واصفا إياها بانها باتت معسكر لمن اسماهم بالمسلحين والتي يجب قصفها. وبالفعل زادت حدة الغارات والاختراقات من جانب الجيش السوري للأجواء اللبنانية لتوجيه ضربات لهذا المعسكر.
لكن التحول الدراماتيكي الأكبر في المشهد حدث في أغسطس 2014 مع واقعة اختطاف 16 جندي لبناني على يد جبهة النصرة، وهنا بدأت أصوات التذمر تعلو داخل الشارع اللبناني من حسن نصر الله وتنظيم حزب الله، الذي اعتبر اللبنانيون أن تدخله في الحرب السورية دعما لبشار هو الذي جلب الدواعش إلى بلادهم.
وباءت كل محاولات إنقاذ هؤلاء الجنود بالفشل، إلا أن تدخلت قطر ونجحت في إقناع "جبهة النصرة" بإطلاق سراح الجنود المختطفين في مقابل إطلاق سراح 26 سجينا لهم في السجون اللبنانية (من ضمنهم سجى الدليمي طليقة أبو بكر البغدادي). ومع ذلك، فإن نفوذ جبهة النصرة (داعش) لم ينتهي أو يقل بالعكس، زاد نفوذهم ليصل إجمالي المساحة التي تحت سيطرتها داخل البلدين لما يقرب من 300 كم² واستمر اقتناص الجنود والمناوشات، وبدأت النصرة توجه عملياتها للداخل اللبناني عقابا لحزب الله على مشاركته بالحرب السورية.
وفي ذكرى احتفالات نصر تموز، أعلن نصر الله انه حان الوقت لاستعادة عرسال، لم يكتف نصر الله بإعلان الحرب هذا بل أعلن تقسيم الأدوار قائلا: بفضل القرار السياسي الحكيم مع الرئيس ميشال عون سيخوض المعركة من ناحية حدود لبنان الجيش اللبناني ونحن والجيش السوري سنقود المعركة من القلمون بسورية وخلال أيام سنعلن النصر".
وبالفعل تحرك الجيش اللبناني ليحرر ١٢٠كم من أصل ١٤٠كم كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" على الحدود اللبنانية وفي المقابل على الحدود السورية كانت داعش تسيطر على ٣١٠كم استعاد منها حزب الله والجيش السوري ٢٧٠كم على عدة مراحل ثم تمت المفاوضات.
قرار نصر الله دخول الحرب الأن رغم أنّ حزب الله كان قادرا منذ العام 2015 على إنهاء وجود المسلحين القادم معظمهم من القلمون التي سيطر عليها الحزب، يشي بوضوح عن نوايا نصر الله الذي من جانب رآها فرصة لاستعادة شعبيته المفقودة نسبيا في لبنان، ليظهر من جديد كالبطل الذي حررهم من الإسرائيليين في تموز وها هو يحررهم من الدواعش اليوم مستفيدا من التوافق الدولي على حتمية الخلاص من الكابوس الداعشي، ومن جانب أخر يعزز مكانته الإقليمية، وأخيرا يساعد حليفة الأول إيران على بسط نفوذها بالإقليم.
لكن نصر الله فاجئ الجميع بقبوله التفاوض مع الدواعش منفردا، لينهي المشهد باتفاق يضمن خروج النصرة (670 فرد)  من لبنان متجهين إلي البوكمال بشرق سوريا في مقابل أن يرشدهم على مكان جثث شهداء حزب الله والجنود اللبنانيين إضافة إلى جثة الجندي الإيراني محسن حججي (اللي أعدمته داعش أمام الكاميرات) - ليعلن بعدها نصر الله انتهاء الحرب مهنئا الشعب اللبناني بالنصر، وهو ما ازعج الحكومة العراقية بشده، إذ فجأة وجدوا الدواعش مرة أخرى على حدودهم، وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قائلا "نقل أعداد كبيرة من داعش إلى المناطق الحدودية مع العراق أمر غير مقبول".
ما يعتبره الإيرانيون خطوة للأمام لبسط النفوذ، يراه السعوديين خطر محدق بهم. وقد التزمت السعودية رسميا الصمت خلال المعركة، لكن نظرة على عناوين المقالات الصادرة في جريدة الشرق الأوسط المملوكة للأمير تركي بن سلمان والتي تعتبر لسان البلاط الملكي، تدرك أنها تبنت خط واحد وهو الحديث عن الأطماع الإيرانية في لبنان، مشيرة إلى أن قرار الحرب اتخذ في طهران .
لم تكن الرياض فقط هي من تراقب ما يحدث في عرسال، إسرائيل أيضا يقلقها التواجد الإيراني في محيطها. وفي مكالمة هاتفية مع أحد كبار المسئولين الإسرائيليين السابقين عبر الرجل لي عن المخاوف الإسرائيلية مما يحدث في عرسال قائلا:
"لنكن واضحين أن حسن نصر الله الأن هو لبنان ولبنان هي حسن نصر الله، لكن ما يهمنا هنا هو التغول الإيراني بواسطة حزب الله في سورية، لن نسمح لإيران أو حزب الله بإنشاء أي قواعد في سوريا، ويمجرد اقترابهم من مرتفعات الجولان سنضرب بقوه دون تردد، ولعل الغارة الأخيرة التي استهدفت مصنعاً لإنتاج الصواريخ والأسلحة الكيماوية في حماه -سورية جعل واضحا لهم إننا لن نتردد في استخدام القوة حال تجاوزهم الخطوط الحمراء ".
دير الزور هي ثاني أكبر المحافظات السورية وترجع أهميتها إلى عدة أسباب، فهي   المعبر الجغرافي الأهم بين سوريا والعراق، نظرا لملامستها محافظتي (نينوى والأنبار) العراقيتين، واحتوائها على حقول غاز ونفط كثيرة.  ولأهمية دور الزور الاستراتيجية واللوجستية حرص تنظيم " داعش" على إحكام السيطرة عليها منذ 2014.
وبالقطع ترى واشنطن وموسكو أن دير الزور من اهم النقاط الذي يجب القضاء على داعش بها، وكلاهما ينظر إلى ما بعد الحرب ومن سيبسط نفوذه بها، وقد لقى الجنرال فاليري اسابوف (كبير المستشارين العسكريين الروس في سوريا) مصرعه في تلك المعركة، ولعل اشتراك قائد عسكري بحجم اسابوف في المعركة، يعكس مدى الاهتمام الذي توليه موسكو لتلك البقعة الاستراتيجية.
التحالفات في تلك المعركة عكست ما يمكن أن نسميه الحرب بالوكالة، فمن جانب تحالفت قوات سوريا الديمقراطية (المدعومة من أمريكا) والأكراد، ومن جانب آخر تحالف الجيش السوري وإيران وحزب الله (المدعوم من روسيا) - للخلاص من عناصر داعش بالمحافظة.
من جانبه وجد نصر الله في معركة دير الزور فرصة مناسبة للإعلان عن قوته الإقليمية أو إرهاصاتها، وهو ما يفسر لماذا (ولأول مرة) يرفع الحزب السرية عن قيادة عسكرية ميدانية له، فقد كشف «حزب الله» عن القائد الميداني لقواته بدير الزور والملقب باسم الحاج أبو مصطفى من خلال لقاء تلفزيوني له ظهر فيه شارحا دور حزب الله في المعركة موجها الشكر لحلفائهم الروس وبشار مهنئا الشعب السوري بهذا النصر.
ظهور الحاج أبو مصطفى عبر شاشات التلفزة لم يكن عشوائيا أو صدفه، بل كان مقصود تماما فيما يعتبر نقلة نوعية في سياسة حزب الله الإعلامية، يمكن القول أن التنظيم قرر أخيرا الظهور من تحت الأرض، مصدرا بيانا حربيا شبه رسمي هنأ فيه الشعب السوري بانتصاره مؤكدا "أن سوريا الواحدة الموحدة ستبقى عصية على المؤامرة الكبرى".
لكن دور حزب الله الذي يحلم بالتمدد لا يقف عند سورية، ففي العراق أيضا يلعب جنود الله دورا بارزا وان كان مختلفا نسبيا، ففي الوقت الذي يقاتل حزب الله في سوريا بنفسه، فان دوره في العراق يقتصر على التدريب حيث يشرف حزب الله على تدريب لواء فاطميون الإيراني أشراف كامل في العراق ووفقا لروايات بعض المقاتلين فان أحيانا ترسل بعض العناصر إلى مخيمات الحزب في جنوب لبنان لتلقى تدريب نوعي على حرب الشوارع.
لا يمكن الجزم ما الخطوة القادمة لنصر الله، وهل سينجح في خلق نموذج جديد من الحرس الثوري الإيراني؟ أو هل يمكن وقفه؟

شارك